كم نحن مشوهين…!
عندما ارتكب الاسد الاب مجز.رة حماه مطلع ثمانينات القرن الماضي ذهب ضحيتها في يومين ١٢٠٠٠ ضحية وفق تقديرات السلطة، و٢٠ الفا وفق تقديرات الحياديين، و٤٠ ألفا وفق اقوال المبالغين.
اسوق ذلك بمعزل عن مسؤولية الطليعة المقاتلة التي اوجدت الذرائع للاسد، لكن مسؤولية الدولة هي الاكبر دون شك او نقاش لان من وظائفها حماية مواطنيها لاقتلهم.
بالامس، قدر عدد ضحايا مجا.زر الساحل، على يد سلطة احمد الشرع وبذريعة مطاردة حفنة متمردين، بنحو ١٠ الاف ضحية حتى اللحظة، تمت خلال يومين، باعترافات بعض مرتكبيها عبر فيدهوات هم نشروها. والارقام الحقيقية لم تتكشف بعد.
ثمة فارق بين المجزرتين، لمسته في تعاطف بعض مثقفي المسلمين العلويين مع ماجرى في حماه سنتذاك، وقد دفعوا ثمن تعاطفهم سنينا من عمرهم قضوها في سجون الاسد الاب.
اما مع مجا.زر الساحل كان تعاطف المسلمين السنة، واعني المثقفين، خجولا وبعضهم مخجلا.
في حماه، كان تجييش السلطة للشارع حكرا بيدها، اما في الساحل فالتجييش تخطى السلطة الى الشاع ذاته الذي بارك وانتخى على مساحة الجغرافية السورية، فالدنيا شهر رمضان وثواب قتل المختلف اقرب الطرق الى الجنة.
في مجز؟رة حماه كان للاسد شركاء من مختلف مكونات الشعب السوري وغالبيتهم مسؤولين سنة،.
اما في مجزرة الساحل فالمرتكبون كلهم من طيف واحد.
سبق مجز.رة حماه جرا.ئم نفذها الاخوان او الطليعة ضد العلويين حصرا او مسؤولين في سلطة الاسد.
سبق مجز.رة الساحل استفزازات قتل وخطف على العلويين بعلم السلطة الحالية وربما مباركتها.
ادرك فوارق تتطور الاتصال بين زمني المجزرتين.
اخيرا، ثمة حقيقة مؤلمة ومؤسفة ولابد من قولها كي ابين كم نحن مشوهين ومرضى:
الكيا.ن في حرب طو.فان الا.قصى، لم يقتل خلال يومين مائة فلسطيني او مائتين، وجميعنا نسارع لادانته! فيما قتلنا نحن من بعضنا خلال يومين ما يحتاج هو الى شهر فيه!
يالهي! ألي هذه الدرجة نكره بعضنا ونكذب على بعضنا؟!
هل من طريقة كي نعيش فيها مواطنين اصحاء واسوياء غير الانكار والتكاذب؟!
حبذا ان نجدا حلا بعيدا عن التكاذب والتقاتل.. ارجوكم ارجوكم جميعا. والاصح جميعنا، اوجدوا حلا غير القتل ورائحة الدم.