رئيس أميركي أو لبناني…….!
انتهت ولاية الرئيس ميشال عون في آخر تشرين الأول ٢٠٢٢، وانعقدت جلسات نيابية عدة، رفع عتب، لانتخاب خلف، كانت محسومة النتائج قبل أن تنعقد. وصال وجال سفراء مجموعة الخمس وعقدوا لقاءات تمرير الوقت وملء الفراغ الإعلامي والإعلاني في جولات بين الكيانات اللبنانية متعددة المشارب والأهواء والتمويل والإعلام والصور وفقاً لكل منها والتي انتهت إلى ما هو مرسوم لها….!
وفجأة ومن دون مقدمات، يهرول صاحب اللاقط المغناطيسي السياسي إلى عين التينة ويعلن من على منبر رئاسة مقر رئيس المجلس أن واشنطن تريد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وأن باريس تريد سمير عساف أو زياد بارود، ولكن هي لا تخالف الإدارة الأميركية…!
ولم تمضِ ٤٨ ساعة حتى أعلنت كتلة الحزب الاشتراكي (اللقاء الديمقراطي) تبنيها ترشيح قائد الجيش جوزيف عون. واللافت أن الرجل الأول في سوريا الجولاني (أحمد الشرع) أعلن دعمه لقائد الجيش. وعلى إثر ذلك، توحد الصوت الماروني رغم التباعد فيما بينهم وما أكثرهم، بين من اعتبر ذلك تدخلاً في الموقع المسيحي الأول، وبين من طالب برئيس أكبر من الكرسي، وبين من يحلم حلم إبليس في الجنة بأن تكون فرصته التاريخية في ملء كرسي بعبدا…!
وبدوره تحدث رئيس المجلس عن دخان أبيض في التاسع من كانون الثاني أمام زواره ومن خلال الإعلام. أما صاحب الدولة والفخامة رئيس حكومة تصريف الأعمال فيسوح على باب الله طالباً العون، وآخر محطته كانت في عاصمة السلطنة العثمانية مع الخليفة أردوغان صاحب اليد الطولى في مختلف الأزمات باسم الإسلام والمسلمين والمصالح الاردوغانية مع حفظ حق نتن ياهو في زعامة الكيان المؤقت وتحت المظلة الأميركية وقبعة الدب الروسي بزعامة بوتين والعطوف على الشعب الفلسطيني…!
وبناءً على ماتقدم تنهض تساؤلات عدة منها:
١- أي رئيس نريد للبنان أميركي فرنسي روسي سعودي قطري مصري؟
٢- لماذا بادر جنبلاط إلى تبني جوزيف عون، إرضاءً لواشنطن؟
٣- هل استوعبت الكيانات المسيحية الرسالة الأميركية؟
٤- هل في التاسع من كانون الثاني سيتصاعد فعلاً الدخان الأبيض من مجلس النواب أم تبقى الحال على ما هي عليه؟
٥- هل غاب الأسد وحضر الجولاني باختيار الرئيس؟
د. نزيه منصور