رسالة ناجي أمهز إلى شعب الكويت الديمقراطي المثقف العظيم، والتي تحولت الى مقال.
صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح
رسالة ناجي أمهز إلى شعب الكويت الديمقراطي المثقف العظيم، والتي تحولت الى مقال.
بداية أتقدم بعميق الحزن والأسى، على فقدان الوطن العربي والإسلامي، صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة الذي شمله الله برحمته وواسع مغفرته ورضاه بالمغفرة والرضوان.
ولا يسعني إلا أن أقف بإجلال واحترام كبير للأمة الكويتية قيادة وشعبا، على ما قدمته للعالم العربي والإسلامي طيلة عقود طويلة.
نعم وأنا أعترف كما بقية المثقفين النخبويين في عالمنا العربي، والذين تعرفوا على فضائل دولة الكويت قيادة وشعبا، من خلال إشراقة الثقافة التي كانت تنير عقولنا قبل زمن العولمة والإنترنت، حيث كانت الكويت تنفق من ميزانية شعبها الكريم المعطاء الفاضل على تنوير العقل العربي، وتقديم أهم المواد العلمية والتثقيفية واطلاعنا على آخر المستجدات والتطور الصناعي والتكنولوجي، من خلال منشورات عالم المعرفة.
وعندما بدأت عقولنا تتلمس صناعة القرار السياسي والسيادي للأمم، وآلية الحكم وصناعة المستقبل، ووضع استراتيجيات آمنة ومطمئنة، كنا يوما بعد يوم ننظر بعين الإعجاب والفخر إلى الأمة الكويتية وهي تشق طريقها بعزم وثبات نحو واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط الغارق في ديكتاتوريات تمتد على مسافة الجهل والظلم التاريخي.
فكانت الكويت بديمقراطيتها كالشمس التي تنير الظلام وتمنح المواطن العربي أمل، بأن الغد سيكون أفضل وان غالبية الدول ستكون على شاكلة الكويت، ديمقراطية شعبية مسؤولة، والشعب والقيادة واحد، لا فروقات أو حواجز بينهما، والجميع متساويين أمام القانون وتحت ظلال الدستور…
وعندما كنت التقى مع النخبة المسيحية بحضور بعض الشخصيات الاغترابية كان ينال دولة الكويت إرث من الحديث الشائق والرائع الواعد بعظمة هذه الأمة، حيث كان يقال صراحة إن المسيحية المشرقية هي التي فتحت أبواب العالم الغربي لغالبية الزعماء العرب والمسلمين، إلا دولة الكويت كان مكانها محفوظا بين النخبة العالمية، وصالوناتها الأدبية والثقافية وحتى السياسية التي سبقت الكثير من الدول بعقود، تتألق برؤية عربية فيها الحداثة.
وبعد انتشار الانتنرنت وتوفر المعلومة التاريخية، تبين للعالم العربي كم هي عظيمة دولة الكويت في ديمقراطيتها وإرثها الإنساني الثقافي، بتنوع أبناء الأمة الكويتية على مختلف طوائفهم ومذاهبهم.
وعندما اجتاح المقبور المجرم صدام حسين دولة الكويت بدا بعض المسعورين الذين يتنطحون بالعروبة اللاهثين خلف أمول صدام حسين التي كان يغتصبها من شعب العراق لينفقها على هؤلاء الكذابين الدجالين ماسحي الأحذية، الذين حاولوا تزييف التاريخ والجغرافيا حول الكويت واطلاق التسميات عليها خدمة للديكتاتور المجرم صدام حسين، ويسعون إلى الفتنة بين مكون الأمة الكويتية حيث اتهموا شيعة الكويت الذين كانوا يقاتلون ببسالة دفاعا عن وطنهم الكويت أنهم يدافعون عن الكويت ضد صدام حسين من خلفية طائفية، وكان يقال عن سنة الكويت الذين اختلطت دماؤهم مع دماء أبناء وطنهم الشيعة في مواجهة المقبور الملعون صدام حسين، أنهم يدافعون عن التحالف الأمريكي.
ولكن لن ينجح هؤلاء الصعاليك باستهداف دولة الكويت، كون الأمة الكويتية أمة حرة عظيمة، وقادة الأمة الكويتية يتمتعون بالحكمة والعدل ويحتكمون إلى صوت الضمير والمواطنة، حيث يشعر كل مواطن كويتي بعظمة انتمائه وحمل الجنسية الكويتية، كما أن يدرك المواطن الكويتي مكانته بين الشعوب العربية واحترامه في العالم، لذلك المواطن الكويتي يدافع عن وطنه ببسالة وشجاعة وتفاني.
في الختام أمة الكويت هي مع القضية الفلسطينية ومع الوحدة العربية والاستقرار في العالم العربي والاسلامي، ولم تتراجع يوما أو تحاول أن تغير هذا الموقف، بل عند كل مفترق كانت دولة الكويت حاضرة من أجل دعم أشقائها العرب وفي مقدمتهم لبنان التي لم تتخل عنه يوما.
إلى شعب الكويت كل المجد والخلود والعزة والفخار.
ورحم الله القادة وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.