الرئيس جوزاف عون: أمل لإعادة بناء الوطن، بقلم ناجي امهز
الرئيس جوزاف عون: أمل لإعادة بناء الوطن
بقلم: ناجي أمّهز
البداية
في عام 2021، وبينما كان لبنان يواجه أزمة خانقة على كل المستويات ومنها ازمة الحكم وولادة الحكومة، أكد اللواء عصام أبو جمرة برؤيته الاستراتيجية المعهودة أن المؤسسة العسكرية تشكل الأمل الأخير لإنقاذ الوطن. قال حينها:
“بعد هذا الاداء السياسي والاقتصادي الفاشل للطبقة السياسية التي اوصلت لبنان الى منعطف خطير يهدد بنيان الوطن وسلامته، تتوجه أنظار الشعب إلى المؤسسة العسكرية، باعتبارها الحصن الأخير لحماية البلاد. وعلى رأس هذه المؤسسة يقف العماد جوزاف عون، رجل القيادة والسيادة، الذي أثبت قدرته على إدارة الأزمات بأعلى درجات الحكمة.”
رؤية اللواء أبو جمرة، لم تكن الوحيدة بل العديد من الشخصيات الوطنية والطوائف اللبنانية المختلفة كانت تعبر عن هذا التوجه، والتي جاءت انعكاسًا للأداء المتميز والتضحيات الجليلة التي تقدمها وقدمتها المؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزاف عون. لقد جسّد صورة القائد الوطني الملتزم بحماية لبنان واستقراره.
في تلك الفترة، بدأت بيانات التيار المستقل تتوالى، كما ارتفعت أصوات شعبية وأخرى حزبية مطالبة بتكليف حكومة عسكرية لإنقاذ البلاد، وحتى قبل انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون،
واستذكر هذه الحقبة، لاقول ان الشعب اللبناني منذ سنوات يردد اسم العماد جوزاف عون.
ومع كل فشل كانت تراكمه الطبقة السياسية بحق الشعب اللبناني كانت ترتفع اسهم العماد جوزاف عون بين الشعب.
نعم استذكر هذه الحقبة لارد على بعض القوى السياسية والإعلامية، الذين يسعون الى تشويه الدور الوطني الكبير للعماد جوزاف عون. من خلال لإيحاء بأن انتخابه جاء نتيجة ضغوط خارجية، بهدف نزع الشرعية الشعبية عن فخامته، وتبرير سقوطهم وافلاسهم الشعبي والسياسي.
إلا أن الحقيقة هي أن انتخابه جاء استجابة لنداءات الشعب اللبناني الذي سئم من السياسات الفاشلة والتحاصصات لطبقة سياسية لم تشبع حتى ضيعت اموال الشعب اللبناني وعززت الانقسامات الداخلية التي أرهقت الوطن.
انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية لم يكن نتيجة صفقات أو ضغوط كما يتوهم البعض الذين جالوا الغرب والشرق لتسويق انفسهم او من يكون طوع يدهم، بل جاء كتعبير صادق عن طموحات اللبنانيين بحل حقيقي يُخرج الوطن من أزماته. هو انعكاس لثقة الشعب برجل دولة يتمتع بالاستقلالية والشجاعة اللازمة لقيادة لبنان نحو مستقبل أفضل.
هذا الانتخاب يُعدّ رسالة واضحة من الشعب اللبناني للطبقة السياسية: لبنان بحاجة إلى نهج جديد يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات أخرى.
ما يُميّز فخامة الرئيس جوزاف عون أنه لا يمثل أي تكتل سياسي ضيق، بل يجسد رؤية وطنية شاملة تعتمد على بناء دولة المؤسسات التي تحترم القانون وتخدم الشعب. قوته تنبع من استقلاليته وإيمانه العميق بوطن يحكمه العدل والقانون.
الشعب اللبناني يعيش اليوم لحظة تاريخية مفعمة بالأمل والثقة بعودة لبنان إلى مساره الصحيح. انتخاب رئيس من خارج المنظومة التقليدية يُعدّ انتصارًا لكل لبناني يؤمن بضرورة التغيير.
لكن في ظل وجود طبقة سياسية شرسة لا تهتم الا بمصالحها الضيقة، فإن هذه البداية تتطلب دعمًا شعبيًا واسعًا وتعاونًا من القوى السياسية الشريفة لإنجاح مشروع فخامة الرئيس وإعادة بناء الدولة.
ختامًا
مبروك للبنان انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. هذا العهد يشكل صفحة جديدة تُكتب بمداد الأمل والعمل. وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم في دعم هذه المسيرة الوطنية، لإعادة بناء الوطن ووضعه في المكانة التي يستحقها بين الأمم.