Uncategorized

العنف يعصف بأمن طرابلس… أما الحياة والفرح فممنوعان على الأهالي!

بقلم لبنى عويضة- خاص جريدة الرقيب الإلكترونية:

في ظل الأجواء التي تُنشر الحياة والسعادة في طرابلس بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، ومع أن البهجة أخذت تعود لأبنائها مع انتشار المهرجانات وإضاءة الأنوار في مختلف الشوارع وفتح الأسواق، مما دفع بروادها للتوجه إليها، سواء من أجل التبضع أو التنزه؛ لكن ما حدث ليل أمس أعاد للأذهان التي لم تنسَ بعد، الفلتان الأمني وخاصة أمن طرابلس المستباح.

فعلى الرغم من أن الليالي الطرابلسية لا تخلو من عمليات النشل والتسليح والسلب، والتي كانت ولا تزال تثير القلق بالنفوس، إلا أن الأهالي قرروا هذا العام الانطلاق للحياة التي انتزعت منهم والتوجه نحو السعادة المغتصبة.

لكن ليل طرابلس الماضي لم يمضِ بمجرد “زكزكة” أو حدث أمني عابر، فبينما كان الأهالي يقضون سهرتهم إما بالمقاهي أو بالأسواق أو حتى بالتسكع في الشوارع، تفاجأنا بسماع أصوات الرصاص الكثيف الذي أثار الهلع والذعر ليتبيّن وقوع إشكال بين آل المير وآل الجنزرلي في منطقة التربيعية، تطور إلى إشكال مسلّح استخدمت فيه جميع الأسلحة الرشاشة البسيطة والمتوسطة مما أدى لنشوب حرائق وتضرر كبير في المحال التجارية المحيطة بموقع الإشكال، وقد خرجت الأمور عن السيطرة مع احتراق أحد المحال التجارية وسيارة وعدد من البسطات التي يُسترزق الناس منها، كما أدى الإشكال لسقوط 3 جرحى وأحدهم بحالة خطرة، ولاحقاً توجهت قوّة من الجيش اللبناني إلى مكان الإشكال وفرضت طوقاً أمنياً، فيما بدأت عمليات المداهمة للقبض على المشاركين في الإشكال لتوقيفهم لاحقاً.

هذه المشاهد تعيد لأذهان الطرابلسيين الخشية من الفلتان الأمني الذي يكثر عادة في شهر رمضان بطرابلس والتي ترعاها أيادٍ خبيثة تسعى للإصطياد بالمياه العكرة، وتدفع باتجاه نشر الفوضى لمآرب غايتها النيل من طرابلس، خاصة بعد عودة الحياة للشوارع خلال الشهر الفضيل.

سابقاً، كان المعنيون يعزون سبب الفلتان الأمني للفقر والجوع وأنه من عوامل البطالة، فالأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة تدفع بالبعض للإخلال بالأمن الاجتماعي وإشاعة الفوضى.

إلا أن هذا العام كان الجميع يعوّل على وعي أبناء المدينة الذين أنهكتهم الظروف الصعبة وأصروا على الاحتفال بليالي رمضان، لكن المرتزقة والزعران كان لهم رأي مغاير، مما أعاد كرة الأمن للخلف، والخوف الأكبر هو من عملية أمنية تهز المدينة لدق المسمار في نعش أمنها الأخير والقضاء على أهلها عبر اغتيال فرحتهم بالحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى