لبنان

مقا.ومة وإمارة….!

كتب د. نزيه منصور

اتخذت حركة حماس من الدوحة، عاصمة إمارة قطر، مرجعيتها بعد أن غادرت دمشق  عاصمة الجمهورية العربية، التي تعتبر الدولة الوحيدة المواجِهة والتي لم توقّع مع العدو أي اتفاقية، وأحد أركان محور المقا.ومة الأساسي، والتي احتضنت كل الفصائل الفلسطينية الرافضة لاتفاقية أوسلو، وسبب هجرتها هو انحيازها إلى جانب ما عُرف بالمعارضة، واختلط الحابل بالنابل، وتحوّلت بمعظمها إلى منظمات إرهابية عاثت بالبلاد والعباد الدمار والقتل والفساد، وما زالت تداعياتها على الشعب السوري قتلاً وخراباً…!

بعد مرور اثني عشرة سنة على مغادرة دمشق والإقامة في الدوحة، وفي ظل حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإلغاء حما.س والقضاء عليها وفشل المفاوضات التي كانت تتناوب الدوحة والقاهرة على إدارتها على مدى إحدى عشر شهراً دون الوصول إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان رغم الدمار والتهجير والشهدا.ء والجرحى الذين تجاوز عددهم مئة وخمسين ألف..!

فجأة تصدّر نشرات الأخبار خبر مفاده:

١- الطلب من قيادة حما.س مغادرة قطر

٢- تعليق مشاركتها في الوساطة بين العدو والحركة بسبب عدم تعاونهما في الوصول إلى وقف إطلاق النار….!

يتبن مما تقدم، أن الحركة قد ارتكبت خطأ استراتيجياً منذ سنة ٢٠١٢ وخروجها من دمشق ورهانها على سقوط النظام السوري ولجوئها الى قطر كونها تلتقي مع شيخ الإمارة عقائدياً ومن ثم الشيخ الابن….!

مع العلم أن الإمارة والمقا.ومة خطان متوازيان لا يلتقيان سياسياً وعملياً إذ لكل منهما أهداف ومبادئ تتعارض مع الآخر، فقطر تحتضن أكبر قاعدة اميركية وهي السباقة من دول مجلس تعاون الخليج بالتطبيع مع العدو…!

أما حما.س فتقاتل ضد هذا العدو ومن خلفه واشنطن من أجل تحرير فلسطين…!

وعليه تكون قد كررت الخطأ مرتين، رهانها على تغيير النظام السوري واعتمادها على إمارة قطر، ومن الطبيعي أن تصل إلى هذه النتيجة بل من البديهيات على قاعدة: من يأكل من خبز السلطان يضرب بسيفه…!

تنهض من مسار الأحداث تساؤلات عدة منها:

١- لماذا قررت الدوحة طرد الحركة؟

٢- إلى أين ستذهب وعلى من تراهن مجدداً؟

٣- هل هناك قرار أميركي بالقضاء عليها وشطبها من المعادلة؟

٤- هل أخطأت حركة حما.س وتعود إلى دمشق أم إلى تركيا؟

د. نزيه منصور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى