Uncategorized

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع أهالي محافظة أذربيجان الشرقيّة

بسم الله الرحمن الرحيم،[1]

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا، أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، [ولا] سيّما بقية الله في الأرضين.

أرحّب بكم فرداً فرداً، أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات الذين تحمّلتم عناء هذا الطريق الطويل الذي قطعتموه، وأضفيتم بحضوركم الحماسة والروحانيّة والصفاء في هذه الحسينيّة. ومن هنا أبعث سلامي وتحياتي إلى أهالي تبريز و[محافظة] أذربيجان كافّة، أولئك الأعزاء والغيورين، فكما أنشدتم وذكرتم في هذه الأنشودة الجميلة، أذربيجان هي مظهر المحبّة والنخوة بالمعنى الواقعي للكلمة. إنّها كذلك حقّاً. أذربيجان مظهر النخوة، ومظهر المحبة والإيمان، ومظهر الحماسة والاندفاع الإيماني والإسلامي. هذا ما قرأناه في تاريخ أذربيجان وتبريز، وهذا ما رأيناه بأمّ أعيننا خلال هذه السنوات الطويلة منذ مرحلة النضال حتى يومنا.

أرى من اللازم أن أبارك بمناسبة الأعياد الشعبانيّة، فهذه الولادات والأعياد، وبخاصة يوم النصف من شعبان المبارك، هي بحقّ من البشائر الكُبرى والأفراح العميقة لقلوب الشيعة. أرى لزاماً عليّ أن أوجّه الشكر إلى الشعب الإيراني على مسيرات الثاني والعشرين من بهمن (ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة) الحماسيّة. لقد شحذ الناس الهمم حقّاً في أنحاء البلاد والمحافظات والمدن كافّة، بل حتى في القرى والأماكن البعيدة، وعبّروا عن نشاطهم وحماستهم. هناك بعض الذين يأملون في شعور الشعب الإيراني بالإحباط؛ هؤلاء بُهتوا. وهناك بعض الذين تمنّوا ويتمنون أن ينسى الشعب الإيراني تدريجياً ذكرى الثاني والعشرين من بهمن؛ وهؤلاء بُهتوا أيضاً. لقد أظهر الناس هذا العام أمام العالم أجمع شموخهم الثوري بالمعنى الحقيقي للكلمة في الثاني والعشرين من بهمن. أوجّه شكري إليهم من أعماق القلب. طبعاً إلى جانب توجيهي الشكر إلى أهلنا الأعزّاء، أشكر من أعماق القلب أيضاً أولئك الذين استطاعوا – بعون الله – توفير الأمن لهذه المسيرات التي عمّت أنحاء البلاد. لم يكن هذا الأمن ليتحقّق لولا جهود وعناء وتضحيات مجموعة من المجاهدين والمضحّين الذين لا يعرفون الليل من النهار. ينبغي أن نعرف قيمة هذا الأمر. طبعاً، إن هذا الحضور الجماهيري يُحفز المسؤولين ويرفع معنوياتهم؛ فليكن هذا الأمر معروفاً. لا شكّ أنّ المسؤولين لدينا يمتلكون الروحيّة – بحمد الله – ولديهم حسّ المسؤوليّة، ومفعمون بالدوافع ويعملون بكلّ طاقتهم حقّاً، غير أنّ هذا الحضور الشعبي يحفزهم أكثر، ويمنحهم مزيداً من الروحيّة، ويحفظهم، وكما أشار إمام جمعة [تبريز] الموقّر، إنه ينبض بالدم في عروق المجتمع والشعب والمسؤولين والثورة.

وأمّا التاسع والعشرون من بهمن، فقد تحدّثنا مِراراً عن حادثة 29 بهمن 1356 (18/2/1978)، وذُكرت أبعادها وجوانبها المختلفة. سوف أتحدّث اليوم بكلمة في هذا الصدد لأخلص من هذا الحديث إلى استنتاج. من المؤكّد أنّ حادثة تبريز في 29 بهمن 1356 كانت «صانعة للتاريخ» دون أدنى شك. حادثة «صانعة للتاريخ» أي ليست من تلك الحوادث التي تبدأ ثمّ تنتهي وتزول. كلا، إنّها تبدأ وتستمر وتتوسّع وتصل إلى نتائج عظيمة، وتقلب التاريخ رأساً على عقب. حادثة تبريز من هذا القبيل. نعم، افترضوا مثلاً أنّ الشهيد تجلّائي كان سبباً في حضور الناس ونزولهم إلى الشارع وأمثال هذه الأمور، كما أنّ بيان علماء أجلّاء [من قبيل] المرحوم السيّد الميرزا حسن الأنكجي، والمرحوم السيد القاضي – الشهيد القاضي -، والمرحوم الشيخ عبد الحسين الغروي، وآخرين ممّن وقّعوا وأصدروا بياناً، هذه الأمور كلّها كانت مؤثّرة وجرّت الناس [إلى الميدان]، لكنّ الحادثة التي وقعت أعظم من هذه الأمور كافة. ماذا فعلت؟ منحت حادثة تبريز قضيّة وواقعة قم في التاسع من دي (9/1/1978) – التي كانت قد انتهت بالفعل، فالجهاز الحاكم كان يعمل على طمسها – معامِلاً بعشرات الأضعاف، ونقلت حادثة قم منها [حصراً] إلى البلاد كلها. كذلك كانت قضيّة تبريز. فعندما تمتدّ روحية المقاومة والحماسة الثورية والانتفاضة إلى جميع أنحاء البلاد، تكون النتيجة بعد عام واحدٍ تقريباً وقوع حادثة 22 بهمن (11 شباط/فبراير) وتبدّل إيران من هذا النحو إلى ذاك. هذا ما يعنيه «صانعة للتاريخ».

أدرك أهالي تبريز الواجب في الوقت المناسب، وأدّوا الواجب أيضاً في الوقت المناسب، وقد ذكرت هذا ذات مرّة في مثل هذا اللقاء.[2] أهميّة القضيّة أنّه عندما نشعر بواجب ما، أولاً نشعر به في وقته ولا ندعه يمرّ، ثم ما إن شعرنا به، نؤدي الواجب، لا أن تكون الحال كما حدث مع «التوّابين». لم يأتِ التوّابون إلى كربلاء لكنّهم ثاروا بعد ذلك واستُشهدوا جميعاً، لكن متى؟! لم يتركوا أثراً في التاريخ، لأنهم لم يثوروا في الوقت المناسب، ولم يأتوا حينما كان ينبغي أن يأتوا. كان عليهم أن يكونوا في كربلاء يوم عاشوراء، لكنهم لم يفعلوا ذلك. وقعت حادثة تبريز إثر الشعور بالواجب في الوقت واللحظة المناسبة، كما حدثت الانتفاضة في هذه اللحظة أيضاً، ولهذا منّ الله بالبركة. إذا كان قيامنا هكذا؛ {أنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} (سبأ، 46)، فهذا القيام يحمل البركة، والله المتعالي يبارك مثل هذا القيام، وقد باركه، إذ استمرّ حتى بلغ الثاني والعشرين من بهمن.

حسناً، هذه أمور من الماضي ولعل غالب الجالسين في هذا المجلس منكم لم يشهدوا ذاك اليوم، وليس لديهم ذكرى عنه. أنتم رجال اليوم، ورجال الغد. نعم، ذات يوم أدّى أهالي تبريز خطوة ضرورية ومهمة، فرأى العالم أثرها. صحيح أنّ العالم لم يدرك هذا في تلك اللحظة، لكن وصل الأمر بعد ذلك إلى الحدّ الذي اهتز فيه العالم وانطوت صفحة التاريخ. وقع هذا ذات يوم لكنّه مضى. كان التاسع والعشرون من بهمن 1356 يوماً من أيّام الله. واليوم أيضاً هو يوم آخر من أيّام الله، وكذلك غداً يوم آخر من أيّام الله. ينبغي أن نأخذ العِبر، ومن الضروري أن نتعلم من الماضي الدرسَ من أجل يومنا وغدنا.

كان الثاني والعشرون من بهمن 1957 (11/2/1979) يوم ميلاد الثورة، وهو ميلاد استثنائي وصاخب. وكلما مضى الزمن على الثاني والعشرين من بهمن حتى يومنا، يكبر مولود الثاني والعشرين من بهمن هذا ويقوى. لقد غدا أشدّ صلابة وأكثر قوّةً وأنفذ بصيرةً. يبلغ هذا المولود اليوم خمسة وأربعين عاماً، وقد جرت خلال هذه السنوات الـ45 أنواع شتى من التجارب والحوادث والحرب، ومواجهة الكفار، والمنافقين، والعدو السياسي، ومختلف أنواع الفتن والمؤامرات، فواجهتها الثورة. ماذا تعني الثورة؟ إنّها ما يختلج في قلوبكم، الثورة تعني أنتم، وتعني الشعب، وتعني النظام الحاكم الذي واجه هذه الأحداث وتصدّى لها، وتخطّى الممرات الصعبة.

أنتم تقولون: السيد مهدي باكري! فماذا فعل باكري؟ أمثال باكري – كان أيضاً شاباً في العشرينات من عمره – وسائر العظام في هذا الطريق تُذكر اليوم أسماؤهم فقط، [في حين] أنه يجب أن تحلّ في أذهاننا تفاصيل أعمالهم ومساعيهم تلك، وجهادهم ذاك، وذلك التخلّي عن كل شيء، والتدبير والفكر والقوّة، وتستقرّ ونعرفها؛ هنالك واجبات ينبغي لنا أن نعرفها، وأيضاً أن نتابعها. هذه كلمتي اليوم. سأعرض تكليفين عامّين ينشأ من كلٍّ منهما عشرات التكاليف. هنالك تكليفان عامّان لكل الشعب الإيراني، ولي ولكم، ولا سيّما لكم، أيّها الشباب. فما هذان التكليفان؟ أحدهما «مراقبة الذات»، والآخر «مراقبة العدو»؛ هما تكليفان. وسأوضّح الآن معنى «مراقبة الذات».

معنى «مراقبة الذات» هو تقييم الذات والالتفات إليها، فننظر: ما عملنا، وما قيمتنا، ولا ننسَ أنفسنا. يقول الله المتعالي في القرآن: {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} (الحشر، 19)؛ نسوا الله فجازاهم الله، ماذا كان الجزاء؟ كان أنْ أنساهم أنفسهم. فألّا نعرف وألا نتمكّن من تقييم أنفسنا والالتفات إليها على نحو صحيح هذه مصيبة عظيمة جداً. كالمريض المصاب بمرض خطير يؤدي إلى الموت، ولا علم له، وهو نفسه غير مطّلع [على الأمر]. الطبيعي أنّ مصيره معلوم بعدُ. فلئن أراد النجاة، فعليه أولاً أن يعي ماهية مرضه ليتمكّن من معالجة نفسه. هذا أولاً. ثانياً ألّا نكتفي بالتعرُّف إلى العيوب وحسب، فهناك أيضاً التعرّف إلى نقاط القوّة. سأقدّم إليكم الآن – أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء – قائمة قصيرة. إذا ألقينا نظرة دقيقة على أنفسنا – «أنفسنا» يعني على ثورتنا ونظامنا وسلوكنا وهويّتنا – [نجد] أنّ ثمّة شيئاً من نقاط القوّة وهنالك عيوب. لقد كان للثورة هدفٌ، ونزلت إلى الميدان مع أهداف مهمّة، وقد بلغنا بعض هذه الأهداف ونلناها، وهي أيضاً مهمّة، ولم نبلغ بعضها كذلك. إنّ لدينا نقطة قوّة في مواضع، ونعاني من نقطة ضعف في أخرى. ينبغي لنا تعزيز نقاط القوّة والحفاظ عليها ومعرفة قدرها، وترميم نقاط الضعف. فلماذا نقول: تنبغي معرفة قيمة نقاط القوّة؟ لأنّ هنالك سياسة تقضي بأن تنسوا نقاط قوّتكم، وألا تعلموا أنّ لديكم هذه القدرة؛ هذه أيضاً سياسة عدائية قائمة، فينبغي التعرّف إلى نقاط القوّة.

بطبيعة الحال، حقّقنا، أي الثورة، نجاحات. وعندما أقول: نحن، المقصودون ليسوا الأشخاص، إنّما مجموع الثورة، أي إنّ الشعب الإيراني، ونظام الجمهورية الإسلامية، ومختلف المسؤولين، وآحاد الناس، والجميع، شركاء في هذه النجاحات. لقد حقّقنا نجاحات، فما هي؟ يتربّع على رأس هذه النجاحات الإطاحة بنظام مستبد ظالم ساحق للحقوق منعدم الإيمان مُرتهن، [أي] النظام المَلَكي، وما هذا بالشيء الصغير! فهذا أهم مُكتَسبٍ. هذا النظام المَلَكي الذي كان متجذّراً أيضاً في البلاد، كان نظاماً لا يرى للشعب قيمة، ولم يعتقد باحترامه، ولم يرَ للناس أيّ دورٍ في إدارة البلاد، ولم يهتم بهم. ففي المكان الذي كنت – أنا العبدَ – منفيّاً في بلوشستان، حتّى محافظ تلك المحافظة لم يتفقّد تلك المدينة[3] الكبيرة نسبيّاً! أما الآن، فإنّ رئيس جمهورية البلاد يذهب إلى أقصى المناطق والقُرى والمدن الصغيرة أيضاً، ويحضر بين الناس؛ إنّ هذه [أمور] تختلف بينها كثيراً. لم يكونوا مهتمّين بالناس، ولم يكن للناس دورٌ. إذاً، بمن كانوا يهتمّون؟ بالسفارة الإنكليزية وبالأمريكية. قبل بضعة أيام من اليوم، قلت ههنا في اجتماع[4] إنّ العنصر الأمريكي المكلّف، أو الضابط الأمريكي، كان يأتي ويستقل من داخل المطار الطائرة المقاتلة المملوكة لإيران ويحلّق بها ويقصف فيتنام ويعود، ولم يكن لملك البلاد حتّى علمٌ؛ ليس أنّه لم يكن [العنصر الأمريكي] يطلب إذناً، [بل] حتّى لم يكن يُعطي خبراً! هكذا كانت حياة الناس. كان ما يقارب أربعين إلى خمسين ألف أمريكي يأكلون في هذه البلاد وينامون ويحكمون ويتّخذون القرارات، ولم يكن للناس أيّ دور. [كانوا يقولون] لِمن عليك أن تبيع النفط وبأي قيمة، ولِمن لا تبيعه وكيف ذلك، أو فليأتِ المحافظ إلى المكان الفلاني، وليكن نائب المجلس الشخص الفلاني وليس فلان. وكانت السفارات تتدخّل في حالات متعدّدة جداً، وتتّخذ القرارات وتعلنها، ويجب تنفيذها. لقد كان نظاماً كهذا. ثم جاءت الثورة الإسلامية واقتلعت هذا النظام من الجذور، وقضت عليه، وحوّلته إلى نظام جماهيري. إنّ الناس في هذا النظام هم مالكوه وأصحابه، وهم ينتخبون ويشخّصون ويصوّتون. لقد أُضيف إلى استبداد آلاف من السنين، هذه التّبعيّة للخارج أيضاً في مرحلة أواخر العهد القاجاري، وفي العهد البهلوي بأسره، كما أن الفساد الشهواني والمالي والأخلاقي [كلّه كان سائداً] في الجوانب كافة. إذن، جاءت الثورة وغيّرت هذا النظام إلى جماهيريّ، أي النقطة المقابلة لذلك، فالناس ينتخبون المشرِّع والمنفِّذ والقائد عبر مجلس الخبراء، والمجالس البلديّة، وسائر عوامل اتّخاذ القرار، وصناعة القرار والتنفيذ في البلاد. كان هذا أهم عمل تحقّق، وهذا نجاحٌ.

العمل التالي هو خلق الإيمان الوطني بالذات في الشعب الإيراني من أجل مختلف النشاطات الوطنية، أي إنّ الشعب يشعر بالإيمان بالذات في العلم والتقنيّة وأمور السياسة والفن وأشكال الأعمال شتّى. وفي وسعه أن يُبادر وأن يُنجز، وألا ينتظر الخارج. لقد قلت مراراً – أنا العبدَ – إنه في الماضي، في عهد نظام [الطاغوت]، قمحنا كان يأتي من أمريكا، وصوامعنا أيضاً كان الاتحاد السوفييتي السابق يأتي ويبنيها، وكان طبيبنا يأتي من الهند، وكان [لدينا] آلاف عدة من الأطباء الهنود والبنغلادشيين في جميع أنحاء البلاد. ولم يكن الشعب والشاب الإيراني يشعر بالقدرة؛ أي كانوا قد قَتلوا فيه هذا الشعور وقمعوه، ثم تبدّل هذا إلى الشعور بالقدرة. لقد حقّق الشباب اليوم أعمالاً عظيمة وقد سمعتم بها بطبيعة الحال، وتعلمون. أُعلن ذلك وشوهد في القطاعات العسكرية وما شابه، ويعلمها الجميع، [وأما] في قطاعات كثيرة أيضاً، غالباً لا علم للناس بالإنجازات الكبرى التي تحقّقت مثل قطاع الصناعة، وقطاع الصناعة النوويّة، والقطاع الطبيّ، والقطاع الدوائي، وفي مختلف القطاعات. من أنجزها؟ هؤلاء الشباب أنفسهم. هذا هو الإيمان بالذات في القضايا الوطنيّة.

إضافة إلى هذا، هناك الثقّة بالنفس في المواجهة الدوليّة، فالشعب الإيراني وممثّلوه لا يشعرون اليوم بالضعف في مواجهة القوى [العظمى] ولا بالمهانة. لم يكن الأمر كذلك يومذاك. في ذاك اليوم، لم يكن لدى الممثلين السياسيين المنتخبين لوزارة الخارجية في البلد الفلاني – نحن الآن لا شأن لنا بقضاياهم الشخصية التي كانت سيّئة للغاية – أيّ مبادرة عمليّة في القضايا السياسيّة، فقد كانوا تابعين لحكومة تلك القوّة التي كان لها نفوذ فيهم، [من قبيل] قوّة إنكلترا وأمريكا وفرنسا وما شابه. إذاً، الإيمان بالذات، والثقة بالنفس في المواجهة الدوليّة، ونشر فكر الثورة وقيمها – هو ما تلاحظون اليوم علاماته في المنطقة – [هذا أيضاً من نجاحات الثورة]. لقد انتشرت قيم الثورة، ولم نمارس نشاطاً من أجل هذا، إنّما هي خصوصيّة الثورة نفسها.

أيضاً الحيلولة النسبيّة دون توسّع الثقافة الغربية بصفتها الثقافة المتفوّقة، الأمر الذي لم يكن كذلك قبل الثورة، فقد كانت الثقافة الغربية تُعدّ الأسمى. لا شكّ أنّ هذا لم يُزَل كلياً لكنّه أُصلح إلى حدٍّ بعيد. كذلك إخراج الخدمات الوطنية من الانحصار في المركز، إذ إن كثيراً من الخدمات وقضايا البنيّة التحتيّة والخدمات الشعبيّة كانت تختص بطهران ومدن عدة كبرى. ما أصرت عليه الثورة اليوم وعمدت إليه هو أنّ تتوسّع هذه الخدمات إلى أعماق البلاد وأقاصيها، وإن شاء الله، فستستمر كذلك، وستمضي قُدُماً.

كذلك إعداد العلماء العالميّين والمعروفين في العالم: الجراح الحاذق، المهندس الخبير، العالم النووي البارز… هؤلاء معروفون في العالم، ويحظون بالاحترام في العالم. أنتم تعلمون أنّ أحد مخاوفنا اليوم، وهو أيضاً في محلّه، مغادرة بعض متخصّصينا إلى الخارج – الأطباء وما شابه – وهذا ما أقلق بعضاً، ولا شك أنّهم على حقّ أيضاً في هذا القلق. لكن، ما الوجه الآخر للمسألة؟ العالم بحاجة إلى طبيبنا. لقد كنّا ذات يوم بحاجة إلى الطبيب البنغلادشي، واليوم العالم بحاجة إلى طبيبنا ومهندسنا وحقوقيّينا وطيّارينا؛ هؤلاء قد أُعدّوا، والثورة هي التي صنعتهم وأوجدتهم.

أيضاً ظهور المجموعات الشعبيّة التطوعيّة، فهذا من أحد نجاحات الثورة. نحن لدينا اليوم مجموعات تطوّعيّة في جميع القطاعات المختلفة لحياة الناس: الفن، الأدب والصناعة والقضايا العسكرية… في مختلف الأعمال [توجد] مجموعات شعبيّة تطوّعيّة. هنالك شباب لا يُكلّفون الحكومة ميزانيّة، ولا ينتظرون شيئاً من مسؤولي البلاد، وهم يُنجزون من أنفسهم أعمالاً كبيرة، والمرء ليراهم رؤية العين. هذه نقاط القوّة، ولدينا نقاط قوّة كثيرة مثلها، فإن تتبّعنا النظر إلى أنفسنا، [وجدنا] أنّ هذا القبيل من نقاط القوّة وفيرٌ إلى ما شاء الله بين الشعب الإيراني، وهو ناجم عن الثورة. إذاً، هذه نقاط القوّة.

أليس لدينا نقاط ضعف؟ بلى. هل هي قليلة؟ لا، لدينا أيضاً نقاط ضعف. نحن متأخّرون في بناء اقتصاد وطني قوي. ونحن متأخّرون في تحقيق العدالة الاجتماعية، والعدالة القضائيّة، والعدالة الاقتصاديّة، إذ كانت «العدالة» من أسمى شعارات الثورة وأعظم أهدافها. نعم، أُنجزت أعمال وتحقّقت حتّى أعمال جيدة، لكن ثمّة مسافة كبيرة حتى [نبلغ] ذلك المقدار الذي يجب تحقيقه ونحن متأخّرون. نحن متأخّرون أيضاً في اجتثاث الآفات الاجتماعية، ومتأخّرون في قضيّة الطلاق، وقضيّة الإدمان، والقضايا الأخلاقية، ولم نتقدّم بالمقدار الذي ينبغي. ألقوا نظرة على الفضاء الافتراضي وسترون هناك مشكلات السلوك الأخلاقي؛ هذا [دليل] على تأخّرنا، فنحن متأخّرون. إننا متأخّرون في مطابقة حياتنا مع القيم الإسلاميّة، فالإسلام قال لا تسرفوا ونحن نسرف. والإسلام قال ضعوا الأرستقراطيّة جانباً، لكنّها موجودة في طبقاتنا المتعددة، فبعض من في وسعه يمارسون الأرستقراطية، وبعضٌ آخر يقلد الأرستقراطية، أي لا يستطيع ولا يملك حتى المال، لكنّه يبادر إلى الاستدانة من أجل أن يقيم لابنه عرساً بتكلفة باهظة. لماذا؟ هذه مشكلاتنا وأشكال تخلّفنا.

حسناً، قلت إنّ «مراقبة الذات» وتقييمها والالتفات إليها في عهدتنا جميعاً. فإذا راقبنا أنفسنا، فسنعرف نجاحاتنا وإنجازاتنا العظيمة، وسوف نصرّ عليها ونفخر بها ونضاعفها، وسنعرف أيضاً مكامن ضعفنا ونعمل على حلّها. كلّ منّا لديه مسؤوليّة، فالحكومة لديها مسؤوليّة، و«مجلس الشورى الإسلامي»، والنّاس أيضاً.

