السنة: 2024

  • بقاء إسرائيل مرهون بتخلي أميركا عنها وعودة العرب إلى ربهم وهجرانهم الخيانة والذل والإنبطاح

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    بقاء إسرائيل مرهون بتخلي أميركا عنها وعودة العرب إلى ربهم وهجرانهم الخيانة والذل والإنبطاح،

    إن كل مقومات بقاء الكيان الصهيوني على قيد الحياة مرتبط بحضور الولايات المتحدة الأميركية كداعم أساسي ودائم لها، ومرتبط بغياب العرب الدائم عن القضية الفلسطينية،

    أمران مرتبطان إرتباطاً وثيقاً لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، ولتغيير الحال يجب أن توقف أميركا دعمها أو أن يعود العرب إلى أصالتهم والأمرين مستحيلين لذلك يبقى الكفاح المسلح هو الأمل بتحرير فلسطين،

    حتى تنتصر فلسطين يجب إبعاد ثورات العقارات والسيارات الفاخرة واليخوت عنها،

    ولكي تنتصر فلسطين يجب إعدام الخَوَنة من دون أيَّة حسابات أو رحمة،

    إن سيطرة أميركا على كافة مقومات الأمة ووضع يدها عليها حَرَم شعوبنا من الخروج من تحت خط الفقر وجعله يبحث عن لقمة عيشه حيث أصبحت فلسطين وباقي قضاياه المصيريه في آخر إهتماماته وبذلك تكون واشنطن قد نجحت في تنفيذ مخططاتها وسياساتها في المشرق العربي،

    الآلة العسكرية الصهيونية الضخمه ليست ضمانة لبقاء الإحتلال لو أن العرب سمحوا لشعوبهم بالمقاومة ونشروا رائحة دماء بني صهيون في كل بقعه من فلسطين،

    إن إحتلال فلسطين الحبيبة سيبقى إذ لم نناضل من أجل حرمانها من كافة شرايين الحياة، ومنها فقئ عيونها أي باغتيال العملاء والمشكوك بهم وتصفيتهم، ومقاطعة كافة البضائع الأميركية،

    والنضال من أجل إزالة كافة الأنظمة الدكتاتوريه كالسعودية والبحرين وقطر والإمارات ومصر والمغرب والسودان،

    إن إستمرار إستعباد الناس وقمعهم وزجهم في السجون أمر مرفوض وليسَ مستهجن، وإستمرار بقاء الدكتاتوريين على عروشهم أمر خطير للغاية ويذيب البلدان في بوطقة الصهيونية العالمية،

    إسرائيل تؤدي دور وظيفي لإشاحة النظر عن هؤلاء الحكام العرب الخونه الذي ينهبون ويهدرون مقومات الأمة وثرواتها،

    ومن الواجب علينا أن نقاتل لإزاحة هذه الأنظمة فنتمكن من إخراج أميركا من بلداننا فتذوب إسرائيل،

    إسرائيل سقطت،،

  • العاصمة السياحية لليمن تحتفل بعيد الغدير

    *اللواء الاخضر العاصمة السياحية لليمن تقيم فعالية مركزية بمناسبة عيد الولاية عيد الغدير الاغر العيد الاكبر تنصيب الامام علي عليه السلام خليفة الامة من بعد الرسول الاعظم*

    🖊️ *حميد عبد القادر عنتر*

    أقيم اليوم الاثنين الموافق ١٨ذي الحجه في محافظة اب اللواء الاخضر العاصمة السياحيه لليمن فعاليه مركزية بمناسبة عيد الولايه عيد الغدير الاغر العيد الاكبر تنصيب الامام علي خليفة الامة من بعد الرسول الاعظم شهد هذا التصيب الالهي أكثر من مائة الف صحابي

    *حضر الفعالية الاخ المناضل اللواء عبد الواحد صلاح والاخ الشيخ حسين حازب وزير التعليم العالي والدكتور علي شرف الدين نائب وزير التعليم العالي مستشار الحملة الدولية لكسر الحصار*

    *والشيخ عبد الحميد الشاهري وكيل اول محافظة اب*

    *والدكتور علي الزنم عضو مجلس النواب*

    *والاخ العميد حميد عبد القادر عنتر مستشار رئاسة الوزراء رئيس الحملة الدوليه لكسر الحصار*

    *والعميد عبد الواسع شداد مدير الاستخبارات العسكريه فرع اب*

    *والدكتور نصر الحجيلي رئيس جامعة اب والاخ يحيي القاسمي وكيل محافظة اب* *والشيخ صادق حمزه وكيل المحافظ واعضاء مجلس الشورى والنواب ومدراء عموم السلطة المحليه والشخصيات الاجتماعيه والسياسيه*

    *وفي الفعالية المركزية في تصريح صحفي للاخ المناضل اللواء عبد الواحد صلاح محافظ اب، نقل في كلمته تبريكات وتهاني قيادات محافظة اب الى قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي والى القياده السياسيه بهذه المناسبتين العظيمتين عيد الأضحى المبارك وعيد الغدير، وأشار إلى أن احتفال اليمنيين بهذه المناسبة يعد تجسيدا لارتباطهم بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإمام علي عليه السلام  وأعلام الهدى من بعده.. وأكد أن مبدأ الولاية هو الذي سيُعيد الأمة إلى التشريع الإلهي وتصحيح الانتماء للإسلام الأمة وحمايتها من الاختراق ومن الطغاة والمضلين.*

    كما اكد الاخ المحافظ إلى مناقب وصفات وقيم وأخلاق ومبادئ وفضائل وتضحيات وشجاعة الإمام علي عليه السلام وأهمية إقامة ذكرى الولاية في واقعنا من مبدأ الولاء لإعلام الهدى والبراءة من أعداء الله والتولي الصادق.

    *ايضا القى الشيخ مقبل الكدهي كلمه اشار في كلمته الى اهميه الاحتفاء بعيد الغدير الاغر عيد الولايه العيد الاكبر تنصيب الامام علي خليفة الامه من بعد الرسول الاعظم واشار العلامه الكدهي لايمكن للامه ان ترتقي الا بالتمسك بخط الثقلين كتاب الله وعترته اهل بيته عليهم السلام وسبب انحراف الامه هو الابتعاد عن خط العترة*

    بعد ذلك كلمه شعرية للشاعر عبد القادر البناء نالت استسحان الحاضرين

    وفي الفعالية، جدد المشاركون العهد والولاء لله ولرسوله ولأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأئمة الهدى وإعلان البراءة من أعداء الله.. مؤكدين ارتباطهم بنهج الإمام علي عليه السلام، والاقتداء بسيرته وشجاعته وتضحياته في نصرة الحق والمستضعفين ومقارعة الطغاة والمستكبرين.

  • ثمرة المشروع القرآني ..عدنان سرور الجنيد

    لقد أثمر المشروع القرآني ونتائجه ملموسة ، وواضحة في التحرر الحقيقي والعزة والكرامة والاستقلالية والفاعلية ، ولم يقتصر على مظلومية الشعب اليمني فقط ، بل أصبح النواة الحقيقية لنصرة المظلومين والمستضعفين في العالم على رأسهم الشعب الفلسطيني المظلوم ، وعليه أصبح شعب الإيمان والحكمة النواة الحقيقية للأمة الإسلامية في مواجهة دول قوى الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا وإسرائيل في المنطقة ، وإفشال هدفهم المشؤوم في ضرب الأمة من داخلها ومن هنا ندعو جميع الشعوب المحرومة والمستضعفة في العالم من لدية مظلومية وحقوق لثلاثي الشر ( أمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني ) عليه أن يقدم بها ملفاً إلى اليمن ليتم ضمها إلى مظلومية الشعب الفلسطيني في منع مرور سفن ثلاثي الشر من البحر الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط لأن في اليمن :

    – علم هدي إلهي قضيته نصر المستضعفين والمحرومين والمظلومين في العالم من هيمنة دول قوى الاستكبار العالمي – باباً اسمه باب إنصاف الحقوق ورد المظلوميات يمنع مرور سفن ثلاثي الشر – بحار المحرومين والمستضعفين – شعب الإيمان والحكمة نفس الرحمن وأحفاد الأنصار وأبطال الفتوحات وحاملين الرايات.

    ومن ثمار المشروع القرآني مايلي: – ثمرة المشروع القرآني على المستوى العالمي – تطوير القوات الصاروخية والطيران المسير تطويراً ناجحاً فاجئ العالم وغير عجلة التاريخ ومسار الجغرافيا – إفشال صفقة القرن – كسر حاجز الخوف ونقل الخبرات الجهادية وتوحيد فصائل المقاومة في دول المحور – فضح وتعرية مواثيق الأمم المتحدة والأنظمة المطبعة والمرتهنة وتصحيح المسار الثقافي في شعوب المنطقة ومعرفة العدو الحقيقي للأمة- إغلاق باب المندب وإعادة البحر الأحمر إلى الحاضنة العربية ومنع مرور سفن ثلاثي الشر في البحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط حتى يتم رفع الحصار على غزة – استهداف المواقع الحساسة للكيان المغتصب – المناورات العسكرية – شهداء على طريق القدس .

    ثمرة المشروع القرآني في اليمن: الاهتمام بالقضية المركزية للأمة فلسطين – تحقيق ثورة 21 سبتمبر 2014م ثورة رفض الوصايا – إحياء المولد النبوي الشريف وإفشال الصراع الطائفي والمذهبي – هزيمة التحالف الصهيوأمريكي على اليمن وإحصائية خسائر العدوان وانجازات القوات المسلحة – بناء الدولة اليمنية الحديثة.

     

    ثمرة المشروع القرآني في التصنيع العسكري: صواريخ بالستية وعبرات القارات وطائرات مسيرة وزوارق بحرية وغواصات وآليات …..

    مميزات وسمات المشروع القرآني: تأصيل الهوية الجامعة والنهوض بالأمة – ربط القرآن الكريم بقومية الله – مشروع نهضوي وتنويري وواقعي وأخلاقي وقيمي وحضاري بناء.

    قادة المشروع القرآني: الشهيد القائد السيد / حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه المؤسس – الشهيد الرئيس صالح علي الصماد – السيد القائد / عبد الملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله قاهر دول قوى الاستكبار العالمي.

    الجوامع التاريخية في اليمن التي واجهت المشروع الصهيوأمريكي منها – جامع ومقام الإمام الهادي إلى الحق محافظة صعدة – مظلومية محافظة صعدة الحروب الست – الجامع الكبير الذي بناه الإمام علي عليه السلام في صنعاء – شن تحالف العدوان حرباً على بلد الإيمان والحكمة – إحصائية جرائم العدوان على اليمن – جامع ومقام الولي / محمد بن عبد الرحمن الحضرمي الملقب بجمال الدين الجد الجامع لآل الجنيد – مظلومية مران تعز قرية الطراري جبل صبر الأشم – المكانة التاريخية لقرى الصراري.

    ثمرة الولاية الإلهية طوفان الأقصى – معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في نصرة الشعب الفلسطيني وتم فيها استهداف 148 سفينة لثلاثي الشر حتى تاريخ 14/6/2024م – البعبع الذي أرهب العالم – مكاسب عملية طوفان الأقصى.

     

     

  • لماذا يتابع المسؤولون الصهاينة خطابات سماحة السيد نصر الله؟

    بقلم د. حسن أحمد حسن

    عندما يتصدر خطاب سماحة السيد حسن نصر الله اهتمام وسائل الإعلام الصديقة والمعادية المرئية منها أو المقروءة والمسموعة، وتغص المواقع الإخبارية الإلكترونية بالدراسات والقراءات المكرسة لتحليل المضمون والوقوف عند الدلالات والمعاني والرسائل فهذا يعني الاعتراف العلني والرسمي بالمكانة العليا التي تبوأتها المقاومة، وفرضت على الجميع الإقرار بأهميتها، وضرورة وضعها باستمرار على الطاولة في كل مفصل من مفاصل صنع القرار الإستراتيجي الذي يمكن أن يعتمده هذا الطرف أو ذاك، وبخاصة في مثل هذه الظروف الحساسة التي تعيشها المنطقة، والتي يكاد العالم يحبس أنفاسه أمام هول ما قد يؤدي إليه انفجار الأوضاع وخروجها عن السيطرة، وهذا أمر متوقع الحدوث، فعندما تزداد التحشدات العسكرية وتتشابك مدخلات الصورة الميدانية تصبح الأمور مرشحة لنشوب الحرب وامتداد ألسنة لهيبها حتى لو لم تكن الأطراف التي قامت بالتحشيد راغبة بالذهاب إلى الحرب، واستناداً إلى التجارب السابقة للحروب التي تشرف واشنطن على مسارح عملياتها، أو تتدخل بشكل مباشر فيها يمكن القول: إن الرأي العام العالمي آخر ما قد تفكر به الإدارات الأمريكية إذا كانت النتيجة المأمولة من هذه الحرب أو تلك مضمونة النتائج، لكن الخشية من إمكانية الوصول إلى نتائج متناقضة مع المصالح الأمريكية ومع الأهداف التي يتم وضعها ترغم مفاصل صنع القرار الأمريكي على التردد والمماطلة وإطالة أمد الواقع المتشكل لعلها تستطيع مع مرور الوقت تجيير التطورات بما يخدم مصالحها العدوانية المتناقضة بالضرورة مع مصالح أي طرف يرفض الإذعان التام للإرادة الأمريكية المكرسة لخدمة مصالح الكيان المؤقت في هذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم.

    إن حمى التخبط والضبابية التي تحكمت بمخرجات الإعلام الإسرائيلي بعد خطاب سماحة السيد نصر الله في تأبين الحاج القائد أبو طالب بتاريخ 19/6/2024م. تؤكد العجز عن اتخاذ القرار لوضع خاتمة لهذا الفصل الجديد من الحرب المفتوحة والمركبة التي دخلتها المنطقة منذ السابع من تشرين الأول 2023م، فلا القرار بالتصعيد مضمون النتائج، ولا القرار بالنزول عن الشجرة يساعد على ابتلاع التداعيات الإستراتيجية الحتمية المترافقة بتبلور الانكسار فور الإعلان عن الرغبة بالجنوح للتهدئة، وهذا يتطلب التوقف عند العديد من النقاط التي فرضها الخطاب على الجميع، ومنها:

    • من حق المتابع العادي أن يتساءل: لماذا يتابع قادة الكيان الإسرائيلي ومسؤولوه السياسيون والعسكريون والأمنيون والإعلاميون خطابات سماحة السيد نصر الله بمثل هذا المستوى من الاهتمام لولا أنهم يخشون القادم من الأيام، ومرد الخشية لا يعود لتفوق في القوى والوسائط لدى المقاومة، ولا لتراجع الدعم الأمريكي والغربي لحكومة نتنياهو، بل لأن النتائج النهائية مجهولة لديهم حتى بمعالمها الرئيسة، وهذا يعني تلقائياً عدم الثقة الكافية بالنفس، والتشكيك بالجدوى العملية المضمونة للقدرات الذاتية والداعمة على الرغم من الجبروت العسكري الأمريكي الشريك في أي اشتباك تكون فيه تل أبيب طرفاً.

    • عدم الثقة بالنفس والخوف من المجهول يشكل بداية انكسار الإرادة، ومن المسلم به أن الحرب بكليتها مكاسرة إرادات، والدخول بمرحلة عدم اليقين يعني بداية كي الوعي المعادي لدى القادة والمتزعمين، فما بالك ببقية الشرائح المنقسمة والمتشظية على ذاتها، ومع غيرها من مكونات الرأي العام الذي أصبحت خطابات قادة المقاومة أحد أهم العوامل المؤثرة في تشكله وتحديد اتجاهات تطوره المحتملة.

    • الأمر الآخر الذي يدفع المسؤولين الصهاينة لمتابعة خطابات سماحة السيد يتجسد بالمصداقية المرافقة لجميع إطلالات سماحته، وقرن القول بالعمل بعيداً عن إطلاق تهديد خارج قدرة المقاومة، وبالتالي تصبح المتابعة وسيلة من وسائل قياس قوة العدو، أي “حزب الله”، وبوابة لاستقراء الممكن من الخطوات اللاحقة والقرارات التي قد تتخذها المقاومة، ومن المهم الإشارة هنا إلى سذاجة التفكير الإسرائيلي، فسماحة السيد هو سيد الجمع بين المصداقية والحرب النفسية، وبالتالي هو الأمهر على إصابة الروح المعنوية المعادية بانهيار موضوعي يستند إلى مصداقيته، وهم ملزمون بالمتابعة، أي بالمشاركة في انهيار الروح المعنوية لدى الداخل المعادي.

    • القدرة الفائقة على استعراض الأبعاد الإستراتيجية استناداً إلى حقائق الواقع المتشكل ومعطياته، ومن المهم هنا الإشارة هنا إلى بعض مرتسمات ذلك، ومن أهمها:

    1- فشل ما أسماه جنرالات تل أبيب “المعركة بين الحروب” فعلى امتداد السنوات الماضية والعدو الإسرائيلي كان يضرب ما يعتقد أنه قوافل نقل سلاح وتكنولوجيا وإمكانات المقاومة في لبنان عبر الأراضي السورية، واليوم وبعد ثمانية أشهر ونيف وجبهة الجنوب اللبناني مع شمال فلسطين المحتلة تقول للعدو الإسرائيلي: (كل المعركة بين الحروب التي خضتها خلال السنوات الماضية ‏كانت فاشلة، كل ما كان يجب أن يصل إلى لبنان وصل إلى لبنان).

    2- لا يكتفي سماحة السيد بالقول: كل ما كان يجب أن يصل إلى لبنان وصل، بل يفصل في مضامين ذلك، ويؤكد بالبراهين الدامغة التي لا تقبل النقض ولا التشكيك بالمصداقية التامة، والميدان المشتعل هو الشاهد، فالمقاومة فعلاً قاتلت بجزء من سلاحها، وليس بكل سلاحها، والمقاومة استلمت أنواعاً جديدة من السلاح سيعرفها العدو عندما تندلع جهنم الحرب الكبرى، والمقاومة طورت بعض أسلحتها من خلال تجربة الميدان، واستخدمت بعض الجديد مما لم تستخدمه في السابق وبالتدريج، والمقاومة لديها وفرة كبيرة من الطائرات المسيرة التي تصنعها في لبنان، كما تصنع ما تحتاجه من صواريخ.

    3- بالتكامل مع الفقرة السابقة جاء حديث سماحة السيد عن تعاطي حزب الله كمقاومة حتى مع أسوأ الاحتمالات، والعدو (العدو يَعرف جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأصعب الأيام، والعدو يعرف جيداً ما ينتظره ولذلك كان مردوعا 9 أشهر)، ويضيف سماحته أنه (لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا، وليس قصفاً عشوائياً، كل صاروخ هدف، كل مسيرة هدف، والدليل الهدهد، هو يعرف أن لدينا بنك اهداف كامل وحقيقي ولدينا القدرة على الوصول الى هذه الأهداف مما يزعزع أسس الكيان…).

    4- هذا الكلام مرتبط بما تم عرضه من قبل حزب الله عبر ما يعرف بفيديو الهدهد الذي تضمن صوراً عالية الدقة لحيفا وما حولها، بما في ذلك أهم الأهداف الإستراتيجية العسكرية منها والخدمية والاقتصادية، وعندما يقول سماحته أن كل صاروخ هدف وكل مسيرة هدف، فهذا يعني أنه تم تجهيز ما يلزم من صواريخ ذات الدقة العالية الكفيلة بإخراج كل الأهداف التي تم استعراضها وتحييدها في الساعات الأولى لأية حماقة قد يقدم عليها حكام تل أبيب، ولكي يستوطن الخوف والرعب أكثر في قلوب كل المسؤولين والمستوطنين الصهاينة يوضح سماحة السيد أن ما تم عرضه في الفيديو الذي تم بثه هو غيض من فيض، وأن لدى المقاومة (ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما ‏بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا، فليذهب الآن وينفّذ الإجراءات التي يريدها فلا مشكلة).

    5- القدرات البحرية للمقاومة في البحر ظهرت طلائعها في حرب تموز وآب 2006عندما أشار سماحة السيد في خطاب مباشر إلى سفينة ساعر لحظة إصابتها بصاروخ المقاومة، وما تركته تلك اللقطات من كي للوعي الجمعي الاستيطاني المعادي هي اليوم أضعاف ما كانت عليه، وعلى العدو أن ينتظر ما لا يسره من المقاومة في البر والبحر والجو، وفيما يتعلق بالبحر المتوسط فمع فتح الحرب في لبنان (موضوع البحر المتوسط يصبح مختلفاً تماما، كل سواحله وشواطئه وكل موانئه، وكل بواخره وسفنه، وهو يعرف أنه ليس قادراً أن يدافع عن كيانه، هذا الجيش غير قادر أمام معركة بهذا الحجم)، فحديث سماحة السيد يوحي بالقدرة التامة على إغلاق البحر المتوسط من منطقة التقائه بالمحيط الأطلسي إلى شواطئه الشرقية، وهذا يعني أن كل الشواطئ الجنوبية الأوربية مع المتوسط مهددة بالإغلاق، وكل الحوض الشرقي ضمن المدى المجدي لبعض ما تمتلكه المقاومة من أسلحة، وإذا أغلقت الشواطئ الشرقية للمتوسط بالتزامن مع إغلاق البحر الأحمر وبحر العرب، فهذا يعني خنق الكيان إلا عبر الجسور الجوية التي لن تكون كافية للحفاظ على حياة الغدة السرطانية، وبخاصة إذا طال أمد الحرب الكبرى في حال اندلاعها، وقد حذر سماحة السيد بأنه (اذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف، وهو أيضا يعلم ويعلم سيده الأميركي أن شن الحرب على لبنان ماذا ستكون تداعياتها في المنطقة وعلى مستوى الإقليم ككل).

    6- أمام حرب بلا حدود ولا ضوابط ولا أسقف يصبح الحديث عن الخشية من اقتحام المقاومة للجليل تفصيلاً صغيراً، وفي جميع الأحوال هذا الاحتمال (يبقى قائماً وحاضراً في إطار اي حرب قد تفرض على لبنان).

    كل ما ذكر لا يعدو أن يكون عناوين رئيسة ونقاط ارتكاز يمكن لكل المحللين والباحثين استحضارها واعتمادها فيما يكتب من دراسات وقراءات تحليلية مقياساً موضوعياً تم التأكد من صحته ومصداقية نتائجه، وليس أمام أي عدو إلا أن يسلم بحقيقة تدحرج الأمور ضمن الحدود الذي رسمها خطاب سماحة السيد، كما أن من حق أي صديق أن يستند إلى ذلك للانتقال من الطمأنينة إلى اليقين بحتمية النصر القادم، وإن تعددت فصول المواجهة، وتشابكت مسارح العمليات، فالطريق واضحة والأضواء الكاشفة مسلطة بشدة على ما يسعى أطراف العدوان لإبقائه مظلما وبعيداً عن التداول العام، لكن في كل مرة يطل فيها سماحة السيد يسقط بخطابه كل الأقنعة والسواتر والحجب دفعة واحدة، وليس أمام من يتحكم بضبط إيقاع حكام تل أبيب إلا إلزامهم بالتعامل مع الواقعية الميدانية والسياسية والإعلامية التي فرضها محور المقاومة، ولن يفيد أولئك العناد والمكابرة ونكران تجرع حنظل الهزيمة التي بدأت فصولها تتسارع، وهناك العديد من أنصار نهج المقاومة يتمنون ويتشوقون لرؤية إقدام أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن وتل أبيب على حماقة أو مقامرة كفيلة ببلورة تصريحات مسؤول الخدمات الدينية الإسرائيلية، وقوله: “نجهز أنفسنا لسيناريوهات دفن جماعي في حال قامت حرب واسعة مع جنوب لبنان”.

  • حسابات حقل نتنياهو ليست متطابقة مع حسابات بيدر السيد نصرالله

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    حسابات حقل نتنياهو ليست متطابقة مع حسابات بيدر السيد نصرالله والإستدارة نحو لبنان ليسَت مخرجاً سليماً للهزيمة الصهيونية على جبهتي غزة وجنوب لبنان،

    الأمور آخذة في التفاقم والعناد الأميركي الصهيوني لا زال على حآله لا بل أصبَح أكثر صلابة باتجاه عدم إيقاف المجازر في قطاع غزة،

    ما رأيناه وشاهدناه بأم العين من أفعال قامَ بها الجيش الإسرائيلي خلال تسعة أشهر في قطاع غزة يؤكد لنا المؤكد لدينا أن كيان إسرائيل ليس سوى تجمع لعصابات صهيونية عالمية تمارس القتل لهواية القتل كممارسات شركة “بلاك ووتَر” الأميركية في العراق وغيره من البلدان الأخرىَ،

    وما يحصل اليوم هو صراع مباشر بين الشعب الفلسطيني والولايات المتحدة الأميركية بأدواتٍ صهيونية متمرسة على الإجرام، والمعركة أصبحت واضحة المعالم هزيمة إسرائيل تعني كَف يَد أمريكا عن المنطقة،

    لهذا السبب إستنفرت واشنطن كل قواتها البحرية والجوية وحرضت الغرب الأوروبي من أجل منع سقوط الكيان في الساعات الأولى لبث مشاهد الذُل للجنود والضباط الصهاينة يوم 7 أوكتوبر،

    المسألة تخص مصالح الولايات المتحدة الأميركية مباشرةً وتمُس بها بشكلٍ مباشر لأن أصل وجود هذا الكيان له دَور وظيفي يؤديه لخدمة الغرب وواشنطن،

    أيضاً بالنسبة للفلسطينيين الشرفاء ومِحوَر المقاومة القضية تعنيهم دينياً ووطنياً وأخلاقياً وأن ما يُفَرِّقُ بين اليهود صهاينة كانوا أم غير صهاينة، “والمسلمين” أكثر مما يجمع أو يدفع إلى نقاط تلاقي بينهما رغم وقوف الكثير من اليهود مع القضية الفلسطينية على مستوى العالم،

    اليوم المعركة تُدار بعقل صهيوني ماسوني متطرف لا يَرىَ الصهاينة المواطنين الفلسطينيين بعيونهِم بشر وإنسان له حقوق إنما يرونه أقل من حشرة يجب دعسها وقتلها من دون أي تردد أو رادع،

    حجم الجريمة التي ارتُكِبَت في قطاع غزة بحق المدنيين الفلسطينيين قلب الرأي العام العالمي ضد أميركا وإسرائيل، لكن العناد الصهيوأميركي استمر في القتل والتدمير بلا توقُف الأمر الذي زاد من إرادة المقاتل الفلسطيني وصلابته وإصراره على مواصلة الحرب حتى لو حصلت كربلاء ثانية،

    السيد نصرالله ألأمين العام لحزب الله والقائد الأعلى للقوات المسلحة في المقاومة أسدَل بالأمس الستار عن التقيَة والصمت وأعلنها صراحة وبالفم الملئآن أن قبرص تلعب في ذيلها وهي تحتضن في قواعدها الجوية طائرات صهيونية تهدف للإنطلاق نحو لبنان والإعتداء عليه،

    وبناءً عليه هدد بقصف أي قاعده جوية تستخدم ضد المقاومة حتى لو وصلت الأمور إلى حَد حرب مع أوروبا،

    كما هدد السيد نصرالله بتدمير البنية التحتية الصهيونية وإقفال البحر الأبيض المتوسط بالكامل وضرب حصار شديد على موانئ الكيان ما يعني أن مواجهة ثانية مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية ستحصل بعد جبهة اليمن التي خسرت فيها واشنطن ولندن كل شيء،

    إذاِ إصرار واشنطن وتل أبيب وعنادهم زادَ من إصرار محور المقاومة وعناده وهذا يعني أن الأفُق مسدود والأمور تتدحرج، في ظل دور إعلامي عربي يحط من صورة المقاومة والفلسطينيين ويرفع من منسوب المعنويات المنهارة للكيان الصهيوني الغاصب،

    إسرائيل سقطت،،

  • *الذكاء الاصطناعي ( Artificial Intelligence) ما له وما عليه

    د . محمد رقية

    كتب الكثير عن الذكاء الاصطناعي الذي نراه أمام أعيننا بعضه موضوعي وبعضه أسطوري  وهناك تعريفات عديدة له ولكن نوجز في هذا المقال ونقول إن الذكاء الاصطناعي هو الذكاء الذي تُبديه الآلات والبرامج بما يُحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج وردود الفعل على أوضاع لم تُبرمج في الآلة ومن خلاله يُمكن صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك وتفكير بشري.
    وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الذكاء الاصطناعي وفق قوتها:
    — الذكاء الاصطناعي الضعيف، الذي يركز على مهمة واحدة.
    — الذكاء الاصطناعي القوي، الذي يمكنه فهم وتعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها.
    — الذكاء الاصطناعي الفائق القوة، الذي يتفوق على الذكاء البشري ويمكنه أداء أي مهمة بشكل أفضل من الإنسان وهذا ما يتم الطموح إليه.
    لقد بدأ الذكاء الاصطناعي  كمجال بحثي في الخمسينيات من القرن العشرين، مع العمل الرائد لعلماء مثل آلان تورينغ ، الذي طرح في عام ١٩٥٠  فكرة أن الآلات يمكن أن تفكر وقدم “اختبار تورينغ” كطريقة لقياس ذكاء الآلات.
    في عام 1956، شهدت جامعة دارتموث مؤتمراً علمياً ، حيث طرح تورينغ  استخدام مصطلح “الذكاء الاصطناعي” لأول مرة، والذي أشار إلى الهدف من إنشاء “آلات تستخدم اللغة، وتضع الفروض، وتحل المشكلات التي كانت مقتصرة  في السابق على البشر”.
    منذ ذلك الحين، مر الذكاء الاصطناعي بعدة فترات من التفاؤل العالي والإحباط،  حيث تذبذب الدعم والتمويل للبحث في هذا المجال. ولكن، منذ أوائل القرن الواحد والعشرين، شهد الذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة بفضل التقدم في قوة الحوسبة، وتوفر كميات هائلة من البيانات، وتطور الخوارزميات، خاصةً في مجالات التعلم العميق والشبكات العصبونية.
    حيث تشكل شبكات التعليم العميق العصبونية جوهر تقنيات الذكاء الاصطناعي. إنها تحاكي المعالجة التي تحدث في الدماغ البشري. حيث يحتوي الدماغ على ملايين الخلايا العصبية التي تعمل معاً لمعالجة المعلومات وتحليلها.
    تستخدم شبكات التعليم العميق العصبونية خلايا عصبية اصطناعية تعالج المعلومات معاً. حيث تستخدم كل خلية عصبية اصطناعية عدة، عمليات حسابية رياضية لمعالجة المعلومات وحل المشكلات المعقدة. يُمكن لنهج التعليم العميق هذا حل المشكلات أو أتمتة المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشرياً.
    آفاق الذكاء الصناعي
    للذكاء الاصطناعي آفاق واسعة ومتنوعة، تشمل:
    ١- الرعاية الصحية:
    تحسين تشخيص الأمراض والعلاجات وإدارة المرضى من خلال تحليل البيانات الصحية الكبيرة.
    ٢-النقل: تطوير المركبات ذاتية القيادة التي يمكن أن تحسن السلامة وكفاءة النقل.
    ٣- التصنيع: استخدام الأتمتة والروبوتات لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.
    ٤- التعليم: تخصيص التعلم بناءً على احتياجات وقدرات الطالب الفردية.
    ٥- البيئة والمناخ: تحليل البيانات البيئية الكبيرة لتحسين فهمنا للتغيرات المناخية والبيئية وسبل معالجتها.
    ٦- الأمن: تعزيز الأمن السيبراني والدفاع من خلال الكشف السريع عن التهديدات والاستجابة لها.
    ٧-  الحروب: استخداماته واسعة في الحروب براً وبحراً وجواً وفضاء.
    ويتميز الذكاء الاصطناعي بعدة مزايا أهمها:
    — التغلب على المشكلات المعقدة
    — زيادة كفاءة الأعمال من خلال العمل على مدار الساعة من دون انخفاض معدلات الأداء.
    — اتخاذ قرارات أكثر سرعة وذكاء.
    — أتمتة عمليات الأعمال وزيادة الكفاءة التشغيلية.
    التحديات والآثار السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي
    على الرغم من الآفاق الإيجابية، والإمكانيات الهائلة  للذكاء الاصطناعي  في تحسين الحياة البشرية، يحمل أيضاً مجموعة من التحديات والآثار السلبية المحتملة، ومنها:
    ١- فقدان الوظائف:
    الأتمتة التي يدفعها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى استبدال الأعمال البشرية في العديد من القطاعات، ما يؤدي إلى معدلات بطالة مرتفعة واضطرابات في سوق العمل.
    ٢- التحيز وعدم العدالة: تعتمد الخوارزميات على البيانات التي تدخل اليها، فإذا كانت هذه البيانات متحيزة، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى نتائج متحيزة، ما يؤثر سلباُ على مجموعات مستهدفة
    ٣- مخاطر الخصوصية: إن تجميع وتحليل كميات كبيرة من البيانات الشخصية، الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من تطوير الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يهدد خصوصية الأفراد.
    ٤- الأمن السيبراني: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز قدرات الهجمات السيبرانية من خلال إنشاء برمجيات ضارة أكثر تعقيداًأو استهداف الأنظمة بطرق أكثر دقة.
    ٥- السيطرة والاستغلال: هناك مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يُستخدم لأغراض الرقابة والسيطرة، خاصةً من الدول أو الشركات الكبرى، لتعزيز القوة والسيطرة على السكان والدول الأخرى .
    ٦- المسؤولية الأخلاقية والقانونية: إن تحديد المسؤولية في حالة الأخطاء أو الضرر الناتج عن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون معقداً، ما يثير تساؤلات حول الأخلاقيات والمساءلة.
    ٧- الاعتماد الزائد على التكنولوجيا: ان الاعتماد الشديد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان المهارات البشرية الأساسية والقدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
    لمعالجة هذه التحديات، من المهم تطوير وتنفيذ سياسات وأطر تنظيمية تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية تحمي البشر والدول وحقوقهم

  • “هدهد” حزب الله يكسر قانون KBA الأميركي

    زكريا حجازي

    الفيديو الذي نشره حزب الله وبات يعرف بـ”فيديو الهدهد” نسبة للطائرة المُسيّرة” “الهدهد – 3” التي أجرت مسحًا جويًا واسعًا في شمال فلسطين المحتلة، مركزًا على المراكز الحيوية الحساسة عسكرياً وأمنيًا واقتصاديًا في مدينة حيفا وموانئها، أثار حالة من الرعب والهلع في الكيان الصهيوني على المستوى القيادي والاستيطاني ما تزال مفاعيله تتردد عبر وسائل إعلام العدو.

    لماذا أثار هذا الفيديو الرعب والهلع؟

    كانت سلطات الاحتلال الصهيوني على مدى أكثر من 20 عامًا مطمئنة إلى منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها إلى أن جاءت المُسيّرات غير المأهولة لحزب الله على أنواعها الاستكشافية والهجومية والانقضاضية وهذه المُسيّرات ضربت منظومات الدفاع الجوي “مقلاع داوود” و”القبة الحديدية” و”حيتس” (السهم) التي طالما تغنت بها سلطات الاحتلال، وهذا ما شاهده العالم عبر مقاطع الفيديو التي نشرها الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية وتضمّنت عمليات استهداف هذه المنظومات بالصواريخ والمسيّرات الانقضاضية التي أصابت مقتلًا في منظومات الدفاع الجوي للكيان الصهيوني.

    بعد ذلك جاءت مسيّرة “الهدهد” لتضرب ما تبقى من منظومات لحماية الكيان الصهيوني من الجو وأبرزها ما سميّ بـ”قانون KBA” الأميركي المخصّص لمنع التصوير الفضائي للأراضي الفلسطينية المحتلة من الأقمار الاصطناعية.

    هذا القانون اسمه اختصارًا KBA هو قانون أميركي يحدّ من نوعية وتوفر صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة والتي تغطي الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، سواء المحتلة عام 1948 أو المحتلة عام 1967، إضافة إلى مرتفعات الجولان السوري المحتل، ما يعني، أن الصور المتوفرة للعامة، على منصات مثل Google Earth على سبيل المثال، تمّ تخفيض جودتها ونوعيتها بشكل متعمّد، وجُعلت مشوّشة.

    والقانون، الذي تم تطبيقه بحجة حماية ما يسمى بـ”الأمن القومي” للكيان الصهيوني، كان في الواقع، له خلفية عسكرية وإستراتيجية.

    لائحة قانون KBA كانت صدرت أساسًا إبان الحرب الباردة، عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، يستخدمان صور الأقمار الصناعية في أغراض التجسّس. وعند انتهاء الحرب، سعى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، إلى رفع القيود التي نصّت عليها هذه اللائحة، ضمن خطته باستخدام التكنولوجيا في التجارة والاقتصاد، فدفع باتجاه رفع السرية عن صور الأقمار الصناعية في الستينيات والسبعينيات.

    وحينها، أدركت الحكومة الصهيونية أهمية وخطورة صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، للمحققين والباحثين الذين يدرسون التغييرات التي تجري على الأرض وتحديدها وتوثيقها، ولذلك، ضغطت وقتها على الكونغرس من أجل استمرار تطبيق هذه اللائحة، في كل ما يتعلق بها، وبمشاركتها في الحرب الباردة.

    وعلى إثر هذه الضغوطات، تمّت إضافة بند في اللائحة، عام 1996، نصّ على استمرار تقييد صور الأقمار الصناعية الخاصة بالكيان الصهيوني، إلا أن ما عاد به “هدهد” حزب الله من شمال فلسطين المحتلة، ألغى أهمية القانون KBA.

  • طوفان الأقصى أخطر الخطابات.. وخيارات الكيان

    إيهاب زكي

    يقول الإعلام العبري إنّ “هذا أخطر خطابات نصر الله”، ويقصدون خطاب تأبين القائد الشهيد طالب عبد الله “أبي طالب”، لكن ذاك الإعلام لم يضع يده على أخطر ما في خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيّد حسن نصر الله حقيقةً.

    كلّ الخطاب شديد الخطورة على الكيان، ولا يوجد في الخطاب ما يطمئنّ الكيان له، ولو لعثمة صغيرة أو تلكؤ هنيهة، بل الصرامة المعهودة والحزم المنشود، وإنّها الغلظة، الوصية القرآنية، “وليجدوا فيكم غلظة”، الغلظة التي تنخلع لها أفئدة العدو.

    فخطورة الخطاب تبدأ من مقدمته، عن مفهوم الشهادة عقديًا، وأنّ أسمى الأمنيات للقائد أبي طالب هي أسماها لدى كلّ رفاقه وهي الشهادة، أيّ أنّ الموت في هذا السبيل هي الغاية، يعني أنّ القتل ليس رادعًا لثنيهم، بل حافزهم وأملهم، بكلّ ما يشكّله ذلك من إحباط لدى مؤسسات العدوّ العسكرية والأمنية.

    ولا تنتهي خطورة الخطاب حتّى آخر الكلمات، وتتصاعد خطورته كلما مرَّ الوقت، من مسير الهدهد ومصير ما صوَّر، إلى الأسلحة المستحدثة والمطوّرة، وصولًا إلى النهاية كون نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، هذه الأسماء القبيحة، كما قال السيد أنّها تأخذ الكيان للهاوية.

    ولكن يجب اعتبار أنّ أخطر ما قاله السيد حسن نصر الله “أنّ الحرب إن فُرضت على لبنان، ستكون بلا ضوابط أو قواعد أو أسقف”، ويجب على العدوّ أن يعكف على استنباط كلّ جوانب هذه العبارة، ومدلولاتها السياسية والعسكرية والمعنوية.

    على المستوى السياسي، تعني هذه العبارة أنّه لا وساطات ولا مفاوضات لعقد الهدن أو وقف الحرب، وأنّه لا وجود لضمانات بأن تكون الحرب على شكل أيامٍ قتالية، تتدخل بعدها الولايات المتحدة لوقف الحرب، والتوصل لهدنةٍ ووقفٍ لإطلاق النار.

    وهذا يعني أنّ حزب الله لن يكون على السمع، لكل من يريد التواصل معه، بنيّة فتح مسارٍ تفاوضيٍ لوقف الحرب، والمعنى الحقيقي لذلك أنّها ستكون الحرب الأخيرة، ولن يكون بعدها شيء اسمه”إسرائيل”، وبالتالي ليس منطقيًا أو عقلانيًا التفاوض مع العدم بشأن العدم.

    أما على المستوى العسكري، فالعبارة تعني أنّه لا وجود لمحرماتٍ أو خطوطٍ حمراء، وأنّ الحرب لن تكون حربًا تصاعدية، بل ستبدأ من الذروة، وأنّ كلّ المفاجآت ستنفجر دفعةً واحدة في وجه العدو، ولن يتم التفريق بين “كريات شمونة” و”إيلات”، وقد تبدأ الصواريخ بالسقوط على إيلات قبل سقوطها على حيفا أو “تل أبيب”.

    كما أنّه لن يكون هناك فرقٌ بين “الميركافا” في البر، وبين “ساعر” في البحر، ولا فرق بين الطائرة أو الغواصة، كله سيتم استهدافه بذات القدرة وذات الكفاءة وذات الدقة، ولا شيء سيتم تأجيله، فكلّ الكيان بكلّ مجرميه سيكون هدفًا مشروعًا، وكلّ أدواته للقتل ستكون هدفًا للإحراق والتدمير.

    ولن تكون هناك استثناءات في الكيان، فالمقرات الحكومية المسمّاة “السيادية” من وزارة الحرب إلى مقرات الأجهزة الأمنية وصولًا إلى مقر “رئاسة الوزراء”، كلها ستكون أهدافًا مشروعة، وكذلك مفاعل “ديمونا”، فلا شيء خارج الاستهداف، لا شيء إطلاقًا خارج مهداف الحزب.

    أمّا معنويًا وماديًا وقانونيًا، فقد يعني ذلك أنّه الزوال الحتمي، حيث لا ضوابط ولا قواعد ولا أسقف حدودية أو قانونية، ولن يكون للخرائط والأسلاك الشائكة والخطوط الزرقاء أيّ معنى أو أيّ وجود، ولن يكون للقوانين التي تعترف بوجود الكيان أيّ وجاهة، مهما كانت طبيعتها دولية أو إقليمية أو ثنائية، ولن يستطيع العالم كله، وضع الضوابط أو القواعد أو الأسقف ولو اجتمع وأجمع، لأنّ هناك مقاومة قالت ذلك من موقع الاقتدار ومنصة الحزم والحسم.

    حتّى لفت النظر لقبرص، فيه تهديدٌ مخصصٌ لأولئك السفلة من طياري العدو، حيث إنّ إقلاعهم باتجاه لبنان، يعني أنّها الرحلة الأخيرة، لأنّهم لن يجدوا مطاراتٍ يعودون إليها، فيضطرّوا للذهاب إلى قبرص، واستخدام مطاراتها لمواصلة العدوان.

    بعد خطاب السيد حسن نصر الله في تأبين الشهيد “أبي طالب”، على العدوّ أن يحزم أمره ويختار رفع الراية البيضاء، والنزول عند شروط حماس، لأنّه الخيار الأسلم والأمثل لوجوده المؤقت، مقارنةً بمحاولة الذهاب للشمال، الشمال الذي يعني الجحيم المحقق وغيابَة التاريخ وغياهب الزمن .

  • هدهد يحلق فوق حيفا ونصرالله يحلق بخطابه فوق الشرق الأوسط

    بقلم الكاتب نضال عيسى

    بعد نجاح الهدهد في خرق كل منظومات الحماية الإسرائيلية وتحليقه فوق حيفا كاشفا” نقاط مهمة وقد عاد إلى قواعده سالما” وحاملا” معه خيبة العدو وهزليته، يحلق سماحة السيد حسن نصرالله بخطاب هو الأهم في تاريخ الصراع مع العدو متخطيا” بذلك مواجهة إسرائيل ليقول لكل مَن يحاول المساس بالبنان بأنه شريك بهذه الحرب

    بالتأكيد سوف تصدح بعض الأصوات وتقول بأن السيد نصرالله يهدد دول وهو بالتالي يعكر العلاقات الدولية مع لبنان؟ هذا من وجهة نظرهم فقط. ولكن واقع الكلام الذي صدر عن سماحة السيد يثبت معادلة الردع وهذا حق لمقاومة تواجه العدو ونحن في حالة حرب معه

    وهذا أولا” ليس تهديدا” عسكريا” لقبرص إنما هو تحذير من مغبة السماح لإسرائيل بأستخدام مطارها او أجوائها منطلقا” لقصف لبنان وهذا ما يعتبر مشاركة قبرص في الحرب على (الجمهورية اللبنانية)

    وثانيا” يثبت سماحة السيد بأن الحفاظ على سيادة لبنان من اولويات المقاومة بناء على معادلة جيش وشعب ومقاومة التي ينص عليها البيان الوزاري

    وثالثا” تخصيص سماحة السيد بتسمية قبرص له ابعاد كبيرة ورسالة لبعض الدول التي تتعاون مع العدو وهو لم يتطرق لها بالأسم لأنها دول عربية ولكن

    ( اللبيب من أصبع السيد يفهم؟)

    فهذا الخطاب الأستراتيجي كان له مفعول كبير بعد دقائق من إنتهاء سماحته على مساحة الوطن العربي والأقليمي وأولى الردود التي فهمت رسالة السيد جيدا” هي من الرئيس القبرصي شخصيا” نيكوس خريستودوليدس الذي سارع إلى تحديد موقفه الرافض لدخول بلده طرفا” في هذا الصراع وموضحا” بأن بلده يتعاون إنسانيا” مع إسرائيل وسوف يعالج هذا الموقف من تهديد السيد نصرالله من خلال القنوات الدبلوماسية الجيدة التي تربط قبرص مع لبنان وإيران وشدد الرئيس القبرصي في بيانه المقتضب بأن بلاده لن تدخل بأي صراع عسكري.

    وهذا ما حصل ايضا” وتحديدا” داخل الكيان المتهالك حينما قال (يوني بن مناحيم نصرالله مَن يقرر متى سيعود سكان الشمال إلى ديارهم وتلك اللحظة بعيدة جدا”)

    وقد صرح المتحدث بإسم جيش العدو قائلا” (ستكون هناك حرب في الشمال، هذا ما يجب أن يقال للعامة، وهذه الحرب لا يمكن ان ننهيها إلا بأتفاق إنها دولة لبنان إنه حزب الله

    ليستكمل ردات الفعل عبر وسائل إعلامية إسرائيلية التي قالت (لم نرى منذ فترة طويلة هذا الإذلال لإسرائيل من قبل نصرالله أنه مدهش)

    هذا كلام الإعلام والمحليين في كيان العدو واليوم سوف نسمع كلام للأسف من بعض المشكيين في الداخل يعارضون كلام سماحة السيد إنها فعلا” مهزلة التاريخ عندما يعترف العدو بقوتك وبعض ابناء جلدتك لا يفهمون سوى البغض للقوة التي اصبحت اقليمية ويجب الأفتخار بها

  • السيد نصرالله ربح الحرب بالنقاط … ولا يمانع الربح بالضربة القاضية

    ناصر قنديل
    – ثمانية شهور ونصف تفصل بين الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد طوفان الأقصى، الذي رسم فيه معادلات دور جبهة الإسناد اللبنانية للشعب والمقاومة في غزة، وخطاب الأمس الذي أعاد فيه رسم معادلات جديدة لهذه الجبهة ومن خلالها لمستقبل الحرب. وإذا أردنا استخلاص عنوان لخطابه الأول بعيداً عن مساجلة المشككين، سيكون الحرب بدأت بين محور المقاومة وكيان الاحتلال ونحن في قلبها ومعادلتنا هي الربح بالنقاط وتفادي الانزلاق إلى الحرب الكبرى. وخلفيّة هذه المعادلة تنطلق من ادراك ان ما أنجزه الطوفان تاريخي، وأن الحرب الكبرى في ظل إجماع داخلي في الكيان والتفاف دولي غربي سياسي وعسكري وشعبي حول الكيان واحتمالات عربية حكومية وشعبية غامضة حول كيفية التفاعل مع الحرب، قد تكون وصفة يسعى إليها الكيان لتضييع لحظة الطوفان وأبعادها ومعانيها، عبر جر المنطقة الى حرب اقليمية تكون أميركا طرفاً فيها، لا تنتهي بنصر حاسم لأي من فريقيها، محور المقاومة والحلف الأميركي الإسرائيلي، لكنها توجه ضربة قاسية لمكانة المقاومة في فلسطين، وتحمّل محور المقاومة مسؤولية دمار مجاني للعديد من عواصم المنطقة ومدنها، وتصبح مدخلا لهدنة طويلة يحكمها توازن سلبي في موازين القوى، لا تملك عبرها المقاومة فرص إنهاض خيار شعبي يثق بأنها وصفة النصر والتحرير، وتستعيد خلالها القوى التقليدية في النظام العربي زمام المبادرة في القضية الفلسطينية من بوابة إعادة الإعمار ورعاية السلطة الفلسطينية كخيار مقبول غربياً وعربياً.
    – خلال ثمانية شهور فصلت بين خطاب 3-11- 2023 وخطاب 19-6-2024، تحمل السيد نصرالله ومعه حزب الله ومؤيّدو المقاومة في لبنان الكثير من الانتقادات التي بلغت حد التشكيك بجدية الموقف الداعم لغزة والمقاومة فيها، وطعنت بفاعلية الإسناد الذي تقدمه جبهة لبنان. تراكمت الوقائع والأحداث التي قالت إن جبهة حزب الله نجحت وفق قواعد الاشتباك التي رسمتها قيادة حزب الله، وعلى رأسها السيد نصرالله، بالتحول الى مصدر الصداع الرئيسي لكيان الاحتلال وقادته السياسيين والعسكريين، ووصل الأمر حد القول في مجلس الحرب قبل تفككه، إن المطلوب نقل ثقل الحرب الى الشمال، ولو على حساب مواصلة الاندفاع في معركة رفح وسائر أنحاء غزة، ويكفي تذكر ما يقوله قادة الكيان لعدم الخوض في تقديم الاثباتات على نجاح استراتيجية نصرالله وحزب الله في خوض حرب الربح بالنقاط، وفرض المعادلات التي رسمها على جيش الاحتلال وقيادته السياسية والعسكرية، سواء بعائدات التهجير او إصابة قدرة الردع في الصميم او خلق التحدي التصاعدي المفتوح بلا حلول لإمساك حزب الله بالمبادرة العسكرية في هذه الجبهة.
    – في خطاب 19-6 يبدو السيد نصرالله مبتسماً وهو يعلن عدم الرغبة في الخوض في نقاش الاحتمالات حول الحرب الكبرى، رغم أنه يرجح استبعادها كما يظهر من بين سطور خطابه، ذلك أنه يريد استثمار اللحظة للتحدث عن عدم الاهتمام بنقاش الفرضيات والاحتمالات، لصالح أولوية الجواب عن الموقف والقرار والجهوزية. فالحرب الكبرى لم تعد مصدر قلق، وتفاديها لم يعُد هدفاً، رغم أنها لم تتحول الى مشروع بديل لمشروع الربح بالنقاط، بل صارت المعادلة، نحن ماضون بالربح بالنقاط وإن أراد الكيان الذهاب الى الحرب الكبرى فلا مانع لدينا من الربح بالضربة القاضية ونحن مستعدون وجاهزون لتحقيق ذلك. فماذا جرى بين الخطابين؟ وهل كان ذلك كفيلاً بتبديد مصادر خطر تحول الحرب الكبرى إلى وصفة يمكن للكيان تفادي الهزيمة الساحقة فيها، الى حد اعتبارها بوليصة تأمين في مواجهة طوفان الأقصى؟
    – الواضح أن حسابات حزب الله والسيد نصرالله لآليات معادلة الربح بالنقاط قد أصابت أهدافها بالدقة والتفاصيل، فعلى جبهة الكيان تمت خسارة كل عناصر القوة بالتدريج، أي بالنقاط، حيث أصيب الشارع في الكيان في الصميم وحل التفتت والتمزق وصولاً الى التصادم مكان الوحدة وراء قرار الحرب والانتقام، وليست مصادفة أن تكون طلالة السيد بخطابه الأخير تأتي بالتزامن مع وصف بنيامين نتنياهو لحال الكيان بالقول إنه عشية الحرب الأهلية، وبالتوازي أصيب المشهد السياسي في الكيان بالانقسام، وتفكك مجلس الحرب، الذي كانت ولادته علامة على درجة جاذبية الحرب في توحيد الخصوم في ظل وهم النصر، وكيفيّة تبدل الاتجاه مع القلق من خطر الهزيمة، والحكومة التي لا تزال تبدو متماسكة معرضة لمفعول العوامل ذاتها التي فككت مجلس الحرب، وهي لذلك باتت معرّضة للاهتزاز، وربما يعتقد بعض الخصوم لنتنياهو أن حديثه عن الحرب الأهلية هو تهديد بها أكثر مما هو تحذير منها، فربما تكون قد صارت وصفته البديلة عن الحرب الكبرى، إذا استشعر خطر سقوط حكومته أو انهيار الاغلبية التي تحميها من السقوط في الكنيست، أما عسكرياً فان الجيش قد أصيب في بنيته البشرية وفقد قرابة نصف التشكيل النظامي بين جريح ومعاق ومصاب بصدمة نفسية ورفض للخدمة ومتسرّب من الالتحاق، وفقد نصف آلياته، وفقد أكثر من نصف قوة الاندفاع والروح القتالية، وصارت معركة رفح وحسمها بنصر بائن مجرد سراب. وأظهرت المقاومة في غزة قدرات أثارت الاعجاب بفعالية عملياتها من جباليا وبيت حانون الى رفح ومعبر نستاريم.
    – في الخارج لم تكن حال الكيان أفضل من الداخل، فقد تبددت أيضاً نقاط القوة التي كان يستند إليها عند بدء الحرب، وقد نجحت الحرب بتحييد العامل العربي السلبي من المعادلة، رغم أن التطلع لدور إيجابي نشط لم يبصر النور. وقد أظهرت المقاطعة التي مثلت التعبير الأبرز للشعب العربي عن تضامنه مع غزة، كما أظهرت استطلاعات الرأي في دول الخليج التي أجرتها شركة غلوب الأميركية ومجلة فورين أفيرز ان 90% من الذين شملهم الاستطلاع ينظرون بسلبية نحو أميركا ويطالبون بقطع العلاقات مع الكيان ويرفضون التطبيع، وظهر بالتالي ضعف النظام العربي وعجزه وفقدانه القدرة على التحرك سواء لاتخاذ موقف يحفظ ماء الوجه في الوقوف مع غزة، أو في المجاهرة بالانضباط تحت السقف الأميركي من الحرب، كما قالت المواقف الرافضة للمشاركة في حلف حارس الازدهار لمواجهة أنصار الله في البحر الأحمر. أما دولياً فقد حدث ما لم يكن متوقعاً، وجاء انفجار الغضب الشعبي والطالبي بوجه حكومات الغرب وحكومة الكيان وجيشه فوق حدود التوقعات، وصار الكيان وصمة عار على جبين الحكومة التي تدعمه او تحتفظ له بمكانة خاصة، وبدأت دول الغرب بالاعتراف بدولة فلسطين، وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كاسحة لصالح دولة فلسطين عضواً كاملاً في المنظمة الأمميّة، وتغير أداء محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وصار الكيان وقادته رمزاً للجريمة بحق الإنسانية وجرائم الإبادة، وصارت فلسطين رمزاً للحرية.
    – على ضفة محور المقاومة، والمقاومة في لبنان خصوصاً، عبرت المقاومة اللحظة الحرجة الأولى مع الرد الإيراني الرادع الذي أظهر أن اليد الإيرانية باتت هي العليا في الإقليم، وأن الكيان بدون تدخل أميركي كامل معرض للتدمير، وان اميركا لم ولن تسمح للكيان باستدراجها لحرب اقليمية تخشى التورط فيها، ثم عبرت المقاومة اللحظة العسكرية الحرجة عندما نجحت في رسم معادلات دقيقة وحساسة ضمنت الاحتفاظ بزمام المبادرة تحت سقف عدم الذهاب الى الحرب الكبرى، رغم الضربات القاسية التي وجهها لها الاحتلال منذ اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، والاغتيالات التي طالت قياديين في المقاومة لاحقاً، ولم يعد موضع نقاش بأن اليد العليا شمالاً هي للمقاومة، فهي من يقيم حزاماً أمنياً في الجغرافيا الفلسطينية وليس الاحتلال من يقيم حزاماً في الجغرافيا اللبنانية، والتهجير رغم آلامه اللبنانية، ليس حاضراً في السياسة لأن النازحين بيئة مؤيدة للمقاومة مستعدة للتضحية والتحمل، بينما تحول التهجير إلى قضية سياسية بنيوية من الدرجة الأولى في الكيان، ومثله الاقتصاد، ومثلهما تآكل وتهالك قدرة الردع. وكان العبور الثالث للمقاومة من خطر اللحظة الحرجة اللبنانية الداخلية، حيث نجحت معادلة الربح بالنقاط في توفير أغلبية لبنانية تؤكد على ثقتها بحكمة قيادة المقاومة في إدارة الحرب وتتمسك بها كقوة ردع، ولو كان للبعض آراء واجتهادات حول تفاصيل وحدة الساحات أو مبدئها، فالساحة الإسلامية بكاملها موحدة حول أداء المقاومة، وفي الساحة المسيحية قوة ترجيح لهذه الأغلبية اللبنانية لصالح المقاومة، مع موقف حكومي مريح.
    – كلام السيد نصرالله أمس، يقول إن المقاومة ربحت الحرب بالنقاط، وإنها لم تعد في وضعية المتحفز لتفادي ما يسمّى بـ التدحرج نحو الحرب الكبرى لتقوم بما يلزم لتفاديها، بل إنها لا تمانع الآن من الربح بالضربة القاضية، إذا ارتكب الاحتلال الحماقة الكبرى، وهي واثقة بما لديها من قوة بشرية وتسليحية ومن دعم شعبي وسياسي. كما هي واثقة من مأزق الكيان وعجزه وضعفه ووقوعه على فوالق التفكك الوجودية العادية، التي تسرع مفاعيلها نيران الحرب، إذا قرّر خوض غمارها.

زر الذهاب إلى الأعلى