خبر الان

ميول الشخصية اللبنانية المضطربة

من المتفق عليه نظرياً وعالمياً تقريباً ان الشخصية تنطوي على أنماط مستمرّة من التفكير والسلوك و الإدراك والتفاعل والاستدلال ونحن نضيف على ما تقدّمنا به ردّات الفعل العفوية .

من التجربة السريرية وعبر آلية القراءة الوصفية للبنانيين بإمكاننا ونظرياً ان نقول وان نكتب ومن دون ان نحكم لأن الامور النظرية خاضعة للنقاش دائماً والحكم فيها شبه مستحيل ان هناك اشكالا متعددة وكثيرة للشخصية اللبنانية الا اننا سنحاول قدر الإمكان الكلام عن الأشكال الغالبة في مجتمعنا.

ومن دون الخوض في الاسباب لاحظنا وجود الأشكال المضطربة التالية:

-1-الشخصية الطائفية :

وهي الشخصية الغالبة وتنطوي على مكوّنات تدميرية وعلى عنف ظاهر ومستتر وعلى كمّ عظيم من الكراهية واللاثقة ضدّ الآخر المختلف بالانتماء والاسماء والدلالات والاشارات وهي الشخصية الاخطر لانّها قابلة للعدوى الفكرية لارتباطها الوثيق بالمقدّس وبالغيب وبالاله المتحوّل وبحكايات عن أساطير تحاول إثبات واقعيتها واخطر مكوّن فيها حديثاً هو مكر تبني الخطاب الوطني والإنساني والاخلاقي افتراءً وكذباً وخداعاً لتيسّر وتسهّل قبولها من الآخرين ليقينها ان خطابها الصحيح مثير للتقيوء. .

-2-الشخصية الشوفينية:

رغم القواسم المشتركة مع الشخصية الطائفية تتميّز بالنزعة الفوقية الوهمية مع باقي المجموعات من القومية العربية من خارج الطوائف إنما الحاملة لجنسيات دول أخرى غير اللبنانية والتي لا تعترف بإيجابيات الشعوب الأخرى وتصرّ على إبراز الشواذ في المجموعات لتعميمها وتميل لتشويه الآخر وتميل لتعميم الحدث الفردي لتسقطه كحالة عامة على الشعب كلّه لاشباع كراهيتهم للآخرين ولفشلهم الخاص.

-3-الشخصية التجارية:

وهؤلاء لا دين لهم ولا يعترفون لا بالله ولا بالآب والابن والروح القدس ولا حتى بيهوه او الربّ ئيل حتى لو تعبّدوا ولو صاموا فربّهم المال والمصلحة الذاتية وهم مستعدون على المساومة في كل شيء بلا رادع أخلاقي او وطني ولا يؤمنون بحلال وحرام لقناعتهم ان الجميع يفكّر ويحتال مثلهم وهم لا يرون بالآخر غير سلعة متحركة عليهم نهبها وكل الناس ليسوا غير زبائن.

-4-الشخصية المحايدة:

وهم أولئك الذين لا يحبّون ابداء الرأي ولا المشاركة بأي نشاط جماعي له صفة سياسية او دينية او تجارية او حتى رياضية ولا يهمّهم غير العيش بهدوء ولو على هامش الجماعة بشرط الحفاظ.على عملهم وعلى راتبهم وعلى لقمة عيشهم وعلى تربية أولادهم وهؤلاء حضورهم كغيابهم لا يقدّم ولا يؤخر ويسرّهم كثيرا شعور ان الشخصيات اللبنانية المضطربة الضارية تتنافس على استمالتهم لأنهم اشبه بشخصيات الحيوان الاليف كالقط الذي إن اطعمته لحق بك الا أنه لا يدافع عنك ابداً.

-5-الشخصية العلمانية:

وهؤلاء ضحايا علومهم وكتبهم وضحايا تأثير قدوتهم من الأدباء وأصحاب الافكار التنويرية والثوار التاريخيين الذين حاولوا جمع الناس على قواسم مشتركة ايجابية لا على تفرقتهم وفق العوامل السلبية وهؤلاء يختلفون بالرأي مع اكثر الناس من حولهم لميولهم للمثالية ولرفضهم لاحتمالات الخطأ وهم بدورهم سريعي اتهام الآخر بالطائفية والشوفينية المستترة وبجنوحهم إلى تبني افكار استفزازية للتراث وللموروث الديني والاجتماعي واخطر ما لديهم انهم عند غضبهم من جماعاتهم يميلون لتغيير الدين او الانتماء كيداً ونكاية ولو انهم الأكثر استيعابا للآخر.

-6-الشخصية الانتهازية.

ورغم القواسم المشتركة مع الشخصية التجارية الا ان لهم أهدافا وطموحات سياسية و اجتماعية تجعلهم مستعدين لصرف بعضا من ثرواتهم من أجل تحقيق اهدافهم غير التجارية الصرفة من أجلك اشكال السلطة.

-7- الشخصية العنجهية.

ورغم القواسم المشتركة مع الشخصية الطائفية الا انها تتميّز ايضا بالخلفية العقائدية غير الغيبية والدينية وبفائض من الثقة وبإمتلاك الحقيقة العلمية او الماورائية مع فائض قوة الحجة والمناقشة والجدل وغالبا ما يسبب سقوط هؤلاء كوارثا اجتماعية لأنهم يقمعون المختلف معهم اما عبر تخوينهم او تكفيرهم و كالطائفيين يصعب النقاش معهم لأنهم يناقشون بحجة العلوم ولو ان الإصبع على زناد المسدس.

 

ليس هذا كل ما عندنا إذ هناك شخصيات لبنانية مضطربة أخرى سنناقشها في فترة لاحقة لانشغالي الان بإرتشاف فنجاة قهوة عربية مع احد الظرفاء الساخرين من كل شيء حتى من الحطيئة.

“يتبع”

 بقلم د.احمد_عياش

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى