خبر الان

ميني مافيا: عندما يتحول الأهل إلى صانعي مافياتهم الصغيرة

بقلم: لبنى عويضة…

خاص: جريدة الرقيب الالكترونية

مرحباً بكم في عصر أصبح فيه كل شيء مباحاً… حتى براءة الأطفال!
بداية، عذراً يا أطفال، ليس ذنبكم أنكم وُلِدتُم في عصر قرر فيه أهلكم أنكم مجرد أدوات لإشباع عقدهم النفسية، وأن طفولتكم ستُباع في دقائق من أجل شهرة على الشاشات.
ماذا تفعلون؟
أنتم مجرد ضحايا لجيل جديد من الأهالي الذين تشرَّبوا الطائفية، ولم تنتهِ الحرب الأهلية لديهم. والمصيبة أنهم لم يربوا أبناءهم إلا على الحقد.
لكن، وبالمقابل، فقد أتقنوا تماماً فن إخراج حياة أبنائهم في إطار رديء.
ميني مافيا؟ لا… ميني كوارث عائلية!

العصابة العائلية تاجرت بكل شيء

وفقاً لما شاهدناه على الشاشة، يبدو أن الأهالي ليسوا مجرد متفرجين، بل هم المتواطئون الرئيسيون في هذه المهزلة.
كيف يمكن لطفل أن يحفظ نصاً سخيفاً ويتحدث بلسان لا يتناسب مع عمره؟ لأن الأهالي قرروا تدريب أطفالهم على أن يكونوا نسخة طفولية من سخافاتهم الشخصية.
قبل أن نلوم البرنامج، لنفكر: هذا الطفل الذي يقف أمام الكاميرا ليؤدي دور “الطفل الحكيم”، أين تعلم ذلك؟
في المنزل بالطبع! حيث لا مكان للبراءة، بل فقط للتمثيل والتصنُّع.

التربية المفقودة: أهلاً بالتلفزيون بدل الكتب

على ما يبدو، في منزل هؤلاء الأهالي، الكاميرا هي الأداة التربوية الأساسية، بدلاً من تعليم أطفالهم معنى الأخلاق، أو اللعب، أو القراءة. علموهم كيف ينظرون للكاميرا بابتسامة مزيفة، وكيف يتحدثون وكأنهم نجوم مسلسلات هابطة.
تخيلوا طفلاً في عمر الزهور يتحدث عن السياسة والطائفية والمال، كما لو أنه عاش نصف قرن.
من فعل ذلك؟ بالتأكيد ليس البرنامج وحده، بل الأهالي الذين قرروا أن البراءة باتت موضة قديمة لا تستحق العناء.

سذاجة أم انعدام ضمير وبيع للطفولة؟

الأمر بسيط: الأهالي قرروا بيع طفولة أبنائهم مقابل دقائق تلفزيونية رخيصة. فما الفرق بينهم وبين من يتاجر بالبشر؟ ربما الفارق الوحيد أن “التجارة” هنا تمت تحت أضواء الكاميرات.
هل الأهالي مغفلون لدرجة أنهم لا يدركون أثر هذه المهزلة على أطفالهم؟ أم أنهم ببساطة بلا ضمير، يرون في أطفالهم مجرد فرصة لتحقيق أحلامهم الطائفية؟

قبل فوات الأوان: احذروا الفتنة التي سيلعن الله من سيوقظها

يا أيها الأهالي، قبل أن تشكوا من تأثير البرامج على أطفالكم، اسألوا أنفسكم: من سمح لهم بالمشاركة؟ من دربهم على أداء هذه المهزلة؟ ومن اختصر معنى الطفولة في حفنة من الكلمات المحفوظة والابتسامات المصطنعة؟
الجواب واضح: أنتم! أنتم مافيا الطفولة الحقيقية. فلا تلوموا الإعلام، فهو ليس سوى انعكاس لمرآة منازلكم!
وما هكذا تُبنى الأوطان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى