خبر الان

معركة الرئاسة اعادت خلط الاوراق والتحالفات السياسية وكرامي يعلن توجّهه لانتخاب العماد عون

مما لا شكّ فيه ان معركة الرئاسة تشهد حراكاً غير مسبوق لجميع الكتل النيابية والنواب المستقلين وخصوصاً في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة، اذ برز مؤخراً احتداماً في الموافق لدى البعض وتظهير مواقف سياسية لدى البعض الآخر، لكن كيف يمكن تفسيرها ولمصلحة اي من الفريقين؟

من الواضح ان فريقي النزاع الرئاسي، الثنائي الشيعي – التيار الوطني الحر وفريق المعارضة وحلفائهم، قد وصلا الى حائط مسدود بسبب تشددهما وتمسكهما بمواقفهما المعلنة وكذلك بسبب استخدامهما “الفيتو” المتبادل، ومن الواضح ايضاً ان كلا الفريقين لا يملكان الاكثرية اي ٦٥ صوتاً يستطيعان من خلالهم ايصال احد مرشحيهما الى سدة الرئاسة وطبعاً ذلك افضل لمصلحة لبنان، ويبقى التوافق هو الخيار الامثل.

والبارز في هذا المشهد هو تشكّل فريق جديد من النواب مرجّح في هذه الانتخابات ظهّر موقفه السياسي والانتخابي مما اعاد خلط الاوراق السياسية والانتخابية كما اعاد خلط الاصطفاف السياسي، وهو مؤلف من اكثر من ١٥ نائباً أبرزهم تكتل التوافق الوطني واللقاء التشاوري المستقل، هدفهم خلق مساحة للفصل بين الفريقين المتنازعين ولعدم تغليب كفة فريق على فريق آخر وفق قاعدة “لا غالب ولا مغلوب” ولكي لا يشعر اي فريق وخصوصاً الثنائي الشيعي بأنه يتعرّض لمحاولة كسر سياسية، بالاضافة الى اعتقادهم الراسخ بان لبنان لا يجب ان يكون في مواجهة الارادة الدولية والعربية على وجه الخصوص لما لذلك من تأثير على مستقبل لبنان لناحية اعادة الاعمار وكذلك لناحية انفتاح هذه الدول واعادة استثماراتهم فيه واعادة ثقتهم وثقة المجتمع الدولي اقتصادياً وسياسياً الى لبنان، بالاضافة الى هدف اساسي عنوانه تحييد لبنان عن العواصف التي ضربت والتي ستضرب المنطقة.

ولكن هذا التموضع الجديد بالنسبة للعديد من المتابعين هو غير مستغرب ولا يمكن اعتباره بالمستجدّ، لان مواقف هذا الفريق اي تكتل التوافق الوطني واللقاء التشاوري المستقل كانت معلنة حيال خروجها من الاصطفافات السياسية المعهودة التقليدية، ولعلّ ابرز مؤشرات هذه المواقف تتجلّى باعلان النائب فيصل كرامي منذ سنوات وقوفه في وجه الفساد وفي وجه المنظومة اللبنانية وتمسّكه بتطبيق الدستور واتفاق الطائف بكل مندرجاته، بالاضافة الى ضرورة عودة احتضان الدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية للبنان مع حفاظه وتمسكه بمبادئه وثوابته الوطنية والعروبية وخصوصاً فيما يتعلق بالعداء للكيان الاسرائيلي، اي بمعنى اوضح “ضد الفساد وضد الاحتلال”.

يبقى المهم هو ما ستحمله الساعات القادمة من مستجدات سياسية ورئاسية تساهم في انتخاب مرشح توافقي من ضمن الاسماء المستحقة جميعها الى قصر بعبدا، خصوصاً ان النائب فيصل كرامي اعلن ان توجهه الشخصي هو لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون وذلك حرصاً على وحدة لبنان وحفاظاً على علاقاته الدولية والعربية وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية، فهل يكون ذلك مؤشر لتوجّه الكتل النيابية للتوافق على العماد عون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى