صراع الأيديولوجيا والتكنولوجيا…!
عرف النصف الأول من القرن الماضي حتى ما قبل القرن الواحد والعشرين، حضور الفكر الأيديولوجي خاصة الفكر القومي والأممي والديني، ونشأت منظمات وأحزاب هنا وهناك استقطبت عنصر الشباب والشابات. وما كاد ينتهي القرن العشرين في العقد الأخير، حتى بدأت التكنولوجيا تطل برأسها في تطور هائل، فجهاز الكمبيوتر الذي كان حجمه ضخماً جداً تحوّل إلى محفظة، ووسائل التواصل بدءاً من الخليوي وأخواته تطوّرت، حيث سيطرت التكنولوجيا وأزالت الحواجز بين الأفراد والجماعات وسهّلت المعاملات وألغت التعقيدات الإدارية في مختلف دول العالم باستثناء العالم المتخلف، وحدّت من الفساد وضاعفت التواصل الاجتماعي والعملي، وقصّرت المسافات وحجّمت من استخدام الورق وتحوّل العالم إلى جهاز لا تتجاوز مساحته مساحة الكف الواحد ….!
ينهض مما تقدم، أن الأيديولوجيا تراجعت وتقدمت التكنولوجيا على الساحة الدولية، وكادت تتحكم في الأيديولوجيا وتحركها وفقاً لمصالحها، وفرّعتها إلى تنظيمات وعصابات تتناحر فيما بينها وفقاً لإرادة التكنولوجيا، حتى برز الذكاء الاصطناعي كلاعب أول في كل المجالات وتعطل الفكر البشري الذي اعتمد التقنية في كل صغيرة وكبيرة، كل ذلك حصل في أقل من ثلاثة عقود….!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- هل انتهى عهد الأيديولوجيا إلى غير رجعة؟
٢- إلى أين يتجه العالم في ظل هيمنة التكنولوجيا؟
٣- هل يمكن المزج بينهما وإيجاد حالة توازن تخدم البشرية؟
٤- ماذا حقق الفكر الايديولوجي للإنسانية؟
د. نزيه منصور