أبناء الجنوب يروون تراب لبنان بدمائهم… إليكم موجز الأسبوع
خاص موقع جريدة الرقيب:
أسبوع دامٍ شهده لبنان، ففي ليل الأربعاء الماضي شهدت مدينة النبطية في جنوب لبنان، مأساة حيث ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة مروعة أسفرت عن استشهاد عدد من الاشخاص وإصابة آخرين بجروح.
تمثلت هذه المجزرة في قصف مبنى سكني في حي المسلخ بالمدينة باستخدام صاروخ موجه أطلقته طائرة مسيرة إسرائيلية.
وفي مشهد مأساوي آخر، عُثر على مفقودين تحت أنقاض المبنى المدمر، حيث تم إنقاذ طفل لم يتجاوز عمره الخمس سنوات من تحت الركام. كما تم انتشال جثماني الشهيدتين فاطمة برجاوي وابنتها غدير ترحيني من تحت الأنقاض. وبعد انتهاء أعمال رفع الأنقاض، بلغت الحصيلة النهائية للشهداء 11. وعلى مدى الاسبوع المنصرم، نفذت طائرات العدو الحربية جولات استطلاعية على طول الخط الساحلي اللبناني، واخترقت جدار الصوت في العديد من المناطق أبرزها الشمالية.
كما تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل عقب استشهاد أربعة أشخاص جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة “وادي الزينة” الساحلية في وسط لبنان، بالإضافة إلى هجوم آخر في بلدة حولا بقضاء مرجعيون جنوب البلاد.
ولعل القصف المتبادل على الحدود الشمالية لا يزال مستمرًا، حيث أعلن حزب الله ارتفاع عدد شهدائه إلى 203 منذ 8 أكتوبر الماضي.
وفي سياق آخر، أثار إعلان الجيش الإسرائيلي إجراء تدريب يحاكي الحرب في ظروف جوية شتوية على الحدود الشمالية تهديدات متصاعدة من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية ما لم ينسحب مقاتلو حزب الله بعيدًا عن الحدود مع شمال إسرائيل.
واستهدف حزب الله ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ فلق، مما أسفر عن إصابة مباشرة. وفي تصريحات مهددة من إسرائيل، أشار وزير الدفاع يوآف غالانت إلى جاهزية القوات الجوية للتصعيد، بينما أعلن حزب الله عن مسؤوليته عن قصف مستوطنة “كريات شمونة” الإسرائيلية ردًا على ما وصفوه بـ”مجزرتي النبطية والصوانة”.
إضافة إلى أنه أعلن عن استشهاد أحد عناصر قوى الأمن الداخلي جراء قصف إسرائيلي في بلدة حولا جنوب البلاد، في حين استشهد 3 من حزب الله و2 من “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية في قصف إسرائيلي.
ووفقًا للتقارير، يقضي المقترح الفرنسي بانسحاب حزب الله مسافة 10 كيلومترات من الحدود مقابل نشر 15 ألف جندي من الجيش اللبناني.
بالمقابل، يستمر التوتر والقلق الفلسطيني والعربي والدولي إزاء الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل على مواقع في محافظة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، فيما تتحدث إسرائيل عن اقتراب بدء عملية برية في تلك المنطقة التي لم تتضرر بعد، والتي يسكنها حالياً حوالي 1.5 مليون فلسطيني بين سكان ونازحين. فقد شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا وجويا وبحريا على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة فجر الاثنين، مما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى، مما زاد من المخاوف بشأن تنفيذ إسرائيل التي تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية، تهديدها بغزو المدينة الأخيرة غير المدمرة في القطاع.
في حين حذرت عدة دول غربية وشرق أوسطية، بما في ذلك مصر، إسرائيل من خطورة العملية التي ستؤدي إلى مجازر وتتسبب في تهجير السكان نحو سيناء، أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أنه سيتم توفير ممر آمن للمئات من السكان قبل بدء الهجوم، دون تحديد الوجهة التي سيتم نقلهم إليها. وفي هذا السياق، أفادت الهيئة الإسرائيلية للبث الرسمي بأن القاهرة هددت بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل في حال تحرك جيشها عسكريا في تلك المنطقة.
وجرت في القاهرة مفاوضات صفقة الهدنة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس “الموساد” الإسرائيلي ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” ورئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء القطري.
من جهتها، نفت حماس جميع التسريبات والأخبار المتداولة حول المفاوضات، وأكدت أنها ستعلن موقفها في الوقت المناسب.
في تطور مفاجئ، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسرعة التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل “لمنع التهجير وتجنب الكوارث”. وذلك بعد يوم من تأكيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، على استمرار القتال ضد إسرائيل حتى توقف “عدوانها على غزة”.
بينما نفت مصر عبر الهيئة العامة للاستعلامات الادعاءات حول مشاركتها في عملية نقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وإعداد وحدات إسكان لهم في المنطقة المجاورة للحدود مع القطاع.
وفي خطابه خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن أي هجوم على مدينة رفح البعيدة سيكون “مدمرا” لـ 1.5 مليون فلسطيني وسيجلب الخراب لهم، معتبرا أن السياسة العالمية وصلت إلى طريق مسدود لا يخدم أحدًا.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت محكمة العدل الدولية ضرورة تنفيذ التدابير الاحترازية بسرعة وبشكل فعال، مؤكدة على أن إسرائيل ملزمة بالامتثال الكامل لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والتدابير الاحترازية التي أعلنت في يناير الماضي.
وفيما يتعلق بمصير مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى في القاهرة، يستمر الغموض، حيث رجحت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، قبل حلول شهر رمضان المقبل.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، فإن الأوضاع ما زالت صعبة، حيث يستمر القصف الإسرائيلي وحصار الجيش الإسرائيلي للمستشفى الأمل واقتحام مجمع ناصر الطبي في خانيونس، مما أسفر عن ارتفاع عدد المرضى المتوفين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ونقص الأكسجين.
وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية، يطالب برنامج الأغذية العالمي بـ”ضمانات أمنية” لإدخال المساعدات الغذائية لإنهاء المجاعة التي تهدد 2.2 مليون شخص في غزة.
وأخيرًا، في الضفة الغربية، تستمر العمليات العسكرية اليومية للجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن استشهاد العديد من الفلسطينيين واعتقال آلاف آخرين منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.
وتصاعدت ردود الفعل حول حادث مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 4 آخرين في هجوم بالرصاص شمال مدينة كريات ملاخي جنوب إسرائيل، حيث هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال، معتبرا هذا الحادث تذكيرًا بأن البلاد كلها على خط المواجهة.
وفيما يتعلق بالخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فقد هدد وزيرا الدفاع بيني غانتس وغادي إيزنكوت بحل الحكومة الإسرائيلية إذا استمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اتخاذ قرارات مهمة بشأن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة دون مشاركتهم.
وفي سياق آخر، يشهد البحر الأحمر وخليج عدن تصاعدًا في التوتر بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة وجماعة الحوثي من جهة أخرى، حيث نفذت الجمعة واشنطن ولندن 7 غارات جوية على أهداف في محافظة الحديدة اليمنية. ويتواصل التصعيد بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة وبريطانيا بعد إعلان الجماعة مقتل 17 من ضباطها في غارة بريطانية أمريكية، دون تحديد مكان أو زمان الحادث. وفي سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” عن تنفيذ ضربات ضد زورقين و5 صواريخ كروز في مناطق تسيطر عليها الحوثيون باليمن، والتي كانت مخصصة لاستهداف البحر الأحمر.