لبنان أم لبنانات…!
تتنازعني أفكار وهواجس، تكاد تمحو كل ما نشأنا عليه وتعلمناه من الأهل والمدرسة وما درسناه في كتب التربية والتاريخ، وقد توّجتُه بدراسة الحقوق في الجامعة اللبنانية، حيث كانت مادة القانون الدستوري تضع قواعد الدولة ومندرجاتها وسلطاتها وتتحدث عن وطن واحد وشعب واحد، والسيادة والاستقلال والحقوق والواجبات والمساواة بين الناس، واقتنعتُ أن الدستور اللبناني يشكل العامود الفقري والهيكل الذي تتشعب وتتولد منه القوانين والمراسيم والقرارات والمذكّرات والحساب والعقاب، وقد توقفتُ عند قانون العقوبات الذي اعتبر أن الجرائم الكبرى التي ترتكب بحق الوطن والمواطن والدولة بكل تفاصيلها تكمن في التعامل مع العدو، ووصفها بالخيانة العظمى والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام….!
وبالعودة إلى الواقع، في ما يُعرف بلبنان، شتان ما بين النص والمنصوص، فلكل لبنانه ولكل عدوه، فما هو عدو لفريق تجده صديق لآخر. كل منطقة لها علمها وحزبها وزعيمها وعلاقاتها الإقليمية والدولية، وتكاد تشعر أنك تعيش في بلد اتحاد فدرالي له جيش رمزي شعاره البريستيج، وقد اعترف وأقرّ بهذا وزير الدفاع وهو عميد متقاعد ومن أهل البيت…!
وقس على ذلك من الوزراء الذين يمارسون السلطة بكم من المستشارين، متجاهلين الكوادر الإدارية والفنية والمالية ومجالس ملية هنا وهناك تفوح منها روائح الفساد….!
ينهض مما تقدم، أن لا لبنان بل لبنانات ولكل واحد جغرافيته وإدارته وقيادته وسياسته الخارجية وتوزيعاته الزبائنية وكل تفاصيلها، وأسوأ ما فيه من يحرض العدو على من روت دماؤهم أرض لبنان. الحلم لبنان السيادة، لبنان لكل أبنائه، لبنان الواحد في كل تفاصيله، لبنان المحصن بقواه الذاتية، لا بالأوامر من عوكر ولا من خلف البحار…!
بناءً عليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- كم لبنان على ١٠٤٥٢ كلم مربع؟
٢- هل نحن أمام مستقبل صومالي- سوداني؟
٣-من المستفيد من هذا التشرذم؟
٤- من وراء ما نحن عليه؟
د. نزيه منصور