فضل الله: الشعب اليمني لن يقف “مكتوف اليدين”
اشار العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبتي صلاة الجمعة، الى ان “يستمر الجيش الاسرائيلي بارتكاب مجازره بحق المدنيين في غزة، والتي يستكملها في الضفة الغربية، ولعل أبرز ما بتنا نشهده في هذه المرحلة هو استهدافه للصحافيين وعائلاتهم والتي يهدف من ورائها تعمية الرأي العام عن مشاهد جرائم هذا الكيان”.
ونوّه بـ”كل الذين يصرون على أن يؤدوا رسالتهم الإعلامية رغم ما أصابهم وما أصاب عائلاتهم ورغم وعيهم بأن هذا قد يكلفهم حياتهم أو حياة عائلاتهم. يأتي هذا التمادي من الجيش الاسرائيليفي ممارساته العدوانية رغم إعلانه الانتقال إلى المرحلة الثالثة التي توحي بعدم المس بالمدنيين واقتصار عمله على العملية العسكرية، وإفساح المجال لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ما يشير إلى عدم صدقيته في إعلانه هذا”.
وأضاف فضل الله، أن “ما صدر عنه لم يكن إلا ذراً للرماد في العيون ورغبة منه بالتخفيف من الضغوط التي تمارس عليه حتى من الداعمين له بعدما أحرجتهم مشاهد المجازر التي يرتكبها في العالم وأمام شعوبهم والأصوات التي باتت ترتفع في أرجاء العالم لتدعوه إلى إيقاف نزيف الدم، والتي عبرت عنها المواقف والتصريحات والمظاهرات والمسيرات التي راحت تجوب شوارع العالم والتي وصلت إلى ما تجرأت عليه جنوب أفريقيا برفع دعوى في محكمة العدل الدولية واتهامها هذا الكيان بالإبادة الجماعية عبر الوقائع الميدانية والوثائق والصور والتصريحات الصادرة من قادة هذا الاسرائيلي الأمنيين والعسكريين والسياسيين”.
ولفت الى، ان “في هذا الوقت يستمر الشعب الفلسطيني بالتصدي لآلة الاسرائيلي العسكرية، وهو يقدم في ذلك أروع صور الصبر والبطولة والإقدام والتضحية حتى الاستشهاد، لمنع العدة من تحقيق أهدافه وجعلها باهظة الثمن”.
وحيّا، “مجدداً بطولات هذا الشعب وصموده وتضحياته، التي باتت أمثولة لكل الشعوب التواقة إلى الحرية وأنه جدير بالحياة، ونحيي كل الدول والجهات التي وقفت مع هذا الشعب وساندته بكل سبل الدعم العسكري والسياسي والمادي والقانوني، أو في رفض سياسة التهجير التي يمارسها الاسرائيلي ويدعو إليها”.
ورأى فضل الله، انه “من المؤسف أن نشهد في هذه المرحلة مشاورات تجري في السر والعلن تهدف إلى ترتيب عملية سياسية ترسم صورة ما ستكون عليه الأمور بعد الانتهاء من العملية العسكرية في غزة، والتي ترمي إلى تأمين أمن الاسرائيلي وفرض وصاية على هذا الشعب من دون الأخذ في الاعتبار خياره وحقه في تقرير مصيره بنفسه وبإدارة شؤونه وبالحرية وبالحياة الكريمة”.
في سياق منفصل، دان، “الاعتداء الآثم الذي تعرض له اليمن، والذي جاء مخالفاً لقرار مجلس الأمن الأخير الذي لم يفوض أحداً باستعمال القوة، وبسبب مساندته الشعب الفلسطيني، ورفضه حرب الإبادة على قطاع غزة والحصار المفروض عليه ورغم التأكيد اليمني بعدم التعرض، إلا للسفن المتجهة إلى الاسرائيلي “، مؤكدا إننا “على ثقة بأن الشعب اليمني الذي عودنا أنه لا ينام لا على ضيم ولا يرضى بالهوان، لن يقف مكتوف اليدين أمام هذا الاعتداء”.
وتابع فضل الله، “لبنان تستمر فيه المقاومة بتقديم التضحيات التزاماً منها بنصرة الشعب الفلسطيني، وإيماناً منها بأن انتصار هذا الاسرائيلي في غزة سيغريه بالعدوان على هذا البلد ثأراً لهزائمه، في الوقت الذي يتمادى فيه الاسرائيلي في اعتداءاته وتجاوزه قواعد الاشتباك والتي لم تعد تقتصر اعتداءاته عند حدود المواجهة العسكرية، بل وصلت إلى استهدافه للقرى الآمنة والبيوت والمؤسسات الصحية والإنسانية”.
ودعا، “اللبنانيين إلى التنبه لخطورة ما يقوم به الاسرائيلي وتهديداته وإن كنا لا نزال على ثقة بأن هذا الاسرائيلي يخشى الدخول في مغامرة مع هذا البلد لمعرفته مدى القدرات التي يمتلكها، ويكفي دليلاً على ذلك تأكيد وزير الخارجية الأميركي أن الإسرائيليين طلبوا منه التدخل لدى لبنان لمنع وقوع الحرب. وهو ما جاء لأجله الموفدون وإن كان المطلوب دوماً الحذر من نيات هذا الاسرائيلي الذي خبرنا غدره ومغامراته غير المحسوبة”.