فرصة العرب التاريخية …!
بتاريخ ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٥، تم تتويج دونالد ترامب رئيساً للإدارة الأميركية، وانتهاء ولاية جو بايدن، فما كان منه أن توجه للعالم بصفته امبراطوراً للكرة الارضية والكواكب والنجوم، واضعاً خريطة طريق لولايته، ومعبّراً عن طموحاته بدءاً من الحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأميركية. وبكل وقاحة أعلن عن ضم كندا والمريخ وجزيرة غرينلاند وخليج المكسيك على سبيل المثال وفرض ضرائب بكل الاتجاهات….!
واللافت في المنطقة العربية والإسلامية هو إفراغ غزة من أهلها ونشرهم هنا وهناك، بدلاً من إعادتهم إلى مدنهم وبلدانهم وقراهم، واستملاكها وتحويلها الى ريفييرا سياحية، وطرد قسم منهم إلى مصر، والضفة إلى الأردن،
وتحدث بثقة عالية، أنه لن يقطع المساعدات عنهما…!
وإذ بزعيم ربيبته نتن ياهو يسارع إلى اقتناص الخبر ويدعو السعودية إلى تبني الشعب الفلسطيني بمجمله وإقامة دولة فلسطينية على أراضيها الواسعة، وهي صاحبة مبادرة إقامة دولتين على أرض فلسطين في القمة العربية التي عقدت في بيروت سنة ٢٠٠٢، وتربط التطبيع مع العدو بالطرح المنوه أعلاه رغم التطبيع الضمني والعلني عبر تقديم المساعدات وتبادل الزيارات بين الصهاينة وأبناء الخليج على مختلف المستويات…!
ينهض مما تقدم، أن المنطقة على شفير انهيار وتفكك وتفتت ما لم يستيقظ الحكام والحكومات والأنظمة لمواجهة هذه الهجمة، وعليهم الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية للانتفاض على واشنطن والوقوف صفاً واحداً وسداً منيعاً، ورفض السياسة الأميركية وفرض أمر واقع بوقف التطبيع وإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع العدو وإقفال السفارات الأميركية في عواصم العرب والمسلمين، وتناسي الخلافات فيما بينهم، وإلا حقق ترامب أحلامه المستحيلة…!
وبناءً عليه تطرح تساؤلات منها:
١- هل يستفيد العرب من هذه الفرصة التاريخية أم ينفذ ترامب مشاريعه؟
٢- هل ترفض مصر والاردن والسعودية أوامر ترامب ونتن ياهو؟
٣- ما هو دور الأمتين العربية والإسلامية؟
د. نزيه منصور