القرار 1701… ورقة ضغط جديدة؟
لبنى عويضة… خاص الرقيب:
يومٌ تلو الآخر، تتصاعد حدة التوترات على الحدود الجنوبية اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، ويومياً يقوم العدو بحركات استفزازية، مما يدعو لحبس أنفاس الشعب اللبناني.
فمنذ بدء عملية طوفان الأقصى، لا تزال البلدات الجنوبية تعاني من القصف العشوائي من قبل العدو، ومؤخراً أعلن حزب الله عن 509 عمليات قام بها ضد مواقع إسرائيلية منذ 8 تشرين الأول الماضي حتى 14 كانون الأول 2023.
وبما أن إسرائيل لا تريد أن تفتح جبهة مع لبنان، إذ ما تتكبده من خسائر مادية ومعنوية وبشرية في حربها ضمن قطاع غزة قد أثّر بشكل كبير على اقتصادها وأنهك قواها وانعكس على معنويات الجنود بشكل سلبي، لذا سعى المجتمع الغربي لمنع تمدد الحرب من قطاع غزة إلى لبنان، وهو حراك تقوم به واشنطن وتدعمه فرنسا عبر الدعوات المتزايدة لتطبيق القرار 1701 وإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بين الحدود وجنوب نهر الليطاني، ويتم التركيز والتشديد أيضاً على البند الثامن من هذا القرار، والذي يشير إلى إخلاء كامل للمنطقة من المسلحين ونزع السلاح، مع على الحفاظ على وجود الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام- اليونيفيل بشكل استثنائي.
وهذا ما دفع موفدين فرنسيين لزيارة لبنان وبوتيرة مرتفعة في الفترة الأخيرة، فالجميع يسعى للبحث في آلية تنفيذ القرار 1701؛ لكن على أي مبدأ يُطلب من الجانب اللبناني الالتزام بالــ1701 والعدو الاسرائيلي آخذ بانتهاك السيادة اللبنانية؟
تستهدف اسرائيل كل يوم القرى الجنوبية وتخترق القرار المذكور سواء براً أو بحراً أو جواً، فقد سُجّل منذ عام 2006 ولغاية 2023 أكثر من 30 ألف خرق للسيارة اللبنانية، ولغاية تاريخ اليوم لم تنسحب من مزارع شبعا.
إذن كرة النار تتدحرج على طول الحدود، والقرار 1701 بات ورقة ضغط على لبنان بحجة الحفاظ على أمنه، إلا أنه سيكون لصالح العدو من جهة عودة المستوطنين إلى الشمال وتفادي الخسائر الجسيمة سواء كانت اقتصادية، سياحية، سكانية…
وتحاول أميركا جاهدة لتنكبّ بكل قوتها بهدف عدم هزيمة العدو الاسرائيلي في هذه الحرب، مما يشكّل خسارة الحليف الأقوى لها، وبالتالي قيام قوى الشرق (روسيا، الصين وإيران) لاستغلال هذه الهزيمة والسيطرة على العدو.
يبدو أن العدو وحلفائه خائفون من فتح جبهة لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم، فالخسائر فادحة، ولهجة التهديد التي تصاعدت مؤخراً تجاه لبنان وحزب الله يمكن اعتبارها تمهيداً لعملية عسكرية، كذلك هي عملية تخويف تظهر على ألسنة الموفدين الأجانب.
ويبقى السؤال، هل سيلتزم العدو من جهته بتطبيق القرار 1701؟ وماذا لو التزم حزب الله بالقرار وابتعد بكافة مظاهره المسلحة عن الحدود؟ حينئذ لمن تكون الحدود؟
لا بد أن الأيام المقبلة ستحمل في طياتها مخاوف عدة وأسئلة أكثر، ولكن الأنظار الآن متوجهة نحو الحدود والحرب القائمة، والبقاء للأقوى وصاحب العزيمة.