سورية

أسطورة المقاومة ومحورها ..!!

كتب سليم الخراط

قراءة في أسطورة المارد العربي الذي قد صبوا عليه 83 طناً من متفجرات حقدهم وكأنهم يغتالون جبلاً من الثبات والإيمان ولكنه ارتقى حياً إلى الله رغم انف الشامتين فقد كان ملاكا وسيبقى ابدا عنوان المقاومة في كل معانيها في زمن الغدر والخيانة والعهر العربي والأسلامي ..  ، لا تسقطنا ضربة والثبات موقفنا ..، حيث لا يختلف اثنان أننا أمام تحول كبير في المعركة الدائرة، وأن العدو سيحاول ألا يسمح للمقاومة بالتقاط الأنفاس وسيعتمد على الأساليب التي جرّبها في غزة وسيواصل استهداف ما تبقى من قيادات مرشحة لاستلام زمام الأمور، وقد أنتقل لاستهداف البيئة المدنية الحاضنة مباشرة ليجعل حياة الناس مستحيلة ويفرض عليهم اللجوء من مكان لآخر، وسنشهد مجازر متنقلة في الأماكن المزدحمة بالنازحين وكل أماكن الاحرار ممن تبقى من حرا ما زال من عرب الذل والعهر، لذا فإن إدارة المعركة تتطلب عملاً استثنائياً مع البيئة الحاضنة لتدعيم مقومات الصمود المادي والمعنوي لديها، فنحن اليوم للأسف، أمام حالة انهارت معها قواعد الاشتباك المعهودة، كما ان العدو يتعلم من تجاربه ويطور أساليبه وهو يخوض حربه بلا سقوف .

مقالات ذات صلة

المطلوب اليوم افشال ما يسعى العدو لتحقيقه عبر قطف ثمرة نجاحه في العمليات الأمنية التي نفذها ويبدأ ذلك، وبصورة شديدة الالحاح، بدراسة الثغرات التي أدت إلى هذا الخلل الأمني الخطير (تقنياً واستخباراتيا) .

لذلك يتعين الانتقال للمزيد من السرية في تحركات القادة ولو ادى ذلك للتضحية ببعض التقنيات التي من شأنها تسهيل إنجاز المهام التي يتعين ما أمكن لتحقيقها بذل جهود جماعية، كل من موقعه، لتعويض غياب السيد الشهيد، لما لغيابه من أثر عميق ولما كان يمثله حضوره من رمزية وحالة إلهام معنوية كبرى في مجتمع المقاومة، وحالة مُهابة ومؤثرة لدى مجتمع العدو .. .

يتعين الأخذ في الاعتبار امكان قيام العدو بعمل بري، ولو محدود لإطفاء عقدة حرب العام 2006، وعقدة بيت العنكبوت التي وسمهم بها السيد الشهيد اثر الانسحاب من لبنان عام 2000، ولعل الأفضل التواضع في بعض التحليلات والتوقعات كي لا نعطي الناس آمالاً كبيرة مصطنعة ثم نصيبهم بالخيبة، لكن دون ان يعني ذلك بث روح الهزيمة عندهم .

يجب عدم الاعتماد على نظرية الحرب الإقليمية الشاملة كمخرج، حيث يبدو ان ايران تسعى لتجنب ذلك وتحاول تجنب الدخول بالمعركة بحجج واهية، وفي الواقع هذا هو حالها، لأكثر من سبب تكشّف بعد اغتيال هنية وبعد دخول حزب الله المعركة، أهمها الخلل الأمني والاستخباراتي المبني على تقنيات يسبقنا الغرب فيها، ونحن نظن بإيران ان تخوض حرباً غير متكافئة، لأننا نحتاجها ظهيراً اوحد فلو كُسرت لا سمح الله فلن يبقى ملجأ لأي حركة تحرر في المنطقة .

للأسف بيئة العدو بامكانها احتمال المزيد من الضربات والبقاء في الملاجئ لفترة طويلة طالما ان نتنياهو يريهم إنجازات ميدانية،

وسيصعب على المقاومة إنهاء الحرب بصورة مشرفة ان لم يفهم العدو انه مضطر لذلك، وسيتوافد المبعوثون الدوليون لفرض شروط العدو التي لن تقف عند حد، ما ان تظهر اي بادرة تراجع لدى المقاومة، لا سيما فيما يتعلق بفصل الساحتين غزة ولبنان، علماً ان عدم الفصل صار بمثابة وصية للسيد الشهيد لا ينبغي التفريط بها ..!! .

لذلك فإن خيار استمرار الحرب لا مفر منه، مع ما فيه من خسائر وتضحيات جسام، لأن العدو المنتشي بضرباته المؤلمة قد ركز اليوم بين السلة والذلة ..

ولأن مدرسة الحسين (ع) تأبى علينا الذلة، فلا يبقى سوى خيار السلة، وهو طريق ذات الشوكة الذي لا يخوضه إلا الصابرون المحتسبون، وهذا ما يتعين اليوم ان نعاهد شهيدنا الكبير عليه ..

(( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ .. ))

” صدق الله العلي العظيم ” .

القادم مقاومة أن شاء الله ابشر يا سيد المقاومة فما تركتم الا اسيادا للمقاومة ..

عهد سننتصر وسننتصر .. وبالشهادة سننتصر .. بوركت يا سيد المقاومة وجعل الله طريقكم بوصلة النصر والتحرير .. .

صحح يا تاريخ ..!!، قضية فلسطين العادلة قضية أمة وشعوب العروبة والإسلام وليست قضية أنظمة تسلطت وتحكم هذه الشعوب بجيوشها وأجهزة أمنها خدمة مجانية لمحور الشر مقابل بقائها على عروشها حاكمة متسلطة على شعوبها ..

الأسطورة التي هزت الكيان الصهيوني المحتل وارعدته خوفا من مواقفه وجرأته واقلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها وعطلت كل مشاريعهم في المنطقة والشرق الأوسط وفي فلسطين خاصة ..

إننا في زمن الانذال والمنافقين .. زمن أنظمة العهر العربي والإسلامي ..!!، الفاسدون الفاسدون الفاسدون ..، خونة الاوطان والشعوب وهم كلهم مرتزقة ومجرمين ..، هم دواعش الداخل والخارج، هم في معظمهم أصحاب المصالح أثرياء اليوم أمراء وتجار الازمات اليوم على حساب الأوطان وشعوبها وثرواتها الوطنية ومواردها ..!!؟؟

فحال الفاسدين في مجتمعنا يقتلون ويعزلون ويحاربون كل شريف كي ﻻيكون شاهدا على فسادهم ..!!؟؟

النظام العالمي يسعى إلى إنهاء ما بنته واسسته بريطانيا وفرنسا في المنطقة كلها وليس بمكان دون آخر ليبقى الارتقاء لما تفرضه الولايات المتحدة الاميركية من فرضها لسياسات الخنوع والذل والعار بالقوة والترهيب تاركة لربيبتها اسرائيل الحرية في افتعال الأحداث في المنطقة بحجة الدفاع عن النفس كأداة تفرض وجودها بما تملكه وتمد به من العتاد والسلاح والتكنولوجيا لتكون في خدمتها .. .

لو وقع هجوم إرهابي جماعي مثل الذي نفذته إسرائيل في لبنان في أي دولة غربية، لكنا رأينا زعماء الغرب ومعهم الانذال المنافقين من عرب التطبيع يسيرون متشابكي الأذرع في شوارع باريس، ولقامت وسائل الإعلام الغربية بتغطية الحدث بلا توقف وبدموع، ولظل علم المملكة المتحدة في وضع نصف السارية لأسابيع، ولقامت القوات الجوية الأميركية بقصف مرتكبي الهجوم والعديد من الدول الأخرى إلى جانبها ممن تعلمون ..!! .

إن استشهاد القائد الأسطورة وسيد المقاومة الوطني والقومي العربي والإسلامي الشهيد الكبير سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله رحمه الله ..

إنها المقاومة الإسلامية ورأس حربتها حزب الله في لبنان باسنادها ودعمها لعدالة شعبنا العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة وبصمودها المستمر وتصديها للإحتلال الصهيوني ومخططاته، وأن التضحيات الكبيرة والشريفة التي قدمها حزب الله كتبت وتكتب اليوم تاريخاً جديداً ومجيدا للأمة كلها، لقد رسمه سماحة السيد الشهيد الكبير حسن نصرالله رحمه الله وقادتها ومجاهديها في محور المقاومة الذين دفعوا الأثمان الكبيرة والأرواح الطاهرة دعما لفلسطين وشعبها ومقاومته الباسلة ودفاعاً عن لبنان وسيادته الوطنية وكل المنطقة، من أجل حماية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا وأمتنا والمقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الاقصى المبارك، ولمواجهة وإفشال المخططات الصهيونية والأمريكية التي تستهدف كل شعوب ودول المنطقة .. .

لكن هذا حال الفاسدين في امتنا شركاء في قتل شعوبهم وفي قتل رموز أمتهم وهم من يعزلون ويحاربون كل شريف كي ﻻيكون شاهدا على فسادهم !!؟؟ .

يا أُختَ بغداد .. للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري قصيدة كانت ..!!، وأقول اليوم : يا أخت دمشق وب ..!!

اعذرني يا مارد الشعر الوطني القومي العربي وشمسه، فقد تحرأت على قصيدتكم لتكون الصيحة دمشقية سورية ..، وبغداد اليوم لا يؤلمها الم دمشق واعتصار فؤادها ؟.، بدمشق منارة أمة تبقى ما بقيت منارتها مضاءة كتبت مأثرها بمداد حبر دماء أحرارها وشرفائها ..، في زمن الذل والعار والعهر العربي ..، لتبقى عواصم نجوم متلألئة في رحب الواقع والحقيقة اليوم ..، أمة ذهبت في كواليس المذهبية والطائفية ..، تذبح نفسها بنفسها مختلفة على تاريخها الذي كان يوما ..، أمة جهابذة الديانات فيها أهل الفساد أكثر من عقلائها من القابضين على جمر في زمن مظلم وظالم لأمة لابد لها من أن تصحوا ..، وسترحل أنظمة عهرها وقتلتها المجرمة .. لاقول :

جللٌ مصابُك يا بيروت يبكيــنا

ياأخت دمشق ما يؤذيك يؤذينا ..

ماذا أصابك يا بيروت داميــة

والموت يخطف أهليك وأهلينا ..

عضّي على الجرح يا دمشق صابرةً

بيروت تعــــرفُ ما فيها وما فينا ..

بيروتُ تعرفُ من بالروعِ يفجــعنا

علم اليقين وكأس الموت يسقينا ..

نادي بنيكِ وقصّي بين أظهرهـم

ضفائر الطــهر أو حتى الشرايينا ..

عضّي على الجرح يادمشق واتعظي

من أحرق الأرز لن يسقي بساتينا ..!!؟؟

متى سيصحوا الضمير الوطني والقومي العربي والإسلامي ويواجه ما وصل إليه من انحطاط وازدراء كل أنظمة العهر .. .

عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع ..

عاشق الوطن ..

د. سليم الخراط

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x