ذكرى الاستقلال ولبنان تحت الاحتلال
ذكرى الاستقلال ولبنان تحت الاحتلال
——————–
تطل ذكرى الاستقلال ولبنان لا يزال تحت احتلال وطن منزوع الرأس مقيد بالتبعية محكوم بالفساد شعوب متناثرة وطبقة سياسية متناحرة وطن فيه ملوك الطوائف تتبعهم قطعان المذاهب وأزمات تفتك بالحياة أفواج أفواج ولا حل بالأفق يلوح فلكل ارتباطاته الخاصة ومصالحه السياسية التي تعلو على الدستور وهو بلاء لبنان وسبب أزماته
فبعد عقود من إعلان الاستقلال لم يعرف مشروع الدولة طريقة إلى وطن الأرز وبقي صوريا فارغ المضمون وهميا رغم الاعتراف الدولي ومحتل بعد نهاية الانتداب ومستعمر بعد جلاء الجيوش الأجنبية عن أراضيه
فقد خرجت جيوش الاحتلال الفرنسي عن لبنان تاركتا خلفها سلطة امتيازات بنظام فرز عنصري قسم المواطنين مذاهب وأطبق على الحياة العامة والخاصة بتبعية سياسية للغرب ووكالات حصرية أمسكت مقومات الاقتصاد أدارت الوطن بعقلية الزبائنية بعيدا عن المؤسسات وقوانينها التي بقيت حبرا على ورق حتى يومنا هذا وما وصل إليه الوطن وشعبه من حالة كارثية وضياع حقوق المواطنين وسلب ودائعهم من المصارف ليعيشوا بغربة داخل وطن لم يحفظهم يوما ليشعروا بعيد استقلال واي استقلال يا ترى!!!
صحيح أن لبنان حاليا وطن منزوع الرأس بغياب الموقع الأول في السلطة لعدم انتخاب رئيس للجمهورية إلا أنه منزوع الحياة ووطن ميت بموت أبناءه حين يتساوى المقاوم بالعميل ويصبح المجرم شريكا بالقرار السياسي وحين يسلب المواطن حقه ويسلب منه قراره أمام ارتكاب سلطة متنازعة بوقاحة وماذا ينفع الرأس لوطن تحول جثة على طريق الأزمات تفتك به طبقة سياسية لا تقف إلا عند حدود مصالحها السياسية وارتباطاتها لتضمن استمرارها وتوريث حكمها منظومة جمعت السياسة بالدين شكلت إقطاع حقيقي قوض الحياة وفرغها من مضمونها وسلب المواطنين أحلامهم وقتل طموحاتهم بعد أن بدد الكفاءة بالمحسوبية فحتما لبنان تحت احتلال ولن ينتهي إلا بمعركة تحرر تبدأ بالوعي لتحقق استقلال طبيعي يكرس لبنان وطن مساواة لجميع أبناءه بمعايير الكفاءة والانتماء الوطني والتضحية وبذلك يكون استقلال لبنان وعيده
د. محمد هزيمة كاتب وباحث سياسي واستراتيجي