فلسطين قصة صمود وتحقيق العدالة
كتب عماد ياغي
تعد القضية الفلسطينية واحدة من أكثر القضايا العالمية تأثيرا ، حيث يتصاعد التوتر من مواجهات فردية الى حرب شاملة بين الفلسطينيين أصحاب الأرض والإسرائيليين المحتلين والمغتصبين على أرض فلسطين المحتلة. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية ، إلا أن الحقيقة الواضحة والمحققة هي أنها تنتصر تدريجيًا على إسرائيل، وتحقق العدالة المنشودة وأبسط مثال عملية طوفان الاقصى التي كسرت مقولة العين لا تقاوم المخرز .
وقد أثبت التاريخ ان من لا يحمي بيته سيبقى طول العمر بلا مأوى وفلسطين فيها رجال والى جانبهم رجال . وبالرغم من تصاعد الضغوط من خلال التظاهر والبيانات وحملات التضامن العالمي واتخاذ التدابير الدبلوماسية والاقتصادية ضد اسرائيل، فإن الأخيرة فشلت في إحباط النضال الفلسطيني . ان تاريخ المقاومة الفلسطينية يعكس درجة الصمود والتحدي التي تظهرها القضية ونجاحها في الوصول للعالمية.
منذ النكبة في عام 1948، والتي شهدت تهجير العديد من الفلسطينيين من أراضيهم، وحتى يومنا هذا، استمر الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل قوة وإصرار. الانتفاضات الفلسطينية المتتالية، مثل انتفاضة الأقصى وانتفاضة الحجارة، تعكس إرادة هذا الشعب في الدفاع عن حقوقه والمطالبة بالحرية والكرامة.
بجانب المقاومة الشعبية، فإن القضية الفلسطينية تحقق انتصارات من خلال الدعم على المستوى الاقليمي من خلال محور المقاومة فتعززت مكانتها بفضل دعم بعض من الدول العربية والجمهورية الإسلامية في ايران حيث أعربت عن رفضها للسياسات الإسرائيلية القمعية والاستيطانية، وأعلنت دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع. هذا التضامن والدعم من قبل محور المقاومة يعزز الصوت الفلسطيني في المحافل الدولية والرأي العام العالمي ويؤكد أهميتها. كما ان العديد من الدول ، ومن خلال احباط الضغط على المؤسسات الدولية، أعربت عن دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقهم، وأقرت قرارات وقوانين تدين الاستيطان الإسرائيلي وتطالب بإنهاء الاحتلال. على سبيل المثال، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 الذي أعطى لفلسطين وضع الدولة المراقب غير العضو في الأمم المتحدة، يعكس التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية والذي عارضته اميركا واسرائيل وامتنعت عن التصويت له غالبية الدول الأوروبية.
القضية الفلسطينية تنتصر أيضًا من خلال التحركات الثقافية والأكاديمية. فالعديد من الفنانين والمثقفين والأكاديميين العالميين يعبّرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين وينشرون الوعي حول الظلم الذي يتعرضون له وقد رأينا ذلك بأم العين ولا سيما في المؤتمر التي دعت اليه جنوب افريقيا. هذه الجهود تساهم بشكل كبير في تعزيز القضية الفلسطينية وإحداث تغيير إيجابي في الرأي العام العالمي.
أما غالبية العرب فسكارى وما أقبح مواقفهم فكل المآذن في دول محور المقاومة قد رفعت آذانها الا عند هؤلاء العرب الذين استعاضوا عن المآذن ببعض طيور البوم .
لمن المؤسف ان تنساق هذه البلدان مع السياسة الصهيوأميركية فتفح سفارات وعلاقات وتكون المنفّذ لسياسة اميركا. للأسف ٥٧ دولة عربية واسلامية باستثناء القليل منها لا ننتظر منهم الانبهار في اي قمة ولا تصدقوا انه بإمكانهم ان يحملوا تعويذة يخرجون بها (الزير من البير) ، فهم مجرد خيبة أمل تضاف الى الخيبات. ان مفاتيح القدس ليست مع العرب بل في جيوب رجال محور المقاومة ومعلقة بصواريخهم وببنادقهم ومسيّراتهم وايمانهم الوطني والعقائدي.
في نهاية المطاف، تظهر القضية الفلسطينية على أنها قضية ناجحة ومنتصرة في مواجهة إسرائيل. صمود وتحدي الشعب الفلسطيني، إلى جانب الدعم الشعبي الدولي ، قد ساهم في تحقيق انتصارات حقيقية. وعلى الرغم من الصعوبات الحالية، فإن العدالة والحرية ستتحقق في النهاية، وستكون القضية الفلسطينية قصة نجاح حقيقية في تحقيق العدالة والاستقلال.