خبر الان

لاساعد صديقي دفعت ثمن الهدية.

كنتُ أتحدث مع صديقي عبر الويب كام، وقد طلب مني أن أكتب له رسالة إلى حبيبته التي تركته. بدأتُ أقرأ عليه بعض مزاميري من النثر في الحب:

“حبيبتي” أحببتكِ بكل ما أملك من صدقٍ وعمقٍ، حتى أصبحتِ انفاسي، لم تكوني مجرد انثى احببتها ودخلت قلبي وحياتي، بل كنتِ الحياة ذاتها، نبضًا لا يمكنني أن أفصل وجودي عنه، حتى الوقت كان يتوقف يبصح ثقيلا بطيئا اشعر انه يخنقني وانا بعيد عنك.

احيانا احمل اثقال الماضي واسير بخطواتي البطيئة على رصيف كنا نتسابق عليه حتى اصل ذاك الشاطئ وعند حدود امواج البحر ازرع ما تبقى من ذكريات لا تنسى، وانتظر بفارغ الصبر الغروب لتلامس وجهي تلك النسمات علني اجد فيها بعضا من عطرك او همسات من صوتك، لاكتشف غروبي من دونك حزين.

اعود الى منزلي فاشعل فحم نرجيلتي، وافتح كتابا لاهرب من ذكريات حبك لاجد نفسي من جديدابحث عنك في قصص الغرام.

نعم انا اعترف انك كنت الضوء الذي يبدد عتمتي. كنتِ الحلم الذي أرجو أن يحتضنني عند النهاية، أن يكون وجهكِ آخر ما أراه في رحلتي، وأول ما أستقبله في كل صباح جديد.

لم أعد أعرف من أنا. كان فقدك أشبه بموتٍ صامتٍ لا يتوقف في كل لحظة اذكرك فيها، موتٍ يكرر نفسه مع كل اشتياق، مع كل خاطرٍ يعيدكِ إلى شرايني نبضا متسارعا يكاد قلبي يتوقف بسببه.

ومنذ ذلك الحين، لم أعد أجرؤ على الحب. لم أعد أجرؤ على تسليم قلبي مرة أخرى، لأنني أدرك أن الحب الثاني لن يحطم قلبي فقط، بل قد ينهي وجودي كله. ومع ذلك، في لحظاتٍ نادرة، يهمس لي قلبي الخائف المرتجف: ربما لستُ عاجزًا عن الحب، بل أرفضه لأنني أعرف أنني لن أجد من تشبهكِ، وأن أي حبٍ آخر سيكون باهتًا، فاقدًا لروحكِ التي ملأت عالمي يومًا.

ورغم كل هذا الألم، رغم ثقل الغياب الذي يسكنني، أجد في نفسي قدرةً غريبة على التسامح والشكر. أشكركِ على أنكِ كنتِ يومًا في حياتي، على اللحظات التي منحتني فيها الإحساس بأني عشتُ شيئًا يشبه الخلود.

حتى الآن، الموسيقى التي أسمعها تحملني إليكِ، تُعيدني إلى تلك الأيام التي شعرتُ فيها أنني أعيش أكثر مما يحتمل القلب من جمال.

أيّتها البعيدة، لا أعرف ماذا تفعلين الآن، أو أين تعيشين، وكيف تمرّ أيامكِ وساعاتكِ، ومن هو الذي ترتشفين القهوة معه، أو تسمعينه من عذب كلماتكِ، أو حتى تخاصمينه.

وفجأة، قاطعني صديقي بلطف وهو يهمس: “زوجتك خلفك!”

تلعثمتُ للحظة، وتذكرت انه ما بين ان اشرح لها ان ما كتبته هو لصديقي ربما اصبح انا شخصيا داخل الهاتف فأكملتُ بتصميم، وكأنني أقرأ عن ظهر قلب:

لكن ما أستطيع أن أخبركِ به هو أنه حين خذلني حبكِ، لم ينفطر قلبي فقط، بل تحطّمت عزيمتي وفقدتُ جزءًا من روحي. انكسر الزمن داخلي، وسقطتُ من أعالي أحلامي إلى هاويةٍ بلا قاع. لم ترحميني، أو على الأقل لم تمدّي يدكِ لتنتشليني من هذا الظلام.

ومع ذلك، ظهرت المرأة التي أعيش معها الآن – زوجتي. هي من انتشلتني من هذا الظلام. هي سندي وملجئي.

زوجتي ليست مجرد شريكة حياة؛ هي كل حياتي. الحب معها ليس وهمًا ضائعًا بل حقيقة نصنعها معًا. كانت هي اليد التي تمسح دموعي، والقلب الذي يهدئ ألمي. معها عرفت المعنى الحقيقي للصبر والوفاء.”

ثم نظرتُ إلى الكاميرا وقلتُ بخفّة:

“والحمد لله زمطنا من مشكلة كانت ستنتهي بنكد لمدة نصف قرن! يلا، لأقوم أشتري هدية مرتبة، خلي ليلتي تمرّ على خير. بشوفك بعدين يا صديقي!”


المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى