لا اتفاق قريب حول قطاع غزة
الذي يفهم من بيان الوسطاء الذي صدر عن الولايات المتحدة الأمريكية وقطر ومصر، إن لا اتفاق وقف إطلاق النار دائم في قطاع غزة، بقدر مساعي أميركية للتوصل لتفاهم اقرب لتحقيق هدفين:
الأول اتفاق تهدئة انساني مؤقت بغرض تبادل الأسرى وإدخال المساعدات فقط.
الثاني تخفيض حجم التوتر على مستوى المنطقة ومحاولة احتواء أميركي لرد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحزب جنوب لبنان، وهو مايفسر تأجيل المحادثات لأسبوع آخر.
خطورة الاقتراحات التي قدمها الوسيط الأمريكي، إنها لم تكن العودة لمبادرة الرئيس جو بايدن، ولا تلك المبادرة التي تبناها قرار مجلس الأمن ٢٧٣٥.
هذه الحقيقة تجعلنا أمام مسار هو أقرب نحو تصعيد محتمل على مستوى المنطقة، ولاسيما إن كافة دول محور الحليفة للفصائل الفلسطينية ربطت تهدئة الأوضاع بالمنطقة بوقف إطلاق النار في غزة، ونتنياهو يستخدم موضوع محور فيلاديفيا وبوابة رفح لابتزاز الوسطاء وكذلك الفصائل للكشف عن اسماء الأسرى ال٣٣الذين ستطلقهم الفصائل، والعمل على زيادة عددهم.
حتى اللحظة الولايات المتحدة الأمريكية التي تتباكى على الوضع الإنساني في غزة، هي تدعم توجه نتنياهو بالتوصل لصفقة جزئية، يمكن لواشنطن استغلالها لتحقيق مكاسب متعددة الاتجاهات، بما في ذلك مكاسب داخلية في تدعيم موقف المرشحة الديمقراطية “كاميلا هاريس” في حال النجاح بإطلاق الأسرى الخمسة الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية.
محمد نادر العمري
كاتب وباحث في العلاقات الدولية