ما قصّتنا مع العواء؟
يتنافس المتحاربون في سوريا على توثيق البطولات المتبادلة عبر تصويرها وإرسالها عبر ادوات التواصل الاجتماعي والملفت للانتباه ان الفريق الذي ينتصر في اي واقعة يسارع إلى ضرب الأسرى والطلب منهم لن ينبحوا كالكلاب.
قديما ظننّا انّ هكذا ممارسات كانت حُكراً على ممارسة المخابرات السورية والعراقية الا اننا وبعد أن شاهدنا المشهد يتكرر عند المعارضة المنتصرة ضد النظام وضد أنصار حزب العمال الكردستاني وبعد أن تابعنا السلوكيات نفسها تمارسها قسد ضد مقاتلي هيئة تحرير الشام اي ممارسة العواء الالزامي صار يقينا أن النباح او العواء تقليد انتقامي تراثي.
لماذا العواء بالذات؟
كل طرف يظن ان بعواء عدوه لا يهدف لإذلاله فقط إنما استعباده.
المظلوم يتماهى مع الظالم بكل شيء حتى في ممارسة التعذيب وهذا إن دلّ إنما يدلّ أن الأمور من سيء الى أسوأ وربما السوريين سيترحمون على النظام وعلى آل الأسد كما ترحم العراقيون والليبيون على الرئيسين صدام.حسين ومعمر القذافي.
من يرى الشركات الأجنبية تنهب العراق وليبيا سيفهم تماما ماذا ينتظر سوريا،ستباع خيرات سوريا الوطنية الطبيعية بالمزاد العلني و الايام.ستثبت ذلك،ما دعمت دولة اجنبية في يوم من الايام ايّ طرف مجاناً إنما بإنتظار حصاد الانتصار لصالحها.
الى الوراء در!
الرأسمالية المتوحشة تتقدم،الدولة المالية العميقة تنتشر،عصابات التجار يدخلون الأسواق والسياط بأيديهم.
هل ستبقى الطبابة والدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية مجانية ،هل سيتم اختيار الاكفأ للوظائف ام وفق الانتماء والمحسوبيات؟
هل سيبقى القطاع العام قويا؟
ما الفرق بين النظام والمعارضة وقسد ما داموا جميعا يطلبون من السوريين العواء؟
نحن اللبنانيون نعوي من دون تهديد بالضرب او القتل ،نمارس النباح تطوّعاً ومجاناً…
الاحزاب والطوائف والمصارف جعلونا نعوي
الجلّاد واحد،
الاشرار ينتصرون،
عصابات الاحزاب تتحكم برقاب و رغيف الناس.
المطلوب منع اي حزبي أن يكون وزيراً او مديرا عاما او ضابطا في الجيش او مديرا لمستشفى او رئيسا لجامعة او رجل دين في معبد او قاضيا حتى في المحاكم.
آن الأوان ان تنطلق دولة من خارج عصابات برجوازيات الطوائف.
آن الأوان ان نتوقف جميعا عن العواء…
لا بد من تغيير اسماء ااوزراء و رؤساء الوزراء ومجالس النواب.
لا ثقة بالمصارف وبالدمى المتحركة لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا.
يا بنيّ
كلهم يكذبون،
لا نريد من يلزمنا على العواء.
كفى!
بقلم د_احمد_عياش.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.