بين أورتاغوس وتوماس براك السياسة واحدة
بقلم الكاتب نضال عيسى
غريب أمر اللبنانيين الذين يصبحون خبراء عند كل حدث. ومحللين عند تعيين مبعوث جديد دون الرجوع للأرشيف؟
لقد فرشوا الأرض زهوراً لأستقبال ملكة جمال البرتقال مورتان أورتاغوس مهللين لجمالها الخارجي وغير مدركين لحقدها الداخلي الذي تلائم مع مَن يقف بوجه المقاومة فرأى فيها (المخلص) من سلاح الحزب وبدأت فرق (تمسيح الجوخ) بتسليمها التقارير عن واقع لبنان المأزوم نتيجة وجود المقاومة (من وجهة نظرهم طبعا”)
استكمالا” للأنبطاح أكثر امام الإدارة الأميركية الجديدة
ما زاد من حماستها الحاقدة وخرجت عن أصول الدبلوماسية وعبرت عن دفاعها لإسرائيل بوقاحة، فقط لأنها رأت هؤلاء اللبنانيين الذين أستقبلوها قد عبدوا الطريق أمامها فكانت مهمتها أكثر سهولة نتيجة تخاذلهم بحق مَن يفترض أن يكونوا أبناء بلدهم؟
فأخرجت للعلن ما كان يجب وحسب تعليمات إدارتها أن يكون سريا” ما يحصل عند لقاء المعارضين للمقاومة ظنا” منها بأنهم يستطيعوا تغيير الواقع خصوصا” بعد وقف إطلاق النار، فكانت النتيجة فشل دبلوماسي كبير لها وفضيحة أكبر للقوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع الذي كان (عراب) التحريض على الثنائي الوطني أمامها ومن خلال الأبواق التي يطلقها على القنوات الإعلامية.
لقد تأكدت الإدارة الأميركية فشل مبعوثتها للبنان وقررت أستبدالها بعد اللقاء الثاني مع خصوم حزب الله في لبنان وتصريحها الشهير وحملة الترحيب بكلامها من قبل القوات وفريقهم، ولكن عندما حدد اللقاء مع دولة الرئيس نبيه بري وضع النقاط على الحروف وخرجت من عين التينة مدركة بأن لبنان لديه مقاومة عسكرية ومقاومة سياسية وحاضنة شعبية لا يمكن لأي دولة التأثير عليها
فقررت الإدارة الأميركية تغيير أورتاغوس وتعيين البديل؟
وهنا على مَن كان يهلل لها أن ينتبه جيدا” وعلى المؤيدين للمقاومة أيضا” أن لا يفرحوا كثيرا” فالبديل لا يقل حقدا” عنها وهو يملك الخبرة الدبلوماسية والحنكة في هذا المجال وبالتالي هو ينفذ تعليمات إدارته المؤيدة بشكل كامل للعدو الإسرائيلي
فالبديل (توماس براك) هو صديق شخصي للرئيس الأميركي ترامب وهو السفير الأميركي لدى تركيا وهو المبعوث الخاص لسورية.
من هنا يجب أن نعلم بأنه يملك معلومات كبيرة عن الشرق الأوسط وبالتالي هو يفاوض بشكل مباشر الإدارة السورية الجديدة وهذا يكفي لنعلم حجم الحقد الذي يملكه تجاه المقاومة
وفي كل الحالتين لا نستطيع إلا أن نصف مَن يقف مع الإدارة الاميركية في مطالبها بنزع سلاح المقاومة إلا بفاقدي الكرامة فهم أنفسهم الذين يفرشون الورود أمام مَن يكون مبعوثا” أميركيا للبنان ويعتبرون أنفسهم سياديين
كانوا ينحنون أمام غازي كنعان
وقال سيادة قال….
نضال عيسى