بريطانيا والعمال…..!
كتب نزيه منصور
عُرفت المملكة المتحدة تاريخياً ببريطانيا العظمى، وتنافس على قيادتها حزبان هما المحافظون والعمال. وفي الانتخابات الأخيرة، حقق حزب العمال فوزاً ساحقاً وغير مسبوق على المحافظين الذين حكموا طيلة أربع عشرة سنة متواصلة ودون انقطاع…..!
بالأمس القريب، وأثناء مؤتمر الأبحاث في معهد الدفاع الوطني في بريطانيا، فجّر وزير الدفاع الوطني قنابل صوتية عمّت صداها العالم وتلقفتها وسائل الإعلام وتناقلتها، حيث فضح المستور فيما يتعلق بالجيش البريطاني بأمور غير مسبوقة منها:
١-معاناة الجيش البريطاني في البر والبحر والجو حيث يواجهون أموراً خطيرة للغاية
٢- أزمة التوظيف في الجيش ونقص في عدد الجنود
٣-الجيش الأصغر في العالم منذ ثلاثة قرون
٤-انخفاض وتدني الروح المعنوية
٥- تقديم الأسلحة والذخائر إلى كييف….
يُستفاد مما ورد أعلاه، أن الحكومة العمالية تريد من خلال هذا المؤتمر تحميل المسؤولية لحزب المحافظين في كل ما آلت إليه بريطانيا عسكرياً هذا من جهة، والتوجه إلى حلف الناتو بزعامة وهيمنة الولايات المتحدة التي هي المحرض والفاعل والشريك في تدهور بريطانيا على كل الصعد من جهة أخرى، كذلك تحاول العودة إلى الحضن الأوروبي في ظل عالم يتشكل وبروز مؤشرات على تقارب صيني روسي إيراني كوري شمالي يحد من نفوذ المعسكر الأميركي في العالم، وبريطانيا عضو أصيل ومؤسس فيه تاريخياً…!
يتبين مما ورد أعلاه، أن المملكة المتحدة أو ما كانت تعرف ببريطانيا العظمى أصبحت من الماضي، وأنها في أضعف حالاتها، وأن العودة إلى الماضي مجرد أوهام، كما أن التقدم العلمي والتقني لم يعد حكراً على كبار القوم بل أصبح في متناول الجميع، وأن زمن الهيمنة والغطرسة واستعباد الشعوب ولى إلى غير رجعة. وما نشهده اليوم في فلسطين وحتى في مختلف عواصم العالم وفي مقدمتها واشنطن، التي شهدت رفع العلم الفلسطيني من خلال الأحرار الأميركيين ومحاصرة الكونغرس الأميركي رافضين نتن ياهو من أعلى منبر أميركي، يؤكد ذلك…!
وعليه ينهض من المشهد الإقليمي والدولي تساؤلات عدة منها:
١- لماذا فضح جون هيلي وزير الدفاع البريطاني واقع الجيش البريطاني؟
٢- هل تبقى بريطانيا في الحضن الأميركي أم تتناوب ما بين أميركا وأوروبا؟
٣- هل تغيّر حكومة العمال سياستها تجاه فلسطين وتكفّر عما فعلته منذ وعد بلفور؟
د. نزيه منصور