ليس عبثاً ما تعلمناه ،وأنشأنا أبنائنا عليه. انها مدرسة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) حينما قدم دماءه ودماء أولاده وأهل بيته وأصحابه على طريق الحق لينتصر الدين بهم.
الشهيد هو من قدّم روحه لله ولدينه، وكان بمحض إرادته، يتنازل طوعاً عن حضوره في هذه الدنيا، لينال هذا الاسم الجميل (الشهيد) عوضاً له عن الدنيا،وتأتي الآية لمن يقتل في سبيل الله {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ }
فهذا الاجر العظيم له ثمن وهو الجهاد في سبيل الله، حيث يرتقي الشهداء تباعاً، كأنّهم يتسابقون في طريق الجنة. “شهداء على طريق القدس” لتُرتوي فلسطين بدمائهم الزكيّة الطاهرة. وتفتخر عائلاتهم بمرتبة الشهادة، التي يحجّ الناس إليها، ولتنطبع قلوبهم وعقولهم بالصبر والقوّة، فيتفرغون لحفظ امانة أبنائهم الشهداء، حاملين عظمة ما قدموا على متونهم وفي قلوبهم، فهم صنعوا العزة والنصر لأمة.
هنيئاً لأمهات الشهداء وآبائهم وأبنائهم.
يوم الشهيد هو يوم احتفاء أمتنا بفوز الذين سبقونا، إنه يوم يختصر مسيرة مباركة نفخر بها، في مواجهة العدوانية الصهيونية المتوحشة التي تواصل غاراتها على غزة وأهلها، وعلى جنوب لبنان وأهله، وتصب جام حقدها حمما ونيرانا تحرق البشر والحجر، فلا تُبقي ولا تذر.
رحم الله كل شهيد ارتقى على أرض فلسطين وأرض لبنان. حمى الله المقاومة الفلسطينية واللبنانية ونصرهما نصرا عزيز مقتدر.
وختاماً نقول للعدو الصهيوني ما قالته مولاتنا زينب (ع)
(كِدْ كَيْدَكَ وَناصب جُهْدَكَ! فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا… )، نحن بإذن الله منتصرون . وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار.