دقت ساعة الصفر…!
أنجز الشعب الإيراني جمهورية إسلامية تعتمد القرآن مرجعاً في صياغة دستور غير مسبوق، وبنت عليه جميع التشريعات على اختلافها من قوانين ومراسيم وقرارات وانتهجت نهجاً علوياً إمامياً في السلوك والممارسة، ورسخت ولاية الفقيه في النقض والفسخ في المواقف والقرارات الاستراتيجية ووضعت تحرير فلسطين هدفاً واجب تحقيقه حيث دعمت حركات جها.دية في الإقليم، وعليه كان المحور ووحدة الساحات، وواجهت الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة التي شرعت القوانين وفرضت حصاراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً على إيران، ورغم ذلك، رفضت رفع الراية البيضاء، مع تقدم طهران على كل الصعد ولاسيما في مجال الطاقة النووية السلمية….!
مع فجر يوم الجمعة الموافق في ١٣ حزيران ٢٠٢٥، شنّ الكيان الصهيوني عدواناً إرهابياً بثلاثمئة غارة حربية أصابت قادة ومدنيين بدعم أميركي، وجاء ذلك على لسان ترامب وقرينه نتن ياهو، مما أثار ذعراً في الإقليم والعالم، فصدرت بيانات الإدانة من هنا وهناك وخاصة من مجموعة مجلس التعاون في الخليج. وتفرغت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لمتابعة الحدث وشغلت الشاشات والاذاعات بالمحللين والخبراء وقراء الفناجين وكل يفسر ويحدد الرابح والخاسر وفقاً لما يشتهي ويريد منهم بأجر ومنهم تطوع حباً، والبعض الآخر كُرهاً، حتى وصل الأمر بالبعض إلى حسم الحرب على قاعدة: الضربة لمن سبق…!
ولنا من العبر في التاريخ ما يدحض ذلك، والأقرب قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ومساحته ٢٦٥ كلم مربع، حتى تاريخه عجز العدو عن حسم المعركة..!
ينهض مما تقدم، أن ايران أصيبت بضربات مؤلمة ذهب ضحيتها قادة كبار من العسكريين والعلماء وتدمير وقتل مدنيين وبكل أعصاب باردة ملأت الشغور وخاطبت العالم أنها لن تتراجع عن أهدافها وأن الرد آتٍ عاجلاً وليس آجلاً، وأن الزمن لم ينتهِ ويضع ايران أمام فرصة تاريخية في تنفيذ أهدافها تجاه العدو الذي يحلم بإقامة شرق أوسط جديد بزعامة الصهاينة. وطهران أمام خيارين لا ثالث لهما:
١- رفع الراية البيضاء والاستسلام لواشنطن وبلطجيتها
٢- المواجهة وإفشال مشروع الشرق الأوسط الصهيوني وتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية
وبذلك تكون ساعة الصفر قد دقت والبوصلة اولاً وأخيراً فلسطين ….
وعليه تثار أسئلة عدة منها:
١- هل تتجه المنطقة إلى حرب مفتوحة تحدد مستقبل الإقليم؟
٢- هل العدوان الصهيوني على الجمهورية الاسلامية هو فرصة تاريخية يمهد لانتهاء الكيان؟
٣- هل تحقق طهران ما سبق وأعلنت عنه بقرب انتهاء الكيان على أيدي المؤمنين؟
٤- ما هو موقف أنظمة التطبيع وموقف شعوبها تجاه ما يحدث؟
د. نزيه منصور