فضل الله: لمنع الشغور في قيادة الجيش!
قال العلامة السيد علي فضل الله، في خطبة صلاة الجمعة: “البداية من غزة التي لا تزال تقدم أنموذجاً فريداً في الصبر والثبات على الموقف رغم المجازر والتدمير الذي تتعرض له، فيما تستمر مقاومتها بتقديم أمثولات من البطولة والجرأة والإقدام في مواجهة آلة الجيش الإسرائيلي العسكرية رغم عدم التكافؤ في القدرات والإمكانات وهي تمنعه من التقدم”.
واضاف, من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك “تقدم لا يتمتع بالاستقرار في الأرض التي يتقدم فيها، ما يعطيه درساً أنه مهما فعل هو غير قادر على إطفاء جذوتها”.
واشار فضل الله الى ان, “ذلك يحصل رغم الصمت الإقليمي وكل الدعم الدولي الذي لا يزال يحظى به الجيش الاسرائيلي والضوء الأخضر الذي مُنح له إلى درجة منع أي قرار يدينه من دون الأخذ في الاعتبار التبعات الكارثية لعدوانه”.
وتابع, ” الجرائم التي نشهدها ويشهدها العالم على الشاشات ومواقع التواصل والتي جعلت رئيس الصليب الأحمر الدولي يقول: “غزة تمثل فشلاً أخلاقياً للمجتمع الدولي”، وما ورد في بيان الأمم المتحدة: “غزة هي أخطر مكان لعيش الأطفال في العالم”.
واستكمل فضل الله, “وإذا كان من انتقادات أو إدانات بدأنا نشهدها من هذه الدول لاسرائيل لاستهداف المدنيين، إلا أنها ليست بالمستوى الذي يدفع الجيش الاسرائيلي إلى إيقاف نزيف الدم والدمار الذي يحصل، بل تبقى في إطار النصائح والتمنيات التي لا تقيم لها اسرائيل وزناً أو أهمية ولا تسمن ولا تغني من جوع”.
واردف, “إننا أمام ما يجري، نجدد اعتزازنا بهذا الشعب ونحيي صموده، وندعو مجدداً الدول العربية والإسلامية المعنية بهذا البلد لكونه جزءاً من العالم العربي والإسلامي، إلى اتخاذ مواقف جادة لمنع ما يحصل، ووقف تمادي اسرائيل في جرائمها، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة لاسرائيل، بما قد يشي بالتواطؤ معه”.
ولفت فضل الله إلى ان, “نحن على ثقة بأن هذه الدول قادرة على التأثير إن تكتلت جهودها وطاقاتها وتعاونت في ما بينها وبادرت إلى اتخاذ مواقف حاسمة، إننا لا ندعوها إلى أن تستخدم أسلحتها في مواجهة اسرائيل بل نرى أن لديها الكثير لتُفعّله إن على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي”.
وسئل: “أين أصبحت القرارات التي صدرت عن القمة العربية والإسلامية التي انعقدت أخيراً في الرياض؟”.
وتابع فضل الله, “إن من المؤسف أن نشهد ارتفاع أصوات ومسيرات تندد بالجيش الإسرائيلي تخرج من دول الغرب رغم التضييق الذي يمارس عليها والتحذير من عواقب تحركها، ولا نشهد ذلك في الدول العربية والإسلامية وإن خرجت فهي تبقى دون حجم المأساة التي تحصل في غزة”.
وأكد, “ان الإبادة التي تحصل في غزة وتستكمل في الضفة الغربية، تقتضي من الجميع تجميد كل الاعتبارات والحسابات والحساسيات إن على الصعيد العربي والإسلامي أو على الصعيد الفلسطيني التي قد تمنع من اتخاذ مواقف لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته”.
واوضح فضل الله انه, “لا بد من أن يكون الموقف موحداً في مواجهة ما يجري وتناسي كل الصراعات السابقة، لأن المخاطر لا تستهدف جهة أو فصيلاً أو دولة، بل هي تستهدف القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب والمسلمين الأولى، والتي يؤدي التفريط بها إلى إسقاط المقدسات وكل عناوين الحرية والسيادة لبلداننا في هذه المنطقة والقيم التي نحملها”.
ونوه “بكل المواقف الجريئة، لكل القوى التي تقدم كل ألوان الدعم إلى الشعب الفلسطيني رغم وعيها لأي تبعات قد تحصل من وراء ذلك”.
ودعى فضل الله إلى “المزيد من الدعم حتى يشعر الشعب الفلسطيني أنه لا يقف وحده في مواجهة اسرائيل، بل هناك من يقف معه ومستعد أن يشاركه في هذه المواجهة وتحمّل أكلافها الباهظة”.
وقال: “نصل إلى لبنان الذي لا يزال يقدم التضحيات الجسام في مواجهة اسرائيل، في ظل تماديها في اعتداءاتها التي وصلت إلى حد استهداف المدنيين في بيوتهم”.
وتابع فضل الله, “إننا اليوم نحيي بطولات المقاومة وصمود أهالي قرى المنطقة الحدودية والتضحيات الجسام التي تقدم في هذا الطريق، وأخص بالذكر عيتا الشعب التي قدمت حتى الآن تسعة شهداء فضلاً عن الدمار الذي حل بها، في الوقت الذي نعيد دعوتنا لكل اللبنانيين إلى التعامل بكل جدية مع التهديدات التي ينقلها الموفدون الدوليون، والتي يريد من ورائها فرض شروطه على هذا البلد والمس بسيادته والتي تدعو إلى تطبيق القرار 1701 بالشروط التي تريدها اسرائيل، والتي تحمي كيانها بدون الأخذ في الاعتبار هواجس اللبنانيين وخوفهم الدائم من غدرها والذي أثبته تاريخها وحاضرها”.
وأعلن ان “هذا يدعو إلى تحصين الساحة الداخلية وتجميد الخلافات التي تعصف بهذا البلد، وبالعمل الجاد لسد الثغر الحاصلة على صعيد مؤسسات الدولة، وملء الفراغات فيها ولا سيما في موقع الرئاسة الأولى، باعتباره الأساس في كيان الدولة، ولمعالجة كل الملفات العالقة، ولمواكبة ما يجري من مواجهات في الداخل اللبناني أو على صعيد المنطقة”.
وقال فضل الله: “وهنا نأمل أن ينعكس التوافق الذي حصل في المجلس النيابي وأدى إلى منع الشغور على صعيد قيادة الجيش على إنهاء الشغور على صعيد رئاسة الجمهورية الذي لا يمكن أن يحصل إلا بالتوافق وبالتوافق فقط، وعدم انتظار كما ينتظر البعض وضوح الصورة في المنطقة بعد الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة أو ما قد يحصل في الجنوب اللبناني”.
وختم, “لقد آن الأوان لإنسان هذا البلد أن يعيش في دولة تسهر على استقراره وأمنه وتعالج الأزمات التي يعانيها على الصعيد المعيشي والحياتي.”