سلامة والقضاء……!
كتب نزيه منصور
شغل رياض سلامة حاكمية مصرف لبنان على مدى ثلاثة عقود، ونال جوائز عديدة ومُنح ألقاب لم يسبقه عليها ممن سبقه، ولا أعتقد أن أحداً سيشغل هذا الموقع والألقاب، حيث أصبح الحاكم الفعلي مالياً واقتصادياً ومحصناً من طبقة باعت واشترت وعممت الفساد، حتى أن أحد أركان السلطة دافع عنه عندما اشتدت الحملة وطالبت باستقالته، فصرح: لا يمكن التخلي عن جنرال في الحرب. واليوم يصرح بعد احتجازه احترازياً: نحترم قرارات القضاء..!
وقد سبق وأن شُنّت حملة على مدعي جبل لبنان التي حاولت احضاره، واتهمت بالبلطجة وأحيلت إلى التفتيش ورفعت يدها عن الدعاوى المقدمة ضد سلامة، والتي داهمت شخصياً بمؤازرة من أمن الدولة منزله…!
كما رفعت عليه دعاوى أمام القضاء الأجنبي، حيث صدرت بحقه مذكرة توقيف ألمانية ولاحقاً تم استردادها، وهو ملاحق أمام دول غربية عدة منها لوكسمبوغ وفرنسا، وصدرت بحقه مذكرات ملاحقة أمام الإنتربول الدولي…!
وفجأة حضر إلى النيابة العامة التمييزية وسئل هل يرغب بالتحقيق مع وكيله فرفض حضور الوكيل. وبعد ساعتين قرر مدعي عام التمييز احتجازه احتجازاً احتياطياً ولمدة زمنية محدودة لأن مذكرات التوقيف تصدر عن قاضي التحقيق الذي له حق إصدار مذكرة التوقيف أو تركه بموجب سند إقامة أو تركه حراً…!
وبالتالي، علينا الانتظار قبل التهليل والتكبير لمعرفة حقيقة الأمر، وفي أي اتجاه تجري الأمور لأننا في بلد العجائب والغرائب…!
وعليه تطرح تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا تم احتجازه الآن وتم تركه مرات عديدة وهو يسرح ويمرح؟
٢- لماذا رفض حضور وكيله ومثل طوعاً من دون إحضار؟
٣- ما قيل ويقال أنه مطلوب للانتربول بموجب مذكرات توقيف وهذا الأمر يمنع تسليم مواطن لأي دولة أجنبية؟
٣- هل هناك سيناريو لاقفال هذا الملف وعفا الله عما مضى؟
٤- هل هناك نية لفتح ملفات الفساد على مصراعيها ويفضح سلامة المستور؟
د. نزيه منصور