اقلام سياسية

دول القرار تعلن إياكم استفزاز حزب الله، والسيد نصر الله في 3 – 11 – 2023 حول نتنياهو إلى صفر.

بقلم ناجي أمهز

منذ أيام قليلة ينتشر حديث، أن دول القرار أبلغت الجميع إياكم واستفزاز حزب الله، وتحت مقولة إذا كان ألف مقاتل من حماس قلبوا الشرق الأوسط راسا على عقب، وأوقفوا العجلة الاقتصادية وفرضوا شروطهم بالحرب على إسرائيل التي فقدت عقلها بحرب استمرت لأكثر من أربعين يوما دون أن تحقق أي هدف من أهدافها، بل بالختام خضعت لكافة شروط حماس وقبلت بصفقة تبادل الأسرى.

وحتى الأحاديث التي تدور في الصالونات السياسية، تستطرد همسا “ووشوشة” أن الصحف الغربية تقول: ما سيحصل في تل أبيب بعد الهدنة سيكون كارثيا، لا أحد قادر على التكهن ماذا سيحصل بعد أن يهدأ صوت الرصاص وتتوقف سقوط القذائف، هناك حديث عن أكثر من سبعة آلاف اسرائيلي بين قتيل وجريح ومفقود.

لا أحد يعرف ماذا يحصل، غدا، عندما يعود بعض الأسرى الإسرائيليين إلى ذويهم، لكن ما موقف الذين خسروا أبناءهم وبينهم الاسرى بالعملية العسكرية الفاشلة التي نفذها نتياهو على غزة، ومن يتحمل المسؤولية، المشهد جدا سوداوي في الكيان الإسرائيلي، السيناريو المتوقع أن تجتاح تل أبيب تظاهرات غاضبة حتما ستحدث أزمة لن تنتهي إلا برحيل ومحاسبة كل الطاقم السياسي والأمني الحالي في الكيان،  وستكون هناك مطالبة بإعدام نتنياهو، من يجرؤ في الكيان الإسرائيلي على تلقف كرة النار التي تسبب بها نتنياهو بغبائه.

هذا في الداخل أما في الخارج، وتحديدا في الغرب، فقد رسمت التظاهرات مشهدا غاضبا جدا على اليهود، وصل إلى حد نعتهم بأنهم دين بلا أخلاق، إضافة أن الغالبية الساحقة من القوى السياسية اعترفت بان ما قامت به إسرائيل هو إرهاب منظم وجرائم حرب، حتى قداسة البابا فرنسيس كان له موقف لافت قال فيه “هذا ما تفعله الحروب. لكننا هنا تجاوزنا حد الحروب. هذه ليست حربا. هذا إرهاب”. ودعا إلى الصلاة “حتى لا يمضي الطرفان في غضب سيقتل الجميع في النهاية”

وهناك دراسات شديدة السرية، تشير أن شعوب العالم العربي وصلت إلى حالة خطيرة من الإحباط، حيث تحولت الغالبية إلى أموات إحياء، وتشير الإحصائيات أنه حتى الخطاب الديني التحريضي على الشيعة فقد بريقه، الفلسطينيين يتحدثون بصوت عال عن فضائل الشيعة، والصوت الفلسطيني يؤثر في الوجدان العربي.

وهناك أمر بغاية الأهمية كنا نتبعه منذ فترة تقريبا ونرصده، وظهرت نتائجه في متصفح جوجل أنه بتاريخ 3 – 11 – 2023 حصلت كلمة نصر الله على اعلى تدفق وهو ادفق هائل تجاوز كل ما حصلت عليه هذه الكلمة منذ عام 2004، وإذا كانت الدراسات تشير أن كل ما حصل من حظر على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى حجب فضائية المنار عن الأقمار الصناعية لحجب صورة واسم السيد نصر الله، فقد سقطت وفشلت أمام هذا التسونامي من الطلب والبحث عن اسم نصر الله.

وأيضا ما حصل في عالم الإنترنت رسم سؤال افتراضي آخر، أو ربما كتب جواب افتراضي آخر، إذا كانت المعركة هي في غزة، والبحث كان يجب أن يكون عن أسماء في غزة أو أخبار تنطلق من غزة، ما السراو سبب هذا الكم الهائل من البحث عن كل أمر يتعلق بنصر الله، حتى اسم نتنياهو وهو الذي كان يقود المعركة بغزة ضد المقاومة كان البحث عن اسمه مجرد صفر أمام اسم نصر الله، مما يعني ان الاسم الذي كان يهيمن على كافة مجريات المعركة هو طيف نصرالله.

الاجماع والاحداث والنتائج جميعها تؤكد: إن كل ما كان يحاك منذ 2006 وما حصل في سوريا وما قامت به الإدارة الأمريكية وبعض الدول العربية من أجل إنهاء دور حزب الله، جاء طوفان الأقصى، ليقلب الصورة بالكامل.

حتى بعض سيناريوهات الحرب ضد الحزب تمت مقابلتها بسخرية شديدة، منهم من قال يوجد في بحر المتوسط أساطيل وغواصات وضفادع بشرية أكثر من الأسماك الموجودة فيه، ولم تهتز شعرة من مقاتل بغزة أو حتى ثنيت نصر الله عن تهديدنا، كل هذا التواجد العسكري الغربي الداعم لإسرائيل في المنطقة، لم يؤثر على المقاومة إن كان في غزة أو جنوب لبنان، بل استمرت المعركة وكان وجودنا في البحر المتوسط هو غير موجود.

أحدهم قال هل يعقل أن يقال إن حزب الله انتصر، نظر إليه الآخر، وأشار بيده على سبيل إذا سياسي في العالم يشك أن حزب الله انتصر، فإنه بحاجة إلى علاج نفسي.

الخلاصة كانت بتنهيدة، أنه الواقع الجديد، الذي يجب القبول به والتكيف معه، اقله لعشر سنوات قادمة إلا بحال تفككت بيئة الحزب حينها يمكن أن تنقلب الصورة.

والغرب واضح بهذا الخصوص ويقول منذ فترة طويلة بان لبنان غير موجود على ورقة جدول الاهتمامات، اليوم ألاولويه هي الأزمة الروسية الأوكرانية، وتحجيم الصين، حتى إسرائيل هي تفصيل صغير في هذه المعركة، وهذا الأمر كان واضحا من خلال تعاطي الدول الغربية مع الحكومة الإسرائيلية.

إشارة بعض الصحف الفرنسية أن موقف ماكرون هو شبيه بموقف نتنياهو ومحمود عباس والملك عبد الله عندما حصل التضامن العالمي من قبل الرؤساء ضد اعتداء باريس الإرهابي.

يعني بصريح العبارة، موقف وزيارة ماكرون لدعم إسرائيل مثل دعم القمة العربية الإسلامية في الرياض لحركة حماس.

وهناك اشارات دولية عربية واضحة بدات تبحث عن ضمانات انها لا تريد اي تصادم ولا حتى اعلامي مع الحزب، تحت مقولة، “يا جاري انت بدارك وانا بداري”

حتى عودة الفرنسي الى لبنان هذه المرة هي بتفويض دولي كامل انه افعل ما يطلبه منك حزب الله، ونحن لن نعارض او حتى نتدخل حتى بالايحاء، المهم اظهار انه حصل تسوية ما للحفاظ على ماء وجه الجميع.

ستسمعون عبارة، ان الانتخابات شأن لبناني داخلي، التوجه شرقا غربا صعود نزول شأن لبناني داخلي.

بل لن تستقبل اي شخصية عربية او دولة عربية او حتى ترسل دولة عربية من يمثلها من اجل التدخل لمواجهة حزب الله، ولا تحت النظريات العمق العربي والجذور العربية والتمدد والمصالح العربية المتبادلة، وكل هذه الادبيات لم يعد لها مكان.

بل حتى الذي يوحي ان دولة عربية دعمته ضد موقف يتخذه حزب الله، ستخرج هذه الدولة وتكذبه وربما تقاضيه وتلاحقه امام جامعة الدول العربية تحت تهمة زعزعة الاستقرار مع قوة سياسية عربية شقيقة.

كل شيء يختلف عن الامس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى