لمصلحة من وقف إطلاق النار….؟
مضى أربعة أيام على العدوان الأميركي- الصهيوني على الجمهورية الإسلامية، والتي يحاول ترامب التملص منها فيطرح نفسه وسيطاً ويدعو إلى وقف إطلاق النار والجلوس على الطاولة وإقامة السلام بين الحق والباطل بصفته قاضياً عادلاً ونزيهاً…!
وتعزف عواصم الغرب معزوفة وقف إطلاق ومعارضة حصول إيران على سلاح نووي، وهي تعلم علم اليقين أنها لم ولن تفكر في ذلك، وإلا لحصلت عليه مع توفر الإمكانيات العلمية والتقنية والمادية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد رغم تشكيك منظمة الطاقة الذرية والتي تخضع للإملاءات الأميركية…!
تحاول الإدارة الأميركية وقف إطلاق النار وفقاً لشروطها على قاعدة أن ايران خسرت الحرب، وعليه أن تقبل وتوافق على ما رفضته طيلة السنوات المنصرمة، ولكن ما لم توافق قبل الحرب لا يمكن أن تقبله تحت النار…!
إن إصرار الإدارة الأميركية على ذلك، يؤكد أنها تورطت في حرب راهنت فيها على إسقاط النظام من خلال العملاء والخونة والخروقات في الداخل الإيراني كما فعلت في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها في مختلف القارات والدول والحكومات، فتاريخ الولايات المتحدة يغص بإشعال الفتن والأزمات…!
خمسة عقود متواصلة وطهران تواجه وتُفشل كل محاولات تغيير النظام الذي لم يتبع ولم يركع ولم يسجد الا لله سبحانه وتعالى ولا يستقوي الا بقدراته الذاتية وحضانة شعبه المؤمن والذي يرضى بالتضحية في سبيل الله ولا يبالي بالموت، فهو يتخذ من واقعة كربلاء واستشهاد الامام الحسين بن علي وأولاده واصحابه عليهم السلام نموذجاً ومنارة يُحتذى بها….!
ينهض مما تقدم، أن وقف إطلاق وفقاً للوقائع والمعطيات في الميدان ليس لمصلحة الشعب الإيراني ولا لنظامه المتمثل بولاية الفقيه، الذي يشكل نموذجاً غير مسبوق في تاريخ الأمم حيث أصبح محط أنظار العالم في تشكل عالم جديد والحد من هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على المجتمع الدولي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وقانونياً….!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- لمصلحة من وقف إطلاق النار ؟
٢- هل تتجرع طهران السم كما حصل في الحرب العراقية الإيرانية بعد ثماني سنوات والآن بضعة أيام؟
٣- لماذا تصر واشنطن على وقف إطلاق النار ؟
٤- هل تخشى إدارة ترامب من تورطها المباشر من استمرار الحرب واشباع شهية نتن ياهو؟
د. نزيه منصور