لنائب الصدفة… طرابلس ليست بحاجة “الكرتونة” وكفى فلكلورية!
لبنى عويضة… خاص الرقيب:
تصدّر الإعلام في طرابلس يوم أمس خبراً بل “بشرى” عن توزيع 200 كرتونة غذائية هم ثمرة جهود طويلة من داخل وخارج لبنان، وتصدر المشهد نائب القوات اللبنانية إلياس الخوري، الذي “بشّر” من أدخله هو وحزبه على طرابلس ان هذه المبادرة ستحلّ مشاكلهم المستعصية وستقضي على الفقر والجوع الذي ينهش بأبناء المدينة.
فبعد غياب طويل، أطلّ النائب القواتي حاملاً هذه مساعدات الآتية من الخارج بعد قيامه قبل فترة بتقديم مساعدات مدرسية، وهو النائب الذي لا يملك مكتباً له في طرابلس ولا يحضر اصلاً الى المدينة ولا يعلم اي شيء عنها ولا عن كرامة ابنائها واصالتهم وعزة نفسهم، المدينة التي من المفترض أنه يمثلها في البرلمان ويمثّل أهلها.
200 كرتونة أيها النائب القواتي؟ إن لم تستحِ فاِفعل ما تشاء، فلو لم تبشّر بهذه البشرى لكان أفضل! 200 كرتونة لا تكفي لشارعٍ حتى، أم أن أولئك هم من تمثلهم وهم من أوصلوك لتكون نائب القوات؟
الجو الفلكلوري والشعبوي الذي يقوم به بعض “نوائب” مدينة طرابلس بعيد كل البعد عن أبنائها. حيث أن أهالي المدينة بحاجة للوقوف الى جانبهم في مصائبهم واحزانهم وافراحهم بل اكثر هم بحاجة الى من يحفظ ماء وجههم من الفقر ووظائف تكفيهم لتأمين قوت يومهم؛ الطرابلسيون ليسوا عاجزين عن العمل، لا بل أنهم أصحاب همّة وعزيمة، وما هكذا تورد الإبل!
أما مهمّة نواب المدينة ان كان يعلم نائب القوات هو متابعة قضايا الأهالي في الشوارع والأزقة ونقلها إلى السلطة التشريعية وتحت قبّة البرلمان، لتشريع قوانين تصبّ في مصلحة المواطنين وتخدم مصالحهم، وليس استعراض وتقديم بعض المساعدات التي “لا تسمن ولا تغني من جوع”!
لقد آن الأوان من أجل وضع حدٍ لهذه المهزلة، خاصة أن الطرابلسيين ذاقوا الأمرّين من ثقافة الاهمال والتهميش ولا بد من شرح دور النواب لبعض نواب الصدفة أنفسهم، فمهمتهم ودورهم يكمن في نقل وجع وقضايا المواطن للسلطة لا منحهم وتمنينهم بـ “كرتونة”، وكما يقول المثل الصيني “لا تعطيهم سمكة، لكن علّمهم كيف يصطادون السمك”؛ إذ أن الحفاظ على الكرامة أهم من لقمة عيش مغمسة بالذل، والويل لبعض نواب هذه المدينة الذين أذلوا أبناءها وأذاقوهم مرارة العيش، والايام ستحاسبكم.