الخادمة أمّ ؟ بقلم ريما فارس
الخادمة أمّ ؟
كثيراً ما نرى خادمات أخذنَ مكان الوالدات، ليصبح الاطفال ينادوهنّ بكلمة “ماما”، لأنهم يشعرون اتجاهن بالعاطفة والإهتمام.
إن تبادل الأدوار بين آلام والخادمة يؤدي إلى فقد إحساس الطفل بالأمومة الحقيقة.
لهذا الأمر مفاعيل خطيرة مع مرور الوقت، لأن العاطفة ستنقسم إلى قسمين؛ قسم للأم التي ولدت والقسم الآخر للخادمة التي تهتم.
لا يمكن ولا يجوز لها أن تحل محل الأم وتأخذ مكانها، فهي مساعدة لها في أعمال المنزل ليس أكثر. ولا يجب أن تصبح أماً بديلة للأطفال، فالوالدة هي المسؤولة عن تربيتهم وتشكيل شــخصياتهم وتـنشـئـتهم تنشئة اجتماعيّة سويّة وسليمة، ولا يمكن لأيّ كان أن يكون مؤهلاً للقيام بهذا الدور كما تكون الأم مؤهلة له”.
إن تخلي المرأة العصرية عن دورها والاعتماد الكلي على الخادمات في تربية الاطفال ظاهرة من الظواهر التي باتت تؤثر سلباً على تنشئة الجيل المستقبلي في مجتمعنا، حيث يكتسب من خلال المربيات مفردات ومصطلحات لغوية ركيكة غير متماسكة والتي تتضح في الكثير من المفردات الآسيوية، أيضا هناك العديد من السلبيات الاجتماعية الناجمـة من تواجـــد الخــادمات والمربيات في الأسرة اللواتي يطلعن بادوار في غير الادوار المفترض عليهن تاديته .
تربية الأم لطفلها حق وليست مهمة.
يتعلق الطفل بالخادمة الى حد انه يستطيع الاستغناء عن الام والأب، ولا يستغني عن الخادمة .
إذا لم تكن الأم متفرغة لأولادها والقيام بدورها المقدس والذي يميز المراة (الأم) عن غيرها من بني البشر فحريٌّ بها إن لا تنجب.
إن ابتعاد الام عن الطفل وافتقاده لحنانها ومواكبتها ورعايتها له، قد يؤثر على الطفل نفسياً، وينعكس على نموه السليم.
الاطفال هبة الله وأمانة في اعناقنا. ومهما كانت الخادمة امينة وحنونة فهي لن توازي حنان وعطف الام على ابنها.
لقد سمعنا عن حوادث مؤسفة حدثت لأطفال على أيدي خادمات ليس في قلوبهن أي رحمة فيجب. على الامهات الاتعاظ مما يحدث والخوف على اطفالهن».
وجود الخادمة حل لدور المراة العاملة،في مجال إدارة المنزل والقيام بالخدمات المنزلية التي تتعارض مع وجودها في العمل، لكن عليها أن لا تتخلى عن دورها الأسري العاطفي والمعنوي والتربوي. وإن ابتعادها عن طفلها لفترات طويلة وتركه للخادمة خطأ فادح يورث مشاكل نفسية وأخلاقية وإجتماعية جمة، لأن الأم هي المسؤولة الأساسية عن تنشئة الاولاد وهي قطب الرحى في مجال تربية الأسرة وصناعة مجتمع خالٍ من الموبقات والامراض النفسية، لان الأم هي المصدر الأساسي للإشعاع التربوي الذي سيضيء للاجيال طريق الصواب للوصول إلى الاهداف المثلى، والرقي بالمجتعات نحو الاهداف السامية والقيم المجيدة.
ريما فارس