كتب ناجي أمهز: الشيعة والموارنة وأسباب زوال لبنان، وأسرار العلم اللبناني، حسب الرواية التلمودية.
كتب ناجي أمهز: الشيعة والموارنة وأسباب زوال لبنان، وأسرار العلم اللبناني، حسب الرواية التلمودية.
10 نيسان 2021 , 20:11 م
كتب ناجي أمهز
لبنان انتهى، فالدول عبارة عن شعب وماء وأرض،
وللأسف، فإنّ الشعب اللبناني هو عِبارة عن قبائل طائفية تتسابق، لتنتزع حصتها من قطيع خرفانٍ أصبح هزيلا، “فلا لحمه يُشبِع، ولا صوفه يُدَفِّي”.
والقبائل لم تَبْنِ في السابق دُوَلا، ولا في الحاضر ولن تبنيَ في المستقبل.
أمّا الماء، فهو عبارة عن المال الذي يجنيه الفلاحون والعمال، بعرق جبينهم وكَدِّ يمينهم،
ويقتطعون منه القليل، إمّا لِلّٰهِ، أو للدولة التي تعمل على رعايتهم وحمايتهم وتطوير سبل الحياة والأمان.
وللأسف هناك زمرة، سرقواالمال، وأوقفوا العمال عن العمل، وأغلقوا المصانع، وحرقوا المحاصيل، فلم يبقَ إلا أرض، صحراء لا تصلح للحياة…
مشكلة لبنان ليست بتشكيل حكومة، أو مصالحة بين فلان وعِلّان، بل بعقلية الحطّاب الذي كانت لديه شجرة تفاح تؤتيه أُكُلها، فأراد أن يبني معبداً يعبد الله فيه، فقطع شجرة التفاح وصنع منها معبداً يدعو الله فيه أن يرزقه التفاح.
الدول ليست دساتير ونواميس، ونفط وغاز وقوّة، فالدول برجالها الذين يصنعون الغد ويبنون المجد، ويحفرون، بالصخر الصم، عظمة الحياة التي نأتيها مرةً، ونخرج منها مرة، إمّا أن نحيا أعزّاء مكرمين، وإما أن نكون مجرد عبيد نخسر الدنيا والاخرة، لأنّ الله لا يدخل العبد الجنة، لانّ العبودية لغير الله كفر و شِرك، ونحن في لبنان نعبد ألف ربٍّ وربّ.
لبنان لن ينهض دون مسيحيةٍ سياسيةٍ وطنيةٍ تُشَمِّرُعن سواعدها وتتوجه نحوالغرب رافعة صوتها، أنّه لبنان الذي ذكر في التوراة والانجيل، هو كل لبنان، ليس لبنان فقط جبل لبنان، وقد قال موسى ((الرب إلهنا قد تكلم في حوريب، فقال لنا: كفتكم الإقامة في هذا الجبل. فتحولوا وارحلوا وادخلوا جبل الأموريين، كل ما في جواره: العربة والجبل والسهل والنقب وساحل البحر، أرض الكنعانيين، ولبنان، إلى النهر الكبير، نهر الفرات. انظر: إني جعلت الأرض أمامكم، فادخلوها، ورِثوا
الأرض التي أقسم الرب لآبائكم، إبراهيم وإسحق ويعقوب، أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم:”تثنية الاشتراع”)).
وعلم لبنان بخطين: أحمر، وشعار الارزة. بالنسبة للتلمودين ليس إلّا طريق الدم الذي يمتد من أورشليم في فلسطين، الى قبر حيرام ابي في صور، حيث ينحرون البقرة الحمراء، ويتعمدون بدمها، وينقلون الأرز لِبناء الهيكل المزعوم، ويحققون ما جاء بعلمهم الذي هو خطين من الماء ونجمة داوود بوسطه.
وأنا الشيعي، أُخاطب المسيحيين الذين يعتبرونني كأحد أبنائهم، وقد قال لي كليُّ الِاحترام الراحل البطريرك صفير، عندما التقيته،عام 1997: إنّهم لا يريدون لجيلكم أن يحيا حياة كريمة، لأنّكم خبز هذا الوطن وخميرته.
وقال الأبّاتي الدكتور انطوان ضو: إنّ ناجي أمهز يعرف بالسياسة المارونية أكثر من كثيرين من الموارنة أنفسهم، لاني تربيت بين النخبة المسيحية التي كانت تُحرِّك العالم، دون ان تتحرك، والتي علمتني كل شيء، ومن هذه المعرفة أقول لكم: لا يجوز أن تُحَمِّلوا الشيعة كل ما يجري، فهم إنْ ذهبواإلى ايران، لان السلف التكفيري، في العالم العربي والاسلامي، عمل على قتلهم، كما أنّ الغرب لم يتبنَّهم أو يدعمْهم.
أخبرني الأستاذ جوزف. خ.، وهو يقرأ لي من كتاب خُطَّ باليد باللغة الفرنسية، إنّ شيعة لبنان لا طموح سياسياً لديهم، مع أنّهم لا يحبوننا (الفرنسيين)، وهم مستعدون أن يعملوا من الفجر حتى المغيب، رافضين الِانضِمام الى قواتنا(الجيش الفرنسي)، مع أنّ الأجر أكبر والعمل أقل، هذه حقيقة الشيعة.
وقد سمعت من أحد السفراء الكبار الراحلين، الذي قال: تواجدت في أحد المجالس التي كانت مليئة بالأخوة الصافية، حيث قص عليّ أحد رجال الأعمال من تركيا، بأنّ الفئة الوحيدة التي لم تجد فيها السلطنةالعثمانية، من يرتدي “الطربوش”هم الشيعة، فقدهُجِّروا من أراضيهم وخسروا أرزاقهم، ومع ذلك لم يتغيروا، لِأنهم لا طموح سياسياً لديهم.
وحتى يومنا هذا لا، يوجد طموح سياسي عند الشيعة، والدليل أنّهم، كما قاتلوا بالأمسِ أقوى قوّةٍ وهي السلطنة العثمانية، وثاروا على الِانتِداب الفرنسي، ولم يحصلواعلى شيء، هم اليوم يقاتلون أقوى قوة عرفتها البشرية، وهي أمريكا ومن معها، وهم أيضاً لا يريدون شيئا.. بينما البقيةُ حصلوا على كل شيء.
وأنتم تعلمون أنه دولياً، ليس من يشكل الفرق هو نائب بالزائد أو وزير بالناقص، ولا التعداد السكاني، لأنّ لعبة الدول لا تقوم أبداً على مثل هكذا قراءات. والشيعة، كم عمرهم السياسي؟عقدين ثلاثة عقود؟ بينما المارونية، عمرها بالسياسة منذ أيام البيزنطنيين.
دعونا نتحدث بهدوء، ونبحث عن الحلول، وانتم تعلمون أنّ شيعة لبنان، لو سلموا سلاحهم حتى سكاكين المطبخ، فإنّ النظام العالمي، الذي تسيطرعليه الصهيونية، لا يريدهم، ولن يتركهم أحياء، لأنّهم ليسوا في سُلّم”المتنورين”، وفي شريعة هؤلاء “المتنوّرين”، يجب معاقبتهم، كما عاقبتهم السلطنة العثمانية التي طردتهم من قراهم وكما حرمهم الفرنسي، بموافقة الإنجليزي، من أقلّ الحقوق حتى يومنا هذا، واليوم،أمريكا ومن معها يُريدون معاقبتهم، لأنّهم انتصروا على المحتل الإسرائيلي في جنوب لبنان، ليجعلوا منهم عِبْرَةً لمن يعتبر، وكي لا يحاول أحدٌ، بعدهم، أن يقوم بالمقاومة أو يعترض على النظام العالمي (السيستم)؛ كما أنّ الإسرائيليّ لن يكون قادراً على بناء هيكله، إلّا إذا احتل صور، أو ضَمِنَ أنّه قادر على أن يصل إلى قبرِحيرام فيها، لينحر بقرته الحمراء؛ وبما أنّ الشيعة لن يسمحوا بِأنْ تُحْتَلَّ قراهم مرةً أخرى، فإنّ التصادم قادم…إذاً فمن المنطقي ألّا يُسلِّمَ الشيعة سلاحهم، حتى لو حصلوا على كل ضمانات العالم.
وقد شاهدنا كيف تعامل العالم مع من خرج عن سيطرته، والنازية أكبرُ دليل؛ فهم طاردوهم وقتلوا كل نازيّ، حتى أنّ الذي لم يعثروا عليه، شطبوه من السجلّات المدنية، وصادروا كل ممتلكاته.
وإن كنتم تريدون لبنان، من دون الشيعة، فأعلنوا عن لبنانكم، والذي وعدتم بأن يكون الجنة، تطبيقاً للمثلِ القائل:”نيال مين له مرقد عنزة في جبل لبنان”، ولكن، قبل الذهاب حتى الآخر، تذكّروا، بخشوع، كم تشابكت أيدينا، عند القديسين…، وحاولوا، ولو للمرة الألف، أن تبقى يدُ يسوع ممدودة، خاصة وأنّنا لم نتقاتل يوماً، وعلى مر التاريخ…
لبنان، لن يكون لبنان بلا الشيعة.
مشكلة لبنان ليست فقط أنّه خسر أمواله، مشكلة لبنان أنه خسر رجاله القادرين على النهوض من جديد، مثل طائر الفينيق، لِأجلِ هذا اللّبنان.
وليس كل ما يعرف يقال.