• بين شام الأسد وشام الجولاني….!

    كتب د نزيه منصور

    عقب مؤتمر الطائف في سنة ١٩٨٩، تم تكليف الرئيس السوري حافظ الأسد إدارة لبنان وإنهاء وتأديب من يعصي الأوامر، فغادر من عصى ورفض الأوامر، حتى وصل الأمر بميشال عون أن خرج بقوة الجيش السوري ومن معه من الميليشيات المتناحرة، كل ذلك بدعم أميركي وعربي….!

    واليوم تحاول الإدارة الأميركية تكرار المشهد بوضع سيناريو على قاعدة اتفاق الطائف منقح، وجعل لبنان محافظة سورية تحت لواء الجولاني وصحبه، وإعادته إلى أصله التاريخي قبل اتفاقية سايكس بيكو حتى ما عُرف بمتصرفية جبل لبنان ستلتحق بإمارة الجولاني. اللافت أن المطبلين والمزمرين من أتباع الأميركان صمٌ بكمٌ لا يسمعون ولا يتكلمون…!

    ينهض مما تقدم، أن التهديد والتهويل الأميركي بضم لبنان إلى سوريا في حال لم يلبِ وينفذ الأوامر الأميركية والتخلي عن أوراق القوة التي هزمت الكيان الصهيوني خلال العقود الماضية وطردت القوات المتعددة الجنسيات في ليلة ليس فيها ضوءاً للقمر، قد نسيت أو تناست ما حلّ في الماضي والحاضر من خلال إصابة العدو في أقصى مدنه تل أبيب وحيفا وغيرها، وأن المستقبل سيشهد أن العدوان إلى زوال…!

    وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

    ١- لماذا هذا الصمت الأعمى من قبل أصحاب السيادة وحاملي راية الأرز؟

    ٢- هل تخضع الحكومة اللبنانية للإملاءات الأميركية وتعيد لبنان إلى سبعينات وثمانينات القرن الماضي ؟

    ٣- هل يتوحد اللبنانيون بمختلف فئاتهم ويواجهون التهديدات الأميركية بضم بلدهم إلى إمارة الجولاني؟

    ٤- هل تتخلى المقا.ومة عن دماء الشهد.اء إرضاء للعدو؟

    د. نزيه منصور

  • الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي 2025 بين جدولة الانسحاب وتغيير خرائط النفوذ.

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    في خضم التحولات الإقليمية المتسارعة التي أعقبت الحرب بين إسرائيل وإيران، برز مجددًا ملف الوجود الأميركي في العراق إلى الواجهة، مدفوعًا بتوازنات دقيقة بين الداخل العراقي، وضغوط إيرانية متزايدة، إشتبكت مع مصالح أميركية لا تزال ترى في العراق ساحة أساسية لاحتواء الخصوم وتثبيت نفوذها في الشرق الأوسط.

    الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد جاءَت في هذا السياق، مُحاوِلةً ترميم العلاقة بينهما، وتحديد ملامح المرحلة المقبلة، وخاصة فيما يخص جدولة الانسحاب الأميركي من الأراضي العراقية,ترتكز العلاقات بينهما منذ 2008 على “اتفاقية الإطار الاستراتيجي”،التي تنظم التعاون في المجالات الأمنية، الاقتصادية، والثقافية.لكن بعد انسحاب القوات القتالية الأميركية في 2011، ثم عودتها لمحاربة داعش في 2014، تغيرت معادلة الوجود العسكري الأميركي لتصبح أكثر تعقيدًا، خصوصًا بعد اغتيال الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس عام 2020. لأنَّ الحكومة العراقية، منذ أل 2022، تتعرض لضغوط من قوى سياسية عراقيه والفصائل المجاهدة تطالب بإخراج الأميركيين من بلاد الرافدين، فيما تسعى أطراف أخرى داخل الدولة للحفاظ على التنسيق مع واشنطن كجزء من توازن إقليمي ضروري بالنسبة لها. لذلك فإن أبرز الاتفاقات في الجولة الأخيرة هذا العام (2025) تركزت على جدولة انسحاب القوات القتالية الأميركيه حيث تم الاتفاق على جدولة تدريجية لإنسحابهم دون تحديد موعد نهائي صارم، الولايات المتحدة تؤكد أن انسحابها “مشروط بالتطورات الميدانية” واستمرار تهديد داعش كحُجَة للبقاء في العراق الذي وافق على بقاء بعض العناصر كمستشارين ومدربين،وتوسيع التعاون غير العسكري المتفق عليه بين البلدين كدعم مشاريع الطاقة الكهربائية والغاز التي تهدف لفك الارتباط التدريجي عن استيراد الطاقة من إيران،والتزام الجانب الأمريكي بمساعدة بغداد في مكافحة الفساد، والإصلاح المالي، وتعزيز الحوكمة،ودعم سيادة العراق.

    البيانات الرسمية التي صدرت أكدت التزام واشنطن بوحدة وسلامة الأراضي العراقية. ولم يتم التطرق مباشرة إلى “الحشد الشعبي”، ولكن جرى التأكيد على “حصر السلاح بيد الدولة”. في إستمرار الإصرار الأميركي إعتبار قوات الحشد الشعبي ميليشيا وليست قوة عسكرية عراقيه رسمية لكونها موالية للعتبة الحسينيه!.أجَلَت واشنطن النقاش في نقاط الخلاف الأساسيه مع بغداد ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل الفصائل المسلحة التي تعتبرها أميركا مرتبطة بإيران.وتعتبرها أنها تشكل “تهديدًا مباشرًا لمصالحها ولأمن شركائها”، بينما بغداد ترى أن الحل يجب أن يكون “عراقيًا داخليًا”. ولا دخل لأحد من خارج العراق فيه، كما تسعى بغداد لمعرفة مدة الوجود الأميركي شرق الفرات في سوريا كَون الأمر يعنيها مباشرةً،وواشنطن لا تزال ترى في وجودها في العراق بوابة للحفاظ على نفوذها في شرقي سوريا، وبغداد لا تريد توريط العراق في النزاعات الإقليمية المتعلقة بسوريا أو إيران. وللأسف أن البعض داخل الحكومة العراقية يسعى باستمرار لبقاء شراكة محدودة مع الأميركيين أي إبقاء موطئ قدم لهم في العراق للحفاظ على الدعم الأميركي الدائم دون استفزاز إيران، الأمر الذي ستستغله واشنطن لتواصل الحضور العسكري المحدود لها، مع تحوّل مهمتها إلى التدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي، لكن بقاء قوات أميركية في العراق تحت أي عنوان أو شعار سيؤدي إلى تصاعد المواجهة بين الفصائل الجهادية العراقيه والقوات الأميركية،هو للضغط على الحكومة العراقية لإخراجهم جميعاً.

    هذا السيناريو إن حصل قد يعيد الأمور إلى ما قبل سنة 2020 من توتر وانفجار سياسي وأمني كبيرين في العراق،

    إيران بدورها تعتبر أي شراكة أميركية طويلة الأمد مع العراق تهديدًا استراتيجيًا لها،قد تدفعها للضغط على الفصائل للضغط على الحكومة لتحجيم الوجود الأميركي،وتعتبر طهران أن استمرار الوجود الأميركي في العراق يعني بقاء خطوط الإمداد مفتوحة لقوات “قسد” شرق الفرات، مما يُعقّد خطط إيران وروسيا للسيطرة الكاملة على الشمال الشرقي السوري.

    أما فيما يخص لبنان فإن أي تقليص لنفوذ إيران في العراق وسوريا سيؤثر بالضرورة على حزب الله، سواء ماليًا أو لوجستيًا، وفي المقابل أي مواجهة عسكرية قد تحصل في العراق مع الأميركيين ستُستخدم ذريعة لواشنطن لتوتير جبهة الجنوب اللبناني، الأوضاع في المنطقه معقدة جداً ومتداخله بشكل كبير تحتاج الى جهود مكثفه مع التلويح بالعصا لواشنطن لكي تُخلي العراق من تواجدها العسكري واستعادة زمام المبادرة كخطوة أساسيه لإستعادة سوريا، لذلك إن الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد ليس مجرد تفاهم ثنائي، بل يُعبر عن توازنات إقليمية معقّدة، تتقاطع فيها ملفات النفوذ الإيراني، وأمن الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والمصالح الجيوسياسية الأميركية وما ستؤول إليه الأمور لاحقًا، رهن بما إذا كان العراق قادرًا على فرض رؤيته السيادية، أم سيبقى ساحة مفتوحة لتجاذبات إقليمية لا تنتهي.

     

     

  • كرم عاشوراء …!

     

    لم تكن حادثة كربلاء مجرد حدث تاريخي تسقط بمرور الزمن، أسوة بغيرها من الأحداث العالمية والحروب والثورات، تقتصر آثارها وتداعياتها في التاريخ والجغرافيا، وعلى قاعدة عفا الله عما مضى….!

    وها هي بعد ألف وثلاثمئة سنة تفعل فعلها، وتخرّج القادة الحسينيين والمجا.هدين العباسيين والزينبيات الفاطميات، وتكتب التاريخ بالأرواح والدماء، وتطفئ الظمأ، وتفترش المضائف على حب محمد وآل محمد وتقرباً لله تعالى، وتذرف الدموع مجبولة بالحزن ومتوجة بالعزة والكرامة….!

    ولنا في لبنان المثل الحي المتواضع في التضحية والفداء والمجالس الحسينية المنتشرة ضمن بيئة أهل البيت، حيث تعقد المجالس من كل الأعمار في كل بلدة وقرية وحي من أحياء المدن، بل في كل بيت رافعة شعارات كلنا علي الأكبر، كلنا العباس، كلنا حبيب، كلنا الحر، كلنا إلى آخر اللائحة، ثلاثة وسبعون شه.يداً يرددون قول الحسين بن علي (ع): بين السلة والذلة هيهات منا الذلة…!

    ينهض مما تقدم، أن أمة قائدها التاريخي الحسين بن علي (ع) لا تبالي إن وقعت على الموت أم وقع الموت عليها، وقد حسمت أمرها في ذكرى العاشر حول ما قيل ويقال من تهديدات وتهويل وتخويف على المعتدي ومن خلفه الانسحاب والافراج عن الأسرى وإعادة الإعمار، عندئد لكل حدث حديث، وهم مع تحصين البلد بكل الوسائل ومع تأدية الدولة لواحباتها والتعاون معها في كل المجالات…!

    وعليه تثار أسئلة عدة منها:

    ١- هل يفهم القريب والبعيد هذه الرسائل الواضحة والصريحة؟

    ٢- هل يتضامن الجميع في موقف واحد وموحد بالرد على المبعوث الاميركي؟

    ٣- هل يمكن الرهان على الوعود الأميركية؟

    ٤- هل تكشف الأيام القادمة الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟

    د. نزيه منصور

  • ما حجم الخسائر التي تكبدها الاحتلال الاسرائيلي ازاء الضربات الايرانية؟

     

     

     د. عبدالله المنصوري

    كاتب ومحلل سياسي وناشط حقوقي يمني

     

    فرّ مليونان شخص من إسرائيل في هجرة بلا عودة.

     

    تم تدمير كامل للجيش الإسرائيلي وبنيته التحتية.

     

    تم اختراق موقع “هس” الإسرائيلي وكشف عن مقتل الأسماء التالية:

     

    6 جنرالات عسكريين كبار

     

    32 ضابطًا في الموساد

     

    78 ضابطًا في الشاباك

     

    27 ضابطًا في البحرية

     

    198 ضابطًا في سلاح الجو

     

    462 جنديًا

     

    423 مدنيًا

     

    بلغت خسائر منظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية 11 مليار دولار.

     

    ولا ينبغي أن ننسى الدمار الكامل الذي لحق بثلث إسرائيل.

     

    لا تزال الشوارع والطرقات مليئة بالأنقاض.

     

    تواجه إسرائيل كارثة حقيقية لم تتوقعها يومًا.

     

    تعرّضت الموانئ لدمار شبه كامل، والخدمات معدومة.

     

    محطات الوقود والكهرباء تضررت وخرجت عن الخدمة.

     

    هناك أشياء لم تُعرض على شاشات التلفاز والقنوات الفضائية، لكنها دُمّرت تقريبًا بالكامل.

     

    الأماكن الحساسة، المطارات، والمواقع الاستراتيجية دُمّرت، وتلقّت إسرائيل ضربة قاتلة غير قابلة للإصلاح بسرعة، حيث سيستغرق إعادة إعمارها ثلاث إلى أربع سنوات.

     

    يُقدّر أن التدمير الحالي كلّف إسرائيل ثلاثة تريليونات شيكل.

     

    تسرّع نتنياهو في مهاجمة إيران، لكن هجومه لم يحقق أي إنجاز.

     

    المفاعل النووي الإيراني لم يتأثر.

     

    النظام الإيراني لم يسقط.

     

    نتنياهو لم يفِ بوعوده لدول الخليج التي دفعت تريليونات الدولارات لتحقيق حلم إنهاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

     

    ظهرت إيران بعد هذا الهجوم أكثر قوة واستعادت مكانتها.

     

    لم يكن إسرائيل، ودول الخليج، وأوروبا، وأمريكا يتوقعون أن تكون إيران بهذه القوة والصمود.

     

    لقد أحبطت إيران تريليونات الدولارات الخليجية، وسحقت إسرائيل بطريقة غير متوقعة وغير مسبوقة.

     

    في الحقيقة، انهزمت إسرائيل، وأمريكا، ودول الخليج في هذه الحرب أمام إيران.

     

    وانتصرت إيران.

     

    هناك أمور ستنكشف لاحقًا وستظهر لكم أسباب هذا الانتصار الإيراني.

     

    أصبحت إيران سيدة الشرق الأوسط.

     

    طلبت إيران من حلفائها ألا يتدخلوا، وأرادت اختبار قدرتها على المواجهة والصمود وحدها.

     

    أجبرت إيران أعداءها الإسرائيليين والأمريكيين والأوروبيين على طلب وقف إطلاق النار.

     

    كان ترامب يخشى من أن تُطيل إيران أمد الحرب فتنهك أمريكا وإسرائيل، فيؤدي ذلك إلى انهيارهما القريب.

     

    كما واجه الاقتصاد العالمي أزمة في الوقود وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية في العالم.

     

    خشيت أمريكا أن يؤدي تدخلها إلى إشعال حرب عالمية ثالثة، ودخول حلفاء إيران في هذه الحرب، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة.

  • وعي الدولة وضمير الجمهور

     

     

    كتب رياض الفرطوسي

     

    حين تشتدّ العواصف، لا يكفي أن تقف الدولة وحدها على السد، بل لا بد أن يكون الجمهور واقفاً معها، مدركاً حجم التحدي، ومستوعباً دقة اللحظة، ومتيقناً أن كل خطوة تُنجَز على طريق البناء، ليست مكسباً للحكومة فحسب، بل هي حجر أساس في بيت الجميع.

     

    لقد دخلت منطقتنا طوراً جديداً من الاضطراب. صواريخ الفرط الصوتية، الضربات الجوية، تهديدات الردع النووي، كل ذلك لم يعد يحدث في نشرات الأخبار البعيدة، بل بات يتنفس على حدودنا، ويتسلل في ليلنا. ومع كل هذا الجنون الذي يحاصر العراق من الجهات الأربع، فإن قرار الدولة كان واضحاً: لن ننجرّ، ولن نتورط، ولن نُستخدم.

     

    وإن كان يُحسب للحكومة العراقية أنها أدركت، مبكراً، أن مواجهة هذا المحيط المشتعل لا تكون بالشعارات ولا بالاصطفافات الطائفية أو الإقليمية، بل بتقوية الداخل، فإن ما لا يقل أهمية عن هذا الموقف، هو أن يرقى الجمهور إلى مستواه، وأن يُدرك أن ما يُبنى اليوم من استقرار وإنجاز، هو رصيدٌ عام، لا ينبغي التفريط به.

     

    فالدول لا تُبنى بالحكومات وحدها، بل بضميرٍ شعبي واعٍ، يتجاوز لغة التشكيك والمهاترات، ليقرأ بعينٍ مفتوحة ما يجري على الأرض: مصانع تُفتتح، مشاريع تُتابع، اتفاقيات تُوقّع، وخطط اقتصادية تُفعّل رغم الرياح العاتية. لا نقول إن كل شيء على ما يرام، ولكن من الإنصاف أن نرى النصف الممتلئ من الكأس، لأنه هو الذي يُروينا في النهاية.

     

    لقد كان صوت العراق، في عزّ اشتعال الجبهات الإقليمية، صوتاً متزناً، لا يخذل القضايا الكبرى كفلسطين، ولا ينخرط في مغامرات لا تحمد عقباها. كان الصوت الحريص لا المحايد، العاقل لا المفرّط. وكان ذلك يحتاج إلى شجاعة من نوع خاص؛ شجاعة الدولة التي ترفض أن تكون ساحةً لتصفية الحسابات، وشجاعة القيادة التي تؤمن أن التنمية في زمن الأزمات، ليست ترفاً، بل فعل مقاومة.

     

    لكن… هل تكفي شجاعة الدولة وحدها؟

    لا.

     

    يجب أن يترافق ذلك مع وعي الجمهور. الجمهور الذي يُدرك أن حروب العصر ليست فقط بالسلاح، بل بالفتنة، وبالإعلام المضلل، وبإطلاق الشائعات التي تزعزع الثقة، وتحوّل الشك إلى قناعة، والفراغ إلى غضب. في هذا النوع من الحروب، تُخترق الدول من الداخل، وتُفكك معنويات شعوبها قبل جيوشها، وتُرسم الهزائم عبر القنوات وليس في الميادين.

     

    من هنا، فإن دعم الحكومة اليوم لا يذهب نحو استعراض القوة، بل يُوجَّه بعقلانية نحو المؤسسات المعنية بالتنمية والاستثمار وتعزيز الأمن الوطني، بوصفها الركائز الحقيقية لتحصين ما أُنجز حتى الآن. فالمصانع التي أُقيمت، والمدارس التي شُيّدت، والبنى التحتية التي بدأت تنهض من رماد الإهمال، تحتاج إلى بيئة آمنة، ومؤسسات قوية، وإدارة واعية، تحفظها من الهدر، وتحميها من العبث، وتصونها من أي تهديد داخلي أو خارجي. إن ما تقوم به الدولة ليس ترفاً مؤقتاً، بل استراتيجية عميقة لحماية المستقبل، لأن أعظم ما يُمكن الدفاع عنه، هو ما تمكّنا من بنائه بالفعل.

     

    والأهم من كل شي ، أن يبقى العقل يقظاً. فالحكومة، التي تدير الأزمات بهدوء، وتفتتح المشاريع وسط النيران، وتتابع ملف التنمية بجِدّ، إنما تبني لشعبها مشروعاً وطنياً يستحق أن يُحتضن لا أن يُحاصر. ونحن، كمجتمع، لا يمكن أن نطلب من الدولة أن تكون ناجحة، ونحن نُقابل النجاح بالتقليل، والإنجاز بالتشكيك، والخطوة إلى الأمام، بالشدّ إلى الوراء.

     

    إنّ من يتابع المشهد بدقة، يُدرك أن العراق اليوم يقف على تخوم مرحلة جديدة، حيث لا مجال للحياد الكسول، ولا للمواقف الرمادية، ولا للعبث بمفردات الوعي الوطني. فمن المؤلم أن تُبنى مدارس وتُخرّبها الشائعات، أن تُزرع مشاريع وتُحاصرها الألسن، أن تتقدم الدولة خطوة ويُسحب الجمهور خطوتين إلى الوراء، بسبب الغفلة أو التضليل.

     

    من هنا، يجب أن يكون هناك تجديد للخطاب العام، وتفعيل لوسائل التوعية، وإطلاق حملات إعلامية تُعيد ثقة الناس بما يُنجز، وتشرح لهم — بلغة الحياة اليومية — كيف أن الاستثمار، والصناعة، والتقنيات الحديثة، ليست عناوين في نشرات الأخبار، بل ضمانات للغد، وأمنٌ وطني بحلة اقتصادية.

     

    كما أن الرهان على الزراعة، والاكتفاء الغذائي، والاستقلال في إنتاج التكنولوجيا، لم يعد ترفاً نظرياً، بل صار ضرورة إستراتيجية في عالم يتجه نحو صراعات مائية وغذائية وتقنية. في عالم كهذا، من لا يُنتج غذاءه، ويُصنّع سلاحه، ويُخطط لتقنياته، سيظل تابعاً، مهما ارتفعت شعارات السيادة.

     

    إن ما تفعله الحكومة اليوم، بكل ما له وما عليه، هو محاولة صادقة لبناء عراقٍ مختلف، لا يعيش في ظل الأزمات، بل يبني وسطها. عراق يُعيد لذاته كرامتها، لا عبر العسكرة، بل عبر الكفاءة. ولا عبر التبعية، بل عبر الشراكة المتوازنة.

     

    وحتى نصل إلى هذا العراق، لا بد أن يكون هناك عقلٌ جمعي جديد، لا يرى الدولة مجرد كيان إداري، بل مشروعاً مصيرياً. عقلٌ يُدرك أن الوعي لا يقلّ أهمية عن البنية التحتية، وأن قوة الجمهور، هي ما يجعل من قرارات الحكومة راسخة وفاعلة.

     

    في هذا المفصل التاريخي، لا خيار أمامنا إلا أن نُكمل البناء، وأن نحرسه بعيوننا، وأن نُسنده بوعينا. فليس المهم فقط أن تملك الدولة رؤية، بل أن يُدرك الجمهور قيمتها، وأن يربط بينها وبين مستقبله، ومستقبل أولاده.

     

    هكذا فقط تُبنى الأوطان. لا بالقرارات وحدها، ولا بالشعارات، بل بشراكة يقظة بين وعي الدولة وضمير الجمهور.

  • إيران انتصرت، وفرضت شروطها وأي خرق له عواقب وخيمة … بوصلة المواقف …

    كتب جليل هاشم البكاء

    جاء قرار وقف إطلاق النار ليؤكد حقيقة واضحة، وهي أن إيران لم تخرج من هذه المواجهة مجرد طرف في صراع، بل خرجت باعتبارها القوة التي فرضت شروطها، وأجبرت الآخرين على التعامل مع واقع جديد رسمته على الأرض. وقف إطلاق النار لم يكن تنازلاً أو إجراءً تقليدياً، بل جاء مشروطاً بتعويض إيران ومناقشة حقها في امتلاك التقنية النووية والتكنولوجية، وهو ما يعد اعترافاً بمكانة إيران الإقليمية وقدرتها على تغيير قواعد اللعبة.

     

    الأرقام لا تكذب، فقد تخطى عدد المهاجرين الفارين من مناطق التوتر أكثر من 600 ألف مهاجر حتى الآن، وهو ما يعكس حجم القلق والارتباك الذي تسببت فيه الأزمة، ويبرز في الوقت ذاته قدرة إيران على التأثير المباشر في المعادلات الديموغرافية والسياسية للمنطقة. التصريحات المتكررة بأن أي تهديد لإيران سيقابله موجة هجرة جماعية لم تعد مجرد تهديدات إعلامية، بل تحوّلت إلى واقع ملموس يشهده الجميع.

     

    توقيت وقف إطلاق النار ليس عابراً، فلو لم تأتِ عملية الفتح المبين التي غيّرت المعادلات على الأرض لصالح إيران، لما كان لهذا القرار أن يصدر بهذه الصيغة المشروطة التي تحمل في مضمونها اعترافاً ضمنياً بانتصار إيران. الخصوم، وعلى رأسهم القوى الدولية والإقليمية، كانوا يدركون جيداً أن التعجيل بوقف إطلاق النار قبل عملية الفتح المبين كان من مصلحتهم، لأنه كان سيحرم إيران من رصيد عسكري وسياسي كبير، لكنه جاء متأخراً، بعدما استطاعت إيران تثبيت أوراق القوة وفرض معادلات جديدة. بعد ضربها للقواعد الأمريكية.

     

    اليوم، أي خرق لهذه الشروط أو محاولة للالتفاف عليها ستكون له عواقب تتجاوز حدود المواجهة المباشرة، فإيران أظهرت أن لديها القدرة والإرادة لتوسيع مساحة التأثير، سواء عبر ملفات الهجرة، أو التقنية، أو حتى التحركات الميدانية. الرسالة باتت واضحة: إيران قد انتصرت، وفرضت شروطها، ومن يظن أن بإمكانه تجاهل هذا الواقع سيدفع الثمن.

     

     

     

    جليل هاشم البكّاء

  • نتنياهو يحاول الفرار من الحرب مع إيران تحت غطاء كثيف من التصريحات الترامبيه الكاذبة

    كتب اسماعيل النجار

     

    نتنياهو يحاول الفرار من الحرب مع إيران تحت غطاء كثيف من التصريحات الترامبيه الكاذبة.

    وطهران ترد برشقات صاروخيه مُدمِرَة على صحراء النقب وبئر السبع..

    هي القوة الحيدرية الجبارة التي قصمت ظهر العدو الصهيوني وأدَّبت أسياده الأميركيين. فبعد العدوان على طهران قامت الأخيرة بواجب الدفاع عن نفسها ضمن إطار القوانين الدولية التي تسمح لها بممارسة هذا الحق دفاعاً عن شعبها وبلادها. دفعَ العدو ثمناً باهظاً في هذه المعركة عن بُعد إذ دمرت إيران مطاراته العسكريه ووزارة دفاعه وكراكز استخباراته كافه وميناء حيفا ومراكز الأبحاث وثكنات عسكرية وأصاب الكيان شلل كبير وبدأت الهجرة العكسيه لشعب يحمل جنسيتين وولائه كاذب للكيان في سابقه غير منظورة رغم الإقفال التام على المعابر وصدور قرار منع سفر أي مواطن للخارج والخسائر الإقتصادية ترتفع لتتجاوز مئات المليارات من الدولارات في أكبر عملية جمود إقتصادي منذ تأسيس الكيان.

    لقد أثبت صاروخ خيبر الإيراني أنه أصيل ومتجذر في التاريخ لدرجة أن الردع الإيراني أرعب أميركا والعالم.

    فبعد الضربة الأميركية الهزليه التي قام بها ترامب لمفاعل فوردو ونطنز ليتخلص من الضغوطات الصهيونيه عليه كان لا بُد من وضع سيناريو إعلامي يؤمن هروب نتنياهو من الحرب ووقف إطلاق النار.من هنا انطلقت حملة ترامب الإعلامية الكاذبه هذه الليله بأن تل أبيب وطهران توصلآ إلى اتفاق بوقف إطلاق النار ومن داخل الكيان بدأ المهرِّج إيدي كوهين بإطلاق شائعات عن اشتباكات في شوارع طهران بين الشعب والنظام. بسرعة البرق واجهت إيران الدعايه الإميركية الكاذبه بإطلاق رشقات صاروخيه كبيرة باتجاه صحراء النقب وبئر السبع تأكيداً للمؤكد بأن ايران هي التي توقع الصفحه الأخيره في خاتمة الكتاب المفتوح ولكن لم يؤن الأوان بعد.

    الأميركيين يبحثون عن مخرج لكلام ترامب بأن إيران دولة عظيمه ولديها صواريخ دمرت إسرائيل ولا أحد يستطيع هزيمتها فصدر تصريح من أحد مسؤولي البيت الأبيض وإسرائيل بنفس التوقيت ليقولآ بأن الرئيس الأميركي تفوه بتلك الكلمات وهو بحالة سُكر شديد!.

    إيران بدورها وحفظاً لماء وجهها وسيادتها قامت بالرد على على العدوان الأميركي وبدأت تتفحص نوايا واشنطن إذا كان لديها نوايا عدوانيه بالرد وإشعال حرب شاملة ضدها لتبني على الشيء مقتضاه. وحتى الآن لم يصدر عن واشنطن سوى تصريح يتيم يقول أن الضربات لم تسفر عن ضحايا ولذلك لا حاجة لأميركا لكي ترُد.

    إن كل الشائعات التي يطلقها العدو حول وقف إطلاق نار بين إيران والكيان ليست سوى فقاعات هواء تهدف التشويش على انتصار إيران في الحرب الدائره  واقتراب موعد حسمها عسكرياً لصالحها. فَ طهران ترفض الخروج بنديه مع نتنياهو وان تسمح بأن تُكتب له حياة سياسية جديدة في الكيان الغاصب. ولن تسمح بتمرير وقف لإطلاق النار من دون توقيع أميركا على دفتر شروطها الذي يشمل لبنان وسوريا وغزة والعراق واليمن كونها فرصه تاريخية للجمهورية الإسلاميه لن تتعوَّض ولن تُفَوِّتها طهران مهما كان الثمن.وإلا فإن خروج إيران من هذه الحرب بدون هذا الإتفاق يعني نهاية حركات المقاومة في بلاد الشام وانتصار إسرائيل سياسياً وأمنياً.

    وطهران تحتاج إلى اسبوع أو أكثر لتبلوِر وجهَة نظرها أمام أميركا وإسرائيل لإنتزاع توقيعاتهم قبل فوات الأوان لأن العدو الصهيوني لا يحتمل ضربات مؤلمه كالذي تحصل لإسبوعين قادمين.

     

    بيروت في..  24/6/2025

  • إيران غيّرت المعادلة… الحرب الاستراتيجية ما بين الأهداف المعلنة والأهداف الخفية

     

    حسين مرتضى

     

     

    ما قبل العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يختلف عن ما بعد هذا العدوان، خاصة أنّ قواعد الاشتباك قد تبدّلت ومعادلات جديدة قد فرضت.

    مخطئ من يظنّ بأنّ هدف العدوان هو الملف النووي لأنه رغم كلّ الاستهدافات فإنّ المواد المخصبة من اليورانيوم لا تزال موجودة بكميات كافية والمنشآت النووية الإيرانية بقيَت سليمة دون أيّ ضرَر يُذكر، وعلى الرغم من اغتيال عدد من العلماء إلا أنّ الأبحاث موجودة وهناك من يستطيع استكمال ما تمّ إنجازه، وبالتالي فإنّ الملف النووي لم يتضرّر لدرجة أن يتمّ إيقافه أو أنّ هناك حاجة لوقت طويل لإعادة ترميم ما استهدفته الحرب.

    عسكرياً وعلى الرغم من تنفيذ العدو الصهيوني لسلسلة اغتيالات طالت عدد من القيادات العسكرية الإيرانية، إلا أنّ القيادة الإيرانية امتصّت الهجوم وقامت بترميم المراكز القيادية من خلال بُدلاء لهم، وهؤلاء لديهم من الخبرة ما يكفي للحفاظ على توازن العمليات، وكان هذا التوازن واضحاً من خلال بدء عملية الوعد الصادق 3، والتي تمّ إطلاقها بشكل تصاعدي يُحاكي الواقع الميداني بشكل دقيق ابتداءاً من عمليات إطلاق الصواريخ البالستية مروراً بتنفيذ عمليات مركبة يتمّ فيها إطلاق أسراب المُسيّرات بالتزامن مع إطلاق الصواريخ البالستية علماً أنّ طهران تمتلك العديد من الوسائل القتالية التي لم يتمّ استخدامها حتى الآن.

    إنّ الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال لا تحتمل الحروب الطويلة وقد اعتاد الكيان المحتلّ على تنفيذ حروب خاطفة تحقق أهدافاً استراتيجية أما اليوم فإنّ الحرب أصبحت مفتوحة وضمن آليات مدروسة.

    أما على الصعيد السياسي الدولي فإنّ الإدارة الأميركية لا ترغب حتى الآن في التخلي عن مصالحها في المنطقة والدخول بالحرب بشكل مباشر، فيما هناك العديد من الدول التي تؤيد حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن نفسها خاصة أنّ العدوان يستهدف المدنيين والمرافق العامة.

    ستبقى مختلف الاحتمالات واردة، كذلك الأمر بالنسبة لردود الأفعال، لكنه من المؤكد بأنّ القيادة والشعب في إيران لن يقبلوا بتقديم أيّ تنازلات، وبالتالي سيكون التفاوض إنْ وُجد من منطق القوة وليس من منطق الضعف.

  • حرب الفرص

     

    كتب رياض الفرطوسي

     

    في اللحظات التي يتجه فيها العالم إلى متابعة تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران، يبدو أن هناك لاعباً صامتاً يتحرك على رقعة الشطرنج بخفة الثعالب وبُعد نظر الدبلوماسيين الكبار: فلاديمير بوتين. لا الطائرات الروسية حلّقت، ولا حاملة طائرات صينية رست، لكن الدخان الكثيف فوق طهران وتل أبيب يعيد رسم المشهد الدولي بطريقة تخدم الكرملين أكثر مما تخدم أي طرف مباشر في النزاع.

     

    منذ اندلاع المواجهة المفتوحة، بدا جلياً أن موسكو لا تنوي أن تُستدرَج إلى تحالف عسكري مباشر مع طهران، رغم ما أبدته من تعاطف لفظي بعد الضربات الإسرائيلية. فالتصريحات الغاضبة التي خرجت من الخارجية الروسية لم تكن سوى ورقة في لعبة التوازن، إذ يعرف بوتين جيداً أن الحياد الذكي قد يفتح له أبواباً موصدة في الغرب.

     

    فجأة، تحوّلت الأزمة الإيرانية الإسرائيلية إلى فرصة ذهبية لبوتين كي يُعيد طرح نفسه لاعباً لا غنى عنه. لم ينتظر طويلًا حتى أجرى اتصالات متوازنة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هكذا، في لحظة عاصفة، أصبح بوتين هو الوحيد الذي يتحدث مع الجميع.

     

    في الخلفية، تبدو الصين شديدة الحذر، تراقب وتوازن مصالحها النفطية والتجارية من دون أن تغرق في مستنقع التصريحات. لكن بوتين، الذي يعلم كيف تتحرك أسواق النفط، لم يضيّع وقتاً. فالهجوم الإسرائيلي، الذي تجنّب البنية التحتية الكبرى لتصدير النفط الإيراني، أثار هلعاً في الأسواق، ما رفع الأسعار وأنعش خزينة روسيا المنهكة من حرب أوكرانيا.

     

    الكرملين يدرك أن واشنطن، في هذه اللحظة، غارقة في نزع فتائل صراع يهدد بتوسيع رقعة التوتر في الشرق الأوسط. فكل اشتباك جديد يعني للبيت الأبيض ارتفاعاً في أسعار النفط، وتوتّراً في صفوف الحلفاء، وتآكلًا إضافياً في صورة الحضور الأمريكي كضامن للاستقرار. وفيما تنشغل الولايات المتحدة بإعادة ضبط مواقفها، تظهر موسكو، بعلاقاتها المتشعبة مع طهران وتل أبيب، كمرشح مثالي للعب دور الوسيط. وهذا تماماً ما يريده بوتين: أن يُستدعى إلى الطاولة حين تزداد الفوضى، لا لأنه يرفع صوته، بل لأنه يُجيد الصمت حين يتكلم الجميع.

     

    التحالف بين موسكو وطهران لطالما كان تحالف الضرورة لا الإخلاص. فقد تردّدت روسيا طويلًا في تزويد إيران بمقاتلات سو-35 رغم التفاهمات، ولم تتورّط في دعم عسكري مباشر بعد اغتيال الحاج قاسم سليماني، أو حتى بعد العقوبات القصوى الأمريكية. وحتى بعد توقيع معاهدة “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” بين بوتين وبزشكيان في يناير، لم يُسجَّل تحوّل جذري في السياسة الروسية نحو إيران.

     

    وبينما يتقدّم الدخان من منشآت الغاز الإيرانية، ويتراجع التصدير النفطي، يدرك الجميع أن هناك يداً خفية تتلاعب بمصير الجغرافيا السياسية. إسرائيل لا تريد حرباً طويلة، وإيران تحاول تحمّلها، وأمريكا لا تملك رفاهية توسع الحريق، لكن روسيا، بكل تناقضاتها، تبدو المستفيدة الأكبر.

     

    لقد تحولت الضربة على مصنع طائرات “شاهد” الإيرانية في أصفهان إلى ضربة جزئية لآلة الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ إن موسكو تعتمد بشكل واسع على تلك الطائرات في هجماتها الليلية. لكن في ميزان الكرملين، هذه خسارة قابلة للامتصاص إذا ما كانت النتيجة تعزيز حضور روسيا في الشرق الأوسط كوسيط لا كخصم.

     

    المثير أن بوتين، الذي رفض عرضاً سخياً من إدارة ترامب الشهر الماضي لإنهاء حرب أوكرانيا مقابل اعتراف غير مباشر بسيطرته الحالية، بدا وكأنه يعرف أن الأحداث ستمنحه شيئاً أثمن: تراجع تركيز الغرب على كييف. فكلما اشتعلت بقعة جديدة من العالم، انخفضت حرارة الاهتمام بأوكرانيا، وكلما زاد حضور روسيا كدولة لا يمكن تجاهلها.

     

    هكذا، وبينما تتراشق إسرائيل وإيران بالصواريخ، يكتب بوتين سطوراً جديدة في كتاب الصبر الاستراتيجي. لا حاجة له لتدخّل مباشر، ولا رغبة حقيقية لديه في إدانة فعلية لأي طرف. كل ما يحتاجه الآن هو أن يستمر العالم في الاعتقاد بأنه جزء من الحل، لا جزء من الأزمة. ومن خلف الستار، تستمر روسيا في جني مكاسب من كل جبهة مشتعلة، طالما أنها لا تحترق بنارها.

     

    هذه ليست حرباً بالوكالة فقط، بل سوقاً مفتوحة للفرص. وفيما ينهمك الكبار في معاركهم، يصنع الأذكياء أمجادهم من رمادها، ويصوغون نفوذهم من صمت ما بعد العاصفة.

  • اخلاء طهران فورا لماذا …؟؟؟

     

    بقلم_الخبير عباس الزيدي

    طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية  التي تبلغ مساحتها حوالي 18814كم  وهي العاصمة الوحيدة التي  اذا انتقلت فيها عليك أن تصلي فيها  قصر لوسع مساحتها

    والذي يبلغ عدد سكانها اكثر من 20 مليون نسمة

    كيف لها ان تخلي نفسها وفورا ؟؟؟؟

    تصريح ترامب  الذي  جعل  سكان الكرة الارضية  تنتظر القادم  من قراره  حيث تبادر للبعض انه قادم على امر خطير ليس الدخول المباشرعلى الحرب فحسب بل الذهاب  الى استخدام السلاح النووي او على اقل تقدير توجيه ضربة مدمرة للمفاعل الايرانية  نطنز _القريبة على طهران وبالتالي

    التصريح الناري ذات ابعاد استخبارية فماذا اراد ترامب وماذا حقق

    1_ اراد استفزاز ايران للتعرض على القوات الامريكية  في المنطقة  وبالتالي حصوله على مبرر وذريعة  للدخول المباشر على خط المعركة  لكن الحكمة ورباطة الجأش للقيادة الايرانية فوت على ترامب ذلك

    2_ في تلك الليلة اعلنت ايران  عن توجيه ضربة نوعية مدمرة  للكيان من خلال موجه  صاروخية كان من المقرر لها  لاتقل عن 150 صاروخا فضلا عن الطائرات  المسيرة وكانت العملية بموجة  لا تتعدى 10 صولريخ متسللة لم تكشفها اجهزة الانذار الصهيونية

    3_ حاول ادخال ايران في ارباك لتخفيف وطآة الضربات  الايرانية  على العملاء ورفع معنوياتهم التي من خلالها قلبت ايران المعادلة حيث تبين أن رهان اسرائيل والامريكان كان ولازال على العملاء

    4_ نعم ان التصريح نوع من الضغط والحرب النفسية  لغرض سحب ايران الى المفاوضات ونزولها للشروط الامريكية

    5_ وهو الاهم _ تدرج الاعداء في رفع سقف اهدافهم من تفكيك المفاعل الى تجريد ايران  من الصواريخ الى اسقاط  النظام  ومن خلال هذه  التغريدة  اراد ترامب معرفة مكان السيد القائد روحي له الفداء سيما وان سماحته كان ولازال على قائمة المستهدفين  وبحسب تصريحات النتن وترامب

    6_ ورود معلومات عن هروب الكثير من المستوطنين  من اسرائيل عن طريق البحر باتجاه  قبرص واوربا  وان واحده من اهداف تصريح ترامب هو بث المعنويات في نفوس المستوطنين  المنهارة

    7_ الاشارة الى الدول السبع عن جدية  امريكا وترامب في حسم  قوة القوة التي تمتلكها ايران ويبدوا انه لاقى صعوبة في الحصول على تاييد او حشد وتحالف دولي بعمل عسكري ضد ايران

    8_ رفع جاهزية  قواته في المنطقة  المرعوبة من المصير المجهول الذي ينتظرها

    ويمكرون ويمكر الله

    والله خير الماكرين

زر الذهاب إلى الأعلى