اقلام اجتماعية وادبيةاقلام سياسية

يجب ألا  تنقطع شعرة معاوية بين الكنيسة والشيعة، والحق ليس على الشيعة

يجب ألا  تنقطع شعرة معاوية بين الكنيسة والشيعة، والحق ليس على الشيعة

بقلم ناجي أمهز

استكمالا للمقال الذي نشرته قبل ايام تحت عنوان: بين انزعاج غبطة البطريرك وبحال قصفت امريكا لبنان هل يستعيد المسيحي دوره السياسي.

وقد جاء بيان المطارنة يتطابق مع فحوى المقال، وكي لا نكرر المكرر، اليوم يوجد تسميات واضحة مع احترامنا لكل فرد وشخص وجماعة في هذا الوطن.

ومهما تعددت الأحزاب والشخصيات المستقلة ومكانتها وشعبيتها تبقى هناك ثوابت وأعراف لا يمكن الخروج عنها أو تجاوزها، مثلا الطائفة المارونية تمثلها الكنيسة وحصرا البطريرك مع الاحترام الكلي للبقية، ونفس الأمر ينطبق على الطائفة الشيعية التي لا يحكمها الا رجل الدين وخاصة إذا كان من ال البيت، لذلك مهما علت أو تعلمت وارتفعت الشخصية الشيعية وتقلدت المناصب تبقى عندما تشاهد رجل دين تنحني له وتقبل يده، لما لفضل رجال الدين تاريخيا على الطائفة.

بالأمس عشنا جميعا ما حصل مع غبطة البطريرك، والهجوم الإعلامي الذي تناول غبطته من بعض الشخصيات التي في غالبيتها هي مسيحية وإن لم تكن مارونية، وهذه الشخصيات المسيحية التي هاجمت غبطة البطريرك هي أصلا لا تمثل إلا نفسها مسيحيا ولكنها تستفيد من التناقضات السياسية وتحاول إبراز نفسها لعلمها أنها لا تمتلك ما تخسره، ولكنها بالمقابل هي تخسر الفريق التي تعلن انتماءها إليه، وأكرر بأن هذه الفئة لا تنتمي لأحد بل هي تتنقل حسب رغيف خبزها.

وبما أن الطائفة الشيعية هو رأس مقامها رجل الدين، تعرف وتقدر وتدرك مقامات رجال الدين، فإنها ترفض المساس بأي رجل دين أو حتى التطاول على أي دين في العالم.

واليوم الطائفة الشيعية في لبنان متمثلة بغالبيتها بحزب الله، وما أكده المونسنيور عبده أبو كسم على فضائية mtv عندما قال، “إنه لا علاقة لحزب الله بكل ما جرى مع سيدنا البطريرك”.

وبالرغم من حرص الحزب والكنيسة على افضل العلاقات والتواصل، إلا أنه يوجد من يريد أن تتعكر الاجواء وتصل العلاقة بين بكركي والحزب إلى ما وصلت إليه اليوم.

والمشكلة أن المستفيدين من انقطاع العلاقة بين بكركي والشيعة هم كثر وفي أكثر من اتجاه.

مثلا:

أعداء حزب الله الدوليون يستفيدون من هذه القطيعة بين بكركي والشيعة حيث يمتد هذا التباين الى اروقة صناعة القرار، وبدل أن يكون الموارنة يدافعون عن الشيعة يصبحون يجيشون الرأي العام الدولي على الشيعة، مما يحرم الشيعة من صوت دولي داعم.

وكما يقال إذا كان لكل دولة سفارة فإن للكنيسة المارونية في كل بلد غربي عشرات السفارات المتمثلة بالكنائس التي تكرس وجود لبنان الدولي، وهذه الكنائس لها تأثيرها السياسي والاجتماعي والاقتصادي…

وايضا هناك أعدا حزب الله في الداخل اللبناني، والذين يستفيدون وبقوة من أي قطيعة أو خلاف بين حزب الله والكنيسة، حيث ينجحون في استعطاف الرأي العام المسيحي وتقليبه على الحزب، من خلال المواقف والأحاديث التي تتنقل بين الصالونات السياسية والكنائس إن كان جنازة أو حتى في صلاة، وهذا الاستعطاف للراي العام المسيحي يمنحهم المناصب والمكاسب ويشرعنهم داخليا ودوليا مما يقوي موقفهم المعادي لحزب الله.

وحتى بعض حلفاء حزب الله ايضا يستفيدون من اي قطيعة بين الكنيسة والحزب، وخاصة ان هؤلاء الحلفاء للحزب، عندما يحصل اي تباين بين الكنيسة والحزب لا يسارعون لحله مباشرة بل يتركون الامور حتى تنفجر بين الحزب والكنيسة واحيانا ربما هم يدفعون بمن يفجر الامور بين الحزب والكنيسة، وعندما تنفجر الامور بين الحزب والكنيسة يهرلون الى الحزب على انهم عمقه المسيحي وهم قادرون على تدوير الزوايا وبأن الحزب لن يجد غيرهم من المسيحيين كي يكونوا بصفه، وهم بحاجة الى دعم الحزب بالحصول على هذه الوزارة او هذا المنصب او التصويت على هذا القرار او عدم معارضة هذا المشروع، من اجل تعزيز شعبيتهم التي ستكون خلفية الحزب، وبالختام عندما يلتقي هؤلاء مع الكنيسة يقولون لسيد بكركي نحن نرفض ما تعرضت له ولكن غبطتك تعرف التعايش والحقبة والضغوط، بمعنى اخر ان هؤلاء لا يحاولون اصلاح الامور بين الحزب والكنيسة وايضا لا يسعون للانفجار الكلي كي لا تنقطع ارزاقهم السياسية.

لكن العارف بالكنيسة يعرف ما جرى اليوم، في اجتماع المطارنة الموارنة الشهري، وكيف كان هناك عتب على السياسيين الموارنة قبل غيرهم ومن مواقفهم، وان الكنيسة تعرف كل فريق سياسي مسيحي ماذا يريد والى اين يريد ان يصل.

لا اريد ان اطيل بالختام ليس كل ما يعرف يقال، ولكن اشرت في مقالي الى بعض النقاط التي تعرفهم الكنيسة بعمقهم.

وحقيقة الوضع متازم، لاسباب لا تتعلق فقط بما حصل مع غبطة البطريرك، ولكن ايضا لاسباب وحراك دولي، تعتقد الكنيسة انه يمكن الاستفادة منه من اجل الاسراع في انتخاب الرئيس يكون للكنيسة الدور الاكبر بانتخابه، وايضا استعادة توازن الدور المسيحي داخليا ودوليا من خلال المطالبة بتطبيق القرارات الدولية ومنها 1701.

وبعيدا عما حصل وسوف يحصل، فان جميع اللبنانيين ينتظرون اليوم الذي يصبح فيه الحوار بين الحزب وبكركي مباشرة بعيدا عن الاحزاب والشخصيات المستقلة وغير المستقلة، وان يصبح الحزب صوت بكركي وتصبح بكركي صوت الحزب، وبحال وصل الحزب وبكركي الى هذه النقطة فان بكركي حينها ستكون صاحبة الكلمة المطلقة بالنسبة الى المكون الشيعي فيما يتعلق بالمناصب المسيحية، واي شخصية سياسية مسيحية ستلتقي مع الحزب سيقول الحزب لها، ان القرار في بكركي.

ودون هذا التوافق التام بين بكركي والحزب، دائما يوجد من يعكر الاجواء بين مكون لبنان الاساسي، لاسباب وغايات شخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى