السنة: 2024

  • الهدهد/ العين على الميدان

    يسألونك فكرر ما قاله السيد حسن نصرالله؛ انها حرب وجود ومصير

    ميخائيل عوض

    رمت المقاومة في لبنان عشرة اهداف بهدهد واحد؛

    1- نعرف عنكم كل شيء وكثيرا مما لا تعرفون.

    2- مطاراتكم ومصانعكم ومعسكراتكم وصناعتكم العسكرية والتقنية ودرة بحريتكم تحت نظرنا وفي متناول يدنا.

    3- انتم تهددون وترعدون ونحن نعمل ونجهز لكم ما يردعكم وان لم ترتدعوا فكسر العناق ات ات.

    4- تغتالون مقاتل كادر قائد نستطيع تعويضه فمقاومتنا من صنف خاص عجزتم وتعجزون عن فك شيفرتها وفهم عقيدتها وطبيعة رجالها. اما نحن فيدنا العليا في البر والبحر والجو وندمر قواعد سيطرة وتحكم وقيادة بذلتم عشرات السنوات ومليارات الدولارات لتجهيزها فنجعلها خارج الخدمة ونطاردكم الى المقرات المستحدثة والاحتياطية.

    5- تمدون يدكم الى بعلبك والبقاع والضاحية وتستهدفون قادة وكوادر نحن نحول جغرافية شمال فلسطين من طبريا وصفد الى عكا وحيفا وما بينهما مسرح لعملياتنا وتحت سيطرتنا البصرية والسمعية والنارية والعملياتية.

    6- تهددون بانكم تعرفون بنيتنا التحتية ومناطقنا السكانية الاهلة تخبركم صور الهدهد القريبة والواضحة اننا نعرف الكثير حتى مقراتكم السرية وبيوت ومزارع قادتكم وضباطكم وراداراتكم ومناطيدكم وبطاريات صواريخكم والقبة الحديدية وكنا قد حيدنا نصفها والهدهد تخبركم بانها كلها تحت بصرنا وضرباتنا اتية.

    7- اسقطنا هرمز ٩٠٠ وتعجزون عن اكتشاف والتعامل مع هدهدنا فكيف بمسيراتنا وصواريخنا الاكثر تطورا.

    8- تدمرون منازل في القرى الحدودية وتقتلون ابرياء وتهددون بطائراتكم وصواريخكم تخبركم الهدهد ان بنيتكم التحتية ومخازن نيترات الامونيا واخواتها وخزانات الوقود وميناء حيفا التجاري والعسكري والمطارات تحت نظر هدهدنا والاصابع على الزناد وتعرفون دقة صواريخنا وجربتم مسيراتنا.

    9- ترسلون هوكشتاين مرفقا بالتهديد والتهويل نهديكم الهدهد وما في جعبتها والاتي اعظم.

    10- تحاولون اخافة اهلنا وناسنا وتسعون للعبث بوحدتنا الوطنية وتأليب راي عام علينا بالتهويل وعربدة الوسطاء والمرسلين نرد السكين الى نحركم ونخبر مستوطنيكم بالصور والفيديوهات ما تخافون اخبارهم .

    ونزيد؛

    رسالة الهدهد اخيرة ونهائية فان اخطأتم وقررتم الانتحار فنحركم وانهاء دولتكم والحاق الهزيمة الوجودية بدولتكم رهن اشارة قيادتنا وقرار المحور فالرجال والسلاح والمسرح والعزيمة في اعلى درجات الجاهزية والتوثب.

    الى عشرية الهدهد نحيلكم الى ما قاله صاحب الوعد الصادق والاصبع التي ان عاد لتحريكها ستفرغ مدنكم وترتعد فرائص ضباطكم وجيشكم المتهالك.

    ربما خدعتم انفسكم بتفسير قول السيد حسن نصرالله في اطلالته الاولى بعد الطوفان العجائبي ووصف الحرب بجولة لترصيد النقاط والمكاسب وافترضتم اللهجة الهادئة التي يطل بها دلالة تردد او ضعف او تراجع عن وعده بالصلاة في الاقصى وبان القدس وفلسطين باتت اقرب.

    ربما؛ فانتم وخبرائكم وحشدكم الاطلسي والأمريكي عاجزون عن فهمه وعن فهم خاصيات وطبيعة المقاومة الاسلامية وتتعاملون معها على تعاملكم مع السوابق.

    تجاهلتم او لم تتنبهوا الى ما قاله بعدها؛ العين على الميدان لا على اللسان… فالميدان اصدق انباء ان كنتم تعقلون.

    وحذركم بان الشباب كانوا على بعد امتار وسيعبرون عندما يحين موعد العبور عساكم تجعلونه قريبا بحماقتكم وبارتكابكم المغامرة فقد اشتد شوق الرجال للأقصى.

    وزاد وحدد توصيفه للحرب الجارية ؛ صادق على قولكم حرب وجودية لا مكان لكم في المنطقة ان هزمتم. وزاد؛ وجودية ومصيرية فقد بات مصيركم طوع يده ورجاله وقراره عساكم تستعجلوه.

    الهدهد اصدق قولا وفعلا من هوكشتاين والمرسلين.

  • أهمية المقاومة بالكلمة والصورة

    }‬ د. حسن أحمد حسن*

     

    واهمٌ من يظن أن المهمة التي يضطلع بها الكتَّاب والمحللون والمفكرون وصناع الرأي العام مهمة عادية، أو أنها أقل ضراوة من مهمة حمل السلاح والانخراط في ميادين الصراع المزمن على امتداد جبهات الاشتباك المفتوحة بالمدى والاحتمالات. فالصراع الذي دخل مرحلة جديدة وغير مسبوقة من «كسر العظم» بعد السابع من تشرين الأول 2023م. لم يعد كما كان، بل انتقل بالمنطقة والعالم من تموضع جيوبوليتكي مفروض، إلى تموضع جديد ترتسم معالمه ممزوجة بالكثير من الدماء والتضحيات. وما يميّز هذا الفصل الجديد من الصراع بلوغ الذرى في مختلف الجوانب والمستويات، وليس بالعسكرة فقط، أي أنه صراع مركب ومعقد يتضمّن في تداعياته غالبية مناحي الحياة العسكرية والمجتمعية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية، والمتابع الموضوعي يدرك أنّ المواجهة القائمة تشتدّ ضراوة يوماً بعد آخر، وهذا يعني ازدياد المخاطر والتهديدات بالقدر نفسه لازدياد الفرص لدى أطراف الصراع الذي سيصل في يوم ما عاجلاً أم آجلاً إلى محطة صرف المنجزات والخيبات على طاولة السياسة، وأخطر ما في الأمر أن المرحلة التالية من الصرع والاشتباك سترتكز على ما يتمّ إرساؤه من قواعد ومحدّدات ما تزال معالمها العامة قيد التبلور، ولا يستطيع أي طرف ـــ حتى الآن ـــ الادعاء بالقدرة على فرض إرادته، فلا المحور الصهيو ـــ أميركي قادر على تسويق صورة انتصار، وإرغام أطراف محور المقاومة على القبول والتسليم بتفوّق أنصار القوة العسكرية، وقدرة آلة القتل والتوحّش على سفك الدم والإجرام عاجزة عن فرض شريعة الغاب على الرغم من المستويات المتعددة وغير المسبوقة التي بلغها التوحّش والإفراط في عمليات الإبادة الممنهجة من دون وازع من ضمير أو حساب للمدخلات الجديدة التي أدخلتها المقاومة على الرأي العام الإقليمي والدولي. وفي الوقت نفسه فإن محور المقاومة ــ برغم الأداء الإعجازي لجميع أطرافه وأقطابه ــ ليس قادراً على دفع أطراف المحور الصهيو ــ أميركي للاقتناع بمشروعية المقاومة واستحالة مصادرة إرادتها، وعلى الرغم من عظمة ما أنجز على صعيد الرأي العام إلا أنه ما يزال متعذراً إقناع المعسكر الأكثر إجراماً وتنكراً لكل ما له علاقة بالقيم الإنسانية وأعراف المجتمع الدولي بعقم الاستمرار بمثل هذه السياسة العدوانية التي لم تجلب لأصحابها في هذه الجولة الجديدة من الصراع إلا المزيد من الإخفاق الاستراتيجي والفشل في استخدام عوامل القوة والردع التي كانت أداة أولئك لمصادرة إرادة المجتمع وقراره، ويبدو أنه اقترب موعد تحرير البشرية من إبقائها رهينة البارانويا والنرجسية المفرطة بآن معاً.

     

    الأكثر غرابة في الأصوات النشار التي ترتفع منذ أشهر تلك النبرة المشبوهة والتساؤل الخبيث عن جدوى الاستمرار بالكتابة عن الصمود والمقاومة، طالما أن الثمن باهظ والتكلفة مرتفعة جداً، والفاتورة المطلوبة مسبقة الدفع وليست لاحقة التسديد، ومن الممكن والميسّر توفير كل ذلك بتغيير المنطلقات، والكفّ عن المكابرة، والتسليم بعقم المواجهة، لأن واشنطن تصطف بكل ثقلها مع الكيان الإسرائيلي، وأثبتت أنها طرف أساسي في هذه الحرب، وليست مجرد داعم بلا حدود لحكام تل أبيب. ومن الطبيعي أن يتضمّن أي ردّ على أولئك التشديد على أن كل مقاوم ـــ وعلى تنوّع أشكال المقاومة ـــ يدرك أن واشنطن فاعل أساسي في هذه الحرب، ولأن ذلك كذلك فاستمرار منع مصاصي الدماء، وأعداء إنسانية الإنسان من تحقيق أهدافهم الشريرة واجبٌ شخصيٌ ووطنيٌ وأخلاقيٌ وإنسانيٌ، وهو فرض عين وليس فرض كفاية على مَن يستطيعه، وكما أن إقامة الصلوات اليوم لا تعفي المصلي من واجب إقامتها غداً، كذلك لا يعفي المقاومين بالكلمة قول كلمة الحق في جولة من جولات صراع الحق ضد الباطل، ولا يبيح لأي منهم ترف التفكير بالانكفاء في يوم لاحق، وقد يكون من المفيد هنا الإشارة إلى بعض الأفكار الرئيسة والعناوين العريضة التي تساعد في فهم حقيقة هذا الأمر ومدى خطورته، ومنها:

     

    *أهميّة المقاومة بالكلمة، وتفعيل الطاقات لمواجهة الأخطار الوجودية التي يسوّق لها أصحاب الأقلام المأجورة، وليس العكس، وليسمح لنا مُدّعو العصرنة الموبوءة بتحمّل المسؤولية عن إخفاقهم في تنفيذ المهمة القذرة الموكلة إليهم، وتحميلهم وأسيادهم ومشغليهم مسؤولية الإخفاق في مصادرة الرأي العام وتوجيهه، وفق ما يريد أنصار ثقافة «الكاوبوي» وعنصرية من ينادون جهاراً بتفوقهم العرقي على العالم أجمع، وإصرارهم على اتخاذ «الغير» بكليته خدماً لهم، وأدوات مشروعة الاستخدام لنحر قيم الحياة، وحق الأفراد والدول والشعوب في الحياة وفق النموذج الذي يختاره كل شعب، وليس وفق شريعة الغاب التي لن تستثني وحوشها المفترسة من إمكانية التحوّل إلى فريسة في لحظة ما، وقد تتوافر كل معطيات ذلك في أي جولة من جوالات الصراع المزمن والمفتوح على المجهول.

     

    *طالما أن الكلمة المقاومة تزعج أولئك الذين يدعون أنهم طلاب سلام وهدوء واستقرار وازدهار ورخاء وغير ذلك من مفردات تدفع سامعها إلى التقيّؤ وهو يرى الهوة بين ما يُقال، وبين ما يُمارس ويُطبق على أرض الواقع. فهذا يدفع المؤمنين بأهمية الكلمة لتذكير أولئك المتملقين بقوله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)، فإذا كان مشغّلوكم على هذا القدر من السماحة والطيبة والحرص على الأمن والاستقرار والهدوء، فلماذا لا تنصحونهم وتكتبون لهم لتطليق وحشيتهم المفرطة، أو على الأقل تخفيف مظاهر الإبادة الجماعية الممنهجة لأبناء جلدتكم، بدلاً من الاستماتة لتبرير تلك الجرائم التي لم تعُد قابلة للقياس، ولم تشهد لها البشرية نظيراً عبر امتداد تاريخها الطويل؟

     

    إذا كان الإعلام المقاوم غير ذي جدوى ولا فائدة، ولا طاقة لعشاقه في مواجهة إمبراطوريات الإعلام الكبرى المسخّرة لخدمة سياسات واشنطن وتل أبيب، وإذا كان الكتاب المقاومون منفصلين عن الواقع كما تدّعون، فلماذا إصرار أسيادكم ومشغليكم على محاربة هذا الإعلام والإعلاميّين، وكيف يمكن تفسير ذلك مع حمّى حظر أصحاب الأصوات الحرة، ومنعهم من النشر عبر المنصّات التي يسيطر عليها أولئك الذين أثبتوا بالبراهين الدامغة أنهم أبعد ما يكونون عن كل ما له علاقة بحريّة الرأي والحق في التعبير عن وجهات النظر الذاتية المتناقضة جملة وتفصيلاً مع سياسة القهر والإقصاء والوأد عندما تتوفر إمكانية ذلك.

     

    *الخطاب الذي يتبناه غالبية الكتَّاب المقاومين يبقى دون المواقف الرسمية المعلنة من قادة محور المقاومة ورموزها، في حين أن خطاب الآخرين وبخاصة أصحاب ثقافة التيئيس والإحباط هو أرفع بكثير من خطاب حكومة نتنياهو وإدارة بايدن. فمن هو المنفصل عن الواقع، ومن الذي يجب أن يغيّر مفرداته وطروحاته، ولتوضيح حقيقة هذا الأمر أكتفي بالإشارة إلى بعض الجوانب المتعلقة بسقوف خطاب الإعلام المعادي الرسمي، وبعض تصريحات العديد من المسؤولين الرسميين الحاليين والسابقين، ومنها:

     

    ــــ مئات المقالات والتحليلات التي تؤكد على انسداد الأفق ووهم الحصول على أي صورة من صور النصر مستحيل التحقيق، وقد نقل الإعلام الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية عن نائب رئيس الأركان السابق ورئيس حزب «العمل» حالياً يائير غولان قوله لـ»القناة 12»: (أنا ملزم قول هذا وبشجاعة لكل الإسرائيليين.. «إسرائيل» لا تستطيع اليوم فتح حرب في الشمال).

     

    ـــ نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية منذ يومين تحليلاً يوضح أن (نظرية حزب الله القتالية أكثر تطوراً بكثير من مجرد تدمير المستوطنات، لقد نجح المخططون والاستراتيجيون في المنظمة خلال السنوات الـ 18 الماضية، منذ نهاية حرب لبنان الثانية، في بناء قاعدة معرفيّة عن كل مستوطنة تقريباً، صغيرة كانت أم كبيرة، وعن جميع أراضي «دولة إسرائيل»، وأصبحت في متناول يد حزب الله، من المؤكد أن مثل هذا العمل لرسم خرائط «ملفات المستوطنات» الذي يعتمد على الصور الجوية وصور الأقمار الصناعيّة (حتى لو كانت من مصادر علنية، مثل «غوغل إيرث» يشكل بالتأكيد إنجازاً مثيراً للإعجاب).

     

    ـــ التصريحات المتتالية والعديدة التي أطلقها اللواء في الاحتياط، والمفوّض السابق لشكاوى الجنود في «الجيش» الإسرائيلي، إسحاق بريك، والتي تؤكد أنّ (الحرب في غزة «فقدت غايتها»، وأنّ استمرارها لنحو تسعة أشهر من دون تحقيق الأهداف المعلنة، يكبّد «إسرائيل» الخسائر على أكثر من صعيد… وإضاف: أنّ ــ الحرب على غزّة مستمرة فقط من أجل مصلحة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو»… ووصف بريك ما يجري في رفح بـ»العار»، موضحاً أنّ «الجيش» لا يقاتل حماس بشكل فعلي، بل إنّها «تفخخ الطرقات ونحن نُقتل»، وقال: «قلصنا قدرة الجيش في 20 عاماً حتى بات لا يمكنه الانتصار على حماس»، متحدثاً عن «هزيمة استراتيجية لم تشهدها إسرائيل منذ إنشائها»، في ظل الحرب المستمرة).

     

    ــ يمكن للمهتمّين بهذا الشأن متابعة تصريحات رئيسي الوزراء السابقين إيهود باراك وإيهود أولمرت، والوزيرين المستقيلين من كابينيت حرب نتنياهو: بني غانتس وغادي آيزنكوت، وقبل هذا وذاك من حق من يودّ معرفة الحقيقة أن يتساءل: ماذا يعني إقدام نتنياهو على حل مجلس الحرب المصغّر الذي تمّ تشكيله للتغطية على الإخفاقات الإسرائيلية المدوية منذ السابع من تشرين الأول، وما حلّ ذاك الكابينيت إلا اعتراف صريح وعلني من نتنياهو نفسه بالعجز عن تغطية الإخفاقات، وإضافة إخفاق آخر هو الأكثر وضوحاً بالإعلان عن حل «مجلس الحرب المصغر» واستبداله بمجلس للمشاورات، وكل المعطيات تشير إلى أن الوقت لن يطول حتى يرى العالم ويسمع بما لا يخطر على الذهن من تداعيات تنتظر ذاك الكيان المؤقت المنقسم على نفسه والعاجز عن تحقيق أي هدف استراتيجي تم رفعه في سوق تداول عملة صدئة وفاقدة لصلاحية التداول في أسواق بورصة القيَم والأخلاق التي تعمل المقاومة بكل أطرافها وأقطابها على إعادة ضخ الدماء في شرايينها وإعادة الحياة إليها بما ينسجم والقانون الدولي ويتفق مع قيم المجتمع الإنساني وأعرافه، ولن يصحّ في نهاية المطاف إلا الصحيح، وإن كانت التكلفة عالية، فأصحاب الحق والإرادة يعرفون كيف يدافعون عن حقوقهم، وكيف يرغمون الأعداء على دفع الفاتورة الأعلى لأنها فاتورة وجود أو زوال.

  • فلسطين عنوان الصمود والانتصار القادم

    كتب د سليم الخراط

    استيقظوا من ثباتكم ايها الغافلين والمحبطين والراكعين السجد المستسلمين لسيدكم الشيطان الأكبر وأعوانه، حيث لابد من الصحوة أنها قادمة مع طوفان الأقصى ظهرت معالم عودتها ..، لتعود النخوة والعزة والشرف والكرامة ..
    أبداها بجملة واحدة ..، لقد زوّروا هويتي ..، من رمضان وقد كتبت في رمضان المبارك على أرض الممانعة أرض الصمود محور المقاومة في لبنان بكلمات تقول :
    زوّروا هويتي وأنا أرفضُ الهوية، وعالمٌ عربيٌّ يثيرُ الخجَلْ وغزلٌ بين ذئبٍ وحمَلْ، ويهوديٌّ يمتطي ظَهرَ جمَل، وأرى الذئبَ بكوفيّة، وليتَ الجامعةَ جامِعةٌ، ليتها نظيفةٌ غير مُلوّثةٍ بقذارةٍ عِبريّة، أرى أمريكا تؤمُّ المُصلّين، وأرى النفطَ على طاولة الميسرِ، أراهُ في علب الليلِ يُستبدل بمتعةٍ جنسيّة ، هم من زوّروا هويتي، وأنا أرفضُ هذه الهوية .. .
    في مشهد مؤلم لم يحدث إلا في ‎غزة ..!!، حين نرى قطة تودع صديقها الطفل الذي توفي إثر القصف الإسرائيلي، فحتى الحيوانات تحركت ضمائرها والضمير الغربي وبعض صهاينة العرب من الأنظمة لا زالوا معدني الضمير، لعل ضمير احدهم يصحوا يوما إن كان عربي الدماء كريم العزة والشرف والنفس ..!!؟ .
    المشهد العام يوضحه الكاتب د. احمد الدرزي وهو يقول : كان واضحاً من اليوم الأول لحصول عملية “طوفان الأقصى” أن العالم أجمع ذاهب إلى مسار جديد من التاريخ، وهو يشكل فرصة ذهبية للنظام العربي لتغيير الرهانات وإعادة التموضع التدريجي من خارج الاستقطاب المستمر ضمن بنية النظام الغربي والذهاب نحو استقلال حقيقي يحقق له دوراً إقليمياً بناءً على قدراته الذاتية، وليس على ما يُمنح له من دور مرسوم وفق مقتضيات المصلحة الغربية الإسرائيلية، ولكن الحسابات السياسية والخشية من سقوط ما تم بناؤه خلال عقود من الزمن، بما في ذلك تسارع بناء “المشروع الإبراهيمي” في العقد الأخير، كمظلة جامعة له مع “إسرائيل”، عدا عن الخوف من عودة الإسلام السياسي إلى واجهة الأحداث داخل دوله كنتيجة لانتصار حركة حماس بجذورها التاريخية مع عدم القدرة على الإدراك بأنها من الناحية الحقيقية حركة وطنية فلسطينية وفقاً لميثاقها عام 1995 ومكان مقاومتها في أرض فلسطين، وعدم التمييز بين خطها العام وبين بعضها الذي ارتكب خطأً فاحشاً بالتورط في الحرب السورية .
    الفرصة الحقيقية للإجابة عن سؤال اليوم التالي لإيقاف إطلاق النار في غزة هي مسؤولية قوى المقاومة في مواجهة السؤال نفسه لدى النظام الغربي ومعه النظام العربي، وهذه هي الفرصة الأولى التي تتاح لمنطقة غرب آسيا كي تعود ضمن مشروع طويل المدى لإعادتها إلى سياقها التاريخي الطبيعي كمركز للعالم القديم الذي انبثقت منه الحضارات والإمبراطوريات في الأعوام الخمسة التي مضت في منطقة جغرافية شاسعة تمتد من الهضبة الإيرانية إلى هضبة الأناضول ثم وادي النيل، قبل أن يخرج منه الفعل في القرنين الماضيين بعد صعود النظام الغربي المُنهك للشعوب وما قام به من تحطيم له وبناء أنظمة سياسية يُختزل دورها كحراس للحدود الفاصلة بين شعوبها المتداخلة في ما بينها، وما كانت لهذه الفرصة أن تتحقق لولا تراكم إنجازات قوى المقاومة على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن، وخصوصاً بإبداعها الأهم والأكبر بعد عملية “طوفان الأقصى” وإنجازات الحرب المركبة طويلة المدى المستمرة حتى الآن، لذا لابد من أن نعرج لنقرأ من وحي ملتقى مجلس التعاون الإقليمي حول طوفان الأقصى وتداعياته لنفهم من المثير ..

    بكلمات كتبوها هم واختصروا المشوار ..!!؟؟ حيث يقول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست :
    لأول مرة يجد الفلسطينيون قيادة لن تتنازل عن مطالبهم الأساسية لأن المفاوض هو يحيى السنوات وليس عباس ولا عرفات ..، بل لأن المفاوض يحمل السلاح رافعا رأسه بعز وكرامة ولا يرفع غصن زيتون مطأطأ رأسه لأسياده، لأن المفاوض هذه المرة تخرج من مدرسة المقاومة وسلاحه الاسلام وليس من مدرسة أوسلو واتفاقيات كامب ديفيد ..!!؟ .
    لابد سيعود السلام للمظلومين والمستضعفين بقوة وإرادة أحراره المكللين بالعزة والنخوة والكرامة التي فقدتها معظم أنظمة الأمة العربية والإسلامية ..، وتفقدهاشعوبها يوما بعد يوم ..!! .
    الدرس التاريخي لمحور المقاومة والرجال الرأس من المقاومين في فلسطين ومحور الإسناد للمقاومة يحدد لنا ‏ما هي استنتاجات حرب غزَّة لنتعلم ونصحوا لحالنا .. :
    ‏_ مجلس الأمن عصابة دولية.
    ‏_ القانون الدولي حبر على ورق.
    ‏_ الإدارة الأمريكية ،عدوة الإسلام والمسلمين، والانسانية وهي القاتل الحقيقي لأهل غزة.
    ‏_ حقوق الإنسان كذبة.
    ‏_ العالم أعمى وأعور، فأطفال غزَّة ليسوا كأطفال أوكرانيا.
    ‏_ الحقَّ يُنتزع انتزاعاً ولا يُستجدى.
    ‏_ من أراد شيئاً أخذه رغماً عن العالم.
    ‏_ تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها ممكن.
    ‏_ ما حدث مقدمة لما سيأتي .
    ‏_ من أراد استطاع رغم صعوبة الواقع.
    ‏_ غزَّة المحاصرة صنعت سلاحها بابسط الامكانيات والمصانع الحربية تصنع الثلاجات والبوتجازات، والي الله المشتكى
    ‏_ نحترم النِّعم، فشربة الماء النَّظيف حُلُم، والرَّغيف الطازج إنجاز، والاستحمام رفاهية تفوق التمدد على شواطئ المالديف، والبيت الصّغير أثمن من قصور الدُّنيا، إن لم يسقط على رؤوس ساكنيه .
    _ أمثال الصَّحابة يعيشون بيننا .
    ‏_ أحفاد خالد يقتحمون صفوف الأعداء بشجاعة وثبات .
    ‏_ أحفاد سعد يرمون بدقّة فائقة .
    ‏_ أحفاد عكرمة يتبايعون على الموت .
    ‏_ أحفاد القعقاع يخلع صوتهم القلب، وهم يصرخون باسم الله الغالب .
    ‏_ الخنساء لم تمُتْ، وأن الآلاف مثلها يعِشْنَ بيننا .
    ‏_ الأطفال إذا ربَّاهم الأخيار، بلغُوا مبلغ الرَّجال، وفاقوا أقرانهم .
    ‏_ العقيدة سلوكٌ متوج بالرضى عن الله وقضائه، فالغزيون يجمعون أشلاء أحبابهم وهم يحمدون ربَّهم، ويمسحون دموعهم وقد امتلأت قلوبهم بحب ربهم، ففاض ذلك الحب على ألسنتهم وجوارحهم .

    2030 فلسطين ستكون دولة حرة ..
    قراءة لافتة عن الأحداث المفتعلة عالميا في أفكار

    التوجهات الروسية تقول :
    – أن إنقاذ البشرية يُحتم علينا ضرورة توجيه ضربة نووية استباقية لبعض الدول الأوروبية ( لردع الغرب .. .
    – وأنه مجنون من يظن أن الولايات المتحدة ستضحي بكاليفورنيا أو بوسطن من أجل الدفاع عن وارسو أو بوخارست .. .
    – ومع هذا، في حال ردّت الولايات المتحدة على الضربة النووية الروسية، سيكون من الضروري تنفيذ ضربة أخرى على القواعد الأمريكية في أوروبا .. .
    – علينا أن نعلم أن الكلفة البشرية لهذه الضربة عالية جداً، لكنها السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية من المصير الأسود الذي يقودنا إليه الغرب .. .
    لذلك الشرق الأوسط سيكون المكان المزدهر البديل لأوروبا ما بعد فناء القارة العجوز .. .
    وهذا ما يبرر الضغط (الصيني – الايراني – الروسي) المشترك على دول المنطقة بشكل كبير لصفقة سلام شامل تنهي الصراعات جميعها .. .
    – لذلك ومع وصولنا لعام 2030 لا يجب أن تُطلق رصاصة واحدة بكل الشرق الاوسط .. .
    ولكن السؤال الذي علينا أن نضع ردا له هو : هل ستكون إسرائيل موجودة حينها ..!!؟ حتما لا احد يعلم .. لكن ثقوا أن دولة فلسطينية ستكون موجودة حتماً ..!!؟؟ .
    ‏حفظ الله فلسطين واهلها وغزة وأهلها ومجاهديها ..، وسدد رميهم وثبت أقدامهم ونصرهم على القوم الكافرين والمطبعين من اليهود الصهاينة الذين يحكمون معظم أنظمة العروبة والإسلام ..!! .

  • بهجة العيد والدلالات الموجعة

    د حسن أحمد حسن

    للعيد بهجته الذاتية مهما تكن الظروف المرافقة ضاغطة وموجعة، والاحتفاء بالعيد ــ بغض النظر عن مستوى البهجة أو الأوجاع ـــ أمرٌ مهمٌ للحفاظ على القيم والمعاني والدلالات التي يتضمنها العيد، وهناك من يرى أن العيد ما سمي عيداً إلا لعودته بعد إتمام الدورة السنوية، وهذا يعني التأكيد على أهمية الاحتفاء بالعيد وإحيائه بشكل دوري كل عام، وهنا يجد المرء ذاته أمام ثنائيات تبدو متناقضة في الظاهر، لكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك، فالعيد يعني البهجة والفرح والثياب الجديدة وتقديم الأضاحي والتواصل الخلاق والمثمر، وواقع الحال يقول: إن كل ذلك إما أصبح في خانة المتعذر أو في الحدود الدنيا لإمكانية تقمص شخصية الناس الذين يعيشون فرحة العيد، ونظراً لتعدد جوانب هذه الصورة المركبة أرى ضرورة الابتعاد عن الجانب الديني، لأن الكتابة في هذا البعد تتطلب الاختصاص، ولا أدعي أن من فرسان هذا الميدان الزاخر بالعديد من السادة العلماء ورجالات الفكر الديني الصحيح الذي انطلق من دمشق إلى بقية أنحاء المعمورة، وسورية غنية بهؤلاء السادة الذين كانوا جنباً إلى جنب مع رجال الجيش العربي السوري الميامين في الدفاع عن عزة الوطن وكرامته وسيادته، ولهم جميعا كل الاحترام والتقدير، وكيف لا وهم الذين رهنوا حيواتهم لشرح المضامين الدينية بالشكل الصحيح، جزاهم الله عنا الخير.
    انطلاقاً مما سبق ستقتصر مقالتي على مقاربة بعدين آخرين لإطلالة عيد الأضحى المبارك: البعد المجتمعي، والبعد السياسي الخاص بغزة العزة وشعبها الصابر المحتسب الصامد المحتضن مقاومته، والمصمم على تقديم التضحيات مهما بلغت دفاعاً عن الحق والكرامة وإنسانية الإنسان، في حين أن أمة الملياري مسلم ما تزال غالبية دولها تتابع حياتها وكأن أنهار الدم الفلسطيني والدم المقاوم في بقية جبهات الإسناد والدعم لا يعني لأولئك شيئاً… في عيد الأضحى المبارك يزداد الجرح عمقاً، والدماء النازفة غزارة، وأعداء الله والإنسانية يزدادون إجراماً ووحشية، ولا يحرك كل ذلك شعرة في مفرق هذا المسؤول أو ذاك ممن ارتضوا لأنفسهم الإذعان والذلة والخضوع، وفرضوا على دولهم وشعوبهم حالة من السلبية القاتلة والعجز المفروض، في الوقت الذي يرى فيه العالم بأم العين ويتابع ما يتفتق عنه الخبث الغربي، والحقد والإجرام المسيطر على المتغطرسين المتكبرين الذين استمرؤوا تبادل الأنخاب بجماجم الضحايا، وما كان لهم أن يستمروا بجريمة الإبادة الجماعية والتهجير القسري الممنهج لولا صمت من ربطوا استمرارية كراسيهم وعروشهم برضا أعداء الله والحق والإنسانية، فعذراً أطفال فلسطين، وأنتم تستقبلون عيد الأضحى بقوافل الشهداء، وعذراً يا شعب الجبارين في غزة وبقية أقطاب محور المقاومة، فالضمير العالمي أُدْخِلَ عنوةً في غيبوبة تمهيداً لتحنيطه في مختبرات القتل والإجرام، وهيهات لكل طواغيت الكون أن يفلحوا في تحقيق أي من أهدافهم الشريرة.
    آثرت الاكتفاء بالأسطر القليلة السابقة الخاصة بالبعد السياسي، لأن أوجاع الواقع القائم تحتاج لمجلدات للتعبير عن بعض حقائقها الجاثمة في الأذهان، والضاغطة على القلوب والضمائر، أما ما يتعلق بالبعد المجتمعي فهو خاص ومحصور بنا نحن السوريين الذين نعيش أيام عيد الأضحى المبارك ــ أعاده الله على الجميع بالخير والبركات ـــ وأرى ضرورة استذكار صور إحياء هذا العيد قبل عقود، وترك القارئ أمام حقيقة ما كانت عليه طقوس العيد، وما آلت إليه، وله أن يعتمد المقارنة أو القياس إن شاء، ويمكن باختصار شديد الإشارة إلى بعض الدروس والعبر والدلالات، ومنها:
    • نبذ العداوة والبغضاء، ووأد الخصومة والضغائن مهما بلغت، والتصالح بين جميع أبناء هذه القرية أو البلدة، فلا يحق لأحد أن يرفض ذلك، بل على الجميع الإذعان للمصالحة بمناسبة العيد واللقاء بمن يخاصمونهم، أو بمن قطعوا التواصل معهم لسبب أو لآخر، ففي العيد حتمية اللقاء والتواصل وتبادل التحية والسلام والاحتضان والصفح والمسامحة بغض النظر عن المظلومية التي تعرض لها هذا الشخص أو ذاك، فالصلح سيد الأحكام، والمصالحة بوابة لفتح صفحة جديدة تنعكس إيجاباً على الجميع، وهكذا يُسْتَقَبَلُ العيدُ بما يليق به، ويمضي جارفاً معه كل ما له علاقة بالأحقاد والخصومة والزعل والقطيعة، واستبداله بمزيد من المكاشفة والبوح والاعتذار وجبر الخواطر، فلا مكان ولا مكانة لمستكبر متغطرس، ولا مبر لاستضعاف أحد أو التطاول على كرامته، ومعاً يبدأ الأهل عاماً جديداً يتبادلون فيه المحبة والتعاون وشد أزر بعضهم بعضاً.
    • عودة غالبية المسافرين إلى القرى والبلدات، ففي العيد يجتمع الأهل والأحبة، ويتبادلون الزيارات والتهنئة بالعيد، ولا مبرر لأحد في التخلف عن الحضور طالما أنه يستطيع العودة وقضاء فترة العيد مع الأهل والجيران، فالعمل في محافظة أخرى أو مدينة بعيدة، والتذرع بوعثاء السفر وصعوبته ليس مسوغاً قط، وغالبية من هم خارج بلداتهم وقراهم يعودون زرافات ووحدانا، حتى لتكاد معالم كل حي وحارة ترقص فرحاً بعودة الأبناء واجتماعهم، وإطفاء نار الشوق التي تبعد الابن عن والديه، والشقيق عن شقيقه، ولا منَّةَ لأحد في العودة ضمن عطلة العيد، بل فعل ذلك واجبٌ لا مندوحة عن أدائه.
    • التكافل والتعاضد، ومد يد العون لكل المحتاجين بعيداً عن حب الظهور وتسويق الذات كفاعلٍ للخير، فعلى كل مقتدر أن يقدم ما يراه واجباً لجبر خواطر البقية من أهله ممن يحتاجون المساعدة بعيداً أيضاً عن ذل السؤال والطلب، وحتى على مستوى تقديم الأضاحي لم يكن يوماً للتفاخر والتباهي بل للتقرب إلى الله، ومن يقبل دعوة هذا الشخص أو ذاك لتناول طعام الغداء على مأدبته في العيد يكون صاحب الفضل الأكبر على من قدم الأضاحي وأقام الولائم وليس العكس، أي أن الفقير يتفضل على الغني عند قبول دعوته والحضور على مأدبته، فكم نحن اليوم أحوج لتمثل هذه القيم والمعاني والدلالات؟…
    أختم لأقول بصيغة الاستفهام الإنكاري: أليست الأفكار الثلاثة السابقة جديرة بالتبني والعمل على بلورتها وضخها لتصبح جزءاً من طرائق تفكير المجتمع؟ وهل تصلح لتكون المادة الرئيسة في أي حوار وطني داخلي بين أبناء الشعب السورية، أم لا، وهنا أبيح لنفسي أن أرفع سقف الأحلام الذاتية آملاً أن تكون مجالسنا وحواراتنا واجتماعاتنا العامة والخاصة مزينة بطرح هذه الأفكار، وقد يكون الظرف القائم الذي نعيشه في وطننا الأغلى سورية الحبيبة أكثر من مناسب، حيث القيادة المركزية الجديدة للحزب، وإمكانية مقاربة كل الملفات بطريقة أكثر مردودية ومسؤولية، وهنا أبيح لنفسي من جديد أن أرفع السقف أكثر فأحسب أن كل عضو من أعضاء مجلس الشعب يتبنى هذه الأفكار ويحملها في وجدانه وقلبه وفكره إلى تحت قبة المجلس في دوره التشريعي القادم وفق الانتخابات المقررة في الخامس عشر من شهر تموز2024، وأستطيع أن أجزم القول: إن تحقيق هذا الأمر وتبني السادة النواب برنامج عمل يضع في أول سلم اهتماماته شد أزر السوريين جميعاً إلى بعضهم بعضاً يخفف الأوجاع عن الجميع، ويعيد للعيد بهجته وألقه، والكثير من الثمار تنتظر، وهي قابلة للنضج في وقت قياسي شريطة الخروج من الشخصانية و”الأنا” الضيقة إلى “النحن” المجتمعية الكفيلة بتغيير الكثير من معالم الصورة التي أفرزتها سنوات الحرب القذرة المفروضة على السوريين منذ آذار 2011م. على أقل تقدير.

  • الحج مصدر هدي إلهي… هدى للعالمين

    كتب عدنان عبدالله الجنيد

    الحمد لله القائل (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَـمِينَ )،آل عمران- آية (96).

    عندما نتدبر كلام الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ذكر لنا مصادر الهدى منها القرآن الكريم ( هدى للناس)، والكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس (هدى للعالمين)ِ.

    نفهم من خلال التوجيهات الإلهية ، أن القران الكريم ، وبيت الله الحرام مصادر هدي إلهي ، ومن هنا يجب أن تكون توجهنا وعملنا وتطبيقنا لهم في حياتنا على أساس مصدر هداية، لها أثرها ودلالاتها، ومضمونها وفق المنهجية الإلهية.

    القران الكريم ( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، نور ، بيان ، بصائر ، موعظة، تبياناً لكل شيئ، رحمة وبشرى للمسلمين ، شفاء لما في الصدور…….) ، وهذا ما قدمه الشهيد القائد – رضوان الله عليه – منهجية القرآن ،داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى الرجوع إلى القرآن الكريم كمنهج يستنيرون منه لمواجهة المشروع الاستعماري بقيادة دول الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا وإسرائيل ، وتبين قائد الثورة – يحفظه الله – كيف تكون علاقتنا بالقرآن الكريم ( العلاقة بالقرآن الكريم والصلة به هي صلة مع الله سبحانه وتعالى ، لأن القرآن هو هديه ونوره وكلماته لنزداد وعياً وبصيرة ونوراً وفهماً ) ، ( وقد أثمرت الانطلاقة القرآنية ونتائجها ملموسة وواضحة في التحرير الحقيقي والعزة والكرامة والاستقلال والفاعلية) ، ومن منهجية القرآن يجب علينا أن تكون النظرة والتوجيهات والعمل للحج إنه مصدر هدي إلهي .

    هدى للعالمين :

    لقد استطاع اليهود أن يضلوا السبيل واضلال عباد الله وانحرفو بهم عن مصادر هدى الله وهو الحج بتحريفه عن معناه الحقيقي ودلالته وهدايته ، وذلك بتغلغل الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة واصطناع الحركات التكفيرية والفكر الوهابي والأنظمة المطبعة والمرتهنة وعلماء السوء ، وبذلك استطاعوا إفراغ الحج من مضمونه الصحيح والحقيقي بأنه مصدر هدى للعالمين كما وصفهم القرآن ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِـمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )،وهذا مابينه الشهيد القائد (بأن الحج عبادة هامة تعرضت لمؤامرة التعطيل من قبل النظام السعودي ومن يقف خلفه من اليهود والنصارى ) ، وهذا ماأكده قائد الثورة ( هناك متاجرة من جانب النظام السعودي …بأخذ مقدماً الكثير من الأموال …أنه مجرد ابتزاز ، واستغلال ، وكسب محرم ليس النظام السعودي بحاجه إليه) وأكبر شاهد على تأمر النظام السعودي على الجح قله عدد الحجاج وافتراض قيود وسياسات تعسفية يصل عدد الحجاج اقصى حد ثلاثة مليون بينما زوار الإمام الحسين عليه السلام في اربعينيات كربلاء يصل عددهم إلى 21 مليون .

    ما هو الحل لمواجهة هذا التضليل وإعادة الحج إلى معنى الصحيح هدى للعالمين.

    الحل هو الرجوع إلى منهجية القرآن للشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي. رضوان الله عليه ، أن تكون علاقتنا بالكعبة والحج مثل علاقتنا بالقرآن لأنهم مصدر هدي إلهي للناس وللعالمين ، وقد بين الشهيد القائد ( كان أول شخص حاول إعادة الحج إلى أصالته وإلى أن يكون حج إسلامي بمفهومه الصحيح هو الإمام الخميني رحمة الله عليه).

    مصادر الهداية من الحج :

    1 – وحدة المسيرة الإلهية ، وأثره الكبير في وحدة الأمة الإسلامية.

    2 – البراءة من اليهود والمشركين وإعلان الحرب عليهم .

    3- الاجتماع في هذا المكان التعبدي هو النهوض بالأمة لتكون بمستوى التحديات والمواجهة ودعمها في جميع المجالات وسد الثغرات التي تفرقها (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )، الحج- آية (27).

    4- استيعاب الرؤية الصحيحة التي قدمها الله تعالى بالقرآن الكريم ، ومافيها من مبادئ عظيمة ، وقيم وأخلاق وتعليمات وشرع إلهي ، وأهداف وغايات مقدسة ( الحج الإبراهيمي ).

    5- استبعاد الرؤية الغربية التي لاتنسجم أبداً مع هوية الأمة منها قنوات الشذوذ والفساد الأخلاقي ( الحج الأمريكي).

    5- إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس .

    6- لا يحق لأي نظام أن يفرض ممارسات وقيود وسياسات تحد من هذا الهدي الإلهي هدى للعالمين مثل مايفعله النظام السعودي .

    7- هناك الكثير من الاسرار المكنونة في الحج وليس عبادة جافة وحركات غير مجدية ولامثمرة.

    8- فهم الاحرام وفلسفة رمي الجمرات وتقديم الآضحية الفهم الإبراهيمي الصحيح .

    9- ذكر الله كما هداكم (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْـمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَـمِنَ الضَّالِّينَ )،البقرة- آية (198).

  • في ظلال طوفان الأقصى “80”إسرائيل تعلن الحرب على الأمم المتحدة وأمينها العام

    بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
    لم تسلم الأمم المتحدة ولا أي مؤسسة دولية أو إقليمية، ولا أي شخصية أممية أو مستقلة، ولا أي هيئة قضائية أو قانونية، من ألسنة الإسرائيليين السليطة، ولا من انتقاداتهم الحادة، وتعليقاتهم اللاذعة، ولا من عنصريتهم المقيتة وفوقيتهم المريضة، التي جاراهم فيها الأمريكيون وسبقوهم إليها، وجندوا أنفسهم معهم ضدها، وتعهدوا بالدفاع عنهم في حضورهم ونيابةً عنهم في غيابهم، وتوجيه اللوم والاتهام، وفرض العقوبات والحصار على كل من يتجرأ برفع الصوت ضد “إسرائيل”، أو توجيه النقد إليها، أو التهديد بملاحقة قادتها ومحاكمة مسؤوليها، أو الشروع عملياً في إلقاء القبض على المتهمين بالتورط بتهم الإبادة الجماعية وارتكاب المجار والجرائم الدولية.

    لا يخفي الإسرائيليون صدمتهم من التغيير العام في المزاج الدولي، والتحول السياسي اللافت لدى شعوب وسياسات دول العالم ضدهم لصالح الفلسطينيين، فقد صدمهم تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين، ومن قبل ساءهم اعتراف إسبانيا ودول أوروبية أخرى بالدولة الفلسطينية، واستعدادها للمشاركة إلى جانب جنوب أفريقيا في الدعوة المرفوعة ضدهم أمام المحكمة الدولية، التي أعلنوا عدم اعترافهم بها، وعدم احترامهم لقرارتها، وشنوا عليها عملية تشويه واسعة، واتهموها بالانحياز وعدم المصداقية، وأنها أصبحت أداة بيد “السنوار” ضدهم، وأنها تحارب الديمقراطية وتؤيد “الداعشية”.

    كذلك راعتهم محكمة الجنايات الدولية وأرعبتهم، واستفزتهم قراراتها وأغضبهم قضاتها، واستهزأوا بتوصيات المدعي العام للمحكمة، واتهموه بعدم الأهلية والمصداقية، وأنه ينحاز إلى الإرهاب ويتحدث باسم “الإرهابيين”، وهو بتوصياته يشجع على المزيد من العنف، ويقلل من فرص التوصل إلى تسويةٍ أو صفقةٍ لإعادة “المحتجزين” الإسرائيلين، ودعوا إلى معاقبة القضاة وعزلهم، وإلى محاسبة المحكمة ورفض اختصاصها، والطعن في صدقيتها والتشكيك في نزاهتها، وعدم تقديم الدعم لها إلا أن تتراجع عن قراراتها، وتعود عن توصياتها، وتحمل الفلسطينيين المسؤولية عن الحرب، وتعطي الإسرائيليين شرعية الدفاع عن أنفسهم وحماية مصالحهم.

    أما الأمين العام للأمم المتحدة فهو لم يسلم منذ الأيام الأولى للعدوان من الانتقادات الإسرائيلية، واعتبروه بناءً على مواقفه معادياً لكيانهم، ومتحالفاً مع أعدائهم، وقد أدخل، بزعم رئيس حكومة كيانهم، نفسه لا إسرائيل في القائمة السوداء، وصنف نفسه لا كيانهم ضمن قائمة العار المعادية لهم، وطالبوه بالصمت وعدم المساهمة في الحرب ضدهم، وحذروه من مغبة الاستمرار ومساعديه في هذا المسار، وكانوا قد أبدوا غضبهم الشديد من زياراته المتكررة لمعبر رفح الحدودي، وتصريحاته حول مسؤولية إسرائيل الدولية تجاه الشعب الفلسطيني، واتهام حكومتها بأنها تحاصر الفلسطينيين، وتنتهك حقوقهم، وتجوعهم وتعطشهم وترتكب في حقهم جرائم ضد الإنسانية، يحاسب عليها القانون، وتخالف أنظمة الأمم المتحدة.

    يعلم الإسرائيليون أن الأمين العام للأمم المتحدة هو أعلى شخصية أممية، وهو المسؤول عن تنفيذ واحترام بروتوكولات وأنظمة وقوانين المنظمة، إلا أنهم يتعمدون التعامل معه بقلة أدب، ويخاطبونه بغير لباقةٍ ولا لياقةٍ، وقد خرقوا معه الأصول الدبلوماسية والأعراف الدولية، وأساؤوا إليه ونشروا قلة أدبهم على وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، إمعاناً في إهانتهم له وتحقير شأنه، وعبرةً لغيره ودرساً لسواه، وكان مندوبهم في الأمم المتحدة قد تعمد مخاطبته بغير كياسةٍ ولا لباقةٍ، وسجل مكالماته معه ونشرها بقصد التشويه والإهانة، خلال المكالمة التي عرض له فيها عزم الأمم المتحدة إدراج كيانه ضمن القائمة السوداء، قائمة العار، التي تضم الدول القاتلة للأطفال.

    لا يقتصر الموقف الإسرائيلي الغريب والشاذ عند الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية، بل تمادت أكثر عندما وصفت وكالة الأونروا بأنها وكالة إرهابية، وأنها تخدم مصالح “أعدائها”، ومهدت القوانين لإغلاق مقراتها وتعطيل أعمالها ومصادرة أموالها، وطرد مسؤوليها، ودعت دول العالم إلى الامتناع عن تمويلها وتجفيف منابعها.

    وأعلنت حكومة الكيان شروعها في دراسة جدوى بقائها في مؤسسات الأمم المتحدة، التي لم تنس معرتها الأولى مع منظمة الأونيسكو، ورغبتها في دراسة سلبياتها وإيجابياتها، تمهيداً لاتخاذ قرارٍ بالانسحاب منها، وقد نسي الإسرائيليون أن هذه المؤسسة الأممية وهيئاتها، هي التي شرعت وجودهم، واعترفت بكيانهم، ومن قبل أعطتهم ما لا يستحقون من أرضنا ضمن قرار التقسيم الظالم لشعبنا.

    وقد باشرت إصدار عقوباتٍ ضد مسؤولين دوليين وموظفين أممين، وأخذت تضيق على حاملي البطاقات الدولية، وبدأت الاستعدادات لإغلاق مقار مؤسساتٍ أممية وطرد العاملين فيها، والامتناع عن منح تأشيرات دخول أو السماح بدخول مسؤولين أمميين إلى كيانهم، بمن فيهم العاملين في الأمم المتحدة، والمؤسسات التي تعترف بها وتشارك في عضويتها، واعتبار مؤسساتهم مؤسسات إرهابية معادية، وأنها هيئات غير شرعية، ولا حصانة للعاملين فيها، ولا حماية لهم ولا لمقراتهم، في محاولةٍ يائسةٍ للضغط عليها، ودفعها للتراجع عن قرارتها، أو استبدال سياساتها “المناوئة” لهم، و”المؤيدة” للفلسطينيين ضدهم.

    يبدو أن الكيان الصهيوني قد “شب عن الطوق”، وانقلب على “رعاته”، ورفع صوته فوق صوت “حماته”، وأخذ “يعض يد أسياده”، ويوزع شتائمه هنا وهناك، ويطلق العنان لأبواقه الإعلامية ولسان مسؤوليه والناطقين باسمه لتوجيه النقد والاتهام، وإصدار الأحكام وإطلاق المواقف، والتهديد والوعيد، ضد المؤسسات التي رعت نشأته، وهيأت السبل لتشريع وجوده، وأشرفت على صيانة كيانه، وانتصرت له في دعوى المحرقة “الهولوكوست”.

    لكنه تنكب لها وانقلب، وصب جام غضبه عليها، وكأنه قد أَمِنَ العقوبة فلا يخاف، واطمأن إلى أن النظام الدولي “مخصيٌ” فلا أسنان ولا مخالب له، ولا خوف منه أو قلق من جانبه، وأن قطبه الأكبر منحازٌ إليه متحالفٌ معه، يدافع عنه ولا يتخلى عن حمايته، ولا يتركه وحيداً، ولا يسمح لأي جهةٍ بتهديده وترويعه، وتعريض وجوده للزوال وأمنه للخطر.

    بيروت في 14/6/2024
    moustafa.leddawi@gmail.com

  • أميركا بجبروتهاعجزت عن منع حزب الله من زيادة قدراته التسليحية والتدريبية

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    بعض اللبنانيين والعرب إعتبروا الكيان الصهيوني أمر واقع لا يمكن تغيرُه،

    وسلاح حزب الله خطر على أمن المنطقة يجب إنتزاعه!،

    داعش شَمَّاعة أميركا والأنظمة الخليجية  لا تُشَكِلُ خطراً على الأمن القومي العربي ولا تهديد وجودي لإسرائيل في العَلَن الكل يعتبرها خطراً لتبرير بقائهم في المنطقة واحتلال أراضٍ غنية بالثروة والنفط،

    وفي السر جميعهم يقدمون لها الدعم المالي والعسكري واللوجستي والإستخباراتي،

    أميركا التي جَنَّدَت كل طاقاتها لحماية إسرائيل عجزت عن منع حزب الله من زيادة قدراته التسليحية والتدريبية،

    والدوَل العربية التي تطالب بإنهاء حالة المقاومة في لبنان سببها الخوف من المارد الشيعي الذي خرَج من كربلاء مدمياً حزيناً حاقداً على قاتلي خيرة آل بيت محمد عليهم السلام،

    الشيعة تاريخياً ظُلِموا وقُتلوا وقُمِعوا وامتلئت السجون بهم على امتداد كل العصور، ورغم ذلك لم يتملقوا لحاكم او ملك أو دولة لكي يكسبوا الأمان وبقيَ القمع يلاحقهم على مدى العصور وفي كل مكان،

    ورغم كل ذلك لم يقبلوا بأن يكونوا عبيد ولا عملاء ورغم ظلم الدولة العثمانية لهم لم يشاركوا في محاربتها مع بريطانيا وفرنسا لا بَل قاتلوا إلى جانبها حتى الإنكسار،

    اليوم سلاح حزب الله يشكلُ ظاهرة غريبة بالنسبة للأنظمة العربية التي اعتادت على الإنبطاح ويسعون جميعاً إلى محاولة تحجيم هذه الظاهرة ولو بمحاربتها بشكلٍ مباشر! ومن نتائج هذا الفكر التدميري للأمة العربية وُلِدَت القاعدة وداعش وجبهة النُصرَىَ وغيرهم ورضعوا من ثدي الوهابية وتسلحوا بأموال بَني سعود وقطر والإمارات،

    تَفَلتَ الشيعه من القيود وأصبح زندهم أكبر من أساور قيد العرب، وأثبتوا بالقول والفعل أن هذا السلاح لخدمة قضايا الأمة العربية رغم الإعلام المنافق وحملات التشويه والتخوين والتصويب عليهم،

    منذ أن امتلكت المقاومة الإسلامية السلاح في لبنان قاتلت الصهاينة وتمكن قادتها من تجاوز كل المطبات التي رفعها الآخرين في طريق مسيرة تطوير ذاتهم وفرض وجودهم،

    قاتل الشيعه جنباً الى جنب مع شرفاء الأمة المتبقين دفاعاً عن فلسطين وشعبها، بينما تخاذل العالم العربي السُني عن نُصرتها، لا بل حاصر اهل السنة غزةَ والضفة وقدموا يد العون للصهاينة،

    الغريب أن مَن خان فلسطين والفلسطينيين اعتبروه قائدهم وباعوا قضيتهم معه بينما جرح فلسطين مفتوح تحاول الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحورها تسكيره فاتهموهم بأنهم متواطئين مع أمريكا،

    وقاحة لم يسبق لها مثيل!،

    خيانة لم يسبق لها مثيل!،

    فليسقط الخونة إسرائيل ستسقط،

  • قرار مجلس الأمن أميركي إسرائيلي بامتياز….!

    كتب نزيه منصور

    صدر القرار رقم ٢٧٣٥ عن مجلس الأمن الدولي، وهو مشروع أميركي يعتمد مقترحات الرئيس بايدن بتأييد أربع عشرة دولة وامتناع روسيا الاتحادية. وقد سبق هذا القرار مشاريع قرارات عدة سقطت بسبب الفيتو الأميركي رغم تأييد باقي الدول الأعضاء…..!

    ثمانية أشهر والأسبوع الأول من الشهر التاسع، والعدوان الصهيوني على قطاع غزة مستمر بأحدث الأسلحة الأميركية، التي حصدت البشر والحجر، فسقط عشرات الآلاف من الشهدا.ء والجرحى والأسرى والمفقودين، من دون أن يرف جفن للإدارة الأميركية…..!

    وفجأة، يخرج الرئيس الأميركي ويعلن مقترحات، وبسرعة البرق تتحول إلى مشروع أميركي يُصدّق عليه ويصبح قراراً دولياً صالحاً للتنفيذ الاختياري، من دون أي إلزام لأنه لم يصدر وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة…!

    بالعودة إلى مضمون القرار، يتبين الزحمة في العقد والتفسير والتحليل والتي تمنح العدو الاستمرار في عدوانه على الشعب الفلسطيني، والإفراج عن الأسرى في المرحلة الأولى ولا يأبه للمعتقلين الفلسطينيين وهم بالآلاف دخلوا الزنازين والمعتقلات من الأطفال والنساء والرجال، ومنهم من قضى حكمه ومنهم من دون محاكمة. كما تجاهل القرار انسحاب جيش العدو دون قيد أو شرط، وتحدث عن عودة المدنيين من دون آلية تحفظ الحد الأدنى من حقوق الإنسان وإعادة الإعمار…..!

    يركّز القرار على تحرير أسرى العدو وتحقيق أهدافه التي عجز وفشل في تحقيقها عسكرياً، بالإضافة إلى تأمين أمن العدو فقط …..!

    بصرف النظر عن تفاصيل القرار، لكنه يؤكد ويعترف ويقر بهزيمة العدو وفشله في تحقيق ما أعلنه ويكرره مع كل يوم، والقرار المذكور يمثل حاجة أميركية صهيونية مع أنظمة التطبيع، واستراحة محارب للفلسطيني، كما أنه لن يُنهي الحرب والصراع، بل هو مجرد هدنة سواء إن طالت أو قصرت، سنشهد حرباً أشد قساوة وتداعيات على الباطل وانتصار الحق وما النصر إلا من عند الله…..!

    السؤال: متى وكيف وأين ستكون الحرب؟

  • مجزرة النصيرات أجندة عسكرية تحت غطاء إنساني

    بقلم: محمد علي صنوبري

    لقد وصل دعم الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع لإسرائيل إلى نقطة حرجة ومثيرة للجدل، عندما شاركت في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين في مخيم النصيرات، حيث أسفرت العملية عن مقتل ثلاثة رهائن على يد القوات الإسرائيلية، أحدهم مواطن أمريكي. ويسلط هذا الحادث الضوء على حقيقة صارخة هي أنّ التزام الحكومة الأمريكية بالحفاظ على قبضة نتنياهو على السلطة وتأييد مجازره المتطرفة؛ لا يعرف حدودا.

    ويثير الحادث أيضا تساؤلات جدية حول المدى الذي ستذهب إليه الولايات المتحدة في دعمها لإسرائيل، من حيث أنها تعطي الأولوية لهذا التحالف حتى على سلامة مواطنيها ومصالح أمنها. إن وفاة مواطن أمريكي في مثل هذا السياق هي بمثابة تذكير قاتم بالتكلفة البشرية المحتملة لقرارات الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، كما أنه يثير جدلا أوسع حول التكلفة الحقيقية لهذا الدعم الثابت والأولويات التي تشكل السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

    لقد أصبحت جميع شعوب العالم على قناعة تامة بأن الولايات المتحدة شريك أصيل وأساسي في كل المآسي التي يتعرض لها أهل غزة. منذ البداية، كان من الواضح أن الثقة في أي مبادرة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ليست من الحكمة، نظرا لتاريخهما المشترك في الجرائم ضد الإنسانية. وقد تأكدت هذه الشكوك بشكل مأساوي عندما تحول ما يسمى بالرصيف الإنساني الذي أقامته الولايات المتحدة إلى نقطة انطلاق للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتشكل مجزرة النصيرات في غزة شهادة مروعة على هذا التحول.

    بحت جميع شعوب العالم على قناعة تامة بأن الولايات المتحدة شريك أصيل وأساسي في كل المآسي التي يتعرض لها أهل غزة. منذ البداية، كان من الواضح أن الثقة في أي مبادرة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ليست من الحكمة، نظرا لتاريخهما المشترك في الجرائم ضد الإنسانية. وقد تأكدت هذه الشكوك بشكل مأساوي عندما تحول ما يسمى بالرصيف الإنساني الذي أقامته الولايات المتحدة إلى نقطة انطلاق للعمليات العسكرية الإسرائيلية

    ولفهم حجم هذه المناورة الخبيثة، لا بد من الخوض في التفاصيل المروعة لمجزرة النصيرات. وتحت ذريعة إنقاذ أربعة رهائن، نظمت الولايات المتحدة وإسرائيل عملية أسفرت عن استشهاد نحو 300 مدني أبرياء، معظمهم من النساء والأطفال. وتسللت قوات خاصة إسرائيلية مختبئة في شاحنة إغاثة إنسانية إلى مخيم النصيرات، واستخدمت الميناء الأمريكي. وكشفت هذه العملية بشكل صارخ أن الميناء، الذي تم إنشاؤه ظاهريا لتقديم المساعدات الإنسانية، كان في الواقع عسكريا استراتيجيا مصمما لدعم العدوان الإسرائيلي.

    إن الوضع الإنساني المتدهور في غزة يكشف المزيد عن نفاق هذا الجهد الإنساني المزعوم. وفي حين أن المنطقة تحتاج بشدة إلى أكثر من 700 شاحنة مساعدات لتلبية احتياجاتها اللوجستية، وكان من الممكن تسليم هذه الشاحنات بكفاءة عبر معبر رفح البري، لكن الميناء الأمريكي سهّل دخول أقل من 150 شاحنة، ما يؤكد الدوافع العسكرية الخفية وراء إنشائه.

    إن سكان غزة، الذين يعانون بالفعل من الحصار المستمر والاعتداءات المتكررة، تعرضوا لضربة إضافية من قبل نفس الكيانات التي زعمت تقديم الإغاثة. ولا تؤدي هذه الازدواجية إلى تفاقم محنتهم فحسب، بل تؤدي أيضا إلى إدامة دائرة من العنف وانعدام الثقة. ويجب على المجتمع الدولي أن يعترف بهذه الأعمال وأن يدينها، ويتضامن مع شعب غزة ضد هذا الاستغلال المتعمد والقاسي.

    إن جيش الاحتلال المدعوم من الولايات المتحدة بجهود عسكرية وبرية واستخباراتية واسعة منذ بداية حرب الإبادة، لم يتمكن، رغم قدراته الهائلة وتفوقه التكنولوجي والدعم الأمريكي، إلا من استعادة أربعة أسرى فقط بعد أكثر من أكثر من ثمانية أشهر من الحرب.

    جيش الاحتلال المدعوم من الولايات المتحدة بجهود عسكرية وبرية واستخباراتية واسعة منذ بداية حرب الإبادة، لم يتمكن، رغم قدراته الهائلة وتفوقه التكنولوجي والدعم الأمريكي، إلا من استعادة أربعة أسرى فقط بعد أكثر من أكثر من ثمانية أشهر من الحرب

    على الطرف الآخر، يتعرض الفلسطينيون في غزة يوميا لمجازر لا هوادة فيها، وتشارك القوات الأمريكية بشكل مباشر في هذه العمليات عبر تقديم أسلحة القتل الجماعي لإسرائيل. وبناء على هذه الخلفية، لا يبدو بيان وزير الخارجية الأميركي بلينكن مضللا فحسب، بل إنه نفاق عميق أيضا. فهو يقترح على الوسطاء العرب مثل قطر ومصر بصراحة أنه “إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار، فاضغطوا على حماس لتقبل به. حماس هي الوحيدة التي لم تقبل الاقتراح المكون من ثلاث مراحل، والذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن وإجراء محادثات لإنهاء القتال”.

    كيف يمكن وضع الثقة في رجل وحكومة أمريكية أشرفا على مجزرة النصيرات، لتسهيل إطلاق سراح الرهائن الأربعة، وهو إنجاز كان من الممكن تحقيقه بسهولة من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس؟ يجب القول بأن الولايات المتحدة تمارس تضغوطا دبلوماسية على المقاومة والوسطاء دون أن تقدم أي ضمانات ملموسة لوقف الحرب المستمرة. في الأساس، يبدو أن استراتيجيتهم تهدف إلى تحرير الرهائن فقط لاستئناف القتل بلا هوادة للأبرياء في غزة، دون أي رادع أو عواقب. إن هذا النمط الدوري من العنف، الذي يفتقر إلى أي حل ذي معنى، يسلط الضوء على الواقع المأساوي الذي يواجهه أولئك الذين يعيشون في قطاع غزة وسط تواطؤ أمريكي- إسرائيلي.

    وفي المجال العسكري، وبعد انتهاء عملية مخيم النصيرات الدموية، عاد المشهد الاستراتيجي في الميدان كما كان عليه خلال الأشهر الثمانية السابقة لصالح حماس والمقاومة الفلسطينية، حيث انسحبت قوات العدو من محاور القتال في مخيمي المغازي والبريج ومدينة دير البلح، بعد توغل استمر خمسة أيام. وفي الوقت الحاضر، يتركز الانتشار الإسرائيلي بكثافة على طول محور “نتساريم”، وهو منعطف حاسم يفصل بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من قطاع غزة.

    وتواصل الفصائل العسكرية للمقاومة تصعيد تكلفة الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة. فبعد موجة من المؤتمرات الصحفية والتصريحات التي احتفت بتحرير الأسرى الأربعة لدى المقاومة، تحولت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نبرة الحداد، واصفة انتصارات القسام التي حققها بعد يوم على مجزرة النصيرات بأنها “يوم صعب ومؤسف للغاية في غزة”.

    تصاعد الغضب العالمي، مما أدى إلى توحيد الدول والشعوب ضد هذه الفظائع. وقد قبلت محكمة العدل الدولية الدعوى ضد جرائم إسرائيل باعتبارها إبادة جماعية، ووصفت الأمم المتحدة المسؤولين الإسرائيليين بقتلة الأطفال

    ويأتي هذا الشعور بعد سقوط قوة راجلة من جيش الاحتلال في كمين مدروس للمقاومة في مخيم الشابورة برفح، جنوب قطاع غزة. وبحسب كتائب القسام، فإن المقاومين نفذوا هجوما متطورا بتفجير منزل مفخخ مسبقا لدى وصول القوة الراجلة، وأعقب ذلك قصف مدفعي استهدف مكان الحادث. وباستخدام تكتيك “الضرب والاحتجاز”، انتظرت المقاومة وصول قوات الإنقاذ الإسرائيلية قبل أن تشن قصفا ثانيا على المنزل المستهدف بقذائف الهاون. وأفادت مصادر إسرائيلية، بما في ذلك وسائل إعلام ومواقع استيطانية، بمقتل أربعة جنود وإصابة 18 آخرين، من بينهم ستة أصيبوا بجروح خطيرة.

    وفي محاولة للتخفيف من الإخفاقات العسكرية المستمرة في غزة، تفكر إسرائيل الآن في التحول الاستراتيجي نحو “المرحلة الثالثة” من الحرب. وتتضمن هذه المرحلة انسحابا كاملا من العمليات البرية في قطاع غزة والتوجه نحو تنفيذ “عمليات خاصة” واغتيالات مستهدفة من الجو.

    وبعد مرور 250 يوما على الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، أصبحت التداعيات واضحة جدا. إن المقاومة التي لا تتزعزع في غزة، إلى جانب الحصار الذي لا هوادة فيه في البحر الأحمر، دفعت الاقتصاد الإسرائيلي إلى حافة الانهيار. لقد تصاعد الغضب العالمي، مما أدى إلى توحيد الدول والشعوب ضد هذه الفظائع. وقد قبلت محكمة العدل الدولية الدعوى ضد جرائم إسرائيل باعتبارها إبادة جماعية، ووصفت الأمم المتحدة المسؤولين الإسرائيليين بقتلة الأطفال.

    من جهة أخرى، تؤكد الهجرة الجماعية للإسرائيليين فقدانهم للأمل بما يسمى “إسرائيل”. لقد أصبح من الواضح بشكل لا لبس فيه للعالم ولإسرائيل نفسها، أن الحرب في غزة كانت بمثابة عمل من أعمال التدمير الذاتي الجماعي لإسرائيل، ولم تسفر إلا عن خسائر مدمرة.

  • الحفاظ على الخيانة حتى لا يموت العرب

    بقلم الكاتب نضال عيسى

    بغض النظر مَن يتفق مع تشرشل ومَن يعارضه ولكنه قال كلمة هي تأكيد لما يحصل اليوم عندما قال جملته الشهيرة بوصفه الدول وعندما وصف العرب قال: (إذا مات العرب تموت الخيانة)

    هو توصيف قاسي من تشرشل ولكنه واقعي وهذا ما يحصل اليوم ولذلك هم (يحافظون على الخيانة حتى لا يموت العرب) وهذا ما نشهده من تخاذل وخيانة تجاه القضية الفلسطينية والمجازر التي ترتكب ليس فقط تحت أنظار بعض العرب إنما بموافقتهم أيضا”

    إنها الحقيقة المرة ولكن لا بد من الإضاءة عليها فالخيانة هي صفة المتخاذل وليس من الضرورة أن تكون عميلا” فعليا” لتكون خائنا” فالتخاذل هو نصف عمالة ولكنها أخطر لأنه موجود داخل مجتمع ويُسمَع له وبالتالي هو يمهد لمزيد من الأستباحة للعدو

    وهذا ما يحصل داخليا” في لبنان ونحن لسنا فقط في مواجهة مع العدو إنما بحرب حقيقية ونسمع أمثال سمير جعجع و سامي الجميل واشرف ريفي يتكلمون وكأنهم نسخة طبق الأصل عن الناطق بأسم جيش الإجرام الإسرائيلي أفخاي أدرعي

    هذه الجوقة التي تهاجم المقاومة وبهذا الظرف هي مَن تنوب عن الإعلام الإسرائيلي المطمئن لهذا العمل فالعدو يقصف الجنوب والحملة المغرضة والتحريض على المقاومة تعمل بجهد وهذا ما يريده العدو

    لبنان اليوم لم يعد في إنقسام عامودي في السياسة بل أصبح هناك حواجز كبير تشبه خطوط التماس وكل المبادرات ستفشل في إيجاد مخرج لملف رئاسة الجمهورية بظل وجود فريق لا يعارض فقط سياسة الحزب وهذا حق له ولكن الوقاحة والتخاذل وصلت بهم لدرجة الخيانة في ظل المواجة مع العدو

    لذلك نراهم يحافظون على الخيانة حتى لا يموت (العرب)

زر الذهاب إلى الأعلى