الشيعة بيضة القبان…!
أثبتت الطائفة الشيعية أنها رحى الوطن وحصنه الحصين وسده المنيع مع كل استحقاق وطني، رغم الإساءات والاتهامات والتهديدات، ولنا في الاستحقاق الرئاسي والوزاري والبلدي شهود حية حيث فشلت كل المراهنات المحلية والخارجية في الحؤول دون وصول جوزيف عون إلى بعبدا وملء الفراغ الرئاسي، لأن من سار معه بضغط أميركي لم يكن يتوقع تبنيه من الثنائي، وبالتالي يحققون ما يريدون من دون غضب الأميركي وأتباعه. فقد تم التفاهم معه على آلية العمل وتدوير الزوايا في كل الملفات، ومنذ انتخاب عون صارت الأمور على ما يرام. وفي الاستحقاق الحكومي كان التعاون واضحاً وجلياً من خلال اختيار أعضاء الحكومة من الطائفة الكريمة بمعايير دقيقة، وكذلك الأمر في البيان الوزاري حتى نيل الثقة…!
وما يجري الآن من استحقاق بلدي وخاصة في العاصمة بيروت وعقدة التمثيل المسيحي بين أكثرية مسلمة وأقلية مسيحية من الناخبين وموضوع المناصفة…!
لحفظ التوازن يجهد الثنائي لتحقيق المناصفة، رغم الهامش الواسع مع قوى مسيحية تخاصم وتشهّر بالمقا.ومة وسلاحها وتتناغم مع توجهات العدو، مع ذلك تتعالى عن الأحقاد والخلافات السياسية وتكرس الوحدة الوطنية وخاصة في العاصمة بيروت..!
راهن البعض على فك اللحمة بين المقا.ومة وأهلها من خلال الاستحقاق البلدي والاختياري، وإذ بنتائج الانتخابات تسقط الرهانات وتؤكد أكثر من أي وقت مضى أن الوفاء لدماء الشهد.اء يضاعف من التمسك بالوحدة في مواجهة العواصف والرياح، أياً يكن مصدرها، وأن معظم البلديات فازت من دون منافسة، بينما على الجانب الاخر تناحرت الأحزاب والعائلات وتحالف الضد مع الضد وتفرّق الأنصار مع الأنصار والحليف مع الحليف وقس على على مختلف الساحات….!
ينهض مما تقدم، أن الطائفة الشيعية وطنية بامتياز، وأن الحرب العدوانية التي شنّها العدو وقصفه لمختلف المناطق التي كانوا يتواجدون فيها وطالت عائلات وأشخاصاً لم تلوِ ذراعها، بل خرجت أكثر قوة، وأكدت أنها الدرع الواقي والحصن الحصين لنسيج الوطني اللبناني عند كل استحقاق، من دون مِنّة ولا جميلة من أحد،
فهذا الأمر من المسلمات والبديهيات في الفكر الإسلامي والأنبياء والرسل والائمة الأطهار من الإيمان والارادة والتضحية..!
وعليه تثار تساؤلات عديدة منها:
١- ما سر هذه الطائفة؟
٢- لماذا يُشهر البعض سلاح الخصومة؟
٣- هل سقط الرهان على فصل البيئة عن المقا.ومة؟
٤- هل أصابت أم أخطأت في تبني جوزيف عون وتأييد الحكومة؟
د. نزيه منصور