خبر الان

حول الأكراد.. نتنياهو المصطنع يستذكي على أردوغان الدولة

حمزة تكين (صحفي تركي)- خاص الرقيب:

أمس الأربعاء، خرج علينا مجرم الحرب النازي رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي المصطنع بنيامين نتنياهو وهو يحاول أن يستذكي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويعطي تركيا دروسا بالأخلاق، وهو مجرد صهيوني أبعد ما يكون في نهجه عن أدنى مستويات الأخلاقيات البشرية الإنسانية.

يدعي هذا المجرم الذي داسته أقدام المقاومين الأبطال في غزة ومازالت تمرغ أنفه كل يوم في المستنقعات أن “تركيا وأردوغان يرتكبان المجازر بحق الأكراد” في موقف لا يعبر إلا عن حالة السكر التي يعيشها نتيجة أمرين:

الأول أنه ورغم كل جيشه النازي المدجج بآخر ما توصلت له التكنولوجيا العسكرية الحديثة في مجرة درب التبانة وما حولها، فشل فشلا ذريعا استراتيجيا تاريخيا كبيرا عظيما أمام أبطال المقاومة في غزة وبالتالي هو في حالة سكر عمياء وجنون خبيث أعمى حياته 24/24.

وعن هذا الفشل سمعنا وقرأنا الكثير التقارير الإعلامية والاستخباراتية العالمية، إلى جانب الكثير من التصريحات من مسؤولين في دول عدة فضلا عن تصريحات مسؤولي هذا الكيان المصطنع، كان آخرها أمس على لسان رئيس الاركان السابق لجيش الاحتلال الاسرائيلي النازي والذي قال “مع الأسف لقد خسرت إسرائيل الحرب في غزة ونحن لم نستطع تحقيق أي إنجاز استراتيجي هناك”.

والسبب الثاني لحالة السكر التي يعيشها نتنياهو، هو أنه وإضافة لموقف تركيا الرسمي الحكومي ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه في غزة وموقف تركيا الرسمي الحكومي المدافع عن المقاومة والرافض أمام ضباع مجرة درب التبانة وما حولها أن يتم توصيف المقاومة في غزة أنها “إرهاب”، فهذا المجرم نتنياهو في حالة سكر إضافية وألم شديد نتيجة الضربة العسكرية الاستخباراتية التي وجهتها تركيا قبل يومين لميليشياته في الشمال العراقي والشمال السوري أي تنطيمي PKK وPKK/PYD الإرهابيين والتي أدت لتدمير مراكز حساسة جدا للإرهابيين، بعض منها يخضع للحماية الأمريكية المباشرة.

بالمحصلة، ادعاءات النازي نتنياهو حول تركيا الدولة والأخوة الأكراد ساقطة مثل سقوطه هو في مزبلة التاريخ.

فليعلم هذا النازي وأذنابه وغلمانه وأولاده وأحفاده في منطقة الشرق الأوسط أن “قرن تركيا” قادم وبقوة بعون الله تعالى، قادم بدعم من الأكراد ومهما كانت الصعوبات ومحاولات العرقلة من هنا وهناك.

الأخوة الأكراد هم أقرب الشاهدين على الجهود الصادقة المبذولة حتى اليوم والتحديات التي تجاوزتها تركيا والمكائد التي حيكت ضدها لأنها تبني دولة تعطي الحقوق لكل مواطنيها مهما كانت أعراقهم (أتراك، عرب، أكراد وغيرهم) وهذا نموذج يزعج نتنياهو وكيانه المصطنع القائم على سياسات الفصل العنصري.

المكتسبات التي قدمتها تركيا الدولة الحديثة في مجال الحقوق والحريات واضحة لكل صاحب بصر وبصيرة، وهي مستمرة بالسعي لتقديم المزيد وجعل مواطنيها مهما كانت أعراقهم سواسية بالحقوق والواجبات وتلقي الخدمات.

تركيا الحديثة وخلال مرحلة “قرن تركيا” لن تسمح بتقويض هذه المكتسبات وستتصدى لمحاولات إعادة إحياء تركيا القديمة التي كانت خاضعة لخطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي يدعمها اليوم نتنياهو وكيانه المصطنع وسيدته الكبيرة أمريكا.

كل من يحاول استهداف سلامة شعب تركيا بمختلف أعراقهم وقومياتهم لصالح القوى الإمبريالية سيجد الحكومة التركية برئاسة أردوغان أمامه، فتركيا الدولة الحديثة قوية أمام محاولات أمثال نتنياهو الساعية لزرع الفتن والخلافات بين أبنائها.

تركيا لا تقتل الأكراد كما يزعم مجرم الحرب نتنياهو وأذنابه في المنطقة، بل تركيا تحمي كل مواطنيها أكرادا وغير أكراد.

ليست تركيا التي قتلت وهجّرت مئات آلاف الأكراد السوريين من سوريا خلال العقد الماضي، بل تلك الميليشيات (PKK/PYD) الإرهابية هي التي فعلت ذلك وذبحت وقتلت الأكراد الذين يخالفون ويرفضون سياساتها المدعومة إسرائيليا وأمريكيا، فضلا عن قتلها وذبحها أبناء بقية الأعراق في مناطق سورية عدة، ومئات القرى العربية التي أحرقتها تلك الميليشيات في سوريا مازالت شاهدة على ذلك.

تركيا تستضيف اليوم مئات آلاف الأكراد السوريين الفارين من إجرام تلك الميليشيات التي تدعي أنها ترفع شعارات الأكراد وحقوقهم، ولو كانت تلك الميليشيات صادقة بادعاءاتها لما هرب منها مئات آلاف الأكراد السوريين ولجؤوا إلى تركيا، تركيا التي تستضيفهم حاليا وتقدم لهم كل الخدمات المتاحة.

في تركيا يعيش ملايين الأكراد كمواطنين في هذه الجمهورية المتألقة وسط القارتين الآسيوية والأوروبية، لهم حقوقهم وعليهم واجبات مثلهم مثل أي شخص آخر يحمل جنسية هذه الدولة تركيا.

في تركيا يتبوأ الكثير من الأكراد أرفع وأعلى المناصب الحكومية، والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية.. الكفاءة هي المعيار لا القوميات والعرقيات وهذا ما يعمل أردوغان وحكومته على تثبيته في ظل مساعي نتنياهو وأذنابه لزرع الفتن والتخريب والفرقة في تركيا وغير تركيا.

كذلك تركيا تتمتع بأفضل العلاقات مع الأكراد في العراق خاصة والذين يعانون اليوم مثلهم مثل تركيا من عبء تنظيم PKK الإرهابي الذي يعيث في الأرض فسادا في عدة مناطق عراقية مدعوما من نتنياهو وغلمانه وأسياده، غير الراغبين باستقرار هذا البلد العربي الكبير والهام.

عوائلنا وأسرنا متداخلة متمازجة، أجزاء كبيرة منها من الأكراد، نعيش معا ونعمل معا وحياتنا كلها معا، وبالتالي ما يدّعيه نتنياهو محض أكاذيب لا تعبر إلا عن حالة السكر التي يعاني منها.

تركيا لا تقتل الأكراد ولا تذبح الأكراد كما يزعم نتنياهو وغلمانه في المنطقة، بل تركيا تقتل وتحارب الميليشيات التي تدعي زورا وبهتانا أنها ترفع “راية الأكراد” وهي ليس لديها عمل في تركيا والعراق وسوريا إلا قتل الأكراد أولا ثم العرب والأتراك.

تركيا تحارب هذه الميليشيات الإجرامية المصنفة إرهابية في دول آسيوية وأوروبية وأمريكية عديدة وكذلك في دول عربية، ميليشيات لا تمثل الأكراد أبدا بل تمثل مشاريع تقسيم وتمزيق المنطقة من جديد خدمةً في نهاية المطاف لمشروع “إسرائيل الكبرى” القائمة على أساس ديني عنصري.

لن يستطيع نتنياهو بهذا الهجوم على أردوغان أن يرقع عار هزيمته وفشله في غزة (وهو عار يفرحنا عندما يصيب نتنياهو وكيانه)، وسيبقى نتنياهو مجرد مسؤول في كيان مصطنع، وسيبقى أردوغان رجل دولة عملاق نهض بدولته وبلاده نحو القمة بأخلاق وسياسة وحكمة ونهضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى