لعرب والمسلمون بين الحدين….!
يتنافس كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأميركيين على إدارة العالم عملياً وعلى إدارة الولايات المتحدة رسمياً، ممثّلين بكل من المرشحة كامالا هاريس ودونالد ترامب، وكلاهما مارسا السلطة وشاركا باتخاذ القرارات، الأولى بصفتها نائب الرئيس ورئيس مجلس الشيوخ الأميركي، والثاني رئيس أسبق للولايات المتحدة…!
إذاً نحن أمام مرشحين لهما تاريخهما في أزمة تُعرف بأزمة الشرق الأوسط وهي نشأت في ١٩٤٨ وبلغت الربع الأخير من العقد الثامن، والتي تتقاذفها الحروب والويلات والتفكك والصراعات، بسبب مؤامرة أميركية- بريطانية من خلال زرع هذا الكيان الصهيوني ليشكل قاعدة إرهابية تمارس البلطجة والقتل والترهيب والتهجير والتدمير. وما نشهده على عشرة أشهر من الإبادة الجماعية خير شاهد ناطق على ذلك، ولا يحتاج إلى بحث وتدقيق وتمحيص، وبدعم أميركي غربي عسكرياً ومادياً وسياسياً مع رش بعض الكلمات المعسولة وممجوجة بالحديث عن إقامة دولتين، والتي تحوّلت إلى أكذوبة القرنين العشرين والواحد والعشرين…!
في ظل التنافس بين الحزبين والمرشحين على أصوات الناخبين وخاصة الأميركيين من أصول عربية وإسلامية والتي ترجح كفة هذا الفريق أو ذاك، يبقى هؤلاء في حيرة من أمرهم وهم الأدرى والأعلم بتاريخ وماضي كل منهما من القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين التاريخية والتي عاشت على أمل تنفيذ القانون الدولي، والبكاء أمام حائط مجلس الأمن الذي تستخدمه القوى العظمى كأداة في تحقيق مصالحها واستراتيجياتها. ولولا السابع من أكتوبر الذي أعاد فلسطين إلى دائرة الضوء وحرك الضمير العالمي رغم تداعياته الكارثية على البشر والحجر، ولكن إرادة القوى الحيّة في المحور ووحدة الساحات هي الأقوى، لكانت دفنت إلى غير رجعة…!
وعليه ندعو الناخبين من المؤيدين من العرب والمسلمين وغيرهم من أحرار العالم إلى توحيد صفوفهم ولو بالصوت، ودفع أي من المرشحين لاتخاذ موقف علني واضح وصريح تجاه قضية فلسطين ليُبنى عليه قرار التأييد أو الامتناع، وهذه فرصة لا تحصل كل يوم، والاستفادة من المظاهرات التي حاصرت الكونغرس الأميركي ونددت بنتن ياهو ومن يدعمه، وهذا بدوره يساهم في الإنقاذ والتعجيل في وقف الحرب على قطاع غزة ويؤسس لمستقبل يخدم الأمم وليس فلسطين وحدها…!
بناءً على ما تقدم، تطرح تساؤلات عديدة منها:
١- ما الفرق بين الحزبين في موقفهما من فلسطين؟
٢- هل يتوحد الصوت العربي والإسلامي وأحرار اميركا تجاه الاستحقاق؟
٣- مَن مِن المرشحين يستطيع الخروج عن المسار الاميركي- الصهيوني؟
د. نزيه منصور