لبنان

ترامب يفرض السلام ….!

كتب د نزيه منصور

بدأ دونالد ترامب حملته الانتخابية برفع شعار فرض السلام على العالم، دون أن يحدد آلية تحقيق ذلك. ومن بديهيات الأمور للوصول إلى الغاية للمنشودة  لا بد من وضع خارطة طريق واضحة تحقق الهدف المنشود…..!

شعار يشكل حلم الأمم، إذ خاضت حروباً ذهب ضحاياها عشرات الملايين من البشر، وراهن المتحاربون على إنشاء منظمات دولية ومؤسسات وجمعيات من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين، بدءاً بعصبة الأمم التي فشلت وقامت على أنقاضها منظمة الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، والتي عجزت عن تحقيق الهدف المنشود بسبب الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية كونها أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي الذين يملكون حق النقض، حيث هيمنت واشنطن على المجلس إثر انهيار الاتحاد السوفياتي وتحاشي الصين الاصطدام بالأميركي. وأما فرنسا وبريطانيا فهما من حلفاء واشنطن، ولا يخرجان عن طاعتها وهما في حلف الناتو وبالتالي تبقى الطاغية والمهيمنة….!

اما فرض السلام فيستبطن استعمال القوة، وهذا يؤشر إلى توجه الإدارة الأميركية بقيادة الحزب الجمهوري ورئاسة ترامب. كما أن مجرد رفع هذا الشعار يلغي دور الأمم المتحدة والتي أنشئت من أجل السلام والأمن…!

إن طرح هذا الشعار يثير تساؤلات عديدة منها:

١- أي نوع من السلام وبأي وسيلة اقتصادية أم عسكرية أم بالتفاوض والحوار؟

٢- أي دور للأمم المتحدة في تحقيق السلام العالمي المنشود؟

٣- هل ستنحل الأزمات المنتشرة على مساحة الكرة الأرضية والتي تحتاج إلى السلام ولاسيما أوكرانيا وفلسطين والسودان وغيرها؟

٤- هل ينحصر السلام بالأمن ويتجاهل الصحة والتربية والفقر والغذاء والطاقة والبيئة… أم اساطيل وقواعد حربية في البحار والمحيطات والتهديد بأحدث الأسلحة وتفكيك المجتمعات وتدمير الأخلاق وفرض المثلية…؟

د. نزيه منصور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى