اقلام سياسية

امام تاريخ الرئيس عمر كرامي لا تنفع فقاقيع الصابون السياسية، وزعامة المال.

امام تاريخ الرئيس عمر كرامي لا تنفع فقاقيع الصابون السياسية، وزعامة المال.

بقلم ناجي أمهز

من النادر أن تجد شخصا امتلك السلطة بكافة مفاصلها ومع ذلك بقي محافظ على توازنه وتواضعه، كما فعل ال كرامي ويفعلون حتى يومنا هذا مع النائب فيصل كرامي.

وأيضا من النادر على مساحة العالم العربي والإسلامي أن تجد عائلة رغم تجذرها في التاريخ ومكانتها الرفيعة بين العائلات الكبرى على مستوى العالم من زعماء وملوك ورؤساء، مثل ال كرامي الذين حافظوا على الأعراف والتقاليد العربية والإسلامية، حيث بقيت هذه العائلة رغم كل المغريات التي عرضت عليها، منحازة إلى الفقراء والكادحين من العمال، على مساحة الوطن، بل ودفعت كل ما تملك في سبيل أن يستمر هذا الوطن بنهج عربي عروبي قضيته فلسطين.

ال كرامي اسمهم ومجدهم ومكانتهم أكبر بكثير من الطارئين على عالم السياسة أو الذين يعتقدون أن الزعامة بتوزيع كيس سكر أو ربطة خبز.

زعامة ال كرامي لم تصنعها انتخابات معلبة على حجم بعض الأجساد النحيلة، أو تفرضها وصايا، أو تم شراؤها بالمال، زعامة ال كرامي هي هذا الثبات الراسخ على الموقف والعمل الدؤوب من أجل بناء وطن، ان تاريخ ال كرامي جزءا من الهوية اللبنانية، وطرابلس التي عمرها من عمر العمران، هي اضافت لها كنية طرابلس الكرامة، بل فيحاء الكرامة، لتقول للعالم من هذا التراب الطرابلسي المبارك هو اصل ال كرامي.

لذلك عندما نتحدث في ذكرى رحيل رجل الدولة الرئيس عمر كرامي شقيق الشهيد رجل الدولة الزعيم رشيد كرامي، ابن عبد الحميد كرامي أحد زعماء الاستقلال. نحن نتحدث طرابلس التي كانت الاساس في ولادة لبنان الاستقلال والسيادة والكرامة.

عظيمة هي طرابلس بأبنائها وأهلها وفي مقدمتهم ال كرامي، وعظيم الشعب الطرابلسي الذي عند كل استحقاق وطني أو سياسي، يثبت أنه حريص على ال كرامي ويبادل ال كرامي الوفاء كما ال كرامي اوفياء للشعب الطرابلسي وللوطن..

لذلك كل من يعتقد أنه قادر على تجاوز ال كرامي، هو مخطئ، ال كرامي هم في الوجدان الطرابلسي، وفي عروبة المشرق، وفي تاريخ لبنان القديم والحديث.

وكما الحياة تحتاج إلى ماء، كذلك السيادة والهوية اللبنانية لا تكتمل دون وجود ال كرامي، وأمام هذه الثابتة التي لا يمكن لأحد يغيرها أو يلغيها، نقول إن فقاقيع الصابون السياسية “ترغي” لكنها لا تدوم.

ومن يعتقد أن المال يصنع الزعامة، عليه أن يتذكر جيدا أن عدد أغنياء العالم يتجاوز عشرات الملايين، ولكن عدد الزعماء وخاصة في المشرق العربي وعلى مر التاريخ لم يتجاوز الألف، ومن بين هؤلاء الزعماء الزعيم رشيد كرامي رحمة الله عليه شقيق المرحوم دولة الرئيس عمر كرامي -رحمه الله-.

ومن يحاول استغلال مأساة الشعب الطرابلسي من أجل تزوير التاريخ والمستقبل، عليه أن يعرف أن الشعب الطرابلسي كما يحافظ على هويته الطرابلسية بكرمها وشجاعتها واصالتها، كذلك هو يحافظ على ال كرامي.

وعندما أردت أن أكتب في السياسة عن المرحوم عمر كرامي، لم أجد أبلغ وأدق وأهم، مما كتبه النائب فيصل عمر كرامي.

الذي قال:

“هل هي ذكرى الغياب أم ذكرى الحضور؟، حاضر أنت يا أبي، كأنك لم تغب أبدا، ولا يزال بيتك عابقا بصوتك، بضحكتك، بروحك المرحة، بمشيتك الهادئة الواثقة، بهيبتك، بحكمتك، وبفرح الأوقات التي تمضيها مع العائلة، معنا نحن أولادك، ومع أحفادك، وفي صوت وعيني أم خالد. حضورك يا أبي يملأ حياتنا”.

وأضاف: “هل هي ذكرى الغياب أم ذكرى الحضور؟، لقد أوصل اللبنانيون وطنهم إلى الانهيار، وهذا ما توقعته يا أبي وحذرت منه وناشدت ونادت وأنفقت كل حياتك السياسية في مواجهة سياسات الفساد والانقسام والفتنة والارتجال، ودفعت في سبيل ما تؤمن به أغلى الأثمان. عهدا علي يا دولة الرئيس أن أواصل المسيرة”.

وتابع: “هل هي ذكرى الغياب أم ذكرى الحضور؟، ها هو حلمك يا عمر كرامي يتحقق في فلسطين الحبيبة. ها هي الأرض تلفظ الغاصب والمحتل بالقوة، بالمقاومة، بالصمود، وبدماء الأبرياء التي ستغير مجرى التاريخ”.

وختم: “إنه طوفان الأقصى يا عمر كرامي الذي لطالما آمنت بأنه آت يوما. إنه طريقنا إلى القدس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى