الحرب وتبديل المواقف
كتب د علي حكمت شعيب
من جملة ما يحذر منه الحكماء من القادة أمام العدو هو الانفعال السلبي الذي يقود إلى الاستسلام فهذا ليس من العقل في شيء.
أن يضعف المرء ويفقد صبره وتضعف بصيرته وتقل عزيمته وتلين إرادته أمام العدو فيبدل كل أولوياته الاستراتيجية ويطلق لسانه بخوفه وارتباكه بسبب معركة خسرها في سياق حربه الوجودية مع العدو.
فهذا ليس من التدبير أو الحكمة في شيء.
نعم لقد خسر المحور سوريا وهي معركة في سياق الحرب مع أمريكا وإسرائيل.
لكن الحكمة تدعوك لكي تواجه هذا التهديد بالحد من آثاره السلبية عليك أو تحويله إلى فرصة بطريقة إبداعية لا أن تستسلم منفعلاً أمام أمريكا والصهاينة منتقداً ماضيك الذي عقدت عليه عقلك ونفذت فيه خطتك وحربك.
إن بعضاً من النخب في الميدان السياسي من حلفاء المحور قد ضربهم هذا الداء أي داء الانفعال السلبي أمام العدو فبدلوا خطابهم وغيروا ثيابهم عملاً بالمثل الشعبي:
“يلي بيتزوج أمي بقلو يا عمي”
ليس هكذا تكون الإدارة الرشيدة للأمور التي تحتاج إلى صبر وحلم وأناة وحكمة وتفكير عميق وعزيمة قوية وإرادة صلبة.
فمعركتنا مع العدو الأمريكي والصهيوني هي معركة وجودية فوق الاستراتيجية ضد أعداء الإنسانية وهي مستمرة حتى يتم إزالة ظلمهم.
ونحن في ذلك أصحاب بصيرة ثاقبة وعزيمة فاعلة وإرادة قاهرة لا نُستغفل بالمكيدة ولا نُستضعف الشديدة.
وكما قال الإمام الخميني (قده):
“لو قالت أمريكا لا إله إلا الله فلا تصدقوها.”
ونردد مع سماحة السيد الشهيد (رض):
“بيننا وبينكم الليالي والأيام والميدان.”
د. علي حكمت شعيب