أبعاد تسمية العدوان بإسم أسهم الشمال
كتب د . محمد نادر العمري
إعلان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي تسمية العدوان على لبنان بأسم “سهام الشمال” له العديد من الدلالات التي تتمثل:
أولا من حيث التسمية السهم ترمز لهدف، وجمع كلمة السهم بالسهام هذا يعني إن هذا العدوان يحمل العديد من الأهداف قد تتعدى الإطار الجغرافي للبنان.
ثانياً من جملة الأهداف التي يسعى إليها الكيان هناك أهداف استراتيجية وتكتيكية، استراتيجية قد تشمل نحو تغيير موازين القوى على مستوى المنطقة وهو ما أشار له وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بقوله” من الآن فصاعداً إسرائيل ستغير قواعد اللعبة”، إضافة لتدمير بنية الحزب وفك الارتباط بين جبهتي جنوب لبنان مع غزة عسكرياً بشكل كامل أو عسكري وسياسي، وهو مايفهم عن سبب زيارة وفد فرنسي بشكل مستعجل لبيروت لنقل رسالة للحزب عبر الحكومة أو رئيس البرلمان اللبناني السيد نبيه بري، إضافة لهدف إعادة المستوطنين لمناطقهم.
ثالثاً تكثيف العمل الناري على غرار ماحصل عام ١٩٩٦ من خلال عدوان عناقيد الغضب، المعتمدة على سلاح الجو، والتمهيد لعمل بري، وهي النقطة التي لم ينفيها أو يستبعدها الكثير من المسؤولين العسكريين.
رابعاً استخدام المدنيين وارتكاب اكبر عدد من المجازر للضغط على الحزب لعدم الرد أو قبوله بالشروط الإسرائيلي.
رد الحزب لم يبدأ ومازال ملتزماً بقواعد الاشتباك عبر استهداف القواعد العسكرية، وقد يكون الهدف من ذلك إما احتواء هذا الكم الهائل من الكثافة النارية واستنزاف مقدرات الهجوم الإسرائيلي من خلال اتباع التمويه والمناورة ونشر المجسمات، أو قد يكون بهدف تأمين خروج المواطنين من الجنوب والبقاع والعمل على تأمين سلامتهم قبل الشروع بهذا الرد.
ويبقى هناك نقطة لابد من الإشارة إليها وتتمثل في الإعلان الإسرائيلي بأن هذا العدوان تم بعلم وضوء أخضر أمريكي، فهل ستبقى إيران تراهن على المسار السياسي والدبلوماسي؟
محمد نادر العمري
كاتب وباحث في العلاقات الدولية