العراق

  • المواجهة في البحر الأحمر والزلزال في البيت الأبيض..!

    في تطور نوعي وصادم للولايات المتحدة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن إسقاط طائرة أمريكية من طراز F-18 تابعة لحاملة الطائرات يو إس إس ترومان في البحر الأحمر. لم تكن هذه المرة مجرد إسقاط لطائرة بدون طيار كما حدث سابقًا، بل إسقاط مقاتلة أمريكية متطورة، يُعتقد أنها كانت تنفذ مهمة قتالية في إطار عمليات العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن. الأهم من ذلك، أن هذه العملية ترافقت مع أنباء مؤكدة عن تعرض الحاملة ترومان نفسها لأضرار، ما يعني أن يد اليمنيين وصلت إلى صميم القوة البحرية الأمريكية في واحدة من أخطر مناطق النفوذ الاستراتيجي.

     

    البيان اليمني: الصدق مقابل التخبط الأمريكي

     

    البيان العسكري اليمني جاء سريعًا، واضحًا، وصادقًا في تفاصيله، بينما عجزت الولايات المتحدة عن تقديم نفي مقنع، ما جعل روايتها محل سخرية في وسائل الإعلام والمنصات السياسية. ومع تزايد التقارير وشهادات المراقبة الدولية، اضطرت واشنطن إلى التراجع عن إنكارها الضمني، لتجد نفسها أمام أزمة جديدة في قدرتها على صياغة سردية موحدة أمام الداخل والخارج.

     

    الرسالة تتجاوز البحر الأحمر

     

    هذه العملية لم تحدث في فراغ، بل جاءت بعد أشهر من الغارات الجوية المكثفة التي شنّتها أمريكا وبريطانيا على اليمن، زاعمتين تدمير القدرات العسكرية اليمنية وإنهاء التهديدات للملاحة. لكن المفارقة أن اليمن، وبعد كل ذلك القصف، لا يزال لا يملك فقط القدرة على الصمود، بل على إسقاط طائرات أمريكية حديثة، وتهديد حاملات طائرات، بل وإصابة إحداها، وهي سابقة لم تحدث منذ عقود.

     

    هيبة أمريكا على المحك

     

    إسقاط طائرة F-18، وتضرر حاملة الطائرات ترومان، ليس مجرد حدث عسكري، بل ضربة مباشرة لهيبة الولايات المتحدة ومكانتها كقوة بحرية عالمية لا تُقهر. فالقوات الأمريكية التي اعتادت على العمل دون تهديد مباشر أصبحت فجأة هدفًا مشروعًا، في منطقة كانت تُعد تحت السيطرة الكاملة للقيادة المركزية الأمريكية. إنه تحول استراتيجي حقيقي، يكشف عن عجز واشنطن عن تحقيق أهدافها حتى باستخدام أدواتها الأشد فتكًا.

     

    هل تحدث هزة في البيت الأبيض؟

     

    لا شك أن التداعيات السياسية لهذا التطور قد تتجاوز التصريحات والبيانات إلى قرارات داخلية خطيرة. فالفشل في تأمين القوة البحرية الأمريكية، رغم كل ما يُنفق عليها من موازنات، يضع وزارة الدفاع تحت المجهر، ويجعل إقالة وزير الدفاع الأمريكي أمرًا مرجحًا في ظل تصاعد الانتقادات داخل الكونغرس والمؤسسة العسكرية نفسها. ما حدث في البحر الأحمر قد يتحول إلى زلزال سياسي يهز أركان إدارة بايدن، ويعيد صياغة مقاربة واشنطن تجاه الملف اليمني والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

     

    نهاية وهم التفوق المطلق

     

    المواجهة في البحر الأحمر تُعيد كتابة معادلات الردع والمخاطرة. اليمن، الذي كان يُعتقد أنه الحلقة الأضعف، بات لاعبًا إقليميًا يُحسب له حساب في معركة الإرادات. ومع كل إسقاط، وكل ضربة دقيقة، تتراجع أسطورة التفوق الأمريكي المطلق، ويتقدم واقع جديد، فيه أطراف كانت تُصنّف هامشية، تفرض معادلات كبرى في صلب الأمن العالمي.

  • ذعر في أوروبا

     

     

    كتب رياض الفرطوسي

     

    لم يكن الليل في مدريد أو لشبونة أكثر ظلمة من تلك الساعات العشر التي انطفأت فيها أنوار أوروبا فجأة، حين عاد الناس إلى “البدء”، مجرّدين من طغيان أزرارهم، عراة من هواتفهم، بلا خريطة رقمية ولا دفء شاشة. لم تكن رواية ديستوبية( الرواية الديستوبية تحكي عن عالم يبدو متطوراً أو منظماً ظاهرياً، لكنه في جوهره هشاً ) ولا فصلاً من مسلسل خيال علمي، بل حدثٌ حقيقي، واقعي، مسجّل، عاشه ملايين الإسبان والبرتغاليين والفرنسيين . كان يوماً نزع عن أوروبا ثوبها الإلكتروني، ووضعها أمام مرآة كانت ترفض النظر فيها: مرآة العجز في حضرة الظلام.

     

    في البرتغال، تكدّس المواطنون في الشوارع يتصببون قلقاً كما يتصبب العرق على جباه المحطات المعطّلة. توقفت القطارات في منتصف السكة، واصطفت السيارات في طوابير صامتة أمام محطات وقود لا تملك إلا الصمت. في مدريد، عرض الناس المال مقابل نقلهم على طرقٍ بلا إشارات مرور، بلا ضوء أحمر أو أخضر يُرشد خطاهم. مدينة كاملة تاهت كما لو أن ذاكرتها مُسحت، ومؤسساتها عادت إلى ما قبل العصر الصناعي.

     

    وفي قرطبة، افتُرشت الأرض في محطات القطارات، تنامى صدى الشموع وكأنها الأمل الأخير في عالم عارٍ من الكهرباء. عاد الخبز يُشوى على الفحم، وعاد السمك إلى نكهته الأولى: نار وحجر وشهية جائع لا يحمل بطاقة مصرفية. كل الماكينات توقفت، حتى الثلاجات تنفّست للمرة الأولى بلا طنين، بلا برد، وأدرك الناس فجأة أن اللحم حين لا يُجمد، يفسد.

     

    وحدث الأمر نفسه يوماً في أمستردام، حين انقطعت الكهرباء لأول مرة منذ خمسة وعشرين عاماً، أربع ساعات فقط كانت كفيلة بتحويل المدينة إلى مسرح شبح. خرجت جارة مذعورة تتساءل: “هل وصل داعش إلى هولندا؟”. انطفأت نشرات الأخبار، توقفت كاميرات المراقبة، وانطلقت صفارات الإنذار. امتلأت الشوارع بالناس، يشتكون البرد والرطوبة والظلام بطريقة ديمقراطية، يشتمون الفراغ دون أن يوجهوا شتائمهم لأحد. توقّف كل شيء: الموسيقى، الاستحمام، الرقص، التأمل، الأخبار، والعمل. حتى الأطفال شعروا بالخوف، كأن التاريخ قد توقّف فجأة، فكتبوا في دفاترهم: في مثل هذا اليوم، انقطع التيار الكهربائي.

     

    كانت صفارات الإنذار تحاول أن تشرح ما لا يمكن تفسيره. طفل صغير يبكي في الظلمة، يسأل عن معنى انقطاع الكهرباء، ولا جواب. الكهرباء لم تكن مجرّد طاقة؛ كانت الإيقاع السري لحياته. كانت “الأمان” في المصعد، و”الدفء” في الغرفة، و”اللهو” في الهاتف. حين انقطعت، انقطعت الحياة من حواشيها، من التفاصيل التي لا نفكر فيها، لكنها تمسكنا من القلب.

     

    إن الكهرباء في أوروبا، كما في العالم، ليست رفاهية. إنها نبض المستشفيات، حيث كل جهاز مراقبة نبض يتوقف، وحياة إنسان تُهدد في صمت. هي الشريان الذي يربط البيانات في المصارف، والوريد الذي يضخ العمليات المصرفية، ويرسم ابتسامة في وجه موظف يتصفح شاشة بنكهة الأمان. هي المصباح في غرفة مريض يقرأ آخر صفحة من رواية طويلة. هي جهاز تنفس لطفل خدج، وآلة غسل كلى لرجل ينتظر الفجر.

     

    انقطاعها ليس مجرد حدث تقني، بل ضربة في صميم الحضارة، كأنك تنزع عن العالم قلبه الرقمي. في الطرقات، تهاوت إشارات المرور، واختلطت السيارات والدراجات والوجوه في مشهد من الفوضى المرهقة. أما في البيوت، فقد تذكّر الناس كيف كانوا يعيشون من دون واي فاي. جلسوا في حلقات، يلعبون الورق، يضحكون كما لم يفعلوا منذ زمن، يتهامسون على ضوء شمعة عن الغد، عن الخطر، عن هشاشة كل ما بنيناه.

     

    تقول الأنباء إن الانقطاع كان نتيجة اختراق إلكتروني، عبر الإنترنت. ليس مستبعداً. ففي زمن الذكاء الصناعي، صار التيار الكهربائي هو الهدف الأول في أي حرب غير معلنة. من لا يملك القدرة على حماية طاقته، لا يملك حماية وطنه. أوروبا، التي بَنَت أعظم منظومات الكهرباء في العالم، وجدت نفسها تحت رحمة سلك صغير، ونقطة ضعف رقمية.

     

    لكن لهذا الحدث وجه آخر: إن الكهرباء، التي كانت رمزاً للحداثة، أصبحت أيضاً علامة هشاشتها. فكلما ازددنا اعتماداً على الطاقة، ازددنا هشاشة في غيابها. أية حضارة تبنى بالكامل على الكهرباء، دون بدائل، دون تأملات في المعنى، يمكن أن تسقط في لحظة انقطاع.

     

    من خلف الظلال، خرجت أصوات تشكر المغرب وفرنسا، البلدان اللذان أنقذا وجه الشمال من الغرق التام في الظلام. الربط الكهربائي بين الرباط ومدريد لم يكن مشروعاً هندسياً فقط، بل صار شريان حياة، عبَر المتوسط حاملاً الضوء، ودلالة على أن التعاون بين الشعوب هو البديل الحقيقي عن العتمة.

     

    الظلام الذي زار أوروبا في ذلك اليوم لم يكن فقط انقطاعاً في التيار، بل لحظة وعي. لقد عادت أوروبا لوهلة إلى ما قبل المصباح، وعرفت حجم ما تملكه. فللكهرباء ذاكرة، وللانقطاع أثر نفسي، كما لو أنك تسحب الغطاء فجأة عن جسد نائم.

     

    ومنذ تلك اللحظة، سيكتب أطفال المدارس في دفاترهم: في مثل هذا اليوم، انقطعت الكهرباء عن أوروبا. وسيتذكر الكبار أنهم حين شتموا الظلام، كانوا يشتمون هشاشتهم، خوفهم، وتلك الثقة الزائدة في آلة لا روح لها، لكنها كانت تسكن كل تفصيلة من حياتهم.

  • ترامب وحروب  الوكالة للدولة  العميقة

     

    بقلم_ الخبير عباس الزيدي

    اولا_قطعا  هناك دولة عميقة في الولايات المتحدة هي من تخطط  وترسم معالم  المرحلة لكل رئيس بالقدر الذي يصبح فيه هذا الرئيس جهة  تنفيذية لايحيد عن مارسم له او تم تخطيطه من قبل  الدولة العميقة مع هامش  ضعيف جدا من المناورة

    ثانيا_امريكا لن تتراجع عن عدائها لروسيا اوايران ولن تتنازل عن غطرستها وهيمنتها وأضرارها على قيادة العالم  لكنها  وضغت اولويات وهربت من حالة الاستنزاف امام روسيا وايران لغرض تجميع مواردها والاحتفاظ بقواها لمواجهة التنين المرعب المتمثل  بالصين ليس على  مستوى الاقتصاد  فقط  بل على مستوى المواجهة  العسكرية  التي يراها البعض ( المواجهة  العسكرية ) حتمية  لامناص منها  رغم  عقيدة الصين البعيدة عن المواجهة  العسكرية

    ثالثا_ مراتب الوكلاء•

    1_وكلاء  امريكا درجات فمنهم  من يلعب دور الوكيل الاصيل مثل اسرائيل  ومنهم وكيل فحسب  مثل تركيا وقطرو الامارات والسعودية وآخرين يلعبون دور البديل للوكيل

    2_  يتناوب الوكلاء ممن هم بدرجة وكيل وبديل بالتنسيق المباشر مع الوكيل الاصيل

    3_بطبيعة  الحال تكون المهام مختلفة منها المواجهة  المباشرة او الاستنزاف او تقديم عمليات الدعم  والاسناد اوالضغط والابتزاز.. الخ

    4_ يتم توزيع الادوار  عن طريق  الرئيس وبتخطيط من الدولة العميقة

    رابعا _ بعض الشواهد

    1_روسيا في اوكرانيا  وتوريط الاتحاد الاوربي في حرب يصعب على الاتحاد الافلات منها

    2_ مجموعة  الحروب  التي واجهتها ايران والدول  المتحالفة  معها  لاكثر من اربعة عقود

    3_حروب الابادة العدوانية لاسرائيل على دول المنطقة

    4_ العدوان السعواماراتي على اليمن والعدوان التركي  القطري على سوريا و العدوان الارهابي على العراق المدعوم من قبل تركيا  وقطر والامارات والسعودية والاردن وباشراف صهيوامريكي  والملاحظ تمت ادارة  الملف العراقي  بالتناوب

    5_وكلاءالداخل  ودعم الحركات الانفصالية وتغذية الحروب الاهلية

    خامسا_ عملية توظيف الاضداد والانداد بطريقة تنافسية تصل الى مستوى الصراع وبالتالي تقديم خدمات اكبر  للاستكبار

    سادسا_ توظيف الابعاد المختلفة

    1_ البعد التاريخي سواء الماضي البعيد مثل الاحتراب بين مصر وتركياو بين الاخيرة والسعودية

    او الماضي القريب

    مثل التنافس التركي السعودي و الخصومة السعودية  القطرية

    2_توظيف البعد العقائدي حيث كانت

    الوهابية لها الاولوية والاسبقيةعلى حساب الاخوان

    2_ تحجيم دور الوهابية وإطلاق  العنان للاخوان اما حاليا فالاسبقية للاخوان وتقبع الوهابية تحت خط الانتظار علما في المدىالمتوسط ستنقلب المعادلة لصالح الوهابية

    3_ توظيف البعد الأيديولوجي وهذا واضح من خلال  الصراع العلماني على امتداد التاريخ  او مابين الاخير والاديان

    سابعا_ في النتائج

    1_ كل العناوين هي ادوات رخيصة تعمل لصالح الاستكبار والصهيونية العالمية بالضد من الاسلام  2_مايحصل يبقي المنطقة  تحت نيران  القتل والحروب والضعف ونهب الاموال والثروات

    ثامنا_ اسقاط ماتقدم على المنطقة والعراق حصرا

    سنرى الصورة جلية وواضحة  حيث نلاحظ  صورة التحرك وتبادل الادوار  واختلاف المهام مع وحدة الهدف بحيث كلها روافد تصب في بوتقة واحدة لتحقيق المراد  وقد تجلى ذلك من خلال

    1_ الاحتكاك الصلب

    ●ضغط الاحتلال الامريكي المباشر مع وجود قواته وقواعده

    ● الاحتلال التركي وقواعده التجسسية

    ● استباحة  اسرائيل للاجواء العراقية

    ● تهديد الارهاب الجولاني القادم من سوريا

    ● العبث الامني

    2_الاحتكاك السلس او المرن او نليسنى بالدبلوماسية  الناعمة   والذي يتمثل في

    ● الدور السعودي في تغيير الخارطة السياسية

    ● الاستثمار الاسود وتشجيع الفساد

    ● الاعلام الاصفر والتاثير على الوعي والعقل الجمعي •

    وبكل بساطة  عندما نتمعن في  الخط الاول ورصد حركة تركيا في العراق وتنسيق مواففها مع قطر  وفي الخط الثاني حركات السعودبة ستجد تفسيرا واضحا لكل ماهو غريب من صفقات لإطلاق سراح المحكومبن ولقاءات مستهجنة مع الجولاني  واتفاقيات  امنيةمبهمة خارج البرلمان مع تركيا وضغوطات امريكبة في اوضاع مربكة في المنطقة وعدوان على لبنان واليمن وإبادة  في غزة  ستعرف كيف تصهر المشاريع وتنفذ على سياق واحد واين تتجه البوصلة ومستقبل المنطقة بتخطيط مباشر من الولايات المتحدة الامريكية  يشترك قيها الاصيل والوكيل والبديل

    ويمكرون ويمكر الله _ والله خير الماكرين

     

  • العراق يضرب الإرهاب ويحقق الأمن

     

     

    كتب رياض الفرطوسي

     

    في خطوة تعكس التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحديات الأمنية، أعلنت السلطات العراقية عن نجاح عملية نوعية أسفرت عن مقتل قائد بارز في تنظيم الدولة الإسلامية، يُعتقد أنه كان يتولى قيادة التنظيم في العراق وسوريا. العملية التي جاءت ضمن جهود حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتعزيز الأمن وتحقيق الاستقرار، تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مستندة إلى معلومات استخباراتية دقيقة.

     

    ضربة استباقية: الأمن أولًا

     

    وفقاً لمصادر رسمية، قُتل عبد الله مكي مصلح الرفاعي، المعروف باسم “أبو خديجة”، في ضربة جوية أمريكية بطائرة مسيرة، أعقبتها عملية أرضية للقوات الخاصة العراقية والأمريكية في محافظة الأنبار. واعتبر السوداني هذه العملية إنجازاً مهماً ضمن خططه لترسيخ الأمن الوطني، واصفاً القائد المستهدف بأنه “واحد من أخطر الإرهابيين في العالم.”

     

    العراق: أمنٌ متماسك ورؤية إصلاحية

     

    لا تأتي هذه العملية بمعزل عن المشهد العام في العراق، حيث تعمل حكومة السوداني على تحقيق توازن دقيق بين محاربة الإرهاب وتعزيز التنمية. فمنذ توليه المنصب، اتخذ السوداني خطوات حاسمة في مجالات الإصلاح الاقتصادي والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز جهود الأمن الوطني. وقد أتاحت هذه المقاربة للعراق استعادة زمام المبادرة في مواجهة التهديدات الأمنية دون إغفال جهود إعادة البناء والتنمية.

     

    الأمر الذي أدى إلى رفع مستوى الثقة والاطمئنان لدى المستثمرين، ونرى ازدياداً مضطرداً في القدوم إلى العراق والدخول في السوق العراقية، ورغبة المستثمرين الجامحة في الحصول على فرص للعمل في العراق.

     

    تنظيم الدولة الإسلامية: إعادة التشكل وساحات جديدة للنفوذ

     

    منذ هزيمته الجغرافية عام 2019، خسر تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على ما يقرب من ثلث مساحة العراق وسوريا، لكنه لم يختفِ تماماً، بل أعاد تشكيل نفسه في مناطق جديدة. خلال عام 2024، نفذ التنظيم أكثر من 300 هجوم في سوريا وحدها، ما يشير إلى محاولاته المستمرة لاستعادة تأثيره.

     

    ويعتبر الرفاعي القائد الثالث الذي يتم القضاء عليه منذ عام 2019، حيث كان له دور محوري في تنسيق العمليات بين العراق وسوريا وتركيا. ورغم أن التنظيم اعتاد تعيين قادته الجدد بسرعة، إلا أن الضربات المتتالية جعلت من الصعب عليه إعادة هيكلة قيادته بكفاءة كما كان يفعل سابقاً.

     

    إلى جانب ذلك، فإن التنظيم لم يعد محصوراً في الشرق الأوسط، حيث وسّع نفوذه إلى أكثر من عشر دول عبر ثلاث قارات، مع تركيز خاص على فرعه في أفغانستان، المعروف باسم “ولاية خراسان”، الذي تبنى عدة هجمات دامية في روسيا وإيران خلال العام الماضي.

     

    العراق الجديد: الأمن والاستقرار في المقدمة

     

    تُبرز هذه العملية أن العراق اليوم ليس مجرد ساحة للصراعات، بل دولة تمتلك رؤية واضحة لمستقبلها، حيث تعمل الحكومة على فرض سيادة القانون وتطوير مؤسسات الدولة بالتوازي مع الجهود الأمنية. وبينما تستمر عمليات مكافحة الإرهاب، يواصل السوداني تحقيق إنجازات في ملفات أخرى، مما يعكس توجهاً جديداً للعراق، قائماً على الاستقرار والإصلاح والتنمية.

  • على سبيل المقارنة _من المفترض ان يولد  حزب الله ميتا منذ تاسيسه!!!؟

     

    وفق اي معايير انتصر حزب الله..؟؟؟؟؟

    بقلم _ الخبير عباس الزيدي

    اولا_في النشأة والتأسيس

    منذ اللحظة الاولى لتاسيس حزب الله فرضت عليه حروب مفتوحة على جبهات متعددة ومختلفة داخلية وخارجية حيث وجد  الخزب نفسه امام اكثر من احتلال اسرائيلي  وامريكي ومتعدد  الجنسيات ونكسة وهزائم ونزوح فلسطيني كبير وحرب اهلية  وكان البعض يسخر ضاحكا عندما يجد عبارات التحرير والمقاومة على الجدران ويسالون عن اي احتلال  يتحدثون  وكيف يتم تاسيس مقاومة  اسلامية في بيئة معدومة وفقيرة فاقدة لهويتها فيها نشبة كبيرة من  الشيعة يعيشون الضياع  ويصعب عليهم الخصول على فرصة عمل محترمة في وسط العاصمة بيروت  ثم خصوصية  لبنان البلد المتعدد الثقافات حين كان يسمى  باريس الشرق…!!!؟؟؟؟؟

    ومع كل تلك الظروف أنطلق  حزب الله ليقود اكثر من معركة وحرب على مستوى الاعداء وبناء  مؤسساته ومعركة الوعي لبناء حواضن رصينة وبيئة يراهن  عليها •

    2_ الجغرافيا  ومساحة لبنان الصغيرة او تلك الاي تمالكها الشيعة  والتنوع الديمغرافي وعدد شيعة لبنان مقارنة بالطوائف والاديان الاخرى كانت لا تساعد حزب الله في عملية التعبئة  والتدريب والتسليح وإنشاء المخازن..الخ

    3_ لبنان باعتباره احد دول المواجهة مع الكيان الصهيوتي وهو يقع ضمن دائرة مشاريع الاستكبار  يضاف لذلك المساحة الكبيرة  التي يحتلها العدو من لبنان  مع طول  المسافة الحدودية  بين لبنان وفلسطين المحتلة تضيف عبئا كبيرا على حزب الله

    4_ الاختلاف الفكري والديني والعقائدي والايدلوجي واستثمار العدو  في تلك الموارد لزرع الفتن والمؤامرات مع كثرة العملاء جعل من الصعوبة بمكان على حزب الله  ان ينجح في عمليات التخفي والتظليل  كخزب مقاوم  خيث تغابر السرية من متطلبات  النصر والنجاح ومع ذلك نجح الحزب واستمر في صموده غابىا شتى انواع التحديات

    5_  القدرة المالية الضعيفة والموارد الشحيحة والبعد الجغرافي عن طرق الدعم التسليحي قبل استبدال  موقف سوريا ( بالمناسبة كان نظام الاسد من اشد المناوئين لحزب الله وفرض عليه حصار جائر في مراحل الحزب الاولى )•

    6_ ان اهم مايشار اليه في هذا الموضع ان حزب الله ورغم مؤامرات  الاعداء الخطيرة واساليبه الخبيثة  لم ينجرف الحزب وراء تلك المؤامرات  المؤذية وبقي محافظا  على اتجاه  بوصلته في استهداف العدو دون غيره كاظما غيظه ومؤثرا على نفسه متسلحا بقوة الايمان والصبر وحسن التوكل على الله صابرا محتسبا على ايذاء ابناء ملته وجلدته و وطنه

    ●الخلاصة  ان حزب الله ولد من رحم الموت ليحيي امة ●

    لو اسقطنا ظروف حزب الله على اكبر حركة او دولة ونظام وماتعرض له الحزب على حركة او حزب آخر _ لولد ميتا من اول لحظة ●

    ان ماتعرض له حزب الله خلال  مسيرته الظافرة والمعارك التي خاضها والانتصارات  التي حققها مقارنة مع غيره او مع امكانيات العدو وقدراته تعد ضربا من المستحيل سواء في الصمود اوالانتصار●

    لقد اثبت حزب الله انه امة لن ولم تموت ●

    وواصل الدرب والعطاء  والتمسك بطريق  ذات الشوكة وتقديم الشهداء قادة وكوادر ومجاهدين  والعض على النواجذ

    وتحقيق مالم تحققه امم وانظمة ودول  وشعوب ركع فيها العدو وكان موضع تقدير وإعجاب  العدو والصديق ●

    كان ولازال رائد في تحويل  التهديد الى نصر ●

    ومن يتوكل على الله  فهو حسبه ●

    ثانيا_ على مستوى المعارك

    1_ خاض حزب الله جميع معاركه الميدانية لوحده دون اسناد او مشاركة  قتالية  على الارض من دولة او نظام او حركة اخرى خلاف العدو

    وخرج منتصرا في جميع معاركه

    2_ لم يكن الكيان الصهوني (اسرائيل اللقيطة ) تقاتل لوحدها  بل كانت كل رؤوس الشياطين  تدعمها  بكل الوسائل وتقاتل معها على الارض  حتى بما فيها كثير من الدول العربية  والاسلامية وفي نهاية كل معركة يتم تعويض الصهاينة بمليارات الدولارات خلاف حزب الله الذي يقود معاركة مع قلة العدد وخذلان الناصر ومع ذلك يخرج بابهى الانتصارات والإنجازات  وهو يردد لاحول ولاقوة الابالله  الغلي العظيم

    هو حسبنا ونعم الوكيل وانه ناصرنا ومنه نستمد العون•

    3_ لابد من التعرض الى  الفارق الكبير  بين حزب الله وبين ماتمتلكه امريكا وبريطانيا واسرائيل واوريا وكثير من الانظمة العبرية  الموالية والمنخرطة مع المشروع الغربي ضد  امة حزب الله على  مستويات متعددة سواء المالي او العددي او التسليحي او التكنلوجي او المعلوماتي او الاستخباري او القتالي برا وبحرا وجوفضائي•

    في الحقيقة لاتوجد مقارنة او نسبة و تناسب بين الطرفين ومغ ذلك يصمد حزب الله ويخرج منتصرا تحت راية لبيك  داعي الله •

    4_خمسون عاما والحزب صامدا باسلا مغوارا  منتصرا يثبت في كل يوم وفي كل لحظة انه ابن المدرسة الكربلائية الحسينية ويخرج بعد كل نازلة منتصرا مرفوع الراس مرددا _ هيهات منا الذلة

    ثالثا_ معركة اولي الباس _طوفان الاقصى

    1_ ان ماتعرض له حزب الله في بداية الاشتباك الملحمي والاسطوري الاخير لو تعرضت له دولة او نظام  واجزم لو تعرض له تحالف جيوش

    ● لانهار في لحظاته الاولى واعلنت هزيمة هذا التحالف

    ● لم يجروء على الصمود والدليل انهيار  المانيا  بعد انزال النورماندي

    2_الخسائر التي لحقت في جيش الكيان وحالة الانهيار الداخلي والانقلابات التي تعرضت لها حكومة النتن ياهو لولا انقاذ تلك الحكومة الإسرائيلية  بالمؤامرة الروسية وسقوط الاسد

    3_ ايقاف تقدم العدو الى الليطاني رغم تعدد وسائل وأساليب العدو البرية والحوية والبحرية وأهمها الانزال يضاف لها الامكانيات الاخرى

    4_ نزول العدو  الى شروط حزب الله لايقاف الحرب في محاوله من العدو للهروب الى الامام

    بعد عدم تحقيقه لايا من اهدافه المعلنة وغير  المعلنة •

    5_  ان اهم  ماتحقق بالاضافة الى النصر الكبير هو عملية تخول الخزب بعد استشهاد قاىده وامينه الغام السيد خسن نصر الله القائد الاممي الى حزب  برمزية عالمية

    6_ علينا تذكير الاحبة ان ماتحقق من انتصار لحزب الله  بلحاظ التالي

    ● الفارق الكبير  في القدرات والامكانيات  التسليحية  والمالية والموارد البشرية القتالية

    ● الفارق التكنلوجي والجو فضائي القتالي والاستخباري

    ● ان حزب الله هو حزب وليس دولة او تحالف جيوش او محور  ومع ذلك انتصر وحقق مالم تحققه امم وانظمة في مواجهة  امريكا والناتو و بريطانيا  واسرائيل  وكثير من الانظمة العبرية

    ● ان طبيعة المقاومة بماهي _مقاومة تختلف تكتيكاتها و اساليبها القتالية فهي لا تعتمد انظمة القتال الكلاسيكية المتعارف  عليها _الجبهوية ومعارك السواتر والخنادق بل عمليات الكر والفر وحروب العصابات  التي تخصع لقواعد  خاصة

    ومع ذلك  كان لحزب الله الحظوة والخطوة والقيادة والريادة والطلقة  الاخيرة •

    هكذا اذا تجردنا  بكل نكران ذات وتاملنا بموضوعية ومهنية سنجد حزب الله حقق نصرا عظيما لايراه الا اعمى البصر والبصيرة

    صحيح ان حلاوة النصر ذابت بمرارة  الفقد للعديد من القادة والشهداء وعلى راسهم سماحة شهيدنا الاقدس السيد حسن نصر الله

    لكن علينا ان ندرك ان ضريبة وثمن الانتصار حتما باهضة •

    وان النصر لايخرج من الارض بل يؤخذ بدماء الرجال  الرجال

    وكما قال سماحته

    اننا عندما ننتصر _ ننتصر

    وعندما نستشهد_ننتصر

    انا شيعي

     

  • الواقعية السياسية في نهج الدولة العراقية: قراءة في استراتيجية الحكم والتوازن

     

    كتب رياض الفرطوسي

    في عالم متغير تموج فيه التحولات السياسية والاقتصادية، تتجلى أهمية الواقعية السياسية كخيار استراتيجي للدول التي تسعى للحفاظ على استقرارها وتعزيز مكانتها. وفي العراق، تبنت حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هذا النهج كركيزة أساسية في إدارة الدولة، مستندةً إلى قراءة دقيقة للمواقف الداخلية والخارجية، بعمل دؤوب ومنظم يجمع بين التخطيط الاستراتيجي والتقدير الواقعي للتحديات والفرص.

     

    بين التحديات والفرص: قراءة مدروسة للواقع

     

    أدركت الحكومة العراقية الحالية أن الأحداث لا تسير وفق مسار ثابت، بل تتغير وفق معطيات سياسية واقتصادية متشابكة. ومن هذا المنطلق، انتهجت الدولة سياسة قائمة على قراءة مدروسة لكل الاحتمالات، واضعة في الاعتبار التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على العراق، سواء داخلياً أو خارجياً. وتبرز هذه المقاربة من خلال تعاطي الحكومة مع القضايا الإقليمية والدولية بحكمة وتوازن، ساعيةً للحفاظ على سيادة العراق بعيداً عن سياسات المحاور والاستقطابات.

     

    التوازن السياسي: مفتاح الاستقرار الوطني

     

    لعل أبرز ما يميز نهج السوداني هو القدرة على تحقيق توازن سياسي بين مختلف الأطراف، داخلياً وخارجياً، وهو ما ساهم في تعزيز الاستقرار الوطني. فالحكومة عملت على تحقيق سياسة وسطية تجمع بين المصالح الوطنية والانفتاح على القوى الإقليمية والدولية، في ظل بيئة مشحونة بالصراعات والاستقطابات الحادة. وقد أتاح هذا النهج للعراق فرصة الاستمرار في مسار البناء والتنمية بعيداً عن التدخلات الخارجية التي قد تهدد استقراره.

     

    الإنجازات الاستراتيجية والبعد الواقعي للإصلاح

     

    على المستوى الداخلي، عمدت الحكومة إلى اتخاذ قرارات حقيقية ذات تأثير فعلي، انعكست على مزاج الشارع العراقي وساهمت في تحويل مسار الدولة من الأزمات المتكررة إلى تحقيق إنجازات ملموسة. لم يكن الأمر مجرد شعارات استعراضية أو خطوات دعائية، بل اعتمدت الحكومة على منهجية تقوم على النتائج الواقعية التي عززت ثقة الشعب بالحكومة.

     

    وفي هذا السياق، نجحت الدولة في تبني سياسات اقتصادية ومالية تعكس ثقل العراق في المنطقة، مستفيدةً من موارده الضخمة لضمان استدامة مشاريع البناء والتنمية. فالتخطيط السليم والتوجه نحو استثمار الثروات الوطنية بوعي ومسؤولية أسهما في تحقيق منجزات تعزز مناعة الدولة أمام التحديات الاقتصادية العالمية.

     

    العراق بين النفوذ الإقليمي والضغوط الدولية

     

    من أبرز التحديات التي واجهتها حكومة السوداني هو التعامل مع التوترات الإقليمية، خاصة بين الولايات المتحدة وإيران. وقد سعت الدولة إلى النأي بنفسها عن هذه الصراعات، مجنبة العراق أن يكون ساحة لتصفية الحسابات. إلا أن هذا الحياد الإيجابي لم يكن موقفاً سلبياً، بل جاء في إطار سياسة واعية تأخذ في الاعتبار مصالح العراق العليا وتعمل على تحقيق الاستقرار بعيدًا عن التأثيرات الخارجية.

     

    لكن هذا التوازن ليس أمراً سهلًا، إذ يواجه العراق تحديات سياسية داخلية، أبرزها التشرذم في الصف السياسي الشيعي، حيث لا يزال هناك خلافات بين القوى الشيعية في السلطة، ما يجعلها عرضة للتهديدات والاختراقات. إدراكاً لهذا الخطر، فإن نقطة القوة الحقيقية تكمن في توحيد الموقف السياسي وتقدير خطورة المرحلة، خاصة مع التحذيرات المتزايدة من قبل الإدارة الأمريكية، والتي تتطلب استجابة حازمة تستند إلى التخطيط السليم والوحدة الوطنية.

     

    في ظل ما حققته الدولة من استقرار سياسي وأمني، بات لزاماً على القوى الشيعية تجاوز حالة التشرذم والانقسام، واستثمار هذا الهدوء الاستراتيجي في تعزيز مكانتها السياسية ضمن الإطار الوطني. فالشارع العراقي، الذي بدأ يستشعر ثمار التحولات الإيجابية، يتطلع إلى وحدة سياسية تعكس نضجاً ووعياً بمصلحة العراق العليا. إن استثمار هذه المنجزات والانطلاق نحو رؤية مستقبلية تتجاوز المصالح الفئوية الضيقة، هو السبيل الوحيد لترسيخ دورهم في المشهد السياسي العراقي والإقليمي بصورة أكثر استقرارًا وتأثيراً.

     

    الواقعية السياسية: ضرورة لتعزيز سيادة الدولة

     

    إن تبني الدولة للواقعية السياسية ليس مجرد خيار، بل ضرورة تفرضها طبيعة المرحلة ومتغيرات المشهد الإقليمي والدولي. ومن هذا المنطلق، فإن القوى السياسية العراقية مطالبة بدعم هذا النهج، والعمل على ترسيخ مبادئ التنظيم والتضامن الوطني بعيداً عن المصالح الفئوية الضيقة.

     

    إن العراق اليوم أمام فرصة تاريخية للتحول إلى دولة قوية ومتماسكة، قادرة على مواجهة التحديات وتعزيز مكانتها في المنطقة. وهذا لن يتحقق إلا من خلال رؤية استراتيجية تجمع بين الحكمة السياسية والإدارة الفعالة، وهو ما بدأ يتجلى في سياسات حكومة السوداني، التي توازن بين متطلبات الداخل ومتغيرات الخارج.

     

    بين الحلم والواقع

     

    يبقى الحلم بعراق قوي ومتماسك هدفاً مشروعاً، لكن تحقيقه يتطلب التخطيط الدقيق والعمل الجاد، في ظل نهج سياسي متزن يوازن بين المصالح الوطنية والتحديات الإقليمية. الواقعية السياسية التي تبنتها الدولة ليست مجرد تكتيك مرحلي، بل استراتيجية تستوجب الدعم من جميع القوى السياسية، لتأسيس عراق قادر على مواجهة المستقبل بثقة واستقرار.

  • الامانة العامة والامين العام في حزب الله 

     

    بقلم _ الخبير عباس الزيدي

    اولا_شهد حزب الله في مرحلة السيد الشهيد الاقدس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله_ رضوان الله عليه نقلات وقفزات كبيرة وعلى مستويات مختلفة في المسيرة الظافرة لحزب الله

    جاء ذلك استكمالا  لما حققه السيد الشهيد الأمين العام  الاسبق للحزب السيد عباس الموسوي _ رضوان الله عليه واهتمامه البالغ في مؤسسات الحزب و تحسين القدرة القتالية •

    هذه المرحلة الصعبة والمعقدة مابين مرحلة التاسيس والبناء تزامنت مع سنوات  صراع شرسة ومعقدة  مع اكثر من احتلال وعدو وعدوان •

    ان شهادة سماحة  السيد حسن نصر الله كانت مكملة للإنجاز العظيم الذي حققه خلال مسيرته الجهادية بمعنى واضح ودقيق ان تلك  الشهادة احتضنت  سماحة  السيد وتكرمت وتشرفت به من ناحية وأضافت كم غير محدود من العطاء  والإنجازات التي حفلت به حياته الشريفة •

    ولعمري ذلك شي نادر وحصري في عصرنا  الراهن

    وهذا العطاء  والانجاز  الذي تحقق في الشهادة لم يكن محصورا او حصرا على  بقعة جغرافية مثل لبنان او طائفة معينة او دين  ومذهب او خط رسالي محدد بل تجاوز  الآفاق والحدود والطوائف  والاديان والمعتقدات  السماوية والوضعية والغناوين  الايدلوجية الاخرى •

    وهنا نرى بشكل  دقيق مدى تاثر سماحته وعشقه للنهج الحسيني  ومدرسة كربلاء التي لايمكن احصاء آثارها  وثمارها وبالتالي انعكاسها على الواقع •

    ثانيا_ ان شهادة سماحة السيد وتشييعه بهذا الحظور المهيب و بمشاركة عالمية اضاف واقعا جديدا على حزب الله  ومريديه بعد القائد الاسطوري والاستثنائي والتأريخي والاممي الانساني علما ان كثير من المقربين من سماحة سيدنا وشهيدنا الاقدس يعلموا ان سماحته لم يكن يوما من الايام يعمل لأجل طائفة او لبنان فقط او لمحور المقاومة فحسب ولم يكن حكرا على ما ذكرناهم بل كان يتصدى ويقاتل الظلم و الاستكبار  ويحث على المشاركة  الميدانية مع حركات التحرر و المقاومةالعالمية •

    ثالثا_يقينا ومن خلال  مشهدية التشييع انتقلت  المواجهة  مع الاستكبار  والصهيونية  العالمية الى مرحلة  جديدة مفتوحة على  مستويات مختلفة

    سوف ترسم معالمها وقواعدها الاحداث  المقبلة على مستوى المنطقة والعالم •

    رابعا_ وهو الاهم _

    انتخب  حزب الله سماحة الشيخ نعيم  قاسم امينا عاما  لحزب الله خلفا للسيد الشهيد الهاشمي_ رضوان الله عليه و المتعارف عليه ان جميع مواقع المسؤولية في الحركات  الجهادية  هي تكليف  وليس تشريف…  !!!

    والمتحقق مابعد استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله لم يتحقق في اي حزب او حركة  معاصرة او غير  معاصرة وتعد فريدة في التاريخ وتتمثل في العلاقة  مابين الامين العام  والأمانة  العامة •

    اليوم الامانة العامة في القرار  والتنفيذ انتقلت  الى عناصر الامة وبيئة المقاومة وحاضنتها  الشعبية في مشروع القرار  _ والقرار نفسه والاداة التنفيذية وتلك الية واسلوب نادر من الصعب ان يتكرر  بحيث عبر عن الشراكة  الحقيقية  والممارسة  الديمقراطية بطريقة عملية وسلسة بعيدا عن  كل التعقيدات  والتسويف والنفاق السياسي  لتعبر عن إرادة ومطالب عناصر  الامة•

    وهذه معجزة تضاف الى السفر الخالد  لحزب الله

    وسوف نذكر موقفين لا اكثر كدليل على ماطرح انفا…..

    1_ عمليات تحرير القرى الاخيرة  (وليست عمليات الدفاع ابان العدوان الصهيوني)  التي هب ابناء الجنوب لتحريرها في حركة شعبية مجردة  لبعض المناطق  التي  لم ينسحب منها العدو الصهيوني ومن ثم انسحابه مجبرا مهزوما امام ارادة ابناء امة حزب الله وحاضنته الشعبية •

    2_ اراء وتعبيرات وكلام ابناء الجنوب  ومواقفهم    في الزيارة الاخيرة لرئيس الحكومة اللبنانية_  نواف سلام والتي هي  بمثابة قرارات ملزمة للحكومة ورئيسها قي تحرير الارض واعادة المهجرين وعملية البناء والأعمار

    فلو تمعنا بكلام ابناء الجنوب  والمنطق  المنفرد او السياق العام والحالة والظروف  والواقع لوجدناها تمت هندستها وصياغتها على مستوى امانة عامة ينقصها صياغة وديباجة لتعبر عن بيان متكامل•

    بتعبير عفوي وشفاف ومطالب حقه  لاسترجاع الارض وتحريرها وان تطلب الامر بالقوة من العدو والتمسك بخيارالمقاومة مع التاكيد  على الثلاثية الذهبية _ تلاحم الجيش  والشعب والمقاومة والتذكير بضرورة تحمل الحكومة اللبناتية مسؤوليتها  في التصدي  للعدوان الصهيوني  بعيدا عن الاملاءات الامريكية ثم تعبير  ذوي الشهداء  بتمسكهم بهذا الخيار  _ المقاومة _ وتقديمهم لفلذات اكبادهم وابنائهم للدفاع عن لبنان دون منة بل تأكيدهم للاستعداد لتقديم المزيد من  التضحيات كواجب شرعي و اخلاقي و وطني مع تاكيدهم لرئيس الحكومةان هذا الموقف     دون خلفية سياسية..!!؟

    وهذا كلام كبير  وخطير يضع كل اصحاب القرار في لبنان  من رئاسات ومنظمات واحزاب في حرج كبير وليس حكومة نواف سلام فقط وفي ذات الوقت يكشف  عن استراتيجية  جديدة  رسمها دم  شهيدنا  وقائدنا  الاقدس  سماحة  السيد  حسن نصرالله  رضوان الله عليه

    فهل مات نصر الله … ؟؟؟؟

    ولمثل هذا فليعمل العاملون  ويتنافس المتنافسون

    نصرنا قادم

    موقفنا ثابت

    قرارنا مقاومة

  • بغداد صانعة التوازنات: نحو ريادة عربية في مرحلة التحولات

     

    كتب رياض الفرطوسي

    في قلب التحولات الكبرى التي تعصف بالمنطقة، تعود بغداد إلى الواجهة، لا كمتلقٍ للأحداث، بل كفاعل أساسي يسهم في صياغة التوازنات الإقليمية وإعادة ترتيب المشهد العربي. فمع استضافة القمة العربية في مايو المقبل، تضع العاصمة العراقية نفسها على طريق استعادة دورها التاريخي كجسر للتواصل، ومنصة لصناعة القرار، وركيزة للاستقرار في منطقة تموج بالأزمات . لم تكن السنوات الماضية سهلة على العراق، لكن رغم التحديات، استطاع أن يثبت قدرته على الصمود وإعادة بناء نفوذه السياسي إقليمياً ودولياً. واليوم، ومع تصاعد الأزمات من فلسطين إلى البحر الأحمر، ومن سوريا إلى الملف النووي الإيراني، تبدو بغداد المكان الأنسب لإطلاق رؤية عربية جديدة، رؤية تتجاوز إدارة الأزمات إلى استباقها وصياغة حلول مستدامة لها . القمة العربية القادمة في بغداد تحمل رمزية تتجاوز مجرد اجتماع سياسي؛ إنها إعلان لعودة العراق إلى دوره الطبيعي، كدولة قادرة على الجمع بين الأطراف المختلفة، وتحقيق التوازن بين القوى المتنافسة. فبفضل موقعه الجغرافي الفريد وعلاقاته المتوازنة مع مختلف القوى الدولية والإقليمية، يمتلك العراق اليوم القدرة على قيادة مبادرات التهدئة، ودفع الحلول السياسية التي تحتاجها المنطقة بشدة . لكن رهان العراق لا يقتصر على مجرد استضافة ناجحة للقمة، بل على ترسيخ دوره كدولة محورية في صياغة المستقبل العربي. فالمرحلة القادمة تتطلب قادة قادرين على تحويل التحديات إلى فرص، والعراق اليوم، وهو يستعيد استقراره الداخلي، مؤهل ليكون هذا القائد . بغداد لم تعد مجرد شاهد على التحولات، بل صانعة لها. والقمة القادمة قد تكون نقطة الانطلاق نحو مرحلة جديدة، يصبح فيها العراق ليس فقط مركزاً للحوار، بل حجر الزاوية في بناء منظومة عربية أكثر تماسكاً وتأثيراً في النظام العالمي.

  • سؤال الدولة: بين مخاوف الماضي وأوهام الهيمنة

     

    كتب رياض الفرطوسي

    منذ عام 2003، وجد شيعة السلطة في العراق أنفسهم أمام معادلة معقدة: كيف ينتقلون من فضاء التاريخ، الذي برعوا فيه تأويلًا واستحضاراً، إلى حقل الدولة، الذي يتطلب إدارة واقعية حديثة؟ لقد أثبتت التجربة أن الشيعة في العراق يجيدون السرديات، لكنهم يتعثرون أمام معادلات الحكم وبناء المؤسسات. وبينما يظل التاريخ ساحةً مفتوحةً للرموز والتفسيرات، فإن الدولة لا تقبل سوى منطق المؤسسات والعلمية والتخطيط، وهو ما لم يترسخ في وعي الطبقة السياسية الشيعية، التي وجدت في التغيير بعد 2003 فرصة للسلطة، لا للدولة. لطالما كان سؤال الدولة مؤجلًا في الوعي الشيعي السياسي، إذ لم يكن حاضراً في الأدبيات الفكرية التي صاغت رؤيتهم للسلطة. وحين ساهموا في تأسيس الدولة العراقية الحديثة، كان جلّ اهتمامهم ينصب على الرمزية السياسية، كما تمثل في دعمهم للملك الهاشمي، لا على بناء الهياكل التأسيسية للدولة. ومع سقوط نظام البعث، لم يمتلكوا تصوراً واضحاً لمفهوم الدولة الحديثة، فاستعاضوا عنه بـالشعارات، مرتكزين على خطابين متلازمين: العدو الخارجي، والقلق الداخلي . وفي ظل غياب المشروع، لم يسعَ شيعة السلطة إلى بناء المؤسسات أو تعزيز دور النخب، بل عملوا على احتكار التمثيل الداخلي، دون إدراك أن السلطة لا تعني الدولة، وأن الحكم لا يترسخ بالشعارات وحدها. وهكذا، أصبح السؤال الجوهري غائباً: كيف تبنى الدولة؟ وبدلًا من الإجابة، كانت هناك محاولات لتأجيل السؤال، عبر تكريس أزمات سياسية لا تنتهي، مما جعل البلاد تغرق في دوامة الفوضى والانقسامات . هنا تتجلى المفارقة بين الشرعية والمشروعية. فالشرعية تستند إلى القانون والدستور، أما المشروعية فتعتمد على القبول الجماهيري. ومنذ 2003، ظلّت الشرعية شكلية، بينما المشروعية غائبة، إذ إن أكثر من ثلثي العراقيين قاطعوا الانتخابات، فاقدين الثقة في العملية السياسية. غير أن السلطة وجدت في هذا العزوف فرصةً للاستمرار دون مساءلة، مستفيدةً من شكل ديمقراطي ، بينما الواقع أقرب إلى ثيوقراطية مقنعة، حيث يُنظر إلى الحكم كتكليف إلهي، لا كمسؤولية أمام الشعب . لكن حتى داخل الطيف السياسي الشيعي، هناك انقسامات فكرية حادة. إذ تتجاذبه نظريتان : اولا . الحسينية : رؤية تقوم على استحضار الماضي والثأر الرمزي، وتكريس الوعي بالمظلومية . ثانيا. المهدوية : رؤية تركز على المستقبل، وترى أن التغيير الحقيقي مرهون بانتظار الخلاص . ورغم اختلاف المنظورين، فإن الأغلبية السياسية تتبنى المقاربة الحسينية، باستثناء المدرسة الصدرية، التي تقدم قراءة مختلفة تعتمد على دور شعبي أكثر حركية. وفي ظل هذا التباين، نشأ كيان سياسي غير واضح المعالم، لا يمكن تعريفه بدقة: هل هو دولة؟ سلطة؟ انتخابات؟ ديمقراطية؟ أوليغارشية ؟ . إن بناء الدولة يتطلب احتكار التمثيل الداخلي، والتغيير من الداخل، لا مجرد استثمار في الأزمات. لكن التجربة العراقية أثبتت أن التحولات السياسية الكبرى جاءت بتدخلات خارجية، مما أفقدها القدرة على تأسيس مشروع . لذا، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: كيف نستثمر اللحظة الراهنة لصياغة مستقبل مختلف؟ إن تجاوز أزمة الحكم يتطلب إعادة تعريف الشيعية السياسية خارج ثنائية التيار والإطار، واستعادة مفهوم الدولة بوصفها مشروعاً قائماً على المؤسسات، التخطيط، والتحديث، لا ساحةً لصراعات الهويات والانقسامات التاريخية . إن التحول من سلطة الطوائف إلى دولة المؤسسات ليس مجرد خيار سياسي، بل ضرورة تاريخية. فهل يستطيع شيعة السلطة كسر عقدة الماضي وأوهام الهيمنة، وطرح سؤال الدولة بعيداً عن مخاوفهم المزمنة؟ هذا هو التحدي الذي سيحدد مستقبل العراق .

  • مرآة الهزيمة: كيف يرى المنكسر العالم؟

     

    كتب رياض الفرطوسي

    في زاويةٍ معتمةٍ من العقل، حيث تتراكم ظلال الخوف والانكسار، يولد الفكر المنكسر، متشبثاً بفكرة أن الحدث الأخير هو المصير المحتوم. يرى الحياة وكأنها مشهدٌ وحيدٌ لا يتكرر، والنهايات كأنها أحكامٌ لا رجعة فيها، متجاهلًا أن الزمن نهرٌ متدفق، لا يتوقف عند عقبةٍ واحدةٍ، بل يمضي في دورانه اللامتناهي كما يظن الطائر الذي يعلق في شباك الصياد أن السماء لن تفتح له أفقها مرة أخرى، كذلك يعتقد المنكسر أن كل خسارةٍ هي سقوطٌ أبدي، وأن العثرات مجرد قبورٍ تحفرها الأيام. ينظر إلى انعكاسه في مرآةٍ غائمة، فلا يرى إلا كدماتٍ متخيلة، متجاهلًا أن الغيوم نفسها التي تحجب الشمس قد تكون سبباً في هطول المطر، حيث تنبت الأرض من جديد إنه عقلٌ تشكَّلَ عبر الزمن وفق معايير حادةٍ للفشل والنجاح، فبات أسيراً لنظرةٍ أحادية، يرى بها لحظة الانهزام وكأنها فصل الختام، والنصر وكأنه تاجٌ لا يناله إلا المحظوظون. يراقب الحياة من بعيد، كما لو كان رهينةً في سجن أفكاره، ينتظر حكماً لا يصدر إلا من ظلال الماضي، غير مدركٍ أن الأيام كتابٌ لا تنتهي صفحاته بمعركةٍ عابرة الهزيمة ليست سقطةً نهائية، بل درسٌ يتعلمه المرء ليعيد ترتيب خطواته، كما أن النصر ليس رايةً تُرفع لمرةٍ واحدة، بل مسيرةٌ طويلةٌ من الصبر والتطور. وحده من يدرك أن الألوان تمتزج لتشكّل لوحةً متكاملة، وليس مجرد ثنائية قاتمة من الأبيض والأسود، يستطيع أن يرى في كل سقوطٍ فرصةً جديدة، وفي كل خسارةٍ نقطة انطلاقٍ أقوى مثل زهرةٍ تسقط أوراقها في الخريف، لكنها تعد نفسها للربيع القادم، كذلك يمكن للإنسان أن يعيد بناء نفسه، متجاوزاً أحكام اللحظة الواحدة. أما من استسلم لصوت الهزيمة، فسيظل في متاهة الخوف، يفسر كل نسمة ريحٍ على أنها عاصفةٌ هوجاء فهل آن الأوان لنكسر مرآة الهزيمة، وننظر إلى الحياة بعينٍ ترى ما وراء اللحظة، بعيداً عن قيود الذكريات المثقلة بالانكسارات؟.

زر الذهاب إلى الأعلى