ما مسؤوليّة الحكومة و«مجلس الشورى الإسلامي» وسائر المراكز الرسميّة؟ العزم الراسخ، والعمل المستمرّ، والسلامة في العمل، وانتهاج الصدق مع الناس، وترجيح المصالح الوطنيّة على المنفعة الشخصيّة. هذه هي مسؤوليّات المسؤولين. لا بدّ لي من القول لكم إنّ كبار المسؤولين في البلاد اليوم يتمتّعون – بحمد الله – بهذه المميزات، لكن ينبغي أن تتوفّر هذه الخصائص الإيجابيّة على مستوى المسؤولين الحكوميّين والقضائيّين وغيرهم وتنميتها. لا نروم الآن تحديد من يتحمّل مسؤوليّة هذه المشكلات السائدة حالياً، فذاك كلامٌ آخر ولا نرغب الآن في التحدّث عنه. نحن نرغب في تحديد مسؤوليّتنا ومسؤوليّة الحكومة اليوم.

مسؤوليّة النخب أن يتعرّفوا إلى الفراغات ومنافذ الخطر ويبحثوا عن مسارات إنهاء الفراغ وإغلاق منافذ الخطر ويدرسوها ويقدّموا المعونة الفكريّة إلى الحكومات ومجالس الشورى الإسلاميّة والمسؤولين. يتحمّل النخب المسؤوليّة. في أيّ مجتمع حيّ ونشيط، يشعر النخبة لدى أيّ شعب بالمسؤوليّة، وهذه مسؤوليّاتهم.

يتحمّل الشباب مسؤوليّة [أيضاً]. مسؤوليّة الشباب – طبعاً هناك مسؤوليّات كثيرة – في الدرجة الأولى أن يوفّروا في أنفسهم المؤهلات التي تخوّلهم لعب دورهم في الغد، ففي مقدورهم أن يؤدّوا دوراً. لاحظوا اليوم كم من خيرة الشباب لدينا يعملون في القطاع الحكومي. حسناً، ينبغي لهؤلاء أن يوفّروا هذه المؤهلات في أنفسهم. ليكن الشباب مستعدّين للحضور في الميادين شتّى، وليعدّوا أنفسهم من أجل تحمّل الأعباء الثقيلة. الشباب روّاد. إنّهم روّاد المجتمع. ليعدّوا أنفسهم من ناحية [توفير] مختلف المؤهلات الأخلاقيّة والعلميّة وغيرها من أجل أداء دور ريادي.

كذلك يتحمّل عامّة الناس مسؤوليّة. طبعاً المسؤوليّات مختلفة، فالتاجر يتحمّل مسؤوليّة، ويتحمّل موظّف المؤسسة مسؤوليّة، وعالم الحوزة له مسؤوليّة محدّدة. لكلّ واحد من أمثال هؤلاء الأفراد [وغيرهم] مسؤوليّات محدّدة، لكن المسؤوليّة العامّة هي دعم المسؤولين وخدّام [الشعب] والأعمال الجيّدة. هذه إحدى المسؤوليّات.

هناك مسؤوليّة أساسيّة ومهمّة هي مسؤوليّة الناس، وكذلك المسؤولين، والنخب، والشباب، والطلاب الجامعيّين، وعلماء الحوزات وغيرهم… وهي أن يتذكّروا أنّ هذه الأعمال كلّها التي نطلب أن يؤدّوها جهاد. ما الذي يعنيه «الجهاد»؟ «الجهاد» يعني ذاك الجهد الذي يُبذل مقابل عدوٍّ معيّن. هذا ما يعنيه «الجهاد». هذه الأعمال التي ذكرناها جهاد. قلنا: فليؤدِّ النّخب العمل الفلاني، أي فليؤدّوا هذا العمل مع الالتفات إلى أنّ عدوّاً يرغب في منع إنجازه. إنّه مقابل العدوّ. إذاً؛ هو جهادٌ. فليفعل الشباب هذا العمل، وليعلموا أنّ العدوّ يريد لهذا العمل ألّا يُنجز. فليدعم الناس المسؤولين وليُبقوا على اتحادهم، وليلتفتوا إلى أنّ العدوّ يرغب في تجنب هذا العمل، ولو أقدموا عليه، فإنّهم سيكونون قد أنجزوا عملاً جهاديّاً. هذا ما يعنيه «الجهاد». العدوّ يعارض كلّ عمل حسن يُنجز في نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، وهذا ليس محض ادّعاء، بل هناك استدلالٌ عليه. سبب هذا ما يلي: نظام الجمهوريّة الإسلاميّة هو نظام {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} (البقرة، 279). لقد قال لنا القرآن: {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}. لا تظلموا ولا ترضخوا للظلم أيضاً. لا تتقبّلوا الظلم مهما كان الثمن. هذا نظام الجمهوريّة الإسلاميّة. حسناً، تلك الأنظمة التي قامت على أساس ممارسة الظلم تعارض مثل هذا النظام، وهذا طبيعي. لذلك أيّ تقدّم تشهده الجمهوريّة الإسلاميّة يثير غضبهم. إذاً، فلتُقدموا على إنجاز هذه الأعمال مع الالتفات إلى أن العدوّ مقابلكم.

حسناً، لنتطرّق ببضع كلمات إلى ذلك التكليف الثاني. التكليف الأول «مراقبة الذات»، والثاني «مراقبة العدوّ». إذاً، شرحتُ «مراقبة الذات»، وأما «مراقبة العدوّ»، فیعني أن نعلم أن العدو موجود ولا نغفلنّ عنه. فلنعلم أنّ العدوّ يملك الخدعة والمكر والحيلة وأدوات العمل. يجب ألّا نتصور العدوّ ضعيفاً وعاجزاً، «لا يمكن عدّ العدوّ ضعيفاً وبائساً»[5]. ألّا نخشى العدوّ. الشرط المهمّ للنصر أن نعرف العدوّ وقدراته، لكن ألّا نخاف، فإذا خفتم، مُنيتم بالهزيمة. لا ينبغي الخوف من تهديدات العدوّ وعربداته وضغوطاته. ينبغي أن نمعن النظر: ما الذي يجعل العدوّ غاضباً على هذا النحو فيمارس الضغوط؟ ذاك نقطة قوّتكم. إنه نقطة قوّتنا، فلو كنّا ضعافاً، ولم نملك نقطة القوّة، ما غضب العدوّ ومارس الضغوط بهذه الطريقة، وما كان ليتخبط هكذا، وما كان ليمارس الخدعة والحيلة. هذا ما تعنيه مراقبة العدوّ. فلنلتفت إلى أنواع التقدّم التي حققتها الثورة الإسلاميّة، ولنعلم أنّها تُغضب العدوّ. إذن يجب ترك الخوف من العدو أو الارتباك أمامه. أحياناً يشعر بعض الأشخاص بالحقارة ما إن يبدأ العدوّ استحقارهم، ويرتبكون. لا، سياسة العدو أن يجعله غير معتقد وغير واثق بما يملكه. ينبغي تجنب الارتباك مقابل العدو أيضاً. حسناً، هذا الذي وددت قوله عن هذا [التكليف].

لدينا موضوع آخر هو الانتخابات.[6] نحن على أعتابها. لا شكّ في معارضة جبهة الاستكبار انتخاباتنا. لماذا يعارضونها؟ لأنّ نظامنا هو الجمهوريّة الإسلاميّة، وهو منقسم إلى شقّين. إنّهم يعارضون جمهوريّته وإسلاميّته أيضاً. مظهر «الجمهوريّة» هي هذه الانتخابات. هذه الانتخابات هي مظهر الجمهوريّة. إذاً، عندما تعارض أمريكا نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، فهي تعارض في الواقع الانتخابات، ومشاركة الناس وحضورهم عند صناديق الاقتراع، والحماسة والحيويّة في الانتخابات، وأيضاً ارتفاع نسبة المشاركة الشعبيّة. ذات مرة خاطب الرئيس الأمريكي – طبعاً، هؤلاء لا يصرّحون بهذا اليوم – الشعب الإيراني على أعتاب الانتخابات: «لا تشاركوا في الانتخابات». لستُ أذكر بدقة هل هي انتخابات رئاسة الجمهوريّة أو «مجلس الشورى». أي [يعارضون] إلى هذا الحدّ! أن يخاطب الرئيس الأمريكي آنذاك – هذا كان قبل سنوات عدّة – الشعب الإيراني ويقول: لا تشاركوا في انتخاباتكم. طبعاً غدت تلك الانتخابات حماسية أكثر من أيّ وقت مضى، أي إنّ الرئيس الأمريكي ساعد الشعب الإيراني في الواقع من حيث لا يعلم، فهو أراد ألّا يشارك الناس فقال: لا تشاركوا، فضاعف الناس المشاركة نكاية به وكان ذلك مساعدة لنا. لم يعودوا يصرّحون بذلك بعدها ولا يقولون ذلك بصراحة، لكنّهم يعملون بالطرق المتنوّعة على إبعاد الناس عن الانتخابات وجعلهم يشعرون باليأس والإحباط، ولديهم أساليب متعدّدة في هذا المجال. على الجميع أن يشاركوا في الانتخابات. الانتخابات هي الرّكن الأساسي لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة، وفيها يكمن سبيل إصلاح البلاد. ينبغي لأولئك الذين يسعون لمعالجة المشكلات وحلّها أن يلجؤوا إلى انتخابات. السبيل الصحيح هو الانتخابات. هذا موضوع.

الموضوع الثاني: يجب أن يسعى الناس إلى انتخاب الأصلح. طبعاً حضور الناس يقع في الدرجة الأولى، ثمّ انتخاب الأصلح في الدرجة التالية. «انتخاب الأصلح» يعني أنّ أولئك الذين يُطرحون جميعهم صالحون لأنّهم تخطّوا رقابة «مجلس صيانة الدستور»، لكن ينبغي انتخاب الأصلح بينهم، وهذا ما يحكم به العقل. ما السبيل للتعرّف إلى الأصلح؟ فلينطلق أفراد الشعب الإيراني حيث ما يستطيعون نحو البحث والتشخيص، وحيث ما لا يستطيعون ذلك، فليعتمدوا على من يثقون بهم، فهم يعرّفون بعض الأشخاص، فليستفيدوا من تعريفهم ليميّزوا الأصلح.

ليبادر أولئك الذين يملكون القدرة على التحدّث إلى الناس ويعتقد بهم الناس ويذعنون لهم لتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات. وليجتنب أولئك الذين يخوضون ميدان الانتخابات شتم الآخرين وإهانتهم والإساءة إليهم. لاحظوا! هذه أعمال ضروريّة ينبغي أن نفعلها في الانتخابات. التفتوا! هذه أعمال ضروريّة وينبغي أن نؤديها في الانتخابات. فليشجّع ذاك القادر على التشجيع، وليتجنب من يخوض الانتخابات التعامل بخلق سيّئ. إنّ تبادلهم في الساحة الافتراضيّة التصريحات المسيئة والشتم والإهانة وتوجيه الاتهامات، هذه الأعمال تسلب الانتخابات بركتها. فليجتنبوا تشويه الصورة، ولا يكن الأمر على هذا النحو: يبادر بعض الأشخاص إلى تقديم صور سوداويّة من أجل لفت أنظار الناس إليهم. تقديم المشهد السوداوي خطأ ومغاير للواقع وكذب ولا يحظى بعناية الباري، عزّ وجل.

طبعاً، كانت صحة الانتخابات وسلامتها وإجراؤها المتقن مطلبنا الدائم من المسؤولين. أودّ أن أقول إنه على مدى هذه السنوات، وقد أقيمت هذه الانتخابات كلها خلال تلك العقود، إنني – بصفتي مسؤولاً حينما كنت رئيساً للجمهوريّة ولاحقاً عندما حضرتُ في هذا المنصب – لم أشهد حتى الآن انتهاكاً انتخابيّاً بالمعنى الذي يتحدّث عنه العدوّ. إنهم يتفوّهون بالترّهات.

ادّعوا في بعض الحالات أنّ هذه الانتخابات تشوبها إشكالات، وقد تحرّينا في مختلف الدورات الانتخابيّة وأجرينا التحقيقات وأرسلنا أشخاصاً وتفحّصوا الأمر، فتبيّن أنْ كلا؛ ليس الأمر على نحو يؤدي إلى تغيير في النتائج. طبعاً قد تكون انتهاكات يرتكبها بعضهم هنا وهناك، غير أنّها لا تؤثّر أبداً في نتيجة الانتخابات، بحمد الله، إن الانتخابات في بلدنا أُقيمت دائماً بأسلوب سليم وصحيح ورصين، وهذه ما ستكون عليها الحال هذه المرّة أيضاً، إن شاء الله.

كلمتي الأخيرة عن اتحاد الشعب الإيراني. أعزّائي، لقد ناضلنا بوحدتنا وكُنّا يداً واحدة. وبفضل ذلك، انتصرنا، ولا نزال نواصل لأننا يد واحدة. يجب أن نتحرّك بعد الآن أيضاً يداً واحدة. ينبغي ألّا تؤثّر الاختلافات الذوقيّة والسياسيّة في وحدة الشعب الإيراني مقابل الأعداء.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

[1] في بداية هذا اللقاء، تحدّث حجّة الإسلام السيّد محمّد علي آل هاشم (ممثل الولي الفقيه في محافظة أذربيجان الشرقية وإمام جمعة تبريز).
[2] كلمة الإمام الخامنئي في لقاء أهالي أذربيجان الشرقية، 18/02/2020.
[3] إيرانشهر.
[4] كلمة في لقاء جمعٍ من قادة وكوادر القوة الجوية في جيش جمهورية إيران الإسلامية (5/2/2024).
[5] سعدي، كلستان، الباب الأوّل (مع اختلاف قليل)؛ «دانی که چه گفت زال با رستم گُرد؟ / دشمن نتوان حقیر و بیچاره شمرد (هل تعلم ما قاله زال لرسم كرد؟ / لا يمكن عدّ العدوّ ضعيفاً وبائساً».
[6] انتخابات الدورة الثانية عشرة لـ«مجلس الشورى الإسلامي»، والدورة السادسة لـ«مجلس خبراء القيادة»، التي ستُقام في 1 آذار/مارس من العام الجاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى