لبنان

لاتكونوا وقوداًلحرب أهلية ….!

كَتَبَ إسماعيل النجار

هَلّْ سَلَّمَ حزبُ اللَّه بالواقع الحالي داخلياً وخارجياً أم أنه سيكون لديه برنامج سياسي آخر يترافق مع القُوَّة العسكرية لحفظ أمن الحدود ومنع بلطجات إسرائيل ومواجهة خصوم الداخل سياسياً؟،
كثيرون في لبنان وخارجه لَم يقرأوا في كُتُب الحروب التاريخية ولم يستنبطوا من ذلك التاريخ أيَّة إنتصارات كانَ ثمنها باهظ جداً!
الكثير من اللبنانيين سطحيين بنظرتهم إلى المقاومة التي تعتمد في مسيرتها على مبادئ مشمولة بِقِيَم إنسانية وأخلاقية ودينية عِمادها التسامح والشراكة، فالأغلبية منهم يرون فيها قوَّة عسكرية مُهابَة لا تتوافق مع تطلعاتهم التي لا تعتبر إسرائيل عدو وهذا مَبني على عقيدة دينية للبعض منهم، هوَ الحزب الوحيد الذي لم يصرف قوتهُ في الداخل اللبناني رغم الإتهامات له بوضع يده على مفاصل البلاد والجميع يعرف أن هذا التوصيف ليسَ سِوَىَ صواريخ إعلامية لا يصدقها الخبراء في الشأن اللبناني ويتفقون أن هذا البلد محكوم بالسيف الأميركي من حُراس أبوابه لقضاته وكُتَّابه وسياسييه وأجهزته الأمنية،
ما حصل مع بيئة المقاومة خلال الحرب من تجاوزات اعتبرها البعض فردية! رغم أنها لم تكُن عمليات فردية بقدَر ما كانت قرارات متخذة على أرفع مستوى حزبي في كل منطقة، والطريقة التي تعاملَ بها أعداء حزب الله في الداخل مع المقاومة بعد وقف الحرب اتخذت على أساس أن حزب الله مهزوم ومُحاصر ومع ذلك بقيَ الحزب متماسكاً يعمل وفق ضوابط وأولويات لكن الأمور خرجت عن السيطرة حين خضعت كافة الكُتَل النيابية والأحزاب لإرادة واشنطن والرياض بإنتخاب رئيس بالتهديد من دون توافق وتسمية نواف سلام خلافاً للتفاهم مع الثنائي الشيعي! من هنا كانَ موقف حزب الله حازماً بعدم اللعب بالنار وجاءَ على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كلام عالي النبرة وقاسٍ وجَهَهُ لِمَن يعنيهم الأمر أننا نتقبّلكم خصومًا في المجلس النيابي، ولكن لن نتقبّلكم دروعًا للصهاينة والأمريكيين.*
*لا تكونوا وقودًا لحرب أهلية نحن متسامحون جدًا،لكننا اقوياء جدًا لنفاجأكم بما لا تستطيعون حتى التوهم به”.*لسنا طائفة مهزومة و لا طائفة مخدوعة*لا نريد احضانا و تعاطفا من احد*وعقارب الساعة لن تعود للوراء،
ليتبعه كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي وجههُ للذين يتطاولون على المقاومة والذين يسعون إلى عزل الطائفة الشيعية ومحاصرتها وتوجه الشيخ قاسم إلى الحالمين بالعدائية بالقول: “ستبقى المقاومة في لبنان عصية على المشروع الأمريكي – الإسرائيلي، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض، لتحرير فلسطين. صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا. وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهة الخروقات التي تجاوزت المئات. هذا الأمر لا يمكن أن يستمر. الاتفاق حصرًا هو في جنوب نهر الليطاني، وخرجنا بحمد الله تعالى مرفوعي الرأس، والسلاح بأيدي المقاومين، والقرار 1701 إطار عام، أما خطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها فتناقش ضمن الاستراتيجية الدفاعية وبالحوار من ضمن الحفاظ على قوة لبنان وسيادته واستقلاله. لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فالمسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة”.
من هنا نستطيع أن نستخلص بأن حزب الله وضع إستراتيجيتين سياسية وعسكرية تضمن استمرار المسيرة نحو لبنان أفضل وحماية الجنوب من الأطماع الصهيونية، لذلك على الحالمين أن يستفيقوا قبل الصفعه التي لن تجعلهم يغفون مدى الحياة،

بيروت في،،
19/1/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى