العراق

  • أحجار على رقعة الشطرنج: كيف رسمت أمريكا مصير الشرق الأوسط.؟

     

    كتب رياض الفرطوسي

    في ظل غروب شمس الاستعمار القديم، وبزوغ فجر قوة جديدة، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ترسم خطوطاً خفية على خريطة الشرق الأوسط، خطوطٌ ستتحول مع الزمن إلى ندوب عميقة في جسد هذه المنطقة المضطربة. كانت الأربعينيات من القرن العشرين لحظة فارقة، حيث بدأت واشنطن تدرك أن الشرق الأوسط ليس مجرد أرضٍ غنية بالنفط، بل هو رقعة شطرنج جيوسياسية، يمكن من خلالها تحقيق الهيمنة العالمية. وهكذا، بدأت رحلة أمريكا الطويلة، من دعم الانقلابات إلى الاحتلال المباشر، في سعيها لترسيخ نفوذها. لم تكن الولايات المتحدة تريد أن تكون مجرد لاعبٍ آخر في الشرق الأوسط، بل أرادت أن تكون المهندس الخفي الذي يصوغ مصير المنطقة. وكانت الجيوش العربية هي الأدوات المثالية لتحقيق هذا الهدف. في مصر، بدأت واشنطن ببناء شبكة من العلاقات مع الضباط العسكريين، الذين رأت فيهم قوة قادرة على تغيير الأنظمة لصالحها. لكن اللعبة الحقيقية بدأت في سوريا. في عام 1949، كانت سوريا تعيش حالة من الاستقرار النسبي، مع دستور ديمقراطي وبرلمان نشط. لكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) قررت أن تلعب دوراً آخر. دعمت الانقلاب الذي قاده حسني الزعيم، والذي أطاح بالحكومة المدنية. كانت هذه الخطوة الأولى في سلسلة من الانقلابات التي ستغير وجه المنطقة. لم يكن الزعيم سوى قطعة صغيرة في لعبة أكبر، حيث بدأ النفوذ الأمريكي يحل محل النفوذ الفرنسي، وبدأت سوريا تفقد بريقها الديمقراطي. في خضم هذه التغيرات، ظهر حزب البعث كقوة واعدة، يحمل شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية. لكن حتى هذا الحزب لم يسلم من التأثير الأمريكي. يُقال إن ميشيل عفلق، أحد مؤسسي الحزب، لعب دوراً في تسهيل دخول النفوذ الأمريكي إلى المنطقة، كبديل للاستعمارين البريطاني والفرنسي. لكن الحزب، الذي بدأ كحلمٍ لتوحيد العرب، سرعان ما انقسم إلى فروع متناحرة في سوريا والعراق، وأصبح أداةً في يد القوى الخارجية. في خلفية هذه الأحداث، كان هناك رجالٌ يعملون في الظل، يحركون الخيوط بعناية. واحد من هؤلاء كان مايلز كوبلاند، ضابط المخابرات الأمريكية الذي كشف لاحقاً في كتابه “لعبة الأمم” عن كيفية تحويل الدول إلى قطع على رقعة الشطرنج. كان كوبلاند يؤمن بأن السياسة هي لعبة قذرة، وأن الغاية تبرر الوسيلة. وبالفعل، كانت الولايات المتحدة تستخدم كل الوسائل الممكنة، من الدعم المالي إلى التهديدات السرية، لضمان ولاء الأنظمة الجديدة. لم تكن سوريا وحدها هي مسرح الأحداث. في إيران، لعبت الولايات المتحدة دوراً محورياً في انقلاب عام 1953، الذي أطاح برئيس الوزراء محمد مصدق، وأعاد الشاه إلى السلطة. كان هذا الانقلاب، الذي قاده كيرميت روزفلت من CIA، لحظة حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط. فقد أظهر أن واشنطن مستعدة لتغيير أنظمة الحكم بالكامل إذا تعارضت مع مصالحها. لكن هذا التدخل ترك إرثاً مريراً، حيث ساهم في تأجيج العداء تجاه أمريكا، والذي انفجر لاحقاً في الثورة الإسلامية عام 1979. بعد نصف قرن من الانقلابات والتدخلات السرية، قررت الولايات المتحدة أن تلعب لعبتها بشكلٍ علني. في عام 2003، قادت تحالفا دولياً لغزو العراق، تحت ذريعة القضاء على أسلحة الدمار الشامل. لكن الغزو، الذي أطاح بنظام صدام حسين، لم يحقق سوى الفوضى. تحول العراق إلى ساحة حرب طائفية. كانت هذه اللحظة بمثابة نقطة تحول في سياسة أمريكا بالمنطقة، حيث بدأت تدرك أن القوة العسكرية المباشرة قد تكون أكثر تكلفةً مما تستحق. مع تراجع الاعتماد على نفط الخليج، بفضل اكتشافات النفط الصخري، بدأت الولايات المتحدة تعيد تقييم دورها في الشرق الأوسط. لم تعد واشنطن ترى المنطقة كساحة حصرية لها، بل كساحة متعددة الأقطاب، حيث تتنافس قوى مثل روسيا والصين وإيران وتركيا على النفوذ. الصراعات المستمرة في سوريا واليمن، والتحديات الأمنية المتزايدة، أجبرت أمريكا على تبني استراتيجيات جديدة، تعتمد أكثر على الدبلوماسية والشراكات الإقليمية. من دعم الانقلابات في منتصف القرن العشرين إلى الغزو المباشر للعراق، كانت رحلة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مليئة بالدروس والعبر. لكن السؤال الذي يبقى معلقاً هو: هل تعلمت امريكا من أخطائها؟ أم أن المنطقة ستظل ساحة لتجاربها الجيوسياسية؟ اليوم، بينما تتجه واشنطن نحو سياسات أكثر حذراً، يبدو أن الشرق الأوسط يقف على مفترق طرق. فهل ستكون العقود القادمة فرصةً لبناء مستقبل أكثر استقراراً؟ أم أن المنطقة ستظل رهينةً لأحجار الشطرنج التي تحركها القوى العظمى؟ هذه ليست مجرد قصة عن السياسة أو النفوذ، بل هي قصة عن شعبٍ حُكم عليه بأن يعيش في ظل لعبةٍ لا يتحكم بقواعدها. قصةٌ تذكرنا بأن الشرق الأوسط، بكل تعقيداته، ليس مجرد رقعة شطرنج، بل هو قلب العالم النابض، الذي يستحق أكثر من أن يكون ساحةً للحروب والتدخلات.

  • أصل الصراع _الشيعةو الظرف الصعب (ازمة الشيعة في العالم )

     

    بقلم_الخبير عباس الزيدي

    اولا_ في أصل الاشكاليات

    يرى البعض ان احداث الحادي عشر من سبتمبر انتهت بهجوم على المذهب السني

    في حين اسفر طوفان الاقصى عن هجوم غير مسبوق على الشيعة

    والحقيقة تكمن لا في هذا ولا في ذاك بل في النيات المبيتة لاستهداف الاسلام المحمدي الاصيل بمذاهبه وفروعه وعقائده واصوله كمشروع يقود الحياة▪︎

    الحديث عن الظرف الصعب والازمة والهجوم غير المسبوق على الامة المستضعفة ( الشيعة )

    هو موضوع لايخضع للفلسفة بقدر ماهو يحتاج الى الفهم العقائدي وقراءة لتاريخ التشيع او الرفض ان صح التعبير منذ اللحظة الاولى بعد استشهاد الرسول الاكرم صل الله عليه واله وسلم والقضية حسب فهمي لا تتعلق بمذهب معين بل في القصة الكاملة للبحث عن عصا موسى عليه السلام والهجمات اليهودية التي طالت جميع الانبياء والرسل وماتبقى من عصارة وخلاصة الاديان التي انتهت بالرسول الاكرم و وارثيه من اهل بيت النبوة وبالتالي منقذ البشرية الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف الذي نعيش هذه الأيام ذكرى ولادته المباركة

    وهنا يتوضح ان جل مايحصل في العالم من صراع ليس صراعا أيديولوجيا وفكريا يقدر ماهو صراع ديني بحت وان حاول البعض بتأطيره بإطار مدني حضاري ورمى بسهامه نحو الاسلام واتهامه بالتعصب او نشر الاسلام فوبيا.

    والخلاصة في حروب الاديان تكمن في العقائد والقيم التي تطال كل التفاصيل الدقيقة وهنا تبرز معركة الوعي كأحد اسس المواجهة و واحدة من خطوط الصد الكبرى سواء كانت الدفاعيةاو الهجومية▪︎

    علما لكل دين او ملة منقذ سواء كانت هذه الملة موحدة او غير موحدة ويبقى المنقذ او المخلص واحد ليس اكثر •

    وبالعودة الى موضوع ازمة الشيعة فلابد من ملاحظة التالي

    1_ تم توجيه السهام للتشيع منذ اللحظة الاولى لاستشهاد الرسول عندما كانت الهجمة تستهدف التشيع ممثلا بامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وخاصته الغر المنتجبين من الرهط الاول عمار واباذر وسلمان الفارسي والمقداد وغيرهم

    بمعنى ان التشيع عاش الازمة والظرف الصعب منذ ذلك اليوم حتى هذه اللحظة وحتى يقضي الله امرا كان مفعولا

    2_عند متابعة سيرة الائمة المعصومين من ال محمد صلوات الله عليهم اجمعين مع اختلاف العصور والدهور والحكام والطواغيت والجبابرة نرى وبوضوح تام دون لبس ان سفرهم الخالد ينسجم مع كل مرحلةدون تقاطع على قاعدة تعدد الادوار مع وحدة الهدف

    3_ من اكبر الادلة على ماتقدم هو اخراج المنظومة الفكرية والعقدية للتشيع دون تناقض او اختلاف على مستوى النص او الحديث او الرواية بل حتى على مستوى تواتر سيرة المعصومين كلا بحسبه وظرفه وزمانه

    4_ اللطيف في ذلك ومنذ الغيبة الكبرى ومنذ اخر سفير للامام وتوالي العلماء والفقهاء والمجتهدين من ولاة الامر ومراجع التقلبد ايضا لم تشهد تقاطعا او اختلافا جذريا او رايا مخالفا والاهم يكمن في المواقف حيال الازمات والظروف العصيبة بالقدر الذي اصبحت في سيرة الامام المعصوم عليه السلام منهاجا عمليا للعلماء والعرفاء في التعامل والسلوك السياسي بإطاره الفقهي الفتوائي وايضا كلا بحسب الدهر والعصر والظرف الزمكاني الي عاشه الفقيه او الولي او مرجع التقليد

    5_الامة المستضعفة..؟؟

    الواقع يقول ان الشيعة هم الامة المستضعفة بلحاظ الاية الكريمة ) ونريد ان نمن على الذينةاستضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ) وبكل تجرد ونكران ذات سنرى جميع الباطل والشر في العالم تخندق واصطف لمحاربة التشيع فأين ما وجد الشيعة وجدت الحروب والاستهدافات والحصار والقرارات الجائرة بالضد منهم •

    الخلااصة ان التشيع او رفض الباطل من الطبيعي ان يعيش الازمة بسبب مواقفه ضد الاستكبار والطواغيت والجبابرة ومن الطبيعي أن يدفع ضريبة ذلك من تضحيات ودماء وقادة التي هي عطاءا ثرآ يؤتي باكله ولو بعد حين ▪︎

    6_ كان ولازال اللطف الإلهي والايادي الجميلة ترعى التشيع وهذا البعد الغيبي لايدركه الاعداء بل حتى بعض الشيعة في العالم

    7_ الامل _ هو الباعث والوازع الذي تخطت فيه الشيعة ازماتها وتجاوزت فيه شتى انواع الحروب والاستهدافات على مرور الزمن

    هذا الامل ورغم التضحيات الجسام كان دافعا للتصدي والصمود والإصرار والثبات وهو ليس امل طوبائي بل مستخلص من الشربعة و العقائد الحقة وهنا لابد من المرور على قضية الانتظار والاستعداد لها لكي تتحول الامة المستضعفة الى امة قادرة مقتدرة بكل الامكانيات والقدرات المطلوبة للمواجهة طيلة سنوات التمهيد والانتظار وهنا يصبح الامل باعث كبير يقفز من درجة خبر اليقين الى حق اليقين

    8_ المرونة

    لولا حنكة وحكمة المعصوم عليه السلام وعمق التكتيك الذي استخدمه لما صمدت استراتيجية التشيع حتى هذه اللحظة التي امتازت بالمرونة والمصداقية العالية

    ثانيا_ في المطلوب

    1_ من خلال ماتقدم على النخب الشيعية المثقفة ان تكتب في هذا المجال بالدرجة التي تنفتح فيها على الاخرين وتستشرف الاحداث وتضع حلول استباقية تمكنها من النفاذ دون الوقوع التشيع في زاوية حرجة او مكان صعب

    2_ نحن بحاجة ماسة الى ترجمة كثير من المفاهيم و العقائد ونشر ثقافة اهل للبيت عليهم السلام العقائدية والفكرية وحتى الفقهية لكي نؤثر في بيئة الاخرين

    فمثلا (على سبيل المثال لا للحصر ) فيما يخص عصرنا الراهن في موضوعة الملف النووي للجمهورية الإسلامية وفتوى السيد الولي اعلى الله مقامه حول السلاح النووي فان العالم الغربي وحتى العربي لايفهم هذه الفتوى ويذهب الراي العام العالمي مخدوعا بمجرد سماع مفردة ايران والنووي لذلك علينا توضيح ذلك

    ولاباس لنا في توضيح علل الشرائع حتى يفهمنا العالم خصوصا الراي العام العالمي وماذا تعني فتوى السيد الولي الققيه او مرجع التقليد ▪︎

    في مسالة الحقوق هل ترجمنا كشيعة رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام او نفذنا مشاريع تعبوية ومهرجانات وندوات تربوية وثقافية ؟؟؟؟

    من المؤكد اننا لن لم نقوم بذلك سوف تهاجم

    والامر ينطبق على نظرة الاسلام المشرقة للمرأة التي لا زالت غائبة عن الرأي العام العالمي ▪︎

    والامر ايضا ينسحب على المقاومة وشرعيتها الوضعية والسماوية ▪︎

    3_ من يحرك من .. ؟؟

    الاليات لازالت ضعيفة في توجيه وتحقيق الانفتاح وكشف الحقائق

    هل هي النخب ام القواعد الشعبية التي تدفع وتضغط على النخب وبالتالي تنامي عملية استثمار الوعي ورص الصفوف وفي ذات الوقت الولوج الى عمق المعسكرات الاخرى ليطلع أبنائها على حقيقة التشيع المتنور والحضاري وبالتالي الاسلام الاصيل كرائد وقائد للحياة

    4_ الاعلام …!!!؟؟؟

    وهنا أضع الالاف من علامات التعجب والاستفهام

    حيث فقداننا للاعلام النوعي الهادف للذي ينشر ويكشف حقيقة المعركة والحرب التي يشنها الاستكبار على اصل الاسلام المحمدي وهذا الامر ينسحب ايضا على مراكز البحوث والدراسات التي تتحمل مسؤولية كبرى في هذه المعركة

    5_ الخلاصة اننا بحاجة ماسة وقصوى لاعادة النظر في إليات عمل جميع مؤسساتنا 6_ ان معركتنا ليست عسكرية وأمنية فقط بل لها اذرعها ومدياتها و جوانبها الاخرى مثل الاقتصادية والثقافية والسياسية . الخ

    وهناولحشر من العدو في هذه الفترة يحاول تصفيرنا سياسيا وحعلنا على الهامش

    والله الله في المحافظة على حاكمة التشيع كلا من نوقعة ولابد من مؤازرة جمهورية ايران الاسلام بكل ما اوتينا من قوة لان موقعها كالقلب من بقية الجسد الشيعي وان الدفاع عنها واجب الوجوب وهي الراية الوحيدة الان في العالم ابتي تنطق وتعلن عن حاكمية التشيع وفق القران وسيرة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قي الحاكمية •

    ولله الحمد نحن لازلنا في عز صمودنا وثقلنا الميداني المؤثر في العدو وبيئته

    ثالثا_ في حسابات النصر والهزيمة ▪︎

    ماسطره ابناء امة حزب الله في محور المقاومة بحاجة الى منصف يرى الامور بالمجمل بنكران ذات بل حتى على مستوى الموازين المهنية بلحاظ الفارق في الامكانيات والقدرات بيننا وبين العدو والعدة والعديد

    وحتى على مستوى النتائج وعلى مستوى البيئة سيجد اننا منتصرون رغم كل الدعاية والصخب والكذب والخداع للآلة الاعلامية وخبراء الحرب النفسية •

    ومع ذلك نحن بحاجة الى اعادة النظر في كثير من القضايا والاليات والخطط والبرامجيات لاننا نطمح للافضل واصحاب رسالة قبل ان نكون اصحاب قضية او حقوق

    نحن امة لن تموت

    نصرتا قادم

    موقفنا ثابت

    قرارنا مقاومة

  • ترامب والتلاعب بالذاكرة: محاولة فاشلة لإعادة صياغة فلسطين

     

    كتب رياض الفرطوسي

    في خضم الأزمة الفلسطينية المستمرة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات صادمة تدعو إلى تهجير أبناء غزة إلى مصر والأردن، في محاولة مكشوفة لإعادة رسم خريطة الصراع وفق رؤية تتجاهل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. هذه التصريحات، التي تعكس عقلية الاستعلاء السياسي والتلاعب بالمصائر الإنسانية، ليست مجرد اقتراح عابر، بل امتداد لنهج طويل يسعى إلى تصفيه القضية الفلسطينية عبر إفراغ الأرض من سكانها وتحويلها إلى ملف إنساني بدلًا من قضية تحرر وطني. لكن فلسطين ليست ورقة مساومة، وأهلها ليسوا غرباء على أرضهم، والمخططات العابثة بمستقبلهم لن تمر كما لم تمر من قبل. هذه التصريحات ليست مجرد رأي سياسي عابر، بل هي دعوة صريحة للتطهير العرقي، وانعكاس لفكر استعماري بائد يعيد إنتاج مآسي التاريخ بوقاحة غير مسبوقة. ترامب، الذي ينظر إلى العالم بعدسة رجل الأعمال لا رجل الدولة، يعتقد أن القضايا الإنسانية يمكن أن تُحَل بمنطق الصفقات والعقارات، وأن فلسطين ليست سوى مساحة يمكن تغيير معالمها بقرار رئاسي أو تفاهم سياسي. لكنه يجهل، أو يتجاهل، أن فلسطين ليست للبيع، وأن شعبها ليس سلعة يمكن نقلها من مكان إلى آخر وفق أهواء القوى الكبرى. المفارقة الكبرى في هذا المشهد أن تصريحات ترامب، بدلًا من أن تُقابل بإدانة عالمية مطلقة، تحولت إلى محور النقاش الإعلامي، فأصبح الحديث يدور حول إمكانية تهجير الفلسطينيين بدلاً من الحديث عن الاحتلال والجرائم الصهيونية المستمرة. بهذه الطريقة، نجح ترامب، ومعه ماكينة الدعاية الإسرائيلية، في إعادة توجيه الوعي، وصرف الأنظار عن القضية الأساسية نحو مسألة مفتعلة، تكرس حالة الخوف وتُغرق الفلسطينيين في معركة غير حقيقية حول “مستقبلهم”، وكأن هذا المستقبل قابل للتفاوض أصلاً. هذه الاستراتيجية ليست جديدة. فقد مارست الولايات المتحدة وإسرائيل هذا النوع من غسل الدماغ الجماعي في محطات تاريخية سابقة، حيث يتم ضخ معلومات متكررة ومضللة لتوجيه الوعي العام نحو زاوية محددة. حدث ذلك عندما روج الإعلام الغربي لفكرة أن الجيش العراقي هو خامس أقوى جيش في العالم، ليس بهدف الاعتراف بقوته، بل لدفع صدام حسين نحو قرارات كارثية أفضت إلى انهيار العراق واحتلاله. واليوم، يُعاد إنتاج نفس السيناريو مع فلسطين، عبر إغراق الذاكرة الجماعية بسرديات زائفة تجعل الفلسطيني ينشغل بقضية “الخروج” و”العودة”، بدلاً من التشبث بجذوره ومقاومة الاحتلال. ما يفعله ترامب اليوم ليس مجرد تصريحات، بل هو جزء من عملية هندسة نفسية ممنهجة تهدف إلى محو الذاكرة الجماعية وإعادة برمجتها وفق أجندات تخدم الاحتلال. في كتابها عقيدة الصدمة، تتحدث الباحثة نعومي كلاين عن مفهوم “البياض”، وهو حالة يتم فيها تفريغ العقل الجمعي من تاريخه وهويته، ثم إعادة ملئه بسردية جديدة مفروضة عليه. ترامب يمارس هذا النهج بامتياز، إذ يحاول إحداث قطيعة بين الفلسطينيين وتاريخهم، عبر تحويلهم إلى لاجئين محتملين، بدلًا من أصحاب حق تاريخي وأرض مسلوبة. ما يحدث ليس مجرد محاولة لتهجير الفلسطينيين جسدياً، بل هو محاولة لتهجير وعيهم، وسلبهم ثقتهم بحقوقهم، بحيث يصبحون أكثر قابلية للقبول بالحلول المفروضة عليهم. إنها عملية إعادة تشكيل للإدراك الجمعي، بحيث تتحول القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني إلى أزمة إنسانية تتطلب حلاً إغاثياً، وهذا هو الخطر الأكبر. في مواجهة هذا المخطط، لا بد من استعادة الوعي بالقضية المركزية، وعدم السماح لترامب أو غيره بإعادة تعريف فلسطين وفق مصالحهم. إن غزة ليست مجرد مساحة جغرافية، بل هي جزء من كيان فلسطيني متكامل، وصمودها ليس معزولًا عن النضال الممتد عبر الأجيال. إن المعركة الحقيقية ليست حول التهجير أو البقاء، بل حول التحرر وإنهاء الاحتلال. وعي الفلسطينيين والعرب اليوم يجب أن يكون مقاوماً لمحاولات التلاعب، صامداً أمام حملات غسل الدماغ، ومحصناً ضد الدعاية التي تحاول تفكيك القضية إلى ملفات جزئية. قد يحاول ترامب، ومعه اللوبي الصهيوني، أن يخلق ذاكرة جديدة للفلسطينيين والعرب، ذاكرة قائمة على الرعب والتهديد بالتهجير، لكنه لن ينجح. لأن الذاكرة التي تصنعها المقاومة، والتي تُكتب بالدماء والتضحيات، أقوى من أي دعاية، وأعمق من أي تلاعب سياسي. فلسطين ليست رواية يكتبها الساسة في واشنطن، وليست عقاراً يمكن بيعه أو تصفيته. فلسطين هي التاريخ الذي لم يُمحَ، والحاضر الذي لم يُهزم، والمستقبل الذي لن يكون إلا نصراً وحرية.

  • الأوهام الملهمة

     

    كتب رياض الفرطوسي

    لو كنا نرى الحقيقة كما هي، مجردةً من كل زينة، هل كنا سنجرؤ على العيش؟ ربما لا. فالحياة، في جوهرها، ليست سوى مزيج من الحقيقة والوهم، وكل منا يختار النسبة التي تجعله قادراً على الاستمرار. حين يقف الإنسان أمام المرآة ويرى نفسه أجمل مما هو عليه، أو حين يؤمن بأنه أكثر ذكاءً مما تثبته الحقائق، فإنه لا يخدع نفسه عبثاً، بل يمنحها قوة خفية تدفعه للأمام. هذه الأوهام الصغيرة، التي قد تبدو للبعض زيفاً، هي في حقيقتها مصدر إلهام، تمنح الإنسان الشجاعة ليحلم، ليحاول، وليتجاوز إحباطات الواقع. التفاؤل نفسه ليس إلا وهماً، لكنه وهم ضروري. كيف يمكن لإنسان أن ينهض كل صباح ويواجه الحياة دون أن يصدق، ولو قليلًا، أن الغد سيكون أفضل؟ هذا الاعتقاد ليس قائماً على منطق صارم، بل على حاجة نفسية ملحّة؛ فالذي يرى الأمل في الأفق، حتى لو كان سراباً، يواصل السير، بينما يتجمد من يرى الظلام وحده. أما المديح، فهو الآخر نوع من الأوهام الملهمة. حين يقال لشخص إنه مبدع، حتى لو لم يكن كذلك تماماً، فإن تلك الكلمات تدفعه ليصبح أفضل، كأنها تُلقي به في طريق النجاح دون أن يدري. ليست كل الكلمات الصادقة مفيدة، وليست كل الأكاذيب ضارة؛ فبعض المجاملات تصنع معجزات، وبعض الحقائق تقتل الأحلام. لكن، متى يتحول الوهم من مصدر إلهام إلى فخ يبتلع صاحبه؟ حين يصبح الإنسان أسير صورته الزائفة، غير قادر على رؤية واقعه أو تطوير نفسه. الوهم الملهم هو ذلك الذي يدفعك للأمام، لا ذاك الذي يعلقك في دائرة من الأوهام المريحة دون أي تغيير. في النهاية، نحن لا نعيش بالحقيقة وحدها، ولا نتحرك بالوهم وحده. نحن مزيج من كليهما، ننتقي من الأوهام ما يجعلنا ننجو، ونواجه من الحقائق ما يجعلنا نتطور. فربما لم يكن الوهم عيباً كما نظن، بل سرًا صغيراً يجعل الحياة أكثر احتمالًا، وأكثر إلهاماً.

  • أسرى في أوهامهم

     

    كتب رياض الفرطوسي

    في كل مجتمعٍ مرّ بأزمنةٍ قاسية، يوجد من لا يرى الحياة إلا من خلال النافذة الصغيرة التي ورثها. هناك من يتصالح مع قيوده، لا لأنها عادلة، بل لأنها مألوفة.

    هناك من يخشى الحرية، لا لأنها مدمّرة، بل لأنه لم يعرف طعمها يوماً.

    إنها ليست فقط قيود السجون والجدران العالية، بل تلك القيود التي تنشأ في العقل. تُزرع الفكرة، تُكرر، تُقدَّس، حتى تتحول إلى حقيقةٍ لا تُناقش.

    يصبح الاستسلام طبعاً، والخضوع فضيلة، والخروج من النسق مخاطرةً لا تُغتفر. في بلادنا ، وفي البلاد التي ألفت الأزمات، صار الاعتياد على العيش في الظل جزءاً من طبيعة الأشياء.

    من عاش عمره في العتمة، قد يكره الضوء حين يبزغ فجأة. ومن تربّى على الخوف، قد يرى في الأمان تهديداً غير مألوف.

    حين يتكرر المشهد ذاته لعقود، حين تصبح الخطابات المعلّبة مصدر الحكمة، حين يتم تدجين العقول تحت وطأة الشعارات، يصبح السؤال جريمة، ويصبح التمرد ضرباً من الجنون.

    يُخلق واقع زائف، لكنه يبدو صلباً كأنه الحقيقة الوحيدة الممكنة. التسلط، حين يطول، لا يُنتج فقط أنظمةً حاكمة، بل يُنتج أذهاناً مستسلمة، تقتات على الخضوع وتبحث عن مُستبد جديد كلما انهار المستبد القديم. الخوف من الحرية ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تراكم طويل من القمع.

    وبما ان النوافذٌ لا تُفتح إلا بالعقل. تاريخيا حين كانت الإمبراطوريات تفرض حكمها، لم تكن تسجن الجميع خلف الأسوار.

    كانت تكتفي بزرع الأسوار داخل العقول. تجعل الناس يؤمنون أن حياتهم هذه هي الصورة الوحيدة الممكنة، وأن أي محاولةٍ لتخيل عالم آخر ليست إلا ضرباً من العبث.

    لكن، هل يمكن حقاً أن يعيش الإنسان محبوساً في سجنٍ بلا قضبان؟لكن العقول التي أنجبت الشعراء والفلاسفة والثائرين، لم تكن أقل قسوةً من زمننا هذا، ولم تكن أقل رعباً من حاضرنا.

    كل الحقب التي سادت ثم زالت، كانت تعتقد أنها أبدية. كل الحُكام الذين أعلنوا أنهم سيبقون، غادروا تحت عجلات التاريخ.

    الخلاص ليس فكرةً جماعيةً بالضرورة. المجتمع قد يكون غارقاً في الوهم، لكنه لم يمنع أحداً يوماً من أن يكون مختلفاً. هناك دائماً من يشق الطريق بعيداً عن السرب، من يرى ما وراء الجدران، من يجرؤ على التصديق بأن الحياة ليست مجرد نسخةٍ مكررة من الماضي.

    العقل، حين يتحرر، لا يحتاج إلى إذنٍ من أحد.

    لا ينتظر الضوء من الخارج، بل يشع من داخله. وحين يأتي زمن التحولات، سيبقى السؤال الكبير: كم من العقول ستجد الشجاعة لتكسر أوهامها؟

  • جسور التنمية ونهضة العراق: رؤية الحكومة ومسار الإنجاز

     

    كتب رياض الفرطوسي

    يمضي العراق اليوم بخطى واثقة نحو آفاق المستقبل، مرتكزاً على قاعدة صلبة رسم معالمها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عبر مشروعه الحكومي الطموح. إن مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد ليست مجرد خطط مرسومة على الورق، بل هي واقع يتجسد في خطوات عملية ومنجزات ملموسة تعكس إيماناً راسخاً بقدرة العراق على استعادة مكانته التاريخية. لم يكن العراق يوماً بعيداً عن صناعة التاريخ، فقد كان مهبط الحضارات وحاضرة العلم والثقافة، وها هو اليوم يقف على أعتاب نهضة جديدة تقودها سواعد أبنائه. ومع امتلاك العراق ثروات بشرية وطبيعية هائلة، باتت آمال الشعب تتطلع إلى بناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وفي ظل عالم يموج بالصراعات والتغيرات المتسارعة، أصبح لزاماً على الحكومة تعزيز أركان الدولة وتقويتها على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن الاستقرار والتنمية المستدامة. يُعد الملحق التنفيذي للبرنامج الحكومي وثيقةً تعكس حجم العمل المنجز، حيث قفزت نسبة تنفيذ الإجراءات من 51% إلى أكثر من 73% خلال فترة وجيزة من عمر الحكومة. وقد حددت الحكومة أولوياتها بوضوح، فكان التركيز على مكافحة الفساد المالي والإداري، وتقليص معدلات البطالة من خلال خلق فرص العمل، إلى جانب دعم الفئات الهشة ومحدودي الدخل. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتد ليشمل إصلاح القطاع الاقتصادي والمالي، والنهوض بالزراعة والمصارف، وتعزيز دور القطاع الخاص بوصفه شريكاً أساسياً في التنمية. منذ توليه المسؤولية، اعتمد الرئيس محمد شياع السوداني نهجاً عملياً قائماً على التخطيط الدقيق والتنفيذ الفعلي، حيث سعى إلى دعم جهود التنمية من خلال مؤسسات الدولة المختلفة، ضامناً تحقيق الإنجازات التي تعزز بناء الدولة الحديثة. وقد تجسد ذلك في عقد المؤتمرات والندوات وإطلاق الفعاليات التي تستهدف تعزيز التكامل بين المؤسسات الحكومية والقطاعات الأخرى، سواء في بغداد أو بقية المحافظات.. العراق، بما يملكه من إرث حضاري عظيم، قادر على بناء مستقبل مزدهر بفضل جهود أبنائه وسياسات حكومته، وهو ما بات ينعكس بشكل واضح على ثقة المواطن المتزايدة في الدولة. لقد أصبح السوداني اليوم رمزاً للأمل والطموح، مستفيداً من خبراته المتراكمة في مؤسسات الدولة لتوجيه البلاد نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً. إدراكاً لأهمية الشراكات الدولية في تحقيق التنمية، حرصت الحكومة على توقيع العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع دول عديدة، شملت قطاعات حيوية مثل الموارد المائية، والري، والإسكان، والاستثمار، والطرق والجسور، والنفط، والثروة المعدنية. وقد أسهمت هذه التحركات في تعزيز التعاون والتبادل الاقتصادي والعلمي، مما أرسى أرضية خصبة للنهوض بمختلف القطاعات. إن الرئيس السوداني ماضٍ بثبات في مد جسور التعاون مع مختلف الدول، وتعزيز حجم التعاقدات مع الشركات العالمية لتنفيذ مشاريع البنى التحتية، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام العراق لمواكبة التطورات العالمية، وتحقيق نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن النهج الذي تتبعه الحكومة الحالية في الداخل والخارج يؤسس لواقع جديد يتسم بالسلم والاستقرار والتنمية. وما تحقق حتى الآن ليس سوى بداية لمسيرة طويلة من العمل والإنجازات التي تهدف إلى إعادة العراق إلى موقعه الطبيعي كلاعب أساسي في المنطقة والعالم. لقد أثبت الرئيس محمد شياع السوداني أن الأفعال هي التي تصنع التاريخ، وليس مجرد الأقوال. وبفضل رؤيته الثاقبة وإرادته الصلبة، أصبح العراق اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من البناء والازدهار، وسط دعم شعبي متزايد يرى في قيادته أملًا طال انتظاره. إن الثقة المتجددة التي يضعها المواطنون في حكومتهم اليوم لم تأتِ من فراغ، بل جاءت كنتيجة مباشرة لعمل دؤوب، وجهد متواصل، ورؤية واضحة لمستقبل يليق بالعراق وشعبه.

  • مراكز الأبحاث في العراق: ركيزة التنمية والبناء

     

    كتب رياض الفرطوسي

    تمثل مراكز الأبحاث في العراق أحد أهم أدوات التطوير والبناء التي يمكن أن تسهم في نهضة البلاد ووضعها على طريق التنمية المستدامة. على الرغم من التحديات العديدة التي تواجه هذه المراكز، فإنها تحتضن كنزاً من الكفاءات والكوادر العلمية القادرة على تقديم حلول مبتكرة لمشكلات المجتمع المختلفة . يمتلك العراق شبكة من مراكز الأبحاث التي تغطي مجالات متعددة، من العلوم الطبيعية والهندسية إلى العلوم الاجتماعية والاقتصادية. هذه المراكز تزخر بالباحثين والخبراء المؤهلين الذين يتمتعون بإمكانات علمية هائلة. ومع ذلك، تواجه هذه المراكز تحديات كبيرة تحول دون تحقيق كامل إمكانياتها، ومنها :

    ضعف التمويل: يعاني الباحثون من نقص في الموارد المالية اللازمة لتنفيذ أبحاثهم وتطويرها.

    تقادم البنية التحتية: كثير من المعامل والأجهزة المستخدمة في مراكز الأبحاث أصبحت قديمة وغير قادرة على مواكبة التطورات التقنية الحديثة.

    غياب التخطيط الاستراتيجي: لا توجد خطط واضحة تحدد الأولويات البحثية التي يجب التركيز عليها لتحقيق أهداف التنمية الوطنية.

    غياب الربط بين الأبحاث والتنمية: تضاؤل دور الأبحاث التطبيقية وضعف التنسيق بين مراكز الأبحاث والقطاعات الاقتصادية والصناعية.

    يمكن لمراكز الأبحاث العراقية أن تلعب دورا محوريا في عملية البناء والتنمية، وذلك من خلال :

    توجيه الأبحاث نحو الأولويات الوطنية: التركيز على مجالات البحث العلمي التي تخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مثل الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، وإدارة الموارد المائية.

    تعزيز التعاون مع القطاع الخاص: الشراكة مع الشركات المحلية لتطبيق نتائج الأبحاث في مجالات الإنتاج الصناعي والزراعي.

    إطلاق مبادرات بحثية موجهة: استثمار الكفاءات الوطنية في مشاريع بحثية تسهم في حل المشكلات الملحة مثل البطالة، التلوث البيئي، واعادة الإعمار.

    تحفيز الابتكار: إنشاء حاضنات علمية لدعم المشاريع الابتكارية التي يقدمها الباحثون الشباب.

    يمكن للعراق الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تفعيل دور مراكز الأبحاث لتحقيق التنمية. على سبيل المثال: ركزت الصين على الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية لتطوير اقتصادها. نجحت كوريا الجنوبية في تعزيز شراكات بين الحكومة والشركات لدعم البحث العلمي في تكنولوجيا المعلومات . اعتمدت سنغافورة على مراكز الأبحاث في تطوير القطاع الصحي وتحقيق قفزات نوعية فيه. لإعادة تفعيل مراكز الأبحاث في العراق، يجب تبني استراتيجية شاملة تشمل :

    زيادة التمويل: تخصيص ميزانيات كافية لدعم البحث العلمي

    تطوير البنية التحتية: تحديث المعامل وتجهيزها بأحدث التقنيات.

    التنسيق بين الجهات المختلفة: إنشاء هيئة وطنية تشرف على التنسيق بين مراكز الأبحاث والحكومة والقطاع الخاص.

    تعزيز الشراكات الدولية: التعاون مع مؤسسات ومراكز أبحاث عالمية للاستفادة من خبراتها.

    مراكز الأبحاث العراقية تمثل ثروة علمية ضخمة يمكن أن تكون الركيزة الأساسية لنهضة العراق وتحقيق التنمية المستدامة. الاهتمام بهذا القطاع ودعمه ماليا وتقنيا سيضمن وضع العراق على خارطة الدول التي تعتمد على البحث العلمي في بناء مستقبلها. كل خطوة نحو دعم هذه المراكز هي استثمار في مستقبل مشرق للبلاد.

  • ترامب_ الجحيم العالمي المرتقب

    بقلم_الخبير عباس الزيدي

    حروب مفتوحة ستواجه العالم خططت لها الدولة العميقة في الولايات المتحدة تنفذها ادارة ترامب •

    ربما يعترض البعض على ذلك بلحاظ آليات عمل الحزبين الجمهوري والديمقراطي المختلفة من عسكرة السياسة لكن في المحصلة النهائية مايحصل هو تبادل ادور عبر اساليب مختلفة لتحقيق جنون العظمة الشيطاني لبقاء واشنطن على راس الهرم لنظام عالمي احادي القطبية وبالتالي اذلال وسرقة شعوب العالم هذا يحصل مع غياب النظرة الواقعية لواشنطن_لعالم متعدد الأقطاب•

    باستخدام كافة الاساليب القذرة انطلاقا من شعار امريكا اولا ومن خلال تعزيز القوة والقدرة للدولة القوية (للدفاع عن مصالحها)) كوسيلة ( العنف والقوة والارهاب ) حسب تخطيط المدرك السياسي الامريكي لتحقيق الاهداف بديلا عن التحاور والتفاهمات التي يصفها الشيطان (بالتنازلات )

    ومن أهم تلك الحروب ( المخططات ) مايلي

    اولا_الاقتصاد الجغرافي والحرب التجارية

    ■مهاجمة الاضداد _ الأصدقاء والأعداء •

    اعلن ترامب عن حرب اقتصادية مفتوحة على جميع دول العالم دون استثناء بمافيهم حلفاء واشنطن من الاتحاد الاوربي•

    الغاية استنزاف وانهاك وابتزازالجميع من خلال السيطرة على اراضي جديدة ونهب مواردها الطبيعية وجعلها سوق لمنتجاتها كذلك بالسيطرة على اغلب المضائق والممرات البحرية ذات الاهمية في العالم يحصل ذلك تحت ذريعة مواجهة التمدد الاقتصادي للصين •

    لذلك سارعت واشنطن بإرسال رسائل الى بنما وكندا والمكسيك وغرينغ حتى تتمكن من

    1_ تقييد و توجيه حركة التجارة العالمية بما يخدم مصالحها

    2_ تنفيذ العقوبات الأحادية على الدول التي تستهدفها

    3_ مضاعفة الرسوم الكمركية

    4_ سهولة فرض الاتاوات وابتزاز الانظمة

    5_ ضم اراضي جديدة لها لنهب مواردها ومنها النفط والغازواليورانيوم

    6_ ضم أسواق اضافية لمنتجاتها

    علما_ ان توجهات واشنطن حول بنما وغريلاند تتقاطع تقاطعا كبيرا مع مصالح دول الاتحاد الاوربي بالكامل خصوصا مع المانيا ومن هنا باستطاعة كل من روسيا وايران والصين النفاذ من تلك النقطة لقلب المعادلات يضاف لها حاجة اوربا للطاقة ذات الاسعار المناسبة وتذمر اوربا من سياسة الانفاق الدفاعية التي اثقلت كاهلها •

    ثانيا_ روسيا

    يراهن البعض على المفاوضات لإنهاء الصراع في اوكرانيا والحقيقة هناك عملية خداع كبيرة سوف تتعرض لها روسيا وربما تأكل الطعم قبالة شروط روسيا ومنها تنازل اوكرانيا عن بعض اراضيها بما فيها جزيرة القرم ورفع بعض العقوبات وتخفيض عديد قواتها وعدم انضمامها للناتو وقضايا تتغلق بالقدرات النووية

    ويجب على موسكو الحذر الكبير من التخطيط الاستراتيجي الامريكي الاوربي المشترك الذي يهدف الى تمزيق روسيا وانهاء دورها •

    ففي الوقت الذي ترى روسيا نوايا لانهاء او تهدئة الحرب في الجبهة الاوكرانية فانها _ واشنطن سوف تفتح عدة جبهات على روسيا …منها

    الجبهة الاولى _ ستكون بقيادة واشنطن في القطب الشمالي وهذا واضح من خلال غريلاند او كندا والدنمارك

    الجبهة الثانية_ تواجد كثيف لقوات الناتو في البلطيق واعتباره بحر داخلي للاطلسي وهناك مؤشرات لزيادة ومضاعفة الانفاق العسكري للناتو في البلطيق علما هناك ذرائع لحماية البنى التحتية تحت الماء (الكابلات ) من روسيا غايتها تطويق روسيا وحظر الغاز الروسي

    الجبهة الثالثة_ ارسال مايسمى بقوات حفظ السلام من الناتو تستقر في عمق اوكرانيا وهذا مايزيد الامور تعقيدا وتنذر بتداعيات خطيرة على مستوى العالم ربما تصل الى الانفجار الكبير ….!!؟؟

    الجبهة الرابعة_ تفعيل الاتفاقية الثنائية البريطانية الأوكرانية وبناء قواعد هناك لمدة 100 عام والاخطر التقرب من جزيرة القرم عن طريق بحر اوزف وهذا يشجع دول اخرى مثل فرنسا وغيرها والحقيقة تكمن في تقاسم الاراضي او الكعكة الأوكرانية وكل ذلك استحضارات مستقبلية للقضاء على روسيا علما هناك مؤشرات على تورط بريطانيا مع امريكا في استهداف خط الغاز _ السيل التركي

    الجبهةالخامسة _ تركيا

    واحدة من اخطر الجبهات التي يتم الاعداد لها في تطويق مصالح روسيا في الشرق الاوسط _ سوريا وليبيا ولبنان والعراق وكذلك في القوقاز واسيا الوسطى وستحصل تركيا على مغريات كبيرة بما فيها 20 %من التجارة الروسية مع اوربا ستتخلى عنها امريكا لصالح تركيا وسيكون البحرالاسود حاضرا في هذه المعادلة•

    الجبهةالسادسة_ ستكون من بيلاروسيا حيث يتم دفع قوات مدربة من المعارضة والمرتزقة نحو الحدود والحصول على موطئ قدم على الاراضي البيلاروسية لقلب النظام او لشن هجمات على روسيا •

    ■ الخلاصة

    بالاضافة الى العقوبات والحرب الاقتصادية على روسيا فإن واشنطن وبعد اقترابها من بعض الأراضي الروسية فانها بصدد تطويق روسيا من الشمال والشرق الاقصى والشرق الادنى واقصائها من الشرق الاوسط والمياه الدافئة•

    ثالثا_الشرق الاوسط •

    1_السلام عن طريق القوة

    تعهد ترامب بنشر السلام عن طريق القوة والمقصود هنا السلام مع إسرائيل والذهاب الى ابعد من ذلك يتمثل في تنفيذ بنود اتفاقيات ابراهام التي تتعدى التطبيع الى الانفتاح والتعاون التجاري والتحالف عسكري والامني والثقافي مع إسرائيل سواء برغبة دول الشرق الاوسط او بالاكراه وهذه الدول تشمل السعودية ولبنان والعراق وسوريا والكويت مع اختلاف مواقفها •

    ● السعودية_

    اعلنت في الظاهر عن رغبتها في الانخراط في صفقة القرن واتفاقيات ابراهام حال توقف العدوان على غزة والحقيقة تكمن في شرط السعودية لانهاء دور حماس واحتلال غزة والقضاء على حزب الله حيث تأمل في إحياء مشروع اقتصادي كبير بمشاركة امريكية اسرائيلية يمر من الهند الى السعوديةعبر الاردن وغزة واسرائيل الى اوربا بالاضافة الى تصدير الغاز كجزء اساسي من المشروع اليوم اختلفت المعادلة وفشلت اسرائيل باحتلال غزة ومع ذلك بقى الطموح السعودي وسوف تنخرط في ذلك عبر مشروع نيوم وفتح قناة بن غوريون الاسرائيلية كبديل عن قناة السويس دفعا للمنافسين لها مثل تركيا وقطرومصروايران..الخ

    ومن اهم المغريات التي قدمت لها

    1_ريادة وقيادة المنطقة

    2_المشاريع الاقتصادية

    3_ الاتفاقيات الامنية

    4_ المنشآت النووية

    لقد استطاعت واشنطن توظيف تتافس الدول لصالحها مثل مصر وتركيا والاخيرة مع السعودية وهكذا

    ● لبنان _

    من خلال ترتيب الرئسات اللبنانية التي حصلت مؤخرا تأمل واشنطن باقصاء امل ونزع سلاح حزب الله وابعاده عن الواقع السياسي وانخراط لبنان في اتفاقيات ابراهام خلاف ذلك اغراق لبنان في الفوضى والحرب الأهلية والوقوع تحت تهديد الارهاب التركي السوري المشترك مع استمرار التجاوزات العدائية الاسرائيلية

    ● العراق

    مع التهديدات الأميركية المستمرة لازمة الاموال العراقية التي تسيطر عليها واشنطن وملفات القوى الانفصالية و حركة العملاءوالارهاب والمستجدات في سوريا

    والتهديد التركي والضغوط الخاصة بسحب سلاح فصائل المقاومة العراقية والازمات المفتعلة الاخرى سيكون العراق بين خيارات الحرب الاهلية والتقسيم او التطبيع •

    ● اليمن

    بعد الموقف البطولي الكبير للاخوة انصار الله في اليمن في تقديم الاسناد لغزة يقوم الاستكبار والصهيونية العالمية باعداد سيناريوهات عدوان جديد على اليمن بعد توقف العدوان على غزة تتراوح مابين حشد دولي او اعادة العدوان السعوامارتي او دعم الانفصالين بمشاركة الارهاب لشن هجمات على اليمن وكل ذلك يحصل بمشاركة سعودية وأمريكية واماراتية وبريطانية واسرائيلية مع استمرار العقوبات والحصار الجائر•

    ●سوريا

    في هذه المرحلة سوف يتم دعم النظام هناك واستخدامه عصى تهديد ومن ورائه تركيا وقطر بالضد من العراق ولبنان ومصر والسعودية وايران ولبنان وبعد نجاح الادارة الامريكية في فرض اتفاقيات ابراهام في المنطقة سوف تنقلب عليه في نهاية المطاف

    ●تركيا

    بلحاظ ماتقدم من الممكن معرفة دور تركيا والكيفية التي فيها وظفت واشنطن دور انقرة لتنفيذ سياساتها واسندت لها دور في تطويق روسيا وايران ومنحتها دورا خطيرا مقابل مغريات كبيرة كذلك ودورها كوسيلة ضغط وتهديد على العراق والاردن ومصر ولبنان والسعودية وفي ذات الوقت لن تسمح واشنطن لتركيا استثمار سوريا والبحر الابيض المتوسط كمحطة اقتصادية نحو اوربا ولن تسمح لها في استثمار الطاقة من الغاز والنفط السوري بديلا عن الطاقة الخليجية

    2_الضغط الاقصى •

    واشنطن وحسب وجهة نظرها تعتقد ان الجمهورية الاسلامية تعرضت لانتكاسات كبيرة عن طريق حلقائها تمثلت في لبنان والادارة الجديدة واضعاف حزب الله واسقاط الاسد في سوريا والحرب على حماس والضغط على العراق ومحاصرة اليمن لذلك لا نستبعد في مرحلة لاحقة ستقوم واشنطن بالعدوان المباشر على ايران بعد انتهاء المرحلة الاولى التي تتمثل بالتالي

    1_ إصدار حزمة عقوبات جديدة قاسية

    2_ تغذية الفتن واثارة الأزمات في الداخل الايراني

    3_ ضربات منفردة يقوم العدو الإسرائيلي

    4_ تغذية المجموعات الانفصالية في شمال ايران والمناطق الواقعة بالقرب من أذربيجان

    5_ يحصل ذلك مع فتح جولة جديدة من المفاوضات حول الملف النووي بنتائج معاكسة لما انتهت سابقتها في مجموعة 5+1`

    رابعا_المفاجئة المصرية في المنطقة •

    كثيرة هي المفاجئات المتوقعة في العالم التي ستغير من سير الاحداث المقبلة وتبقى المفاجئة المصرية في المنطقة لها الاولوية

    المتمثلة في حقول الغاز المكتشفة مؤخرا في مصر واستثمارها من قبل بريطانيا وايضا في وقوف مصر ومن يتحالف معها بالضد من المشرع الاسرائيلي في فتح قناة بن غوريون كبديل عن قناة السويس

  • ذكرى شهادة شيبة الحق و الاباء

    🖋 الشخ محمد الربيعي

    السلام على الشهيد السعيد ابا مهدي المهندس و الشهيد السعيد قاسم سليماني ، وانا لله وانا اليه .

    تعد الذكرى السنوية للشهيد محطة هامة للتزود بقيم ومفاهيم وعظمة الشهادة واستذكار تضحيات الشهداء، ومعرفة الجزاء الذي يناله الشهيد والمكانة التي يتبوأها، وعلينا ألا ننسى أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم ربهم عز وجل، وتأكيداً لمعاني إيمانية تليق بتضحيات الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملاحم بطولية في مواجهة العدوان، من خرجوا في سبيل الله لا طمعا في غنيمة ولا فيء، ولا طلبًا للرزق، وإنما رغبة فيما عند الله من خير هو أبقى، فكانوا “أبطالاً تفوقوا بقلة إمْكَانياتهم وقوة إيمانهم وصدق توكلهم على الله، فهزموا تحالفاً عدوانياً ،وكان حقًّا على الأمَّة أن تجعل محطة زمنية لذاك الشّهيد الذي ضحّى بحياته حتى لا يُختم على أمّته بالهوان والتَّبعيَّة والعبوديَّة، فتحيي ذكراه بما يليق بعظمة الذكرى.

    محل الشاهد :

    الشهادة هي وسام شرف يمنحه الله لمن يصطفيهم من عباده، فالشهيد يقدم حياته وهي أغلى ما يملكه رخيصة في سبيل الله وفي سبيل وطنه وأهله، ليحظى ويكافأ بأعلى المراتب في الجنة ويفوز فوزا عظيما، فالناس تموت والشهيد حي يرزق عند مليك مقتدر فما هي إلا ثوان معدودة ويجتاز الشهيد قيود الحياة فينطلق حرا بروحه الطاهرة إلى الحياة الأخرى فيرى النعيم ما هو فوق البيان، فتفتح له الجنان وترحب به ملائكة الرحمن، فقد واجه أولئك الشهداء تحالف المعتدين والغزاة والمجرمين، فقُتل الشهيد مظلومًا، وهو يؤدي واجبه وما افترض الله تعالى عليه مدافعًا عن دينه وبلده ونفسه، وشهادته ترسخ إلى حدٍّ بعيد مظلوميته ومظلومية المجتمع الذي يدافع عنه وعدالة القضية التي يحملها…

    إن إحياء فعاليات الذكرى السنوية للشهيد يعد اعترافا وامتناناً للشهداء بما قدموه وبذلوه من أجل أمن واستقرار وحرية وكرامة وعزة الأمة، فمنزلة الشهداء وفضل الشهادة في سبيل الله مكانة ومرتبة كبيرة وفضل عظيم من الله سبحانه وتعالى لا يناله إلا من وهب نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن سيادة وكرامة وطنه واستقلاله.

    وهو كذلك إحياء لروح التضحية والاستبسال وتجسيد الملاحم البطولية في نفوس أبناء الشعب، وأن الاحتفاء بذكرى الشهيد السنوية، بحد ذاته يحمل رسائل قوية الى العدوان بأنه لن ينال مراده ، وإن دماء الشهداء درب مسير نحو الانتصار ومواجهة الحروب والانحلال الأخلاقي والديني، بروح وأخلاق الشهيد النضالية والدينية في الواقع العملي..

    ختام قولي عن الشهادة و الشهيد :

    لولا تضحياتُهم بدمائهم الطاهرة الزكية لَمَا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من العزة والكرامة والشموخ وأصبحنا في موقع القوة في كُـلّ الجوانب؛ لأَنَّهم هم ‏الشهداء العظماء؛ لأَنَّهم لا يوجد في قاموس مشوار حياتهم أي معنى للخسارة على الإطلاق، ولا مكان في تاريخهم محطة للموت والفناء، فكل لحظة من حياتهم حياة وربح، وكل موقف سطروه مع الله وفي سبيله قادهم إلى موقع العظمة والشهادة والحياة والخلود والفوز والرضوان.

    اللهم احفظ الاسلام و اهله

    اللهم احفظ العراق و شعبه

  • مستقبل المقاومة  …!؟بين التسليم والعقيدة والتعقيد

    بقلم _ مقاوم الكثير  يسأل عن مستقبل المقاومة  بعد ماحصل_  وللاجابة على تلك التساؤلات لابد لنا من التعرض للتالي

    1_ المقاومة _ تعني الرفض والمماعنة وهي القوة الصلبة التي تواجه الضغط وتصطبر على الاذى يصاحبها ردات  فعل متوازية او متافاوتة تستطيع  من خلالها قلب المعادلات 

    2_المقاومة _ تستمد شرعيتها من النص القرآني والاحاديث النبوية والروايات بالاضاقة الى النواميس والاعراف الاخلاقية والمجتمعية والثقافية والحضارية وتحتكم في عملها  الى أخلاقيات  الجهاد  المعروفة

    3_ لابد للمقاومة من راعي وداعي  وداعم ورموز  ولاعب سياسي يحصد ما زرعته المقاومة

    4_ماتم ذكره في الفقرات السابقة يعني ان عمل المقاوم تحت امر الشارع المقدس بمعنى تحت التكليف وهنا ياتي دور العقيدة بعيدا عن العقد و التعقيد وبالتالي الطاعة والتسليم _ نحن نردي ماعلينا من مهام والباقي على الله عز وجل  ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون 

    5_ان الطاعة  لايمكن الحصول عليها مالم يتم التسليم لاوامر الله عز وجل  في اداء المهام والتكاليف 

    6_ان من يؤدي  تكليفه  الشرعي ليس معني بالنتائج  والذي يتضح من خلال المنهج القويم وعلى سبيل المثال اذا مانظرنا الى واقعة الطف  في كربلاء  ونتائجها  ستكون الأمور  واضحة  فهل قضية  الامام الحسين عليه السلام  مقرونة بما انتهت  اليه على ضوء نتائج المعركة ام على ضوء المنهج.؟؟؟والجواب  يقينا على ضوء المنهج علما انها  في النتائج  حصدت  ثمارها  بعد حين وهي باقية منارا للاحرار

    7_ لاتموت المقاومة في موت او استشهاد قائدها بل على العكس من ذلك سيصبح ذلك حافزا لركوب الصعاب وعبور التحديات وتبقى القيادة لان كل مقاوم قائد 

    8_ان المقاومة قرار والشهادة توفيق واختيار بمعنى  من سلك  طريق ذات الشوكة لايبالي سواء وقع  على الموت ام وقع الموت عليه

    9_ان المقاومة  تعمل لتحقيق أهداف عليا تخوض غمار الصعاب و تمر بمراحل وتدخل معارك وحروب جزئية  او تشغيلية تخدم معركتها تقع ضمن حربها الرئيسية بمعنى تضع كل ماهو تكتيكي ومرحلي  لنجاح استراتيجيتها

    10_ان المقاومة شأنها شأن اعدائها ربما تخسر نزالا  اومعركة وتربح نزالات مع ملاحظة الفارق في ميزان القوى من عدة وعديد وامكانيات  وقدرات لكن مايميز المقاومة عن الجيوش والمنظمات الاخرى انها لن تنكسر و لاتضمحل ولاتتلاشى ربما تضعف في مرحلة ما  لكنها لن  تموت وطريقها مخضب بدماء الشهداء

    11_ ربما يتشفى بعض الشانئين والمبتورين بالمقاومة لتغطية عوراتهم وتلك الالسن القذرة مداحة صداحة للعدو  ولاشك انهم الاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم  في الحياة  الدنيا ويحسبون  انهم يحسنون  صنعا والعاقبة  للمتقين ولاشك ولاريب انهم المقاومين

    12_ المقاومة عطاء والجهاد سياحة المؤمن و باب من ابواب الجنة   والمقاومة  تعتبر من  اوسع ابوابها ومن ذاق عذوبة المقاومة لن يتركها ومن تركها ندم ويبشر بالخسران المبين لان المقاونة طريق عز وكرامة يخلوا من  الذل والندامة •

    للمقاومة  رجالها  @ الخلاصة  _ مع كثرة العدو و قلة العدد و خذلان  الناصر المقاومة بخير قولوا يا الله

زر الذهاب إلى الأعلى