اقلام اجتماعية وادبية

القانون فقط للضعفاء

الاعلامية ريتا بشارة:
القانون فقط للضعفاء !
قيل أن القانون لا يحمي المغفلين.. فالحقيقة أن القانون لا يحمي الضعفاء! في الدول التي يسيطر عليها منطق القوة، كل ضعيف هو مغفل بشكل ما .ونلاحظ اذا ان عامل القوة هو الذي يحرك عجلة سن القوانين وفرضها على الافراد فيما صياغتها بلغة راقية وحضارية وانيقة لتضمن فحسب حقوق الاقوياء! كتابة القوانين لا تهدف الى ضمان حقوق الناس ام الى وضع حد للفوضى و الافتراس الغرائزي الناتج عن السلوك البشري ولكن صياغتها تهدف الى احتواء واستيعاب هذه الفوضى الناجمة عن المجتمع.

اذا عدنا الى التاريخ الماضي ، نلاحظ ان كل الدول التي شكلت المحاكم الدولية هي الدول نفسها التي ارتكبت جرائم وابادات عبر التاريخ في حقبة الاستعمار والحروب، وذلك بفاعل القوة جعلت القوانين قرينتها ولمصلحتها وضربت بعرض الحائط مبدأ العدل والمساواة وحقوق الانسان. هذه الدول الاستعمارية القوية الجبروتية المجرمة هي التي تضع لنفسها حكماً قاضياً في تقرير مصائر الشعوب وحرياتها . بل كان زعماء المقاومة في البلدان المحتلة هم الفرائس الاسهل لاعتقالهم ومحاكماتهم واعدامهم أوتصفياتهم جسدياً بشتى الوسائل .وماذا يمنع من حدوثه في ايامنا الحاضرة كما حدث ذلك سابقاً؟
على غرار المثال، قرار رقم ١٧٠١ المتخذ من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي لم يكن الا حبراً على ورق ،فالاقوياء فقط يخرقون مبادئه ويلتفون حوله لتحقيق اهدافهم ومخططاتهم الاستراتيجية المدروسة و لايعترفون بمدرسة الحق والعدالة والانسانية.
فماقيمة القوانين اذا كانت تطبق فقط على الضعفاء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى