محور المقاومة ينتصر و سيعيد ترتيب أوضاع المنطقة
كتب /سعيد فارس السعيد :
مع كل محاولات قوى الشر والعدوان لفرض قواعد اشتباك ومحاولاتها بالترهيب والترغيب والكذب والخداع والتضليل لاقناع القوى الاقليمية بتلك القواعد ..
بهدف الحفاظ على أمن الكيان الاسرائيلي وفرض نفوذه وهيبته بالمنطقة على انه يدافع عن نفسه وانه القوة الضاربة المتفوقة على كل القوى الاقليمية وان الكيان الاسرائيلي كما اراد القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية يريد ايضا القضاء على المقاومة في لبنان لان حزب المقاومة هو حزب ارهابي حسب التصنيف الامريكي
وان الكيان الاسرائيلي يقوم بقتل قادة الارهاب وتدمير منشآته ومقراته ..
وحيث ان هكذا ادعاءات صهيوأمريكية يتبناها الاعلام الامريكي والاوروبي ويضلل بها الرأي العام
فآن قوى الشر والعدوان المتمثلة بأمريكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا وغيرها من انظمة ودول العالم المتحالفة معهم الى الآن لايريدون الا ان يكونوا في قمة الانحطاط الاخلاقي والانساني .
ولايريدون ان يكونوا الا قوى ظالمة لحق وحقوق الشعوب والامم الاخرى .
ولايريدون ان يكونوا سوى القوى الوحيدة المهمينة والمسيطرة على العالم وثرواته بالظلم والاستبداد وارتكاب الجرائم والابادات الجماعية ضد الامم والشعوب الاخرى منذ اكثر من قرن الى الآن ..
ولكن مع وجود قوى اخرى تتمسك بالقيم الانسانية والاخلاقية وبمبادئ القانون الدولي وتسعى لمنح الشعوب والامم لحقها وحقوقها متل روسيا والصين ايران
فإن تلك القوى العدوانية تعمل وبكل الطرق والاساليب لعدم تمكين القوى التي تدافع عن الحق والقيم الانسانية من ان يكون لها اي نفوذ بالعالم .
مما ولد صراعا ت حادة بين جبهات الحق وجبهات الباطل في عدة مناطق من العالم منها منطقة شرق آسيا ومنطقة الشرق الاوسط .
حسم تلك الصراعات وانتصار أية قوى على قوى اخرى سيخلق واقعا جديدا وتعدد الاقطاب بالعالم ، بحيث لم تعد قوى الشر والعدوان الصهيوامريكية الغربية هي المسيطرة والمهيمنة على العالم ومقدراته وثرواته ..
انطلاقا من ذلك ومنذ حرب تموز عام ٢٠٠٤ الى الآن والمقاومة الوطنية اللبنانية قد درست وهيأت وحصنت نفسها لكل احتمالات الحرب والمواجهة مع العدو الصهيوني وحلفائه وشركائه من قوى الشر والعدوان .
وباتت تمتلك كل انواع القوة لمواجهة اي تطور للمعارك مع العدو .
اضافة الى انها ستكون واعية جدا لكسب تأييد الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي لها من خلال التزامها بالمبادئ الانسانية في الحرب بغض النظر ان معظم اليهود هم صهاينة ومعظمهم يحاربون بشكل او بآخر بصفوف جيش الاحتلال الاسرائيلي .
والمقاومة الوطنية اللبنانية تعرف وتدرك جيدا بأن معركتها الآن طويلة مع العدو ، وقد وضعت بحساباتها الدقيقة بأنها ( “قد” ) تبقى لوحدها في مواجهة العدو ،
وان العدو قوي وغدار ويستعمل القوة المفرطة بعدوانه والتي لا يتقيد باستعمالها بأية قوانين دولية او اعراف انسانية ..
كما ان المقاومة وضعت بأولوية عملها للمواجهة احتمالات كثيرة..
اهمهما بأنها ستواجه الضغوطات العسكرية والسياسية والاعلامية من كل قوى الشر والعدوان بالعالم التي تدعم الكيان الاسرائيلي
لذلك قررت المقاومة بألا تطلب من حلفائها أواشقائها اية مساعدات وتترك لهم خياراتهم التي تتناسب مع اوضاعهم حتى ولو ذهبوا الى اية تفاهمات او اتفاقيات مع القوى العالمية لخدمة مصالحهم.
لان المقاومة الوطنية اللبنانية واثقة من نفسها وقدراتها هي ايضا واثقة من حلفائها واشقائها .
وايضا فإن المقاومة أعدت العدة وهيأت نفسها جيدا بأن هذه المعركة هي معركة وجود ومصير لها و لكل الاطراف المعادية .
فهي لن تكون مستعجلة بشيئ وهي ستواجه العدو خطوة بخطوة واي تصعيد بتصعيد أكبر وبما يتناسب مع الساعة ومع اللحظة باللحظة بالمواجهة والحرب .
وهي بذلك استطاعت الى الان من تحقيق انتصارات كثيرة :
١/ يتم يوميا ازدياد عدد النازحين الاسرائيليين من شمال فلسطين .
٢/ استهداف وتدمير عشرات القواعد العسكرية الاستراتيجية الهامة للكيان الاسرائيلي في شمال فلسطين .
وفي صباح يوم / ٢٥/ ٩/ ٢٠٢٤
حققت المقاومة اللبنانية تحولا استراتيجيا ونصرا نوعيا ومتميزا وهاما جدا ولأول مرة يتم فيها ضرب عمق عاصمة الكيان باستهدافها المقر الرئيس لقيادة الموساد الاسرائيلي في وسط ( يافا ، تل ابيب )
٣/ استهداف وتدمير وتعطيل معظم قواعد الرصد والردارات التي تنبه القبة الحديدية الصاروخية الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة .
٤/ استطاعت المقاومة ان توسع دائرة ومدى الاستهداف الى مابعد حيفا بعدما قامت بتعطيل ردارات الرصد للقبة الحديدية من اعتراض صواريخ المقاومة .
٥/ يزداد عدد المغادرين اليهود من فلسطين يوميا وقرارهم بعدم العودة لانهم قاموا بتهريب واخراج كل اموالهم ومدخراتهم ..
٦/ تعطلت وتوقفت عمليات الانتاج الصناعي والزراعي بمعظم مؤسسات العدو في فلسطين المحتلة .
٧/ اعمال وعمليات المقاومة اللبنانية نتج عنها بأن الكيان الاسرائيلي لم يعد القوة التي تضمن استمرار المصالح الامريكية والغربية وتحميها .
٨/ انكشف القناع والتضليل للرأي العام العالمي بأن العرب هم دائما يقومون بالاعتداء على
( اسرائيل المسالمة والتي تتعرض للابادة ..)
فيما ” اسرائيل ” بحرب غزة وبحربها على لبنان هي التي تقوم بالعدوان وتمارس كل اشكال وانواع الابادات الجماعية ..)
٩/ باتت النخب الاقتصادية والشركات الكبرى في امريكا واوروبة تعرف جيدا بأن الكيان الاسرائيلي وقادته يقومون بابتزازهم واستغلالهم من اجل مصالحهم ومصالح اليهود الصهاينة خارج الكيان وليس من اجل حماية مصالح تلك الشركات والنخب الاقتصادية في اوروبة وامريكا .
امام هذا المشهد فإن قوى الشر والعدوان تريد فرض معادلة اشتباك جديدة بالمنطقة مابين الكيان الاسرائيلي وقوى المقاومة ويحاولون بالترهيب والترغيب اقناع القوى الإقليمية بها.
وذلك للحفاظ على امن الكيان الاسرائيلي ووجوده
حيث أن القوى الكبرى التي تدعم وتشارك الكيان الاسرائيلي تحاول اقناع القوى الاقليمية بأن كل منهم سيدعموا طرفا من اطراف الصراع بدون ان يتدخل أيا منهم ميدانيا بشكل مباشر مع اي طرف .
وهذا ما لمسناه وما قرأناه منذ قرابة الشهر
الى الآن من خلال التصريحات الأمريكية والاوروبية
بحيث أن أمريكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا ومعهم بعض الأنظمة العربية سيستمرون بدعم الكيان الاسرائيلي بكل اشكال الدعم ماليا وبالعتاد المتطور واعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا ولدى كل الهيئات والمنظمات الدولية ولكن بدون ان يتدخلوا بشكل مباشر وميدانيا في الحرب .
وتحاول تلك القوى الداعمة للكيان الاسرائيلي ان تقنع القوى الكبرى ( روسيا والصين وايران وتركيا ومصر وغيرها ) بألا تتدخل بشكل ميداني ومباشر مع المقاومة
لذلك لايستطيع الكيان الإسرائيلي أن يقدم على ما أقدم عليه من عدوان على لبنان ، لولا انه متأكد تماما وبشكل عملي من استمرار الدعم والتعاون الأمريكي والاوروبي له اضافة الى ضمان دعمه التام من قبل كل حلفاء امريكا بالمنطقة .
وكذلك فإن الكيان الاسرائيلي لايمكن ان يقوم بهكذا عدوان وهكذا جرائم في لبنان لو أنه غير متأكد تماما من أن ايران ومصر وتركيا لن يتدخلوا بشكل قوي ومباشر بالحرب .
تلك الامور جعلت المنطقة الآن أمام الخيارات التالية :
١/حرب واسعة ومفتوحة بكل الاتجاهات مابين قوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعدو الاسرائيلي وقد تتطور لتشمل كل دول وقوى المحور والمنطقة .
٢/ من المتوقع جدا وللضغط على المقاومة اللبنانية وللقبول بالشروط الاسرائيلية بوقف جبهة الاسناد للمقاومة الفلسطينية ولتمكين المستوطنين الصهاينة للعودة الى شمال فلسطين واحداث منطقة عازلة شمال نهر الليطاني..
ان يقوم الكيان الاسرائيلي بتوسيع عدوانه واستهدافه لكل المدن اللبنانية بحجة تواجد مستودعات اسلحة للمقاومة او شخصيات قيادية للمقاومة . .
٣/ لن تتوقف الحرب الاسرائيلية على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان قبل ٤٥ يوما لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية .
٤/سيستمر العدو الاسرائيلي باستهداف مواقع يدعي انها مواقع عسكرية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية واليمنية .
بدعم لامحدود من قبل امريكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا وبعض الانظمة العربية .
كما ستستمر المقاومة اللبنانية من استهداف كل المواقع الهامة للكيان الاسرائيلي في العمق الفلسطيني .
وسترد على التصعيد بتصعيد أكبر وأكثر دقة لمواقع العدو الاستراتيجية
٥/ ستكون المناطق المحتلة في شمال فلسطين ( الجليل )فارغة تماما من المستوطنين ومعطلة ومدمرة كل مواقعها العسكرية .
٦/ كما ستكون حيفا شبه فارغة من المستوطنين والغالبية العظمى من المستوطنين غادروا مدينة حيفا .
٧/ الخسائر العسكرية الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة ستكون كبيرة جدا وستكون فيها كل المنشآت الخدمية والصناعية معطلة .
٨/ انتصارات المقاومة الوطنية اللبنانية على الكيان الاسرائيلي اليومية ستتابعها كل مراكز القرار العالمي وخاصة هيئات الدعم الصهيونية المنتشرة في أوروبة وامريكا
مع ازدياد عدد القتلى الاسرائيليين والخسائر العسكرية المدمرة بسكل فادح مما يخيف كل اليهود المنتشرين بالعالم ..
ومما يجبر تلك المراكز بالتوسل والطلب لوقف اطلاق النار ووقف العمليات العسكرية بين كل الاطراف .
ويكون بذلك الكيان الاسرائيلي قد وصل الى بدايات حقيقية للإنهيار والتفكك داخليا وبكل المجالات ..
٩/ لن تتوقف الحرب إلا باتفاق وتفاهمات مشتركة مابين الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا واسرائيل وقطر وتركيا ومصر؛ من جهة وبين ايران وروسيا وسورية واليمن والعراق من جهة اخرى
و مع رئاسة ايران الصلاحية الحالية ستطلب القوى العالمية من ايران ممارسة الضغط والترغيب على المقاومة اللبنانية وعلى حركات المقاومة الفلسطينية وعلى اليمن والعراق
لقبولهم بما سيتم التوصل اليه من تفاهمات وهدوء بين كل اطراف الصراع .