كلمة حق شكراً لدماء الشهداء!
كتب د. نبيل سرور
شكراً لدماء شهدائنا الذين ودعناهم بالأمس في “عيتا” و”عيترون” في تشييع جماعي مَهيب، وسارت مواكب الشهداءفي العديد من قرانا الحبيبة الخارجة من تحت الركام بعد العدوان… تأكيدا على خيار المقاومة ونهجها في حماية الارض والكرامة الوطنية والانسانية ..
شكرا لعشرات النعوش المباركة التي حملها المحبّون والطيبون والصامدون من اهلنا.. اهل هذه الارض التي ابدا ما ارتضت الذل او الهوان… مشت النعوش بمهابةٍ واباء وشموخ، تحرسها دموع المحبين وترش عليها الورود والارز وزغاريد النسوة ودعوات المسنيّن والمؤمنين … فمضت النعوش على طرقات الكرامة وساحات الشرف في قرانا العاملية ، التي شعّت نورا وكرامة وعزة وارادة حياة وانتصار.. شكرا لأجسادهم الطاهرة، لأيديهم المباركة، التي ما تركت زناد البندقية والسلاح، حتى الرمق الأخير.!! . ونحن نحني بخشوع لجباههِم العالية،
ولأرواحهم العامرة بالإيمان، التي حمَت ارضَنا وكرامتَنا ومستقبل اجيالنا ووطننا… صانت حدودَنا من وحشيةِ واطماع عدّو غازٍ وطامعٍ ومستعلي…
بوركتم يا مَن كتبتُم بالدماء القانية، سطورَ تاريخنا… ابيضاً ناصعاً، وثأراً مقدساً ستحمله الأجيال ، وعنوان شرفٍ خططموه بصمودكم وثباتكم حتى الطلقة الأخيرة… فلم تتركوا الميدان، حتى التحقتم بركبِ من مضى ممن سبقكم الى سبيل الشهادة العظيم، وحملِ لواءها المقدس بشموخ ورأس مرفوع..
ها هي الاجساد الطاهرة المضمّخة بدماء العزّة والكرامة، تكتبُ صفحات العِز… للتاريخ الآتي لمستقبلِ منطقتنا وامتنا، لتحدث العالم عن الصمود الذي يهزم المستحيل، وعن اليقين والثبات الذي يحطم اردة الظالمين والمستكبرين، وعن ارادة صنع النصر حين تسقط على اعتاب ثباتكم مشاريع اميركا واسرائيل ربيبتها المشؤومة المفسدة في منطقتنا والعالم…
بوركتم يا ابناء جنوبنا الغالي المصوّن بالدماء المكلل بالغار والمجد الابدّي…بالإباء المحلّق في اعالي الكون والفضاءات الشامخة…
ايها الجنوب..يا حبيب قلوبنا… يا معقلَ الأحرار الصامد بوجه الرياحِ العاتيات،
العاصي على صهاينة غُزاة، وشذاد افاق مفسدين في الأرض… بوركتم يا ابناء هذه الأرض الطاهرة الغالية التي تبذل دونها الارواح والدماء… ايها الطيبون… يا مَن حملتم باعتزاز وفخر نعوشَ شهدائكم في طرقات بلدتي “عيتا” الحبيبة و”عيترون” الغالية على قلوبنا جميعا، واقمتم اعراس الشهادة في الكثير من القرى والبلدات الجنوبية،
ولتعلنوا للتاريخ وللعالم اجمَع، ان كُلفة َالنصر وان كانت غالية، فانها ليست أغلى من كلفة الخضوع والاستسلام